حزب البعث فكر أيديولوجي ام فكر سلفي تكفيري

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, نوفمبر 17, 2014, 07:07:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

حزب البعث فكر أيديولوجي ام فكر سلفي تكفيري
اقتباس
عُرف البعث كحزب قومي اشتراكي علماني منذ تأسيسه 1947 (الفقرة الرابعة من النظام؛ يرى حزب البعث ان الحركات الإسلامية والشخصيات والمؤسسات التي تدعو الى تطبيق شرع الله والدول التي تحكم الإسلام عقبات يجب التخلص منها من اجل بناء المستقبل العربي). قال حنا بطاطو في كتابه (تاريخ العراق والطبقات الاجتماعية والحركات الثورية) انه قابل في خمسينات القرن الماضي فؤاد الركابي مؤسس وزعيم حزب البعث في العراق آنذاك وعامر عبد الله القيادي في الحزب الشيوعي. ينقل عن عامر استغرابه من كون الركابي بعثياً بل كان أقرب الى الديمقراطي الى بعثي. لذلك ضمه الى جبهة الاتحاد الوطني عام 1957. بعد ثورة 14 تموز 1958 عين الركابي وزيراً للأعمار. وإذا بالركابي هو الذي خطط عملية اغتيال عبد الكريم قاسم 1959 (شارك بها صدام حسين وهو بعمر 16 سنة). ثم استلم صدام الحكم بعد الانقلاب الأسود عام 1963. وعلى مدى نصف قرن شكّل البعث أزمة في عرقلة وتطور الدولة العراقية داخلياً وخارجياً. اثبت التاريخ افلاسه الفكري والأخلاقي. فكرة البعث ترفض الاستقراء والاستنباط وتعتمد الرؤية دون البرهان، من هذا العرض لتاريخ الحزب والمذهبية، هل يمكن ان يدعي من له مسحة عقل ان هذا الحزب سني؟ ام نظام الحكم الذي أقامه ملطخاً بكل الطرق المشبوهة هو نظام سني. المفكر مطاع الصفدي يصفه في كتابه (حزب البعث مأساة المولد ومأساة النهاية). سقط النظام في 2003، وما زالوا أعضاء الحزب ضمن تشكيلة مجموعات مسلحة قدرت 22 فصيل مسلح ضمن اجنحة (عزة الدوري، يونس الأحمد، مزهر مطني عواد، رغد صدام). أما المعادون لهؤلاء فهم قلّة ومتواجدة باحترام أنفسهم في بلدان عربية وخليجية وأوربية. كيف نشأت فكرة داعش ومن هو صاحب الفكرة؟ تحدث أبو أحمد وهو من تنظيم القاعدة في رسالة نشرها على موقع (الدرر الشامية) وهو من مجاهدي خراسان والعراق والشام. بقي في إيران حتى احداث سبتمبر 11، خرج أبو مصعب الزرقاوي من أفغانستان الى كردستان العراق. أبو أحمد سُفرّ وجماعته من إيران الى ماليزيا بجوازات سفر عراقية والتحقا بالزرقاوي وبدأ تشكيل نواة (التوحيد والجهاد قبل 2003وغزو العراق). قتل الزرقاوي واستلم أبو حمزة المهاجر وبايع أبو عمر البغدادي. أعلنت الدولة الإسلامية، دخل في الدولة ضباط الجيش العراقي (البعث) كما دخل فيها كثير من الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين ومنهم من دخل بأوامر سعودية وسورية ومن عزة الدوري وأبي على الخليلي (الخليلي ضابط في التنظيمات الفلسطينية في العراق في عهد صدام). قتل الشيخان المهاجر والبغدادي، اختير أبو بكر البغدادي، جاء اعلان الحرب على سوريا، وأتى أمر من د. أيمن بتشكيل مجموعة وارسالها للشام وكانت (جبهة النصرة). أبو بكر البغدادي (إبراهيم عواد البدري) درس في جامعة صدام للعلوم الإسلامية وقدم رسالته الدكتوراه في علم التجويد ولم ينالها، هرب عام 2003 الى دمشق وسكن في مرقد السيدة زينب 3 سنوات وهي أعوام تجنيد المجندين في سوريا ضد العراق. كان من اعزاءه آنذاك أبو فيصل الزيدي أبن عم معاذ الصفوك وأبو القعقاع الثاني. عاد الى العراق كان له (عديل) وهو آمر فصيل أنصار التوحيد التابع لجيش المجاهدين وعمل مع الشيخ محارب الجبوري. التقى البغدادي بالعميدين الركن محمد الندى الجبوري الملقب بالراعي وسمير محمد حجي بكر عضو قيادة فرقة البعث وله علاقة مع الدوري. الراعي تسلم قيادة أركان الدولة الإسلامية وحجي بكر معاوناً له، ما لبث وقتل الراعي وحلّ حجي بكر مكانه. مناف الراوي كان والي بغداد وهو الثقة بين باقي الامراء، اعتقل الراوي ولم يبق في الساحة سوى حجي بكر وظناً منه ان البغدادي (أبو دعاء) شرعي قديم من أصحاب الزرقاوي. استلم البغدادي إمارة المؤمنين مع بطانته البعثيين: أبو أحمد العلواني، أبو عبد الرحمن البيلاوي، أبو سيف المصلاوي، أبو عقيل الحمداني وغيرهم. عند استلامه الإمارة خرج من السجن أبو مهند السويداوي (عميد بعثي) في جيش صدام وخرج ثُلّة من ضباط البعث ولهم الولاء لصدام والدوري وعلى رأسهم العقيد أبو مسلم وكانوا رأس حربة في منهجية تنظيم القاعدة. صار نفور في العمل كون قادة بعثيون في مجلس الشورى. تسلم أبو مسلم التركماني كمشرف عام على داعش فمن أهم الشخصيات التي قتلت على يده أبو سيف العبيدي الموصلي. عمل أبو محمد الجولاني أمير نينوى في الشهر الرابع 2011، في هذه الفترة وقع اختيار البغدادي على الجولاني وانطلق في الشهر الثامن ليشكل جبهة النصرة في سوريا. ثم بدأت تتسارع الخلافات الجانبية بين الجولاني والبغدادي وتفاقمت عام 2013، ولم تفد محاولات أيمن الظواهري داعياً داعش في العودة الى العراق والنصرة في الشام. رفض البغدادي، لعب دوراً مهماً الضابط السعودي بندر الشعلان وبجهوده قام بتعريف البغدادي بأبو بكر عمر القحطاني والأخير بايع البغدادي، وتم الاستيلاء على جميع مخازن واسلحة التي بحوزة النصرة وتصفية القيادات وقام البغدادي بتوسيع صلاحيات أبو علي الانباري. دخل في موضع التأثير شخصين عسكريين من النظام البعثي هما اللواء محمد الدويري واللواء سعيد محمد الدغيمان وأصبح تجمع داعش العسكري الرئيسي في الرقة. بعد أشهر حصل اجتماع بين داعش وجيش النقشبندية بالقرب من القيارة في الموصل لإدارة المعركة لإحتلال الموصل، بعد القبض على الرجل القوي ورئيس المجلس العسكري أبو هاجر عثرت في داره على 160 شريحة ذاكرة ومضية (فلاش ميموري) وتحتوي على معلومات تفصيلية ومن بينها أسماء المقاتلين والقابهم الحركية لداعش في سوريا والعراق. مقاتلي داعش معظمهم ضباط مدربون (النظام السابق) ومحترفون الذين ساعدوهم على سقوط الموصل هم الخلايا النائمة والحاضنة من البعثيين والمسؤولين في المحافظة والعسكريين وبالذات من عبد الرحمن البيلاوي (عدنان إسماعيل نجم) عقيد بعثي أيام صدام وعضو المجلس العسكري لداعش وهو مهندس عملية سقوط الموصل. والمتهمون بالخيانة هم اللواء مهدي الغراوي قائد الشرطة (عضو شعبة في الحزب ومن ضباط الحرس الجمهوري)، وقائد القوات البرية الفريق أول علي غيدان، وقائد العمليات المشتركة الفريق أول عبود قنبر (الثلاثة من ضباط صدام حسين وبعثيين). ومدّوا العون في المساعدة بعض العشائر العربية من الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى. المؤرخ الباحث العراقي عباس العزاوي يقول: (ان السلفية دخلت العراق في القرن 11الهجري وسبقوا دعوة محمد عبد الوهاب(الوهابية) وان عبد العزيز عبد الله الشاوي ذهب الى نجد فاقتنع بمذهبهم وحمله الى العراق فصار داعيتهم وتأثر الشيخ السلفي علي محمد سعيد السويدي بالوهابية). في الستينات من القرن الماضي حصل تنظيم سلفي (جماعة الموحدين) مدرسة الشيخ عبد الكريم، صادقه (صبحي وهيب وعبد الكريم دلي وعبد القادر العزاوي) وصارت الوهابية في العراق كحزب دعوة. وعند دخول صدام الى الكويت أعدم 4 أشخاص في 1990-مجموعة تسمى (فائز الزيدي) وفي 1991 تم اعدام الشيخ محمد سعيد بسبب نشره شريط تسجيل لشيخ السلفية في الأردن محمد ناصر الالباني يكفر في البعث وأعدم الشيخ تلعة كاظم الجنابي. حققت الوهابية بنموذجها الوهابي حضوراً واضحاً وساعدها الصراع الطائفي في العراق منذ 2003 مما أدى التحول الجذري من العلمانية الى ما يسمى بالحملة الإيمانية وما حققته الحركات الصوفية القادرية الكسنزانية (عزة الدوري). تفرعت السلفية في العراق الى 4 اتجاهات وهي: السلفية العلمية التقليدية (الدعوة معتدلة)، والسلفية الجامية (نسبة الى الشيح محمد بن أمان الجامي) من الخوارج، والسلفية الجهادية من نتاج ظاهرة أنصار الإسلام في كردستان، والسلفية الجهادية الوافدة (التكفيرية) وتحول اسمها الى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وتحول الحزب في تلاقحه الفكري مع الفكر السلفي والتقى مع الممارسات في نظرية (الولاء والبراء) لابن تيمية وهو المرجع الأول للفكر السلفي. جاء اعلان أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي لداعش بتشكيل أول حكومة إسلامية في العراق والشام من: الشيخ عبد الرحمن الفلاحي وزير أول لامير المؤمنين، الشيخ أبو حمزة المهاجر وزير الحرب (على غرار إسرائيل)، الشيخ أبو عثمان التميمي وزير الهيئات الشرعية، الشيخ أبو بكر الجبوري وزير الأمن العام، الشيخ أبو محمد المشهداني وزيرالاعلام، الشيخ عبد القادر العيساوي وزير شؤون الشهداء والأسرى، المهندس أبو محمد الجنابي وزير النفط، الشيخ مصطفى الاعرجي وزير الزراعة، الدكتور أبو عبد الله الزيدي وزير الصحة. اما مجلس البغدادي كله عراقيين 100% ويتكون بين 8- 13 شخصاً يترأس المجلس العسكري 3 أشخاص من جيش صدام البعثيين يترأس هؤلاء العميد ركن سمير عبد محمد حجي بكر. والضباط الذين تم تجنيدهم من قادة الفصيل الفلسطيني (مجموعة أبو نضال)، انتشر توسع دخول البعثيين واستلام مناصبهم، أبو مسلم التركماني مشرفاً عاماً، المقدم البيلاوي قائداً عسكرياً، المقدم أبو أحمد (وليد جاسم العلواني) نقيب سابق والياً على ديالى، المقدم أبي عمر النعيمي والياً على الرمادي، المقدم أبو عقيل والياً على الموصل. فصاروا دولة بعث بلحي وسواك (هذا ما كشفته صحيفة الديلي تلغراف البريطانية في عددها الصادر 22 أكتوبر 2014). البعث أُسقط نتيجة ما ارتكبه من جرائم تاريخية إنسانية في ممارسات القتل والذبح والتعذيب والتصفية الجسدية واليوم يزيد من بشاعته من إبادة بشرية وتهجير لجميع فئات الشعب، وهو إلا دليل على دموية هذا الحزب الذي لا يفهم سوى لغة الدم واثبت انه لا يفهم الديمقراطية وقيمّها في المواطنة والحرية وتداول السلطة سلمياً والذهنية لا تزال متلبسة بتوجيهات شمولية واقصائية.
داعش ما هي إلا بدعة وخدعة فهي من البعثيين وحواضنهم القبلية، صدام الذي تبنى الحملة الإيمانية وهو ابعد الناس عن الدين بل كان عدواً للمتدينين مهما كان مذهبهم. بعد سقوطه تبنى عزة الدوري حركة معارضة ذات صبغة دينية وانه من المطلوبين الخمسين عند غزو العراق. ولو صدق المسلم الرواية حول دور عبد الله بن سبأ (اليهودي ابن السوداء كما يصفه بعض المؤرخين والفقهاء) في اغتيال عثمان بن عفان نستنتج بأن عدداً كبيراً من الصحابة والتابعين الذين انساقوا وراء خدعة ابن سبأ ناقصو العقل والدين، ومن بعد رفع معاوية والي الشام قميص عثمان مطالباً بثأره. وما أشبه داعش والبعث بغطاء الوهابية كلاهما اتخذا الدين واجهة للتكفير.
            الباحث/ ســـمير يوســـف عســـكر/موقع عينكاوة

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

متي اسو

لقد ثبت ان الذين تولوا رئاسة الحزب كانوا مجموعة من الشباب المغامرين الذين كان هدفهم " السلطة " وليس اقل من ذلك .
مؤسس الحزب فؤاد الركابي ، ربما كان افضلهم من الناحية المبدأية ... مع ذلك تآمر على الراحل عبد الكريم قاسم للأستيلاء على السلطة وساهم في ما وصل اليه العراق .( سجنه رفاقه وأذلوه حتى مات ) .
الحزب ، وخاصة بعد ان ترأسه الراحل صدام حسين ، كان دائما يضع " العقال " في جيب ، و " العمامة " في الجيب الآخر ... طبعا هذا لم يمنعه من قتل  اهل " العقال " من القوميين ولا أهل " العمامة " من الاسلاميين ... حزب ميكافيلي بامتياز...لكنه فشل حتى في كونه ميكافيلي ، لان كتاب " الامير" ينصح الحاكم ان يكون شديدا و " عادلا " ... وإلا فإن الشعب سيطيعه في هذه الحالة " خوفا " وليس " حبا " ... وسينقلب عليه في اية فرصة .