عندما تقترب الحقيقة من أميركا – رد على مقالة سلام كاظم – الحقيقة لا تهمني

بدء بواسطة صائب خليل, أكتوبر 19, 2011, 10:19:55 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

كتب الأستاذ سلام كاظم فرج  مقالة "أدبية – فلسفية" في "المثقف" بعنوان "الحقيقة لا تهمني!. تهمني كركرة الاطفال في الحديقة." (1) ، تبدأ بتحدي مفهوم وجود "حقيقة" أو بقيمتها بجمل فلسفية معقدة مثل " واستبطان الوجدان يتوزع على تمظهر خارجي في نوعية الرموز والطقوس الدينية والاجتماعية والتقاليد المستقرة والمتحركة..." ، لتنتهي بـالإستشهاد ببريمر وحسن العلوي... لتصل إلى نتيجة مفاجئة وحديث سياسي محدد عن " أناس تضرروا نتيجة هذا الاحتلال..فمقتوا من يذكر اميركا بخير"!

كصاحب أي فكر مثالي، يلجأ سلام كاظم فرج إلى الدعوة إلى البحث عن "الحقيقة" من خلال دراسة تاريخ "الوجدان" وليس من خلال دراسة الطبيعة، فـ "الحقائق" ذاتية ونسبية وموجودة في وجداننا فقط، وهناك يجب أن نبحث عنها، وليس في العالم الوهمي الذي خلقه ذلك الوجدان.

وهنا من المفيد الإشارة إلى أن الفلسفة يمكن تقسيمها على اساس مصدر المعرفة إلى قسمين رئيسيين: المادية والمثالية، الأولى تقول بأن العالم "موجود" باستقلال عنا ، وأما الثانية فتقول أننا اخترعنا العالم بخيالنا وإحساسنا، وأن لا وجود له بدوننا. المادية تقول أن افكارنا وأحاسيسنا إنعكاسات للعالم الموضوعي الموجود بنا أو بدوننا، والمثالية تقول أن العالم ليس إلا انعكاس لأحاسيسنا، وأن قوانين الطبيعة ليست سوى انعكاس لقوانين "الروح"، وهناك فلسفات عديدة حول هذه "الروح".
ولكي تصمد النظرية الثانية المنادية بأولوية الروح، توجب عليها أن تنكر أساس العلم، لأنه يقول أن وجود العالم قبل وجود الإنسان بمليارات السنين بدلائل حسابات النظائر المشعة والظواهر الجيولوجية والفيزيائية وغيرها. أي أن الإكتشافات العلمية، حسب هذه النظرية، ليست سوى خلق لأوهام جديدة نخترعها لحظة ما نسميه "ألإكتشاف".
ومن المآخذ التي لاتحصى على هذه النظرية، ان القائلين بها يحيون حياتهم بشكل يدل على إيمانهم بأن العالم موجود بالفعل وليس من اختلاق "وجدانهم" كما يؤكدون في كتاباتهم، وأن الحقائق موجودة ولها قيمة وليست "نسبية" يجب اهمالها، كما يريدون إقناعنا. إنهم يحسبون ويحاسبون ويخططون ويغضبون ويفرحون ويحزنون ويفكرون ويقلقون، وهذه كلها أمور يجب على من يؤمن بان "الحقيقة" من صنعه هو، أن لا يمارسها، فكيف يفرح الإنسان أو يحزن لوهم يعلم أنه خلقه هو، وأنه موجود في راسه فقط، وأن بإمكانه أن يخلق ما هو عكسه؟

