الذكرى 95 لإصدار الكنيسة الكاثوليكية البراءة الرسولية لمار أفرام السرياني ملفان

بدء بواسطة موفق نيسكو, أكتوبر 04, 2015, 04:11:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

موفق نيسكو

الذكرى 95 لإصدار الكنيسة الكاثوليكية البراءة الرسولية لمار  أفرام السرياني ملفاناً للكنيسة الجامعة

في 5 تشرين الأول سنة 1920م صدرت البراءة الرسولية للقديس مار أفرام السرياني من قبل رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا بندكتس الخامس عشر بناء على العريضة الموقعة من قبل أفرام الثاني رحماني بطريرك السريان الأنطاكي والياس بطرس حويّك بطريرك الموارنة الأنطاكي ويوسف عمنوئيل توما بطريرك بابل الكلداني وآخرين من كرادلة الكنيسة الرومانية وفريق من الأساقفة ورؤساء الرهبانيات من كلا الطقسين اليوناني واللاتيني، وفيها يدعمون عريضة البطاركة المشار إليهم، ويطلبون بإلحاح من البابا إصدار براءة رسولية لمار افرام السرياني شماس الرها  بمنحه لقب "ملفان الكنيسة جمعاء"  وكما جاء في الفقرة رابعاً من البراءة.

ومما جاء في  البراءة: نحن على بيّنة تامة من أن الآباء الشرقيين الموما إليهم قد اعتبروا مار افرام وما برحوا يعتبرونه رسولا من لدنه تعالى ومعلماً للحقائق الراهنة وملفاناً للكنيسة، وفي يقيننا أن هذا القديس يتمتع بشهرة واسعة منذ القدم لا عند السريان وإخوتهم الكلدان والأرمن والموارنة فحسب، بل عند اليونان أيضاً، وقد نقلوا إلى لغاتهم تصانيف شماس الرها وما فتئوا يترنمون بها في كنائسهم وطقوسهم ويطالعونها في بيوتهم، وما عدا ذلك فان التصانيف الأفرامية ذاعت لدى السلافيين والأقباط والحبش ولاسيما لدى السريان اليعاقبة والنساطرة، هذا فضلاً عما لهذا القديس من المقام الشريف في الكنيسة الرومانية، وقد أدرجت اسمه منذ القرون الأولى في سنكسارها في أول شباط، وما برحت تفيض في وصف قداسته وعلومه، وفي رومية عينها كنيسة متيمنة باسم العذراء المغبوطة واسمه تأسست في القرن السادس عشر .

ولد القديس مار أفرام السرياني في نصيبين بين سنة (301–306م)، تتلمذ لمار يعقوب النصيبيني، وعشق الأدب واللاهوت السرياني، رقي إلى درجة الشماسية، وعندما استولى الفرس على نصيبين، ذهب إلى الرها معقل الأدب السرياني وفتح مدرسة الرها، وفيها فتح كنوز علمه وشعره البليغ، وأدار مدرستها 38 سنة، عاش ناسكا، وعندما حلت المجاعة بأهالي الرها عام 372 انبرى مار افرام بجمع المعونات لإسعاف المعوزين، وبسبب المجاعة انتشر مرض الطاعون فأودى بحياة الكثيرين، فاهتم مار افرام بدفنهم في مقبرة الغرباء ونتيجة التعب تمرَّض هو أيضاً وتوفي في 9 حزيران سنة 373م، ودُفن في مقبرة الغرباء طبقاً لوصيته، وبني فوق ضريحه دير عرف بالدير السفلى وتُعيَّد له كل الكنائس شرقا وغربا في أيام مختلفة من السنة.

(قسم من وصيته): أنا أفرام مائت لا محالة وأدون وصيتي، لقد نفذ الزيت من السراج ودنا موعد رحيل الغريب إلى وطنه، أقرئوني السلام يا أخوتي و سامحوني لأرحل عنكم مطمئن البال، اذكروني بصلواتكم وطلباتكم، استحلفكم يا أبناء الرها أن لا تحيدوا عن وصاياي، لا تدفنوا جسدي تحت المذابح و لا في الهيكل و لا مع الشهداء، لا يضع أحدكم على جثماني ثوباً فاخراً، بل واروا جسدي التراب بثوبي في مقبرة الغرباء لأني غريب نظيرهم، وكل طير يأوي على شاكلته، استودعك السلام أيتها الأرض ولتحل النعمة على سكانك.

يقول البطريرك لويس ساكو إن كتابات مار أفرام شُبهت ببحر كبير يعسر بلوغ حافته، ووصفه القديس غريغوريوس النوسي سراجاً فوق المنارة يضئ لكل من في البيت، وشبهه القديس يوحنا ذهبي الفم بسيف ذي حدين مسلط على أهل البدع والهراطقة، قال عنه المؤرخ سوزمين أنه فاق الكتبة اليونان بحكمته ورونق كلامه وأصالة راية وسداد برهانه، وقال عنه ايرنيوس إن مار أفرام صنف كتبا كثيرة بالسريانية وبلغ من الشهرة والتوقير أن بعض الكنائس تتلو ما كتبه بعدة تلاوة الإسفار المقدسة، ونعته حنانيشوع برسرشوي مطران الحيرة (القرن 6) بمحيط العلوم من يسعه أن يصف غزارة كنوزه، ليصمت العلماء وليتكلم مار أفرام، وقال بلاديوس إن مار أفرام امتاز بموهبة العلم الطبيعي، ووصفه يعقوب السروجي بالينبوع الفائض الذي روت مياهه أهل الإيمان، ونتيجة لموهبته الغزيرة الفياضة ذكر السروجي أن مار أفرام كان يضرع إلى الله قائلاً: أوقف اللهم موهبتك عن كنارتك لترتاح قليلاً، فأنت علمتني ما قلت فعلمني كيف اصمت.

