المطران يوحنا إبراهيم من على منبر قمة الـ "G8 " في فرنسا: "أنا مواطن مسيحي قادم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 29, 2011, 07:09:17 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المطران يوحنا إبراهيم من على منبر قمة الـ "G8 " في فرنسا: "أنا مواطن مسيحي قادم من سورية، أشهد أمامكم أنه إذا تزعزع الاستقرار والسلام في سورية، ستكون له تأثيرات على بلدان الشرق الأوسط"


ناشد رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب المطران يوحنا إبراهيم المشاركين في الاجتماعات التمهيدية لقمة الدول الثمانية الكبرى، بدعم مسيرة الاستقرار والسلام في سورية، ودعا المشاركين في الاجتماعات لعدم تصديق كل ما يُبَث من إعلام مغرض ضد سورية، وقال إبراهيم الذي مثل الطوائف المسيحية المشرقية في القمة الدينية التي سبقت قمة الرؤساء: "أنا مواطن مسيحي قادم من سورية أشهد أمامكم وأقول: إذا تزعزع السلام في سورية، ستكون له تأثيرات على بلدان الشرق الأوسط".

وكان ممثلو الأديان الكبرى الذين جاؤوا من بلدان الشرق الأوسط، (سورية، لبنان، السعودية، المغرب) وأوروبا، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، واليابان، واليونان، عقدوا في يومي الاثنين والثلاثاء الفائتين اجتماعات مكثفة في فندق البولمان بمدينة بوردو الفرنسية، حيث ألقيت كلمة المشرف والمنظّم لهذه القمم الدينية، ممثل البطريركية المسكونية في استنبول، المطران اليوناني عمانوئيل، وكلمة رئيس أساقفة بوردو الكاثوليكي الكاردينال جان بيار ريكارد. كما تم إلقاء عدد من المحاضرات التي تمحورت حول ست حلقات: "إصلاح الإدارة العالمية"، "الحالة الاقتصادية"، "التنمية"، "الاستثمار في السلام"، "طاقة التعاون" و "التعددية الدينية من أجل السلام".

وشارك في هذه القمة الدينية من سورية، نيافة المطران يوحنا إبراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب، وألقى محاضرة بعنوان "الاستثمار في السلام" أكد من خلالها أن كلمة السلام ليست فقط عكس كلمة الحرب، وإنما هي بناء عالم خالٍ من القلق والفوضى والانتهازية، مشيراً إلى أن السلام المبني على العدالة الاجتماعية يبعث الأمل في حياة الشعوب والأمم والدول، باعتباره يؤكد على احترام وجهة نظر الآخر، وأضاف إبراهيم: "إن العالم يشهد اليوم، وبكثير من الدهشة، بأن المفاهيم العامة للسلام قد تغيرت في منطق الدول وخاصةً الكبرى منها، ولهذا فالأمم تأكل بعضها بعضاً، والشعوب تنتهك أعراض بعضها بعضاً، وذلك  بسبب استغلال القوة في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية، وحتى في المجالات العلمية مثل الطب.

ولهذه الأسباب كانت الأديان تدعو الإنسانية دائماً إلى الوحدة والتعاون ومحبة الواحد للآخر، إذ لا يمكن أن يعمّ السلام، إلا إذا أخذت العدالة الاجتماعية موقعها الواسع في المجتمع، فالسلام العادل ينادي بكرامة الإنسان، ويمنح حرية تامة في التعبير والعقيدة، ويمنع أدوات القمع والعنف".

وفي حديثه عن الأوضاع الداخلية التي تعيشها سورية راهناً، توجه المطران يوحنا إبراهيم إلى المشاركين في القمة الدينية بكلمة قال فيها: "إن الإعلام وخاصة في الغرب، يُضخّم كثيراً في الحالة التي نعيشها في سورية، بل وينقلنا في كل يوم بكل وسائله إلى أجواء قريبة من الحرب وسفك الدماء والقتل، أكثر مما تكون قريبة إلى الاستقرار والسلام، علماً أن المسؤولين في سورية أعلنوا بشكلٍ قاطع بأنهم بدؤوا مسيرة الإصلاح في مجالات السياسة والاقتصاد والحريات العامة ومكافحة الفساد وإلغاء قانون الطوارئ والاستعداد الكامل للسلام الحقيقي الدائم والشامل في المنطقة".

وأردف رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب بالقول: "أنا مواطن مسيحي قادم من سورية، أشهد أمامكم وأقول: إذا تزعزع السلام في سورية، ستكون له تأثيرات على بلدان الشرق الأوسط. نحن لا نريد أن ندخل في مفاهيم جديدة للغة الديانات والمذاهب، لأن الحرب بين أتباع الديانات والمذاهب ستكون لها تأثيرات سلبية وخيمة على كل المنطقة وخاصة على دول الجوار. ومن هنا أناشدكم بأن تدعموا مسيرة السلام في سورية، وتعملوا على عدم تصديق كل ما يُبَث من إعلام مغرض ضد وطننا، لقد قدّمت سورية ذاتها في تاريخها ماضياً وحاضراً أنموذجاً للعيش المشترك، والإخاء الديني، والوحدة الوطنية. نحن لسنا مع مَن يريد إسقاط النظام، ولكننا في الوقت ذاته ننادي مع مسيرة الإصلاحات ضد الفساد والرشوة، ولهذا فالسلام بالنسبة إلينا يعني شيئاً كثيراً، أرجو منكم أن تمدّوا أيديكم إلى كل المواطنين السوريين، من مسيحيين ومسلمين، للعمل معاً للخروج من المأزق المعتم الذي يهدد السلام في وطننا".

يشار إلى أن مجموعة الدول الثماني الكبرى، والتي يرمز لها بالرمز"G8" ظهرت في عام 1973، وتحديداً بعد الأزمة النفطية، وكان عدد أعضائها آنذاك خمسة أعضاء، ليصل عدد أعضائها في عام 1997 إلى ثمانية أعضاء، حيث أخذت المجموعة شكلها النهائي، وأصبحت تدعى مجموعة الثماني.

وتعقد هذه المجموعة قمة سنوية تعدُ لها الدولة المضيفة، يحضرها ثمانية من الدول الأكثر نفوذاً بالعالم، وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، ألمانيا، فرنسا، اليابان، إيطاليا، كندا، وروسيا.

وتتعرض القمم السنوية دائماً إلى ضغوطاتٍ وانتقاداتٍ، تأتيها من دول وشعوب، وتخرج جماعاتٌ وأفرادٌ في مظاهرات إلى شوارع المدن الكبرى، تنادي بحلِّ أهم المعضلات العالمية كالفقر في أفريقيا بسبب الدَّين الخارجي، والسياسة التجارية، والاحتباس الحراري، ووباء الايدز، والمشاكل المتعلّقة بالعولمة وغيرها.

ودرجت العادة أن يجتمع أيضاً ممثلو الأديان العالمية في قمة دينية قبل انعقاد القمة، لإعداد تقرير يعلنون فيه عن وجهة نظرهم الدينية في القضايا المطروحة في الساحة.





http://www.ishtartv.com/viewarticle,36151.html