للعام الثاني على التوالي مسيحيو نينوى يفتقدون تذكار القديسة مارت شموني والغموض ي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 04, 2015, 08:53:49 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

للعام الثاني على التوالي
مسيحيو نينوى يفتقدون تذكار القديسة مارت شموني والغموض يلف مصير كنيستها 


برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم-يونس ذنون
بينما يحل يوم الخامس عشر من تشرين الاول الحالي  يشعر اغلب مسيحيو نينوى بالم وغصة نتيجة استذكارهم ما كان يجري في هذا اليوم قبل عدة اعوام حينما كانوا يقبلون على بلدة (بغديدا ) لاحياء تذكار القديسة مارت شموني  واولادها السبعة ومعلمهم لعازر ..وتعد كنيسة القديسة مار تشموني من اقدم كنائس البلدة حتى يؤكد الباحثين وجود معبد خاص بمعتنقي الديانة المجوسية تحت تلة الكنيسة التي كانت موجودة في البلدة في ازمان غابرة  حتى اطلق على البلدة ما معناه (بيت الآلهة) وهي تسمية مجوسية حيث كانت البلدة تحوي  معابد كثيرة للنار وللأوثان ولا تزال آثارها شاخصة لحد الآن وخاصة ما موجود تحت تلّة كنيسة مارت شموني من زقورة وثمانية آلهة كان أهل بغديدا يعبدونها قبل اعتناقهم الديانة المسيحية ومن تلك الأصنام الإله ياني و كوش و مام.
ووردت حادثة الشهيدة مارت شموني حيث تعرضت للتنكيل وقتل اولادها السبعة امام عينها  في سفر المكابين الثاني من العهد القديم الذي يعتقد في وضعه ياسون القيرواني حوالي السنة 124 ق.م بعد وفاة يهوذا المكابي بقليل. وهو يهودي مؤمن بالرغم من ثقافته ، وكان مطلع على أحوال أورشليم.
ورغم انتماء القديسة مارت شموني الى شخصيات العهد القديم الا ان الاحتفال بتذكارها يمنح قيمة الشهادة في المسيحية طابعا ملهما خصوصا في السنوات الاخيرة حيث سقط العديد من المسيحيين ضحايا للارهاب الذي عم البلاد ..
ومن هذا الواقع يتجمع المئات من المسيحيين حيث يتقاطرون من بلدات مختلفة لغرض الاحتفال بتذكار القديسة قبل اعوام  وتنطلق الاحتفالات بقداس الهي يقيمه رئس الابرشية وعادة ما يعاونه الكهنة والرهبان لتنطلق بعد القداس العديد من الفعاليات والانشطة الروحية التي تنتهي بمغيب الشمس في ذلك اليوم الخريفي ..
ويعود ابرز تجديد للكنيسة الموجودة في بغديدا والتي تحمل اسم القديسة مارت شموني الى  العام 791م حيث يؤكد المطران مار غريغوريوس صليبا من خلال كتابه الصادر عام 1984 والذي يحمل عنوان (تاريخ أبرشية الموصل للسريان الأرثوذكس ) بان  احد الكتابات الموجودة على باب المذبح الخاص بالكنيسة مكتوب بالخط الاسطرنجيلي مشيرا لتجديد الكنيسة في العام المذكور  بالإضافة الى تلك الكتابة هنالك الكثير من الكتابات التي تم تشويهها بالاصباغ إلا أنها تبقى آثار نفيسة تبرز العمق الزمني للكنيسة فضلا عن لوحات تصور بانوراما الاستشهاد لدى القديسة مارت شموني اذ تصورها بامرأة جالسة تفتح ذراعيها بين أسدين متقابلين وربما رمز الفنان لهولاء الأسود الى أولاد القديسة ..
وتعرف الكنيسة ايضا بظاهرة عجائبية عادة ما تتزامن مع الاحتفال بعيد القديسة  وهذه الظاهرة تم  اكتشافها على يد  القس عبد الاحد القرقوشي المتوفي عام 1911 وتم إذاعة خبر الظهور في مدينة الموصل وقراها ومنذ ذلك الحين اعتاد مطران الأبرشية الاحتفال بالقداس في هذه الكنيسة يوم عيدها الموافق 15 تشرين الاول من كل عام اما عن الترميمات التي شهدتها الكنيسة فهي كثيرة لعل أشهرها ما تم عام 1734 في عهد المطران كاراس كما شهدت ترميما اخر عام 1973 حيث تم صب سطح الكنيسة بالكونكريت المسلح ..
والترميم الاخير للكنيسة كان في عام 2007 الذي شهد تأهيلها وترميمها بشكل لائق من خلال الاهتمام بداخل الكنيسة والمذبح وتغليف اغلب الجدران بالحلان الموصلي .. اما اليوم فمصيرها يبدو مجهولا بغياب كل الاخبار المتداولة عن البلدة بعد وقوعها بيد تنظيم داعش وتبقى الانظار ترنو الى يوم العودة للبلدة من اجل الاحتفال بعيدها الجليل ..