لنعد إلى مقالة الأستاذ سلام الذي يقول: "ان الحقيقة ما تعارفت عليه مجموعة من الناس.." و ايضاً يقول "لكن السائرون الى مجد الشهادة اقل من  رواد  مطعم صيني.. والهاربون من مجد الشهادة اكثر بقليل من شعب الصين الصديق.."
فهل يعني هذا أننا حين نبحث عن "الحقيقة" ، فعلينا أن نقوم بإحصاءات عن عدد المصدقين بها؟ هل هذا هو طريق "البحث العلمي" عن الحقيقة في نظرية الأستاذ سلام؟
هل على الباحثين عن الحقيقة أن يعتنقوا في النهاية ، المقولة التي تحوز أكبر عدد من الأصوات؟ إذن ستكون هناك حقيقة واحدة لكل شيء، حقيقة الأكثرية، وسوف يستحيل تغييرها أو البحث عن "حقيقة" غيرها، لأن من يبدأ بالشك بها سوف يخرج بالضرورة عن هذا التعريف ويصبح باحثاً عن التزييف. ولو فرضنا أن هناك من يحب "التزييف" ويسعى له، حتى يزيد عدد المزيفين عن عدد أصحاب الحقيقة، فتنقلب الحالة فجأة ويصبح المزيفون هم "الحقيقة" والآخرون مزيفون، دون أن تتغير أي من المقولتين! وفي هذا العالم العجيب، يفترض بالتقدم والتطور أن يكون ممنوناً للمزيفين!

والغريب أن الأستاذ سلام، يأتينا باستشهاد يناقض قوله نفسه في أن الحقيقة تعتمد على عدد مصدقيها تمام المناقضة فيقول :"وفي الذكر الحكيم (وأكثرهم للحق كارهون..)" ثم استشهد بالإمام علي، والذي يقول "لا تستوحشوا طريق الحق لقله سالكيه" فأي موقف هو موقف الأستاذ سلام من هذين النقيضين؟

مقابل هذا العالم السريالي أو الهلوسي عن خلق العالم في رؤوسنا وعدم وجود الحقيقة أو نسبيتها التي تجعلها غير جديرة بالإهتمام، هناك من يقول ببساطة: أن ندرة الشيء ليست مقياساً لصحته أو خطأه. هناك مقاييس أخرى لمعرفة الحقيقة.
نقول ببساطة أن ما نفهمه من كلمة "الحقيقة" أنها "مقولة تعكس الواقع" مقولة "تساعدنا على التعامل مع الواقع" مقولة تساعدنا على "توقع رد فعله بشكل صحيح" على أي عمل نقوم به، وبالتالي نستطيع أن نخطط اعمالنا بشكل صحيح..والبشرية مستمرة في بحثها عما "يساعدها على التعامل مع الواقع والقدرة على توقع رد فعله مسبقاً"، في علم الإجتماع كما في معادلات الفيزياء والكيمياء. إنها مستمرة في البحث عن "الحقيقة"، وقد حققت البشرية خطوات كثيرة في هذا الإتجاه رغم العثرات. خطوات كان كل منها ، في الخط العام، "يقترب" من الحقيقة ويهيء للخطوة التالية التي تقترب منها أكثر.

فهل كانت قوانين نيوتن مثلاً، والتي "نفتها" نظرية النسبية فيما بعد، "لا تعكس الواقع" أو "لا تساعد على التعامل معه" أو تفشل في "توقع رد فعله" ؟ هل اكتسبت صحتها و"حقيقتها" بعد أن اعترف بها الناس، أم أن الناس اعترفوا بها بعد أن برهنت صحتها بالتجربة؟ هل اعترفوا بها بعد أن رأوا أن سرعة الجسم الساقط تشابه في كل مرة تلك السرعة التي تحسبها قوانين نيوتن، أم أنه كان مختلفاً حتى صدق الناس النظرية، فصار الجسم الساقط يتصرف بشكل يؤكد صحتها؟ لا يملك المرء إلا أن يتساءل: لماذا هذا الجهد من أجل قلب الأمور على رأسها؟

