حياة النساء في ظل الدولة الإسلامية: ‘حتى تفرقنا الشهادة’

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أكتوبر 05, 2015, 02:31:03 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

حياة النساء في ظل الدولة الإسلامية: 'حتى تفرقنا الشهادة'


سوريا / أليتيا (aleteia.org/ar) – في مكان ما في الأراضي السورية التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، نشرت إحدى المجاهدات من هولندا صورة أوريو تشيز كيك على تويتر كانت قد صنعتها بنفسها.
لقد كانت لحظة من الدعاية لأولئك الذين قد يفكرون في السفر إلى سوريا لنصرة القضية. كما أن فيها تناقضاً ملحوظاً في الدولة الإسلامية: تصوير تشيز كيك إلى جانب قنبلة يدوية.

في مخيم للاجئين في الأردن، على بعد حوالي 200 ميلاً إلى الجنوب، تقول ردينة ذات السبعة عشر ربيعاً أن حياتها في ظل الدولة الإسلامية في شمال سوريا كانت بائسة، و كانت قد هربت في نيسان الماضي. و قالت أنها لم تغادر منزلها في مدينة الرقة، عاصمة الدولة الإسلامية، لما يقرب من العام، فقد كانت خائفة من أن تخطف و تجبر على الزواج من أحد المقاتلين الأجانب إن خرجت.
و قالت:"قطعوا شبكة الانترنت، لكننا لم نكن نحتاجها. فإن نظرنا إلى الانترنت سنرى الناس في الخارج. و هذا سيصيبنا بالحزن. فرؤية العالم الخارجي كان يسبب مزيداً من الحزن لنا".

في الدعاية التي تروجها الدولة الإسلامية فإن حياة النساء مليئة بالحب و الأطفال و الحياة المنزلية السعيدة، كما حلوى الأوريو. لكن الحقيقة أكثر قسوة بالنسبة للنساء اللاتي انتقلن إلى هناك من العالم العربي و أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاُ للمتخصصين الذين يراقبون وسائل التواصل الاجتماعي للدولة الإسلامية.
تجذب هؤلاء النساء عادة عن طريق مفاهيم الرومنسية من دعم الثوار و العيش في الدولة التي تمجد هذا الدين، فيجدن أنفسهن جزءاً من نظام يشبه التجمع المؤسسي لتوفير الزوجات و الجنس و الأطفال للمقاتلين. و عندما يقتل أزواجهن يجب أن يحتفلن "بالشهادة" و يتزوجن بمقاتل آخر بسرعة.

و يزداد هذا الوضع سوءاً بالنسبة لملايين النساء في سوريا و العراق اللاتي وجدن مدنهن و قد احتلتها الدولة الإسلامية، وفقاً لمقابلات تمت عن طريق سكايب و بشكل شخصي مع عشرات الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها المتشددون أو ممن هربوا مؤخراً إلى تركيا و الأردن و المناطق التي تسيطر عليها الحكومة العراقية.
يستحيل التحقق من إفاداتهم لأن الدولة الإسلامية لا تسمح للصحفيين و غيرهم من المراقبين المستقلين بدخول أراضيها – و كانت قد قطعت رأس العديد منهم. لكن إفاداتهم كانت متقاربة بشكل ملحوظ و مشابهة لتصريحات أعطيت لمنظمات الإغاثة و العاملين في مجال حقوق الإنسان.
و تقول ردينة:"كان أكبر مخاوفنا هو أن نوضع في سجن النساء". ردينة تسكن الآن في كوخ معدني في مخيم الأزرق شمال شرق الأردن إلى جانب 20000 سوري. و كالعديد من الذين أجريت معهم مقابلات فقد رفضت ردينة الإفصاح عن اسمها الثاني لأسباب أمنية.

