الـ "فودكا وشاطيء الكوباكابانا" في البرازيل من متطلبات اللجوء الى المانيا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 01, 2017, 04:04:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الـ "فودكا وشاطيء الكوباكابانا" في البرازيل من متطلبات اللجوء الى المانيا     



صورة لمهاجرين يعبرون الحدود الى مقدونيا

كركوك ناو
برطلي . نت

بهنام شابا شمني

"آرام و برزان" شابان جمعتهما غرفة واحدة في منزل استأجرته دائرة الهجرة الالمانية ليكون ملجأ لهم مع مجموعة من المهاجرين من مناطق الصراع في الشرق الاوسط  واسيا وافريقيا.

"آرام" المسيحي و "برزان" الايزيدي شاءت الصدفة أن يكونان أعزّ صديقين بالرغم من أنهما لم تكن تربطهما أية علاقة مسبقة سوى أن الاثنين هما من ضحايا التهجير ومن أتباع الاقليات في العراق ، موطنهما الاصلي "سهل نينوى" المنطقة التي لازال اسمها يتردد يوميا ومنذ ما يقارب السنتين والنصف في وسائل الاعلام العالمية بسبب ما حل بسكانها من تهجير قسري على أيدي تنظيم داعش الارهابي.

المسيحيون والايزيديون أتباع ديانتين مختلفتين يسكنون في قرى وبلدات خاصة بهم تنتشر في المنطقة التي تقع شرقي نهر دجلة على مقربة من مدينة الموصل في المنطقة المسماة "سهل نينوى"  واحيانا يجمعهما السكن معا في قرية أوبلدة واحدة وسط محيط واسع من المدن والقرى التي يسكنها العرب والاكراد المختلفون عنهم في الدين. لذلك فهم يشكلون مع أقرانهم من الشبك والكاكائيين سكان القرى الاخرى في هذا السهل أقلية.

يعتبر المؤرخون، "المسيحيين والايزيديين" سكان العراق الاصليين، وقد تعرضوا على مدى أربعة عشر قرنا الماضية الى حملات اضطهاد تقوى حينا وتخفت في أحيان أخرى بحسب توجهات السلطة التي تحكم المنطقة.

تعرض المسيحيون والايزيديون الى أبشع جريمة حصلت لهم في التاريخ الحديث عندما اُحتُلّت مناطقهم في سهل نينوى وسنجار من قبل ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في مطلع آب من عام 2014 وقام بأسر الالاف منهم، فقتل الرجال وأخذ النساء والاطفال سبايا بينما أضطر الباقون الى الهرب قبل أن يصلهم الموت تاركين خلفهم دورهم وأملاكهم ومقتنياتهم وحتى اوراقهم الثبوتية وانطلقوا هائمين على وجوههم منتشرين في الارض ليعيشوا مشردين، هذا ما دفع بالكثير منهم الى الهجرة خارج البلاد وخصوصا الشباب منهم بحثا عن الحرية والامان.

يقول "خضر الدوملي" المختص بشؤون الاقليات أن حملات الهجرة الى الخارج بين المسيحيين والايزيديين بدأت تظهر بشكل ملحوظ خلال الحرب العراقية الايرانية ثم تصاعدت وتيرتها في فترات الحصار الاقتصادي وبدء الحملة الايمانية التي قادتها الدولة في تسعينيات القرن الماضي ثم تزايدت بشكل أوسع بعد 2003 ومسلسل استهداف المسيحيين والايزيديين ولكن هذه الهجرة كلها كانت تجري بصورة طوعية، أما الصفحة السوداوية في الهجرة بدأت بعد تنظيم داعش وبعد أن أصبح المسيحي والايزيدي يشعر بان وجوده أصبح مهددا بالخطر عندها بدأت الهجرة العشوائية وغير المنظمة.

"آرام و برزان" كانا من ضمن أفواج المهاجرين الذين قصدوا تركيا البلد المجاور الذي يعتبر نقطة الانطلاق نحو الهجرة للاستقرار في إحدى بلدان أوربا أو أمريكا وكندا واستراليا وهدف الاثنان كان ألمانيا.

لم يكن وصول الشابان الى ألمانيا بالامر السهل فقد تطلب ذلك من "آرام" رحلة دامت ستة أشهر قضاها متنقلا ما بين دول في افريقيا وأمريكا الجنوبية والوسطى ثم أوربا زار فيها كل من تركيا وأثيوبيا والبرازيل والدومنيكان واسبانيا وفرنسا حتى وصل الى ألمانيا بالاضافة الى التعامل مع شبكة من المهربين واستخدام جوازات سفر مختلفة تعود لدول عدة ، وكلفه ذلك الوقوع بايدي السلطات الامنية لعدد من تلك الدول في بعض الاحيان. كل رحلته تلك ليثبت أنه سائح يقصد أجمل الاماكن السياحية في العالم ولتسهل عليه عملية المرور والدخول الى اوربا ثم ألمانيا. لذا تطلب منه التقاط صور له على شاطيء الـ(كوباكابانا) وتمثال السيد المسيح في البرازيل وغيرها من المناطق السياحية الشهيرة. 

أما "برزان" فقد وصل ألمانيا بعد أن اجتاز عدة دول في اوربا منطلقا من تركيا ثم اليونان، مقدونيا، بلغاريا، صربيا، المجر، النمسا وأخيرا ألمانيا. قاضيا اغلب مراحل تلك الرحلة سيرا على الاقدام ولم تبق دولة دخلها  إلا وأُخِذت بصماته فيها وهذا ما يعقد من عملية الحصول على اللجوء في ألمانيا.

لتلافي ذلك لم يُبقي "برزان" مادة من التي يستخدمها اللاجئون لازالة بصماته. ولكن لم يطمئن "برزان" على كل منها. يقول "آرام" زميله في الغرفة حضر "برزان" يوما وفي يده قنينة من شراب الـ"فودكا" مع كيس من الـ "بطاطا"، ثم أخذ "برزان" بعجن البطاطا مع الفودكا قائلا: إنها طريقة جديدة لازالة البصمات.

لكن قرارات العمة "ميركل" المستشارة الالمانية (هكذا يسميها اللاجئين) بفتح حدود ألمانيا أمام المهاجرين كانت حلاً لكل معوقات قبول "آرام و برزان" لجوئهم في المانيا ومنحهم حق الاقامة فيها.