"الإستبطان المتجه نحو الذات الكامنة في كل فرد"، كما يصف الأستاذ سلام الأمر، كلام ليس جديد في شيء، بل هو روح فكرة "المثالية" التي تعتقد أن كل شيء في الحياة خيال من صنعنا، والتي تصارع "المادية" التي تؤكد أن العالم موجود وأن خيالنا وتصورنا ليس سوى إنعكاس له، يخدمنا  في التعامل معه. والحقائق "المتناقضة" التي جاء بها الكاتب، كدليل على "عدم وجود حقيقة" او "عدم اهمية الحقيقة" لا تدل على ما أرادها أن تدل عليه. وكل تطور علومنا يكاد يكون عائداً لإكتشافنا "حقائق متناقضة" تنفي واحدة الأخرى وترفض التعامل معها، وتجبرنا على اكتشاف أي منهما الحقيقة وأي منهما الوهم، أو أن نكتشف حقيقة ثالثة غير متناقضة، هذا ما يقول به ديالكتيك هيجل قبل ماركس.
في البداية كانت الإقطاعية "تقدمية" بالنسبة إلى مجتمع العبيد، ثم صارت "رجعية" عندما جاءت الرأسمالية، فهل هذا تناقض؟ وهل لأننا وصفنا الإقطاعية مرة بأنها تقدمية ومرة بأنها رجعية، فأن هذا يعني أن الحقائق متقلبة لا معنى أو وجود لها؟ لا اتصور أن هناك مخ سيدوخ في اكتشاف الفكرة: أن الإقطاعية تقدمية بالنسبة إلى العبودية ورجعية بالنسبة للرأسمالية الأكثر تقدمية منها. هذه "النسبية" ليست بمثلبة على الحقائق، فليست هناك أية مشكلة في القول أن "أ" أكبر من "ب" وأصغر من "ج"، أو أن "أ" كبير "بالنسبة" إلى "ب" و صغير "بالنسبة" إلى "ج"، ولا يعني وصفنا لـ "أ" مرة بالصغير ومرة بالكبير أي تشويش يتطلب مراجعة وجود "الحقيقة" ذاتها وقيمتها.

تترك المقالة الفلسفة بين الحين والآخر لتنتقل إلى موضوع "حقائق" محددة جداً ، بل و سياسية، وتستقر في النهاية عند موضوع الأمريكان وحبهم وكرههم، وبدون ربط بين المقدمة المغرقة في الفلسفة وبين موقف سياسي مباشر، فكيف اتخذ الكاتب موقفه هذا بدون استشارة الحقيقة التي لا تهمه؟ وكيف ارشدته "كركرات الأطفال إليه"؟ ويبدو لي ان موضوع أميركا هذا هو الموضوع الأصلي وما قضية "نسبية الحقيقة" إلا إطار تجميلي للموضوع.

في توصيف غريب للمارينز بأنهم الطبيب والعراقيين على ما يبدو هم "آكل لحوم البشر" المريض في المقالة، وكل ما يتفرع من تلك الصورة، أقول أن المارينز هم الأقرب إلى آكلي لحوم البشر من الذين تطلب لهم الشفاء، وفي المواصفات المطلوبة للمرشحين ليكونوا مارينز وفي تدريبهم من أعمال آكلي لحوم البشر ما يزيد عن غيرهم – ألا تراهم يصرون على الحصانة؟ أليس ذلك خشية ان يراهم أحد وهم يفترسون الآخرين، ويحاسبهم؟
وفي مغالطة غريبة عن الحقيقة، يشير الأستاذ سلام إلى قبول مساعدة الناتو في ليبيا ومصر وتونس والصومال، في الوقت الذي تقول الحقيقة ان ذلك حدث في ليبيا فقط، وبعد رفضه رفضاً باتاً لمدة طويلة، ولم يقبلوه إلا عندما لم يجد الثوار سوى الخيار بين الناتو والموت، أما الآخرين فقد رفضوا الناتو والغرب كله رفضاً قاطعاً، لكن إذا كان المبدأ هو أن الحقيقة لا تهم كما يقول الأستاذ سلام، فيمكن لصاحب تلك الفلسفة أن يكتب ما يشاء، دون أن يتناقض مع مبدأه.

يفسر الأستاذ سلام كراهية العراقيين لأميركا بأنهم " أناس تضرروا نتيجة هذا الاحتلال..فمقتوا من يذكر اميركا بخير"! ومن المعروف، وما اعترف به الأمريكان صراحة والسياسيون العراقيون أيضاً، أن الغالبية الكبرى من العراقيين تكره أميركا، فهل يريد الأستاذ سلام القول بأن الأكثرية من العراقيين قد تضررت من الإحتلال؟ وهو بالتأكيد لا يقصد هنا بعبارة "من يذكر أميركا بخير" من يذكر جومسكي أو مارتن لوثر كنج أو توماس أدسون بخير، كما قد توحي عبارته، وإنما من يريد ويصر على إبقاء الوحوش المسؤولة عن مذابح الفلوجة وبشاعات سجن أبو غريب وحديثة وإعطائهم الحصانة التي يحتاجونها ليطمئنوا وهم يمارسون القتل من الطائرات و هواية  "صيد الديكة" وإطلاق النار على الناس من المدرعات بلا سبب او مناسبة كما حدث في ساحة النسور وحالات لا حصر لها ولا عد. هؤلاء من يمقت البعض من يذكرهم بخير، ويبدو لي ان الأستاذ سلام يحتج على ذلك، ويموهه بعبارة "من يذكر أميركا بخير".

يكمل الأستاذ سلام بشرح سبب كره هؤلاء الأمريكان الطيبون بالقول: "ولهذا ترى ان من قتل الانكليز اباه في ثورة العشرين ظل على مقته للأنكليز. واورث هذا المقت لاحفاده.." فهل هناك إحصائية وصلت إلى الكاتب تشير بهذا الأمر أم أنه لا داعي للإحصائيات ايضاً باعتبار أن الإحصاءات "نسبية"؟
إن إرجاع كره أو حب "الإنكليز" (إقرأ : الإحتلال – الأمريكان) إلى قضايا في داخلنا، ورثناها عن أجدادنا، هروب فاضح من ما يقومون به من افعال. إنها محاولة يائسة لإعفائهم من نتائج جرائمهم، من خلال لإدعاء بأن ذلك الحب والكره شيء خاص بنا لا علاقة لأفعالهم به، وبالتالي فهم معفيون من أي عمل يقومون به. فتقييماتنا حسب الأستاذ سلام، تسبح في عالم وهمي من تجاربنا الداخلية ولا تتلقى أي شيء من العالم الخارجي وإنكليزه، وكأننا غارقون في نوبة ماريوانا تقطع اتصالنا بالعالم، وتقرر مواقفنا – كأننا مجانين، فتعريف المجنون هو "المنفصل عن الواقع".
ليس هناك إذن من معنى لقراءة جومسكي أو وليم بلوم أو حتى غاندي، وأي سياسي أو فيلسوف أو مؤرخ من أجل ان تتخذ موقفاً من "الإنكليز": أنظر إلى أجدادك وستعرف من شجرة العائلة أنك تحب الإنكليز أو لا تحبهم...وبما أن حبك وكرهك هذا مغروس في جيناتك، فليس لك أن تغير رأيك لأنك لن تغير جيناتك.
ومن الجهة المقابلة، حسب هذا الرأي، فيمكننا مراجعة صحة شجرة العائلة بأن ننظر إن كنا نكره الإنكليز أو نحبهم!

من لم يشارك في حفلة الماريوانا هذه لن يجد صعوبة في حل المشكلة، ولن يدوخ في معالجة حالة أناس يفعلون الجميل حيناً والجريمة حيناً: الإنكليز فعلوا ذلك الجميل فشكرا لهم ، وقاموا بتلك الجرائم فاللعنة عليهم. وعلينا أن نقرر ما نفعله مع مثل هؤلاء. هل نرحب بمجرمين لإحتمال أن ينفعونا يوماً؟ أم نتخلى عن تلك الأفضليات لنأمن جرائمهم؟ هل هناك طريقة تتيح لنا أن نستفيد من فوائدهم دون أن نقبل جرائمهم، كأن نتعامل معهم دون قبول قواتهم ومنظماتهم السرية في بلادنا والتعامل معهم كبلد أجنبي من خلال التجارة الحرة والتبادل الثقافي؟
هذه هي الأسئلة التي يطرحها الممتنع عن حفلة الأفيون، ولا يفترض أن يجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى جواب، ولا يحتاج إلى التضحية بكركرات الأطفال من أجل ذلك.

لنعد إلى لب الموضوع: الكاتب يقول أن الحقائق نسبية ولذلك لا تهمه، وإنما يحب كركرات الأطفال، ولنفترض أنه كان يذهب كل يوم للإستمتاع بها.. ولاحظ أنها تقل يوماً بعد يوم، فماذا يفعل؟ هل يعتبر تلك "حقيقة" أم وهم من إنتاج وجدانه؟ هل يسأل عن السبب، أم أن ذلك سيكون "حقيقة" خارج أهتمامه؟ وإذا سأل وتبين أن الإستغلال يتسبب في أن يفقر أهلهم ولا يدعهم يكركرون، فماذا يفعل؟ هل يقف ضده، فيتخذ موقفاً سياسياً فيضيع الفرق الذي يفتخر به بينه وبين خصمه الساذج الذي يؤمن بوجود الحقيقة؟ أم سيجلس على مصطبة في الحديقة في انتظار الأطفال الذين سيعودوا للكركرة بأعجوبة ما؟

حين قرأت بداية المقالة، تصورت أن الموضوع موضوع فلسفي بحت، حتى وصلت السطر الذي ذكر فيه الإنكليز، ثم أميركا بصراحة، ففهمت ما وراء كل نبش التاريخ بحثاً عن فلسفة ما تخدم غرضاً ما يصعب على المنطق البسيط أن يخدمه. أقول الحق، اسعدني أن لا يجد من يريد أن يدافع عن بقاء الأمريكان طريقاً للدفاع عن رأيه سوى من خلال محاولة إلغاء وجود الحقيقة، فهذا يعني أنه لم يجد طريقاً للوي الحقيقة ليجعلها تدافع عن بقائهم. إنه مضطر لإلغاء الحقيقة لأنها تقول أنه في معظم البلدان التي سيطرت أميركا - إسرائيل عليها، خاصة في العالم الثالث، تراجعت كركرات الأطفال بشكل كبير، وكره أهل تلك البلدان أميركا كرهاً شديداً، يعبرون عنه حين يجدون لذلك طريقة، مثلما عندما وجد التونسيون والمصريون الحرية ليقولوا ذلك بعد عقود من "صداقة" أميركا.

العالم الذي يريده النظام الإقتصادي والسياسي الأمريكي عالم قاس موحش في ملاحقته الربح بأي ثمن، وما ينتج عن ذلك من فوراق طبقية تسحق غالبية الناس وأطفالهم. لذلك فأن العالم الذي ستسيطر عليه أميركا سوف يكون فيه بلا شك عدد أقل من كركرات الأطفال في الحدائق العامة، فهو نظام يسعى أصلاً لإلغاء الحدائق العامة و كل ما هو عام، وتسليمه إلى الإستثمار الخاص لتحويله إلى مشروع ربحي ومن الصعب أن تربح المال من حدائق الأطفال، إلا إذا حولتها إلى ملاعب غولف للأثرياء. لقد امتد هذا القبح ليشمل أذاه شعبهم نفسه الذي ينوء تحت ضغط الفوارق المتزايدة، رغم أن بلده أغنى وأقوى بلد في العالم. وهاهو العالم يسمع أصوات غضب عالية مدوية من شوارع أميركا، لا تشبه كركرات الأطفال بشيء، ولا تشجع أحداً على الإقتداء بمن كانت سياسته السبب فيها، دع عنك إبقاء قواتهم على اراضيه، رغم "الفلسفة السريالية" و"الحقيقة النسبية." وكل التواءاتها الفكرية.

(1) http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=55856