فرنسا مخطئة في استقبال المهاجرين دون حذر او تمييز/ شمعون كوسا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 30, 2015, 07:14:53 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

   فرنسا مخطئة في استقبال المهاجرين دون حذر او تمييز

برطلي . نت / متابعة


برطلي . نت / خاص لبريد الموقع
   
شمعون كوسا 

كنت قد قررت ، كعادتي ، على الاستعانة بالطبيعة وسمائها وغيومها وطيورها وجبالها  لإيجاد موضوع جديد ،  غير اني عدلت عن ذلك بعد لقاء كنت اصغي اليه من احدى محطات الراديو الفرنسية . كان اللقاء مع وزيرة فرنسية سابقة قامت بزيارة لاحد مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان . من جملة ما سمعته هو كلام موجّه لها من سيدة سورية  كانت تقول  : كل ما نطلبه منكم ونحتاج اليه هو إيجاد حل لمشكلة الحرب ، وفي غياب ذلك ، نرجوكم  أن  تساعدونا للعيش بكرامة حيث نحن في مخيماتنا . ليست لنا أية رغبة في اللجوء الى بلدكم . واضافت السيدة  قائلة :   انتم باستقبالكم لهذه الموجات البشرية ، الا تخشون ان يتسلل بعض عناصر ناعسة نائمة ، تلبس ثوب الحملان ، ثمّ تفيق بعد فترة  لتخلع ثوب التمويه فتنقلب ذئابا ارهابية  ؟!!
هذا اللقاء حفّزني على التعبير عن ملاحظات جمّة كانت تشغل بالي منذ فترة طويلة .  انا اتجنب  الخوض في ميدان السياسة ، ولكن ما يجري حاليا اضحى  حديث الساعة   ويشغل المجتمع برمّته ، لا ضير اذن في ان أُدلِي انا ايضا بدلوي  .
بدأتْ موجات الهجرة الاخيرة ببواخر قادمة من الشواطئ الليبية  متجهة الى الحدود الايطالية، كان معظم هؤلاء افريقيين وقد غرق الكثيرون منهم  ، عقبت هذه الموجات  حشود اخرى قادمة من تركيا واليونان ومعظمهم لاجئون سوريون ،وقد افلح صحفي في اختيار لقطة هزت ضمير العالم ، بالرغم من وجود لقطات لم تصور لعوائل غرقت بأكملها.    المانيا افاقت على حين غرّة وتبنت سياسة انفتاح  بهذا الخصوص،  فهي الان البلد الانساني الذي فتح ذراعيه ، غير ان الحقيقة هي أن هذا البلد يحتاج  الى زيادة  نفوسه ، كما هو بحاجة الى ايدٍ عاملة لتشغيل مصانعه الهائلة ، عملية تساهم في ضخّ دماء جديدة شابة في شعب يتقدم بالسن.
فرنسا قبلت حصة اضافية فرضت عليها من قبل اوربا  ، لأنها بلد سبق وان استقبل  الملايين من اللاجئين العرب والاجانب ،  ونحن لا نكشف سرّا اذا قلنا بانها عانت وتعاني الكثير من تصرفاتهم . فرنسا تعرضت لحوادث ارهاب مروعة اصابت  حريتها وطابعها العلماني بالصميم . ان ما يؤسف له حقّا هو عدم رغبة القسم الكبير من هؤلاء الاندماج في المجتمع ، حتى  الجيل الثالث من اولادهم ، لم يقوَ على الاندماج ، او بالأحرى تم توجيههه على عدم الاندماج.
فرنسا قررت خوض الحرب في ضربات جوية في العراق وفي الآونة الاخيرة وسّعت نطاق تدخلها  في سوريا مستهدفة مواقع داعش . وهي تبرّر قرارها هذا دفاعاً عن نفسها لانها وقعت ضحية ارهابهم داخل البلد  ولعدة مرات . 
انا اسوق كل هذا لأقول بانه لابدّ من توخّي الحذر. فرنسا هي بلد حقوق الانسان ، بلد عريق متحضّر ومنفتح ومتسامح ، ولأجله يجب ان يفكر بوقاية شعبه  وحضارته التي بناها بجهوده ولعشرات القرون ، وقاية البلد  من خطر لم يكن يكن بالحسبان . لقد اتخذ الارهاب زيّاً جديدا وانتشر كالسرطان ،  الذي لا يعلن عن نفسه الا في اللحظة الاخيرة . 
فرنسا لن تغيّر سياستها في الانفتاح وستقبل كل طالب لجوء  وهذا جيد . انا برأيي ، ونظرا لما استجدّت من ظروف  ، يجب ان يتم منح صفة اللاجئ عبر مراسيم علنية رسمية ، حيث يتعهد فيها اللاجئ بصوت عالٍ  ويوقع بانه سيحافظ على نظام البلد الديمقراطي العلماني . عليه ان يوقع بقبوله الكامل  للائحة حقوق الانسان ، كما يجب ان يتضمّن هذا التعهد فقرة صريحة تقول بان التجاوز المثبّت لهذه المبادئ ، يعرّض صاحبه للطرد بقرار لا يقبل النقض .
مشكلة فرنسا إنها ولحدّ الان ، واوربا معها ، مراعاةً لعقلية البعض ، لم تقرّ بان هذا البلد له جذور مسيحية  ومنذ القدم ، بدليل ان  كل شبر منه هو شاهد حيّ على ذلك بكنائسه واديرته ، وتسميات شوارعه وساحاته ومدنه وقراه التي تبدأ كلها باسم (سان/قديس) . ومن جهة اخرى تخشى الحكومة تحليل الامور بموضوعية وتسمية الامور بمسمياتها  ،  فالذي اقتحم سوق عيد الميلاد بشاحنته واودى بحياة الابرياء وهو يهتف باسم الله ، قيل عنه بانه خارج من مستشفى الامراض العقلية او يعاني من مشاكل عائلية . والذي قطع رأس مديره وعلقه غلى وتد والذي ارتكب مجازر برشاشته ، ووقائع اخرى كثيرة لم يتمّ التعقيب عليها ولم تجد لها حسماً  جذريا ، بحجة رؤية المحاكم الخاصة التي تتذرع بقلة الادلة وغيرها . هؤلاء كلهم كانوا يعلنون بانهم مكلفون بمهمّة من قبل إله داعش .
قبل ايام سمعت من شخص واكب لاجئاً قبل سنوات في مخيم اللاجئين . كان هذا اللاجئ لا يكف عن القول بانه متشوق لامتصاص دم فرنسا . انا اقول لماذا قدم هذا اللاجئ اللطيف الى هذا البلد الذي احتضنه ووفّر له الراحة ؟ وشخص آخر قبل سنوات ، عند دخوله الى فرنسا قال لمجموعته : لا تنسوا نحن الان في بلد الكفار . واقول هنا لماذا لم يتجه هذا المؤمن الى بلدان غير كافرة . وآخر كان يردد بانه لا فضل لفرنسا في ايوائه لان الامم المتحدة هي التي تتكفل بكافة اعبائه هنا ، وهذا غير صحيح .    وهذا غيض من فيض لأني على يقين بان هناك ، ليس العشرات أوالمئات ، بل الألوف من هذه المواقف.
انا اقول لهؤلاء جميعا : اذا قدمتم لهذا البلد الجميل ، المتحضر ، والمتسامح والعلماني بهدف أن تتطرفوا في دينكم وتتأصّلوا وتكفّروا الغير ، فالأفضل لكم ان تبقوا هناك حيث المراتع خصبة لهذا الاتجاه . لا مانع من ممارسة شعائركم هنا ، فرنسا دولة قانون تحترم دينكم ، ولكنكم لا تفرضوا شعائركم على الجمهورية  . يجب ان تحترموا من استضافكم وتسيروا بقوانينه وألا تفرضوا انفسكم عليه . لماذا لا تنتهزوا الفرصة وتتمتعوا بحرية هذا البلد وجمال طبيعته التي نقول عنها ، في الكثير من الاحيان ، باننا فعلا في جنة ؟

متي اسو

لماذا ننسى يا استاذ ؟
هل دماء المسيحيين بهذا الرخص ؟
مشاهد هزّت العالم ؟ اين الآعلام التافه الذي يقيم الدنيا على " ساعة احمد " ويسكت عن قيام مهاجرين مسلمين بقتل اقرانهم من المهاجرين المسيحيين والقائهم في البحر قبالة السواحل الايطالية .. يقتلون وهو في طريقهم للجوء الى بلد الكفار !!! الاف من الجرائم تصبح في طي الكتمان في اليوم التالي !!!
ونحن ننسى .. واعلامنا ( عفوا .. لا اعلام لنا )
http://www.france24.com/ar/20150416-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D
9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%88%D9%86