ألقابه، كنَّارة الروح القدس، شمس السريان، شاعر السريان الأكبر، أعجوبة الزمان، اللاهوتي المفسر، الشارح، المربي الإنساني، إمام اللغة السريانية، أفضل الآباء، معلم المسكونة، ابن الحق، الرجل النبوي العظيم، ممثل المسيحية الآسيوية، وقد لقبه السريان الشرقيين (النساطرة) بنبي السريان.

كتب مار أفرام بالسريانية حصراً، ونقلت تصانيفه إلى كنائس ولغات عديدة، اليونان، الرومان، السلافيين والأقباط والحبش والأرمن والجورجيين وغيرهم، ويعتبر نقطة التقاء بين الشرق والغرب، وهو أول من قام الغرب بترجمة أقواله إلى لغاتهم.

كتب مؤلفات عديدة بأسلوب بسيط ومباشر، تناول في شرحه الكتاب المقدس بعهديه آية فآية بحيث قيل: لو ضاعت ترجمة الكتاب المقدس الأصلية لتيسر جمعها من تصانيف مار افرام السرياني، كما كتب في وحدانية الله، المسيحانية، الكنيسة، الافخارستيا، الخطيئة، الميلاد، القيامة، المعمودية، الرهبنة، الفرد والجماعة، حرية الإنسان، قيمة الجسد، خدر القلب، الطبيعة، وغيرها، وقد تفنن في وصف ومدح السيدة العذراء، وألَّف بعض قصص القديسين، وقرَّض بعض الآباء الصالحين، وزَيَّف أقوال بعض الهراطقة.

أمَّا في الشعر فحدث ولا حرج فقد فاق جميع آباء الكنيسة شرقا وغرباً، ويقول الأب يوسف حبي إن مار افرام أعظم معلم عرفته الآداب السريانية المسيحية والشاعر الأعظم في التراث السرياني.

كتب مار أفرام مئات القصائد الشعرية والأناشيد والأرجوزات مركبة على الوزن الرباعي والخماسي والسداسي والسباعي والاثنين عشري، وإليه ينسب الوزن السباعي، وهو أول من وضع أصول الموسيقى السريانية والألحان الكنسية، وأول من ألَّف جوقة تراتيل من الفتيات العذراى، وعلَّمهنَّ خدمة الطقوس والحقائق اليمانية والأدبية التي كان يكتبها.

إحدى قصائد مار أفرام من كتاب منظومة الفردوس مع تصرف بسيط جداً لتوافق مع القافية بالعربية
الذين تُوِّجُوا بالسيف             في سبيل ربنا همهم
هنالك بالمجد                        تتألق تيجانهم
لأنهم سَخِروا أجسادهم       من نيران من اضطهدهم
وكالكواكب هناك                دوماً يلمع ضلهم
بنو النور السبعة الذين           فخرت بهم أمهم
لأنهم في موتهم استهزءوا      بحنق الكافرين وحقدهم   
                   
ومن حكمه:
1: من يعطي الملاح أن يجري البحر بحسب رغبته           فالملاح يفكر في شي، والنوء يفعل شيئاً آخر
يقابله قول المتنبي           ما كل شي يدركه المرء يناله             تأتي الرياح ما لا تشتهي السفن

2: من قال انه لا يغلط، فبهذا غلط وهو لا يدري
يقابله قول ناصيف اليازجي:              من قال لا أغلط في أمر جرى فإنها أول غلطة تُرى

ترد سيرته في مئات الكتب، وللمزيد ببعض المصادر عنه: اغناطيوس أفرام الأول برصوم، اللؤلؤ المنثور / اغناطيوس يعقوب الثالث، أعجوبة الزمان / اغناطيوس زكا الأول عيواص، المجلة البطريركية شباط 1981 / اسحق ساكا، كنيستي السريانية/ لويس ساكو، آباؤنا السريان/ ألبير أبونا، أدب اللغة الآرامية /  يوسف حبي، كنيسة المشرق / سبستيان بروك، العين المستنيرة / التاريخ السعردي وغيرهم.
رابط نص البراءة الرسولية في إعلان مار أفرام ملفانًا للكنيسة / البابا بندكتس الخامس عشر


http://www.syriacstudies.com/AFSS/drasat_sryanyt_-_2/Entries/2007/9/29_albrat_alrswlyt_fy_alan_mar_afram_mlfanaa_llknyst_-_albaba_bndkts_alkhams_shr.html

وشكراً
موفق نيسكو