الحرب العالمية الثالثة / عارف الساعدي

بدء بواسطة jerjesyousif, أكتوبر 05, 2015, 09:27:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

الحرب العالمية الثالثة

عارف الساعدي



2015/10/5


في عام 2066 وبمناسبة «اليوبيل الذهبي» لمرور خمسين سنة على ذكرى الحرب العالمية الثالثة، يشعل أحفادنا شموعاً على ضفاف نهر دجلة، دون أنْ يمنعهم أحد من الحرس أو الامن أو العسكر من المرور، أو التصوير، بكامل حريتهم، فقد عمَتْ البلاد احتفالاتٌ كبرى تمتدُ لأسبوع كامل، إحياءً لتلك الذكرى الأليمة والمفرحة ــ في الوقت نفسه ــ لأنَها قضت على أكبر عصابات إجرامية في التاريخ «داعش» ولكنَها أخذت الكثير من أبناء هذا الوطن.
الغريب في الأمر أن الذي يبقى حيِاً من هذا الجيل إلى «اليوبيل الذهبي» للحرب العالمية الثالثة، سيكون عبارةً عن كنزٍ يحتفي به الأبناء والأحفاد، وسيكون هو المصدر الأساس لرواية تلك الأحداث لأن «الفيس بوك» قد توقف عمله منذ سنين طويلة و»الكوكل» لم يعد يستجيب لأي طلب. لم تبق الا الصور الفوتغرافية وبعض الرسائل الورقية لأن العمل بالايميلات ايضا الغي منذ مدة طويلة فأحفادنا لا يعرفون ما هو «الايميل» ولا «الكوكل» ولا «الفيس».
المهم ليس هذا هو الموضوع، إنَما الموضوع حديث ذلك العجوز عن كيفية دخول روسيا على الخط لتستعيد هيبتها، وتحافظ على مصالحها في الشرق الأوسط، وكيف أنَ الأميركان قلَلوا من أهمِية الدب الروسي، ومن ثَمَ بدأ يروي لأحفاده كيف أنَ الشيعة فرحوا كثيراً بدخول الروس ساحة المعركة، فيما غضب السنة من ذلك الدخول، وأنَه سيُطيل من عمر «بشَار الأسد»، لحظتها سألهم هل تعرفون بشار الأسد؟ للأسف لم يعرفوه إلا في بعض كتب التاريخ، أجابهم إنَه «جد ملك سوريا الآن» فقد كانت جمهورية، ولكنها تحوَلت إلى مملكة قبل ثلاثين عاماً.
هكذا ظل يسرد ذلك الشيخ العجوز حكاياه على أحفاده، وعلى بعض المراسلين الصحفيين لأن الفضائيات انقرضت أيضا، لكن الغريب في الأمر إنَ هؤلاء الأحفاد بدأو ينهالون عليه بسيل من الأسئلة، يا جد ماذا تعني كلمة سنة وشيعة؟ وماذا تعني داعش؟ وما هذه الأسماء التي تذكرها ميليشيات وفصائل مسلحة وطوائف وفساد إداري ومالي؟ هل بدأت تخرف يا جدُ؟ كيف يمكن لهذا البلد المسترخي أنْ يكون فيه كل ذلك الخراب؟، وهل معقول أنَ اجدادنا عانوا هذه المعاناة كلها لكي يصل لنا عراقٌ معافى وآمن ومسترخٍ، ممتلىء بالسواح العرب والأجانب، وفيه خدمات أفضل من أوروبا، وبدأ يمنح اللجوء الإنساني والسياسي لآلاف الشخصيات، وذلك لوفرة خيراته ولما يتمتع به من أمنٍ واستقرار؟ هل معقول ذلك يا جد ؟ اراد ان يجيب الجد لكن هاتفي النقال رن فجأة فاستيقظت وإذا به صديقي د.أحمد مهدي يسألني عن أشياء نسيتها الآن فقد اختلطت مع تفاصيل اليوبيل الذهبي!!.

منقول من موقع "وكالة خبر للانباء"/ جرجيس