جميل دياربكرلي: روسيا تلعب بورقة الأقليات والميليشيات المسيحية لن تنجح

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 19, 2014, 11:52:14 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

جميل دياربكرلي: روسيا تلعب بورقة الأقليات والميليشيات المسيحية لن تنجح

برطلي . نت / متابعة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء/
رأى معارض سياسي آشوري سوري أن التحالفات التي تُقام الآن داخل الائتلاف ستزيده ضعفاً وتشتتاً، وانتقد تشكيل ميليشيات مسيحية مسلحة ورجّح فشلها، وقال إنها لا تخدم سوى القوى الإقليمية التي أنشأتها، واتهم روسيا بـ"اللعب بورقة الأقليات المسيحية" في سورية وقال إنها تستخدمهم كورقة سياسية مع النظام
وأعرب جميل دياربكرلي، المعارض السياسي الآشوري السوري، عن قناعته بأن التحالفات الجديدة التي يشهدها ائتلاف المعارضة السورية ستزيد الائتلاف ضعفاً وتشتتاً، وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "منذ تشكل الائتلاف الوطني السوري اعتمد أعضائه مبدأ الاصطفافات والتكتلات في سير عمل هذه المؤسسة، وللأسف كانت هذه التحالفات القائمة لا على أساس إيديولوجي أو سياسي أو حتى فكري وإنما على أساس التبعية للقوى الإقليمية والدولية". واضاف "هذه التحالفات والتكتلات أفرزت دائماً مجموعات تستأثر بمصير وقرارات الائتلاف وتتحكم بكل شيء في هذه المؤسسة، وأخرى تأخذ دور المعطل لأي قرار أو تحرك يأخذه الطرف الآخر". ورأى انه "اليوم لم يختلف الوضع عن السابق ولكن ما اختلف هو أن هذه التكتلات والاصطفافات الجديدة ستدخل حرب (كسر عظم) فيما بينها، ولن تزيد الائتلاف إلا ضعفاً وتشتتاً، وستزداد خيبات الأمل التي أصابت المجتمع الدولي والشعب السوري على مدى أربعة أعوام". وتابع "بالرغم من هذه الاصطفافات والتكتلات التي تأخذ عادة أوقات طويلة وأموال كثيرة، نجد أن الائتلاف لا رؤية واضحة لديه حول خطة التحول الديمقراطي في سورية وغيرها من الرؤى والطروحات بخصوص سورية المستقبل التي نطمح لها، وثار الشعب السوري من أجلها قبل أربع سنوات وحتى يومنا هذا"، وفق تعبيره
وتجري في الائتلاف الوطني تحالفات لقوى مختلفة لتشكيل كتل جديدة، بعد أن تراجعت أسهم الائتلاف كثيراً لدى السوريين ولدى الدول الداعمة لهذا الائتلاف.
وحول تناقض التحالفات المسيحية (الآشورية/السريانية) وتأثير ذلك على وحدة موقف المسيحيين، قال "الموقف المسيحي تجاه الثورة السورية لا يحكمه تناقض التحالفات السياسية للتنظيمات والأحزاب الكلدانية السريانية الآشورية فحسب بل ما يحكمه هو الحالة المستعصية التي تمرّ على سورية، فالمسيحيون شأنهم شأن كل المكونات التي تعاني نفس الانقسام في الموقف من الثورة السورية".
وفي نفس الوقت أعرب عن قناعته بأن روسيا تلعب بدورها بورقة الطائفية في سورية ولا تهتم بمصير مسيحييها سوى بقدر ما تفيدهم القضية سياسياً، وقال "بات واضحاً كيف يحاول النظام السوري والدول الداعمة له اللعب على ملف الأقليات وخصوصاً المسيحيين، وتخوفهم من الحملة كونها تهدد الوجود المسيحي فهو ليس سوى كلمة باطل يراد بها باطل، فالمسيحيون في سورية هُددوا قبل هذه الحملة وغيرها وبطريقة فظيعة ولم تحرك روسيا أي ساكن سوى الخوف والقلق، ما الذي قدمه الروس للمسيحيين في سورية غير الكلام العاطفي؟ فأين كان الروس عندما هجر مسيحيو دير الزور، أو الرقة، أين كانوا عندما سلمت قرى صدد ومعلولا للمتطرفين ليقتلوا أهلها ويعيثوا الفساد فيها، ما الذي فعلوه حتى الآن بخصوص المختطفين والمعتقلين من المسيحيين في سورية". وتابع "إن ما يهدد المسيحيين في سورية هو استمرار العنف في البلاد والذي تلعب روسيا دوراً رئيسياً في دعمه، ولم يتعامل الروس والغرب والنظام ولو لمرة واحدة مع المسيحيين بطريقة إنسانية تتناسب والتهديد الوجودي لهم، فهم دائماً يعتبرون هذه القضية ورقة سياسية ثانوية تستخدم عند الحاجة لا أكثر".
وكانت روسيا قد أعربت مؤخراً عن خشيتها أن تؤثر الضربات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية على مسيحيي سورية.
وانتقد دياربكرلي تشكيل ميليشيات مسيحية مسلّحة في شمال سورية، وقال "في ظلّ هذه التداخلات والإضرابات في المجتمع السوري، باتت ثقافة السلاح هي السائدة، ظهرت ميليشيات مسلّحة ضمن كل المكونات، ناهيك عن جيش النظام ومليشياته، وكذلك الجيش الحرّ، والكتائب الإسلامية المتطرفة، وصولاً إلى داعش والنصرة، وهذه الثقافة تغلغلت في مجموعات من الشباب المتحمس في المجتمع الآشوري/المسيحي أيضا، بهدف حماية مناطق تواجدهم على الرغم من أن المسيحيين بشكل عام ينزعون إلى السلمية وإلى ثقافة الحوار أكثر منها إلى ثقافة السلاح"، حسب تقديره
وكانت هيئات وتنظيمات مسيحية في شمال سورية قد أعلنت عن تشكيل ميليشيات عسكرية "سوتورو" مهمتها الدفاع عن المناطق المسيحية في البلاد، وهي المرة الأولى التي يصبح فيها لمسيحيي سورية ذراع عسكري.
ورّجح المعارض أن تفشل هذه الميليشيات، وقال "إن عدم وجود مقومات لنجاح أي فصيل مسلح مسيحي قائم بحد ذاته، وخصوصاً في ظلّ عدم وجود إجماع لا روحي ولا سياسي بخصوص تسليح الآشوريين/المسيحيين، وبذلك فأي محاولة من هذا القبيل لن تخدم المسيحيين بل القوى محلية التي قامت بإنشائه، وهدف هذه القوى الأول والأخير إقحام المسيحيين بالصراع المسلح إلى جانبها والذي لن يزيد إلا من الخطر على وجودهم وبالتالي هجرتهم"، وفق ترجيحه.
وأضاف "برأيي ليس هناك أي ميليشيا قادرة على حماية المسيحيين والمحافظة على وجودهم، وحدها فقط الدولة الوطنية العصرية القائمة على الشراكة والمساواة الكاملة هي من ستكون قادرة على القيام بهذه المهمة"، على حد تعبيره