الإسلاميون المتطرفون ينشرون الخوف... خطر إرهاب داعش يطارد اللاجئين الإيزيديين ف

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 10, 2018, 03:58:25 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


  الإسلاميون المتطرفون ينشرون الخوف... خطر إرهاب داعش يطارد اللاجئين الإيزيديين في اليونان     
         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم / DW

بعد فررارهم من إرهاب داعش في وطنهم، واجه العديد من اللاجئين الإيزيديين وغيرهم من الأقليات في مخيمات اللجوء اليونانية عنف المتطرفين مجددا. DW زارت مخيم اللاجئين في مدينة مالاكاسا اليونانية وتحدثت مع الأشخاص المتضررين.

   

"لو اكتشف الأفغان، أنني من الطائفة الإيزيدية، فسيحرقونني حياً. في عيونهم لسنا بشراً". يلقي خيري زابري، 37 عاماً، بنظرة قلقة على الخارج حيث تحرك الريح ستائر عربته السكنية. فمنذ شهر ديسمبر / كانون الأول، يعيش خيري زابري مع زوجته زيران وبناته الثلاثة في مخيم اللاجئين في مدينة مالاكاسا، خارج العاصمة اليونانية أثينا.

المخيم ذو المساحة الصغيرة، مكتض باللاجئين. العديد منهم ينحدرون من أفغانستان وسوريا. ويعيش الوافدون الجدد في خيام، بينما يجري بناء أماكن إقامة إضافية. في أحد ليالي الشهر الماضي، اندلع شجار أمام عربة خيري زابري السكنية. وشارك في الشجار حوالي مائة سوري وأفغاني. وعلى إثره قُتل لاجئ سوري يبلغ من العمر 31 عاماً وأصيب ثمانية آخرون. كما اعتقلت الشرطة اليونانية العشرات من اللاجئين المتورطين في الشجار.

وعن ما شاهده خلال الشجار قال زابري لـ DW أنه خلال الشجار الجماعي الذي وقع أمام عربته السكنية، لم يتدخل أي فرد من أفراد الشرطة المتمركزة خارج المخيم أو الجيش من القاعدة العسكرية المجاورة. ويعيش اللاجئ الإيزيدي خيري زابري هو وعائلته الآن في خوف مستمر، كما تعيش باقي العائلات الإيزيدية الثلاث الأخرى في مخيم اللاجئين. جميعهم ينحدرون من الأقلية الدينية المضطهدة من قبل داعش في العراق. بالإضافة إلى العائلات، تعيش مجموعات كبيرة من الأفراد الذكور داخل مخيم مالاكاسا. وعن سلوك هؤلاء داخل المخيم قال زابري: "إنهم يلعبون كرة القدم في الساعة الثالثة صباحاً، ولا يمكننا حتى الشكوى، لقد تعرض جيراننا للهجوم عندما فعلوا ذلك".



اللاجئ الإيزيدي حسين خضر وزوجته إلهان

قتال داعش

لكن الأمر تعدى اللاجئين المستبدين، الذين يقومون بتخويف الآخرين داخل المخيم. في العراق، لم يكن زابري خائفاً عندما هاجمت الدولة الإسلامية قريته في الـ 3 من أغسطس / آب 2014. كانت واحدة من القريتين، اللتين واجه رجالها الإسلاميين المتطرفين. وخاض القرويون معركتهم مع التنظيم حتى نفاذ ذخيرتهم. ومات خلال المواجهة أربعون رجلاً، اثنان منهم من أفراد عائلة زابري. كما قطع مقاتلوا داعش رأس أحد أبناء عمه في الموصل. ثم غادر مع عائلته إلى مخيم في المناطق الكردية في العراق، لكنه غادر مخيم اللاجئين هناك مرة أخرى، لأنه لم تعد لديه ثقة في التزام الأكراد بحماية الإيزيديين. لأنه قبل وقت قصير من تنظيم داعش في محافظة سنجار في عام 2014 ، انسحبت القوات الكردية من هناك. وعلى الرغم من مقتل سبعة من أفراد أسرته، وهم يحاولون  الوصول إلى اليونان عبر بحر إيجة التركي في عام 2015، إلا أن زابري تغلب على خوفه في العام الماضي، وصعد مع زوجته وأولاده على متن القارب.

وعن التجربة يقول زابري:"كنا نظن أنه من الأفضل لنا أن نموت، على أن نعيش في مكان نفتقد فيه للشعور بالأمان". ويشرح حسين خضر البالغ من العمر 29 عاماً: "الكثير من الأشخاص هنا ينتمون إلى تنظيم داعش، الذي فرننا منهم". في مخيم مالاكاسا للاجئين، كان الجاني الذي قتل اللاجئ السوري الشهر الماضي ينتمي إلى نتظيم داعش.

وتقول زوجة حسين خضر، إلهان: "إنهم ينادوننا بالكفار". في المطبخ ذي المساحة الصغيرة، تعد إلهان وجبة غداء بسيطة من اللحم والأرز، وهي تحكي عن امرأة سورية من المخيم، حذرتها من التنظيم الإرهابي. وكانت المرأة قد فرت من مدينة دير الزور التي كانت لا تزال تخضع لسيطرة داعش، وعنها تقول :"لقد حذرتني من الحديث بالسوء عن داعش في الأماكن العامة، لأن الكثيرين منهم هنا داخل المخيم".


اللاجئ الإيزيدي إياد خضر خانو

الإسلاميون المتطرفون ينشرون الخوف

يتذكر زوج إلهان الحديث في الطابور قبل تناول الطعام في مخيم موريا بجزيرة ليسبوس، حيث قضوا أول شهرين بعد وصولهم اليونان. وخلال شهر رمضان، حاول الإسلاميون المتطرفون في موريا معاقبة غير الصائمين. وقد تسبب ذلك في ترك العديد من الأكراد والإيزيديين للمخيم، وتوجه البعض منهم إلى مخيم مالاكاسا.

يتحدث خضر البالغ من العمر 29 عاماً، العربية والفارسية، وكان قد سمع كيف يصف العرب والأفغان الآخرين بغير المؤمنين. "حتى أنهم يصفون اليونان وبلدان أوروبية أخرى ببلدان الكفار. ماذا يفعلون هنا؟ إنهم جاءوا إلى هنا، لأن حكوماتهم تبحث عنهم، أنهم مجرمين". أياد خضر خانو، 27 عاماً، وصل مخيم مالاكاسا قبل عام. وكان  الشاب "رئيس الطباخين" في جناح المخيم الخاص بالعائلات في ليسبوس. "الوضع هناك هو نفسه كما هو الحال في سنجار"، يقول أياد خضر خانو لـ DW. "داعش الموجود في العراق، موجود هنا الآن. يمكنني أن أريك شخصاً قصف الفلوجة". وكانت الفلوجة أول مدينة احتلها داعش في العراق عام 2014.

لقد عايش، كيف قتل تنظيم داعش27 شخصاً من أفراد عائلته الكبيرة في سنجار. ولا تزال ذكرى حمام الدم في أغسطس/ آب عام 2014 حاضرة في مخيلته، وعن تلك المجزرة قال: "لقد استخدموا السكاكين لتوفير الذخيرة".

من داخل المخيم ينطلق صوت عال لنداء المؤذن للصلاة من خيمة تستخدم كمسجد. "أنا فخور لكوني إيزيدي، لكن ليس هنا. هنا أقول أنا كردي"، يقول إياد خضر خانو. العائلات الأخرى تفعل الشيء نفسه كما يفعل خانو، ولا تفصح عن أصلها الحقيقي، في حالة واحدة فقط، وذلك عند حديثهم إلى مترجمين يثقون بهم، يكشفون عن هويتهم الحقيقية.

لكن جاره السوري من دير الزور علم بأن إياد خضر خانو، من الطائفة الإيزيدية، من خلال الخيوط الحمراء والبيضاء، التي يلفها حول معصمه، وهو تقليد إيزيدي، وعن ما قاله له جاره السوري، عندما علم بهويته الحقيقية: "أخبرني أن نساءنا الإيزيديات  في سوريا تحت سيطرتهم، وأن أخاه يحتجز سيدة إيزيدية كجارية لديه".


مخيمات اللاجئين في جزيرة لسبوس اليونانية

ويذكر أن داعش قد قتل أكثر من ستة آلاف رجل، كما تم اختطاف أكثر من ستة آلاف امرأة وطفل من الإيزيديين، الذين تم استعبادهم أو أجبروا على القتال. لقد فر نصفهم فقط حتى الآن، ولا تزال معظم العائلات الإيزيدية في مخيم مالاكاسا تفتقد أقاربها.

السلطات تتجاهل تهديد داعش

يقول خانو إنه لجأ إلى منظمات الإغاثة ووزارة الهجرة اليونانية بسبب التهديدات وخوفه على عائلته. "لكن لا أحد يهتم بنا، يقولون لنا بأنه لا يمكنهم فعل أي شيء من أجلنا ". ووفقاً لما ذكرته كارولينا نيكولايدو، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة في أثينا  فإن السلطات اليونانية هي من يصدر القرارات بخصوص تحركات اللاجئين. لكنها تشك في أن تكون العائلات الإيزيدية، التي تتظاهر بأنهم أكراد، قد تسببوا في بعض الارتباك.

من أجل تهدئة الوضع في مخيم مالاكاسا، تخطط الوزارة لنقل اللاجئين من بعض الجنسيات. لكن ما زال من غير الواضح ما إذا كان هذا التغيير سيشمل الإيزيديين. السلطات اليونانية حققت في الاتهام، بأن الشجار في مخيم مالاكاسا يضم المتطرفين الإسلاميين المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية. ومع ذلك، لم يتم العثور على أدلة ملموسة، كما ذكرت وسائل الإعلام اليونانية.

على جزيرة لسبوس، قالت الشرطة اليونانية لموقع"eKathimerini"، المصدر الإلكتروني لصحيفة كاثيميريني في أثينا، بأنه"تم اعتقال 498 مواطنا أجنبياً منذ بداية العام لارتكابهم جرائم مختلفة، لكن لم تكن لدى أي منهم صلة بالإرهاب".

في مواجهة تهديدات داعش، حاول النشطاء الإيزيدين إخراج أفراد من مجموعتهم العرقية من المخيمات. وساعد أعضاء البرلمان الأوروبي في نقل 700 إييزيدي إلى البرتغال. ومع ذلك، فشل الاتفاق لأن السلطات اليونانية والاتحاد الأوروبي رفضوا منح معاملة خاصة لبعض المجموعات من اللاجئين.

يوديت نويرينك/ إ.م