اردوغان وصل متأخّرًا إلى الفاتيكان: لقاءٌ مطوّل مع البابا، و"ملاك السّلام" هديّة

بدء بواسطة jerjesyousif, فبراير 07, 2018, 03:36:40 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

اردوغان وصل متأخّرًا إلى الفاتيكان: لقاءٌ مطوّل مع البابا، و"ملاك السّلام" هديّة له
  المصدر: أ ف ب
   5 شباط 2018 | 16:42



استقبل #البابا_فرنسيس الرئيس التركي رجب طيب #اردوغان، في اول زيارة لرئيس تركي للفاتيكان منذ 59 عاما. وكان لقاء مطولا قلد خلاله البابا اردوغان ميدالية "ملاك السلام يخنق شيطان الحرب"، في وقت تشن انقرة عملية عسكرية ضد المقاتلين الاكراد في شمال سوريا.
والبابا الارجنتيني الذي يدين بانتظام الحرب واسلحة الدمار الشامل، لم يفوت بالتأكيد التطرق الى الهجوم الذي تشنه تركيا منذ 20 كانون الثاني ضد الاكراد في منطقة عفرين بشمال سوريا، خلال اللقاء الخاص بينهما الذي استغرق 50 دقيقة.
وهذا الهجوم يهدف رسميا الى ابعاد عناصر وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة منظمة "ارهابية"، لكن المتحالفة مع واشنطن في الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، عن الحدود التركية.
وكان اردوغان يعتزم ان يشكر البابا على اعتراضه على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وقال الرئيس التركي في مقابلة نشرتها الاحد صحيفة "لا ستامبا" الايطالية: "نحن الاثنان نؤيد الدفاع عن الوضع القائمة، ولدينا الرغبة في الحفاظ على ذلك". ويدافع اردوغان، على غرار البابا، عن حل الدولتين في النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.

وقد وصل الرئيس التركي مبتسما ومتأخراً بعض الوقت الى #الفاتيكان. وكان في استقباله الحبر الاعظم، لكن بملامح أكثر جدية. الا ان الاجواء تحسنت لاحقا مع تبادل الهدايا، على ما افاد الصحافيون الموجودون هناك.
وعلق البابا عند تقديمه ميدالية برونزية: "هذا ملاك السلام الذي يخنق شيطان الحرب"، مشيرا الى انه "رمز لعالم يرتكز الى السلام والعدل". وتمثل الميدالية ملاكا يحارب تنينا.

   

وقدم اردوغان الى الحبر الاعظم لوحة خزفية كبرى عن اسطنبول، تظهر فيها بوضوح قبة كاتدرائية القديسة صوفيا التي حولها العثمانيون مسجدا في القرن الخامس عشر، وكذلك المسجد الازرق الشهير.
وزار البابا المدافع عن الحوار بين الاديان، تركيا في تشرين الثاني 2014، لكن في ظل اجواء اتسمت بالفتور. واستفاد اردوغان من فرصة الزيارة للتنديد "بمعاداة الاسلام"، والتطرق الى مسؤولية الغرب في تصاعد الاصولية الاسلامية.
وكشف آنذاك للبابا فرنسيس الذي يعيش ببساطة وتواضع في شقة مساحتها 50 مترا مربعا، عن قصره الرئاسي الفخم المؤلف من الف غرفة، والممتد على مساحة 200 الف متر مربع، اي اقل بقليل من نصف مساحة الفاتيكان.
في حزيران 2016، وخلال زيارة لارمينيا، استخدم البابا كلمة "إبادة"، للاشارة الى المجازر بحق الارمن خلال حكم السلطنة العثمانية، مثيرا غضب انقرة التي نددت آنذاك "بعقلية صليبية".
ويرافق الرئيس التركي وفد يضم 16 شخصا، بينهم زوجته وإحدى بناته وايضا 4 وزراء، بينهم الوزير المكلف العلاقات باوروبا. ويزور اردوغان كاتدرائية القديس بطرس، قبل ان يغادر الفاتيكان.
ووصلت سيارة اردوغان الى ساحة القديس بطرس التي اغلقت مداخلها وخلت من المارة. ومنع دخول المتظاهرين الى منطقة واسعة وسط روما طوال 24 ساعة، منذ وصول الرئيس التركي مساء الاحد وحتى مغادرته مساء اليوم. وقد تم نشر زهاء 3500 شرطي. لكن نحو 30 شخصا تجمعوا ظهرا قرب الفاتيكان، بمبادرة من جمعية ايطالية مؤيدة للاكراد. وقالت الجمعية: "في عفرين، ترتكب حاليا جريمة ضد الانسانية".
ويجتمع الرئيس التركي ايضا اليوم بالرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا، ورئيس الوزراء باولو جنتيلوني، للبحث في مسائل الهجرة غير الشرعية وصناعة الدفاع وعملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
الاحد، استبعد اردوغان، في المقابلة مع "لا ستامبا"، اي خيار آخر "غير انضمام" تركيا الى الاتحاد الاوروبي، رافضