تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

تشابه فكرة المنقذ بين الديانات

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 30, 2017, 10:46:12 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

تشابه فكرة المنقذ بين الديانات     
   

   
برطلي . نت / متابعة

    وليد يوسف عطو
 
       

    (1) : (ان الشعوب المتمدنة والتي واكبت التطور الحضاري استطاعت ان تجد منقذها من داخلها .فالشعب الذي تزداد درجة وعيه بنفسه وبظروفه الموضوعية يستطيع ان يدرك جيدا بانه اعظم منقذ لنفسه ).
    الباحث الدكتور فالح مهدي من كتابه (البحث عن منقذ :دراسة مقارنة بين ثماني ديانات ).

    (2) : التشابه بين بوذا والمسيح
    يكتب الدكتور سامي سعيد الاحمد في كتابه ( محاضرات في التاريخ القديم )مايلي :
    (ولنا ان نعرف بان كل مانقرا عن حياة المسيح وتعاليمه عدا صلبه نراها في الكتابات القديمة عن بوذا ).
    يقول البوذيون بان بوذا تجسد بواسطة حلول روح القدس على العذراء ماريا .وكذلك الامر مع المسيح ,حيث تجسدالروح القدس على العذراء مريم .وتقول الرواية البوذية انه ظهر نجم في السماء ورتلت الملائكة اناشيد السلام واحتفلت بقدومه.وتكلم بوذا وهو في المهد . وعند قدومه شفى الابرص وتكلم الاخرس .

    هنالك التشابه الاخر بين بوذا والمسيح ,هو في محاولة الشيطان غواية بوذا ثلاث مرات لكنه لم يستطع غوايته .ونفس الامر تكررمع المسيح , ولزرادشت وغيرهم .ويقول البوذيون ان بوذا صعد الى السماء بجسده , وهو نفس اعتقاد المسيحيين في قيامة المسيح .يعتقد اتباع بوذا بان بوذا ليس وحده المخلص ورسول الحق في العالم .فسوف يظهر بوذا منتظر ثاني وثالث حاملين الانوار لارشاد العالم الى طريق الحق .ولابد من مرور فترة طويلة بين ظهور منقذ منتظر واخر .

    جاء في انجيل بوذا ( يااولادي ثقوا اني انا ابوكم وبواسطتي نجوتم من الالام والاوجاع .انا نفسي وصلت الى الشاطيء الاخر لاساعد الاخرين ..فانا المخلص المنقذ, اطمئنوا لاني سانقذ الاخرين واقودهم الى مقر الراحة .لقد ولدت في هذا العالم ملكا للحقيقة لكي اخلص العالم).

    يعتقد اهل التبت بان (مالاي لاما)(اي الكاهن الشامل لكل شيء)قد اختفى في دير بوتالا . وانه تجسيد حي لبوذا المنتظر ,الذي لازالوا ينتظرون قدومه .وهي نفس فكرة الشيعة بان الامام الثاني عشر اختفى في سرداب ,وانهم في انتظار ظهوره ثانية .

    المنقذ عند الجينية

    تاسست الجينية في وقت مقارب لتاسيس البوذية في القرن السادس قبل الميلاد .حيث يعتبر مهاويرا معاصرا لبوذا . لم يكن زعيم الجينية مهاويرا الا المنقذ الرابع والعشرين من مجموع المنقذين الذين ظهروا في احقاب متعددة لانقاذ البشرية .لاتعترف الجينية بوجود الالهة , لكنهم يعترفون بوجود روح لكل شيء مادي .تقول الروايات عن ولادة مهاويرا مؤسس الجينية ان ام مهاويرا حلمت احلاما كثيرة قبل ولادته .ومن بين هذه الاحلام ان الاميرة والدة مهاويرا قد حلمت بان فيلا عظيما نورانيا ناصع البياض دخل بها .

    يقول الباحث فالح مهدي ان هذا الحلم قريب من الحلم الذي حلمت به والدة بوذا .تقول الروايات بان ثورا ابيضا زارها في الحلم واخبرها بانها ستلد ولدا وسيكون مبشرا دينيا عظيما , وسوف ينقذ العالم كله , ورات عرشين من الماس والياقوت دليلا على ان ولدها سيحكم العوالم الثلاثة .

    تقوم فكرة الخلاص في الجينية على التطهر من الشهوات الحيوانية واوساخ العواطف والتمسك بالخير .يقول ( و .ل . ديورنت )في كتابه قصة الحضارة , ان الطريق المؤدية الى الخلاص عند الجينيين هي توبة تقشفية . وعلى كل متقشف ان يلتزم بخمسة عهود يطبقها على نفسه وهي: الا يقتل كائنا حيا , والا يكذب , والا ياخذ مما لم يعط , وان يصون عفته , وان ينبذ استمتاعه بالاشياء الخارجة عنه .

    يقول الجانتيون ان اللذة الحسية خطيئة دائما . الزراعة عند الجانتينيين حرام لانها تمزق التربة وتسحق الديدان .

    العري طريق نحو الخلاص

    يمثل العري فلسفة للخلاص عند الجانتيين . فالزاهد لايبلغ مرحلة الخلاص ( موشكا )الا بعد التغلب على مشاعره وعواطفه , فلا يحتاج لشيء حتى ولا الى اللباس . والناسك الحق هو الذي لايشعر بالحر والبرد فلا يحتاج الى لباس يقيه تقلبات الطقس.
    ينقل الباحث فالح مهدي عن احد علماء الجينية في محاضرة له :
    (مادام المرء يرى في العري مانراه نحن لاينال النجاة ,فليس لاحد ان ينال نجاته مادام يتذكر انه عار ).

    هذه الفلسفة تذكرنا بقصة ادم وحواء حيث كانا يعيشان في الجنة بامان في حالة عري كامل , فلا يعرفان شيئا عن الخير ولا عن الشر . وعندما اغواهما الشيطان ,او الحية , واكلا من الشجرة المحرمة , تم طردهما من الجنة . وبذلك يعتبر الشيطان هو من علمهما الخير والشر وهما عاريان .فالذي لايشعر بانه عاري يكون قد قهر الشيطان . لكن ادم وحواء شعرا بانهما عاريان , هذا الشعور بالعري يشير الى الخطيئة التي ارتكباها معا.

    يقول الباحث فالح مهدي(ربما كان غاندي ,والذي كان شديد التاثر بالمذهب الجيني , آخر منقذ ظهر لينقذ العالم من الضلال حسب التعاليم الجينية ).

    مسك الختام :

    ثقافة العري نجدها عند العرب قبل الاسلام في طقوس الحج , حيث كان العربي يرمي ملابسه القديمة ويلبس ملابس الاحرام البيضاء الجديدة كنوع من التطهير والولادة الجديدة ويقومون بقص شعر رؤوسهم .وبعد اكمال مراسم الطواف والحج يلبسون ملابس جديدة ونظيفة كما كان القسم الاخر من العرب ومن قريش يطوفون حول الكعبة وهم عراة . والمعنى واضح في الحالتين وهو تطهير الجسد والنفس والولادة ولادة جديدة .

    وبذلك يكتسب الطواف والحج في الاسلام معنى روحيا لايتناقض مع ماسبقه من ممارسات العرب .