قالت أن المتشددين يستخدمون أي ذريعة لاحتجاز النساء:"إنهم يستخدمون السجينات كزوجات للمقاتلين الأجانب. فالله وحده يعلم لمن ستكون إن ذهبت إلى السجن ".
و قالت والدتها نبيها، 42 عاماً، أن هذا حدث لابنة أحد الجيران التي كانت قد سجنت لأن زوجها كان جندياً في الجيش السوري. قالت نبيها:"قالوا لها: إما أن تتزوجي مقاتلاً أو أننا سنقطع رأسك و نعلقه في الساحة. فتزوجت بمقاتل و انقطعت أخبارها بعد ذلك".
أدوار النساء
في إيديولوجية الدولة الإسلامية مكان المرأة في المنزل، تبقى بالقرب من زوجها و تنجب الأطفال.
و قد أتى في "المرأة في الدولة الإسلامية"، و هو بيان أصدرته كتائب الخنساء هذا العام، أن "خالقها حكم بأن لا مسؤولية ملقاة على عاتقها أكبر من كونها زوجة لزوجها".
و يقدم البيان الذي ترجمه إلى الإنكليزية تشارلي وينتر الباحث البارز في مؤسسة كويليام في لندن واحدة من النوافذ الأكثر شمولاً حتى الآن في علاج النساء من قبل الدولة الإسلامية.
و يقول البيان أن على المرأة أن تغادر منزلها في ظروف محددة، بما في ذلك الذهاب إلى دراسة الدين أو للعمل في ظروف تعزل فيها المرأة تماماً. كما أن البيان يدين القيم الغربية.

يبدو أن النساء اللاتي يخترن الانضمام إلى الدولة الإسلامية سواء كنّ من السكان المحليين أو الأجانب الذين يؤمنون في الفكر المتشدد يتقبّلن و يندمجن في الدور الجديد. تشكل بعضهن زيجات يملؤها الحب و يتبنين نظاماً يرفض القيم الغربية كالموضة و الجمال.
لكن العديد من النساء المحليات يجدن أن هذه القيود متخلفة و مرعبة جداً، وفقاً للمقابلات التي أجريت.
القواعد صادمة خاصة للسكان في المناطق الحضرية مثل الرقة و مدينة الموصل العراقية حيث اعتادت النساء ارتداء لباس متواضع مع وضع وشاح على شعورهن و ارتداء الجينز و الصندل. ففي هذه الأيام عليهن ارتداء النقاب و الجلباب في الأماكن العامة و لا يستطيعن مغادرة المنزل دون محرم.
و تقول أمينة مصطفى حميدي، 40 عاماً، التي كانت قد هربت من الرقة في أيار الماضي أنها كانت تبقي ابنتها ذات التسعة أعوام في المنزل خوفاً من المتشددين.
و قالت:"لقد سمعنا الكثير من القصص عن فتيات اختطفن من الطرقات من قبل مقاتلين أجانب". "عندما وصلوا أول مرة أعلنوا أنهم سيأخذون فتاة من كل بيت و يزوجونهنّ للمقاتلين الأجانب. لم يحدث هذا. أعتقد أنهم قالوا هذا ليخيفونا فقط".
لكن خوف حميدي على ابنتها على مبرر: فبيان "المرأة في الدولة الإسلامية" يقول أن بالإمكان تزويج الفتيات في سن التاسعة.

كما قامت الدولة الإسلامية بصورة منهجية بأخذ آلاف النساء و الفتيات من الأقلية الأيزيدية في العراق ليكنّ عبيدات للجنس، و ذلك وفقاً لبعض المنظمات و منها منظمة حقوق الإنسان و منظمة العفو الدولية. و قال المقاتلون أنفسهم في تشرين الأول 2014 أن الإناث الأيزيديات قد منحن لمقاتلين "كغنائم حرب".
و قد وضعت وثيقة للدولة الإسلامية نشرت أواخر العام الماضي قواعد لكيفية معاملة العبيد، مع الإشارة إلى أنه يجوز ضربهن و ممارسة الجنس معهن قبل أن يصلن إلى سن البلوغ، و ذلك وفقاً لمنظمة حقوق الإنسان.

والد كايلا مولر و هي عاملة إغاثة أمريكية في العشرينات من عمرها احتجزت كرهينة لدى الدولة الإسلامية، قال للصحفيين في آب أن ابنته قد أخذت "كزوجة" و تعرضت للاغتصاب عدة مرات من قبل أبو بكر البغدادي، قائد المجموعة، وفقاً لمراهقة أيزيدية كانت قد احتجزت معها. توفيت مولر أثناء احتجازها لكن سبب الوفاة ليس واضحاً.
لقد خلق المسلحون بنية اجتماعية معقدة لضمان إمداد ثابت من العرائس و الجنس للمقاتلين من بين أعضاء المجموعة و ملايين النساء العراقيات و السوريات اللاتي يعشن في المناطق التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية.
عندما يصل مقاتل أجنبي متزوج برفقة أولاده إلى الدولة الإسلامية، يقدم لهم منزل عادة ما يكون قد تمت مصادرته من العائلات المحلية التي فرت أو قتلت أو أجبرت على الخروج.
يطلب من النساء الأجنبيات الغير متزوجات البقاء في نزل، حيث يحصلون على الطعام و راتب شهري وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن معهد الحوار الاستراتيجي في لندن، الذي درس تجارب عشرات النساء الأجنبيات من خلال تتبع منشوراتهن على وسائل التواصل الاجتماعي.

شيراز ماهر الباحث في المركز الدولي لدراسة التطرف و العنف السياسي في كلية كينغز في لندن قال أنه من المسموح للمقاتلين الغير متزوجين القدوم إلى نزل الإناث غير المتزوجات و الطلب منهن خلع حجابهن. فإن أحب الرجال ما يرون، يخطبونهن في الحال. و يقول ماهر أن للنساء بعض الحق في اختيار من يتزوجن – لكن ليس كثيراً.
و يقول:"العملية ليست طويلة. تتقابلان في الصباح، و تكونان مخطوبين في المساء".
و يقول ماهر أن العائلات السورية قد أبقت بناتها بعيداً عن المسلحين، و كان هناك نقص في الزوجات للمقاتلين الأجانب. و قال أن أحد المقاتلين من بريطانيا قد تذمر على حسابه على تويتر من كونه غير قادر على العثور على زوجة – و هو ازدراء نادر في تدفق الدعاية.
و قال ماهر:"بعض هؤلاء الرجال محبط حقاً".
و تصف امرأة تطلق على نفسها اسم شمس، و هي داعية للدولة الإسلامية على الانترنت، زواجها على حسابها على تامبلر. قالت أنها عاشت في سوريا وحيدة لمدة شهرين بعد وصولها في شباط 2014 و وجدت أن حياة الوحدة "صعبة جداً"، فقررت أن تتزوج بأحد المقاتلين بعد أن التقته مرتين.

و قد نشرت صورة لها محجبة بالكامل باللون الأبيض، مظهرة عينيها فقط، مع زوجها الذي كان مرتدياً قميصاً أبيض ذو أكمام قصيرة و ربطة عنق سوداء. و كتبت كتعليق على الصورة:"الزواج في أرض الجهاد. حتى تفرقنا الشهادة".
و قد عرّفت شمس بنفسها على أنها طبيبة في السابعة و العشرين من العمر من ماليزيا و زوجها مغربي الأصل. و قامت بنشر ما أسمته سيلفي للزوجين: سماعة الطبيب ملفوفة حول بندقية AK-47.

ممنوع من المعركة
هناك شعور متزايد بالإحباط بين النساء الأجنبيات اللاتي أتين إلى الدولة الإسلامية لا من أجل الزواج بل للقتال، و هو الأمر الذي حرّمه المقاتلون.
و قال بيتر نيومان مدير معهد التطرف في كلية كينغز:"لقد رأينا عدداً من النساء الغير سعيدات بحقيقة عدم السماح لهن بالقتال".
و قال نيومان أن بعض الشكاوى تعكس الصدام بين المجتمعات الغربية – الأوروبية تحديداً – حيث نشأت النساء، و بين وطنهن الجديد الذي يشابه إلى حد كبير المجتمع الإسلامي قبل 1400 عام.

و أضاف نيومان:"إنهن منجذبات بشكل واضح لأيديولوجية القرون الوسطى، و في الوقت نفسه نرى بعض مواقفهن غربية للغاية".
إيرين ماري سالتمان إحدى كبار الباحثين في معهد الحوار الاستراتيجي قالت أن الإحباط بين النساء الأجنبيات واضح من منشوراتهن على وسائل التواصل الاجتماعي حيث أنها تزداد قساوة.
و قالت:"هناك المزيد من النساء الآن، و المزيد من النساء الغربيات، و هن يعلين الصوت الآن".
وقالت سالتمان أن العديد من النساء تشعرن بالصدمة لاكتشاف أن الحياة في الدولة الإسلامية مليئة بالعنف و النقص مثل الكهرباء و المياه النظيفة – بعيداً جداً عن الجنة التي صورتها الدعاية.

"عند وصولك إلى الدولة الإسلامية، لن تجد ما قد ذكر على العلبة. أنت مجبر على التطرف لتبرير الرحلة التي قمت بها، لتبرير ترك منزلك خلفك".
أعطيت بعض النساء دور شبه مقاتلات كأعضاء في لواء الشرطة النسائية التي تفرض تشريعات الدولة خاصة على لباس المرأة و أنشطتها. و استخدمت أخريات للمساعدة على تفتيش النساء في نقاط التفتيش.
لكن وفقاً لبيان الدولة الإسلامية يمكن للنساء القتال إن صدرت فتوى دينية بذلك تصرح بأن "وضع المسلمين قد أصبح يائساً".

و قال نيومان أن الدولة الإسلامية ستستخدم النساء لتنفيذ عملياتها الانتحارية كما فعل تنظيم القاعدة في العراق. و هناك دلائل تشير إلى أن بعض النساء لديهن أحزمة ناسفة معدة في منازلهن.
و وفقاً لتقرير لمعهد الحوار الاستراتيجي فإن امرأة تدعو نفسها أم خطاب قد كتبت على تويتر في كانون الأول بأنها سمعت طلقات نارية في الرقة و خافت من أن يكون منزلها على وشك التعرض لهجوم.
و كتبت أنها كانت قلقة جداً "وقد وضعت الحزام و كل شيء".

الزواج أكثر من مرة
بالتعريف، فإن الدولة الإسلامية تكون دائماً في حالة حرب و هدفها المعلن هو إقامة الخلافة العالمية بالقوة. و هذا يعني وفيات لا نهاية لها من المقاتلين و عدد لا يحصى من الأرامل و الشابات اللاتي سيتم تشجيعهن على الزواج مراراً و تكراراً.
عندما يقتل مقاتل تدخل أرملته في فترة حداد بحسب التقاليد الإسلامية تستمر لأربعة أشهر و 10 أيام. و بعد ذلك تكون متاحة لتصبح زوجة مقاتل آخر.

و تقول سالتمان أنه على الرغم من أن الكثير من زيجات الدولة الإسلامية تبدو مرتبة كعملية بحتة لإنتاج الأطفال فالعديد منها أيضاً ينطوي على ارتباط عميق بين الزوج و الزوجة.
"هناك عنصر رومانسي لكثير من هؤلاء النساء". "عندما تكون صغيرة و تفقد عذريتها لأجل أحدهم و تحمل طفله، تصبح المعيلة. إنه ليس الحب الذي نراه في فيلم غربي للمراهقين، لكنه ارتباط بأحد ما. إنه حب عميق جداً بطريقته الخاصة".


http://ar.aleteia.org/2015/10/05/%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%AA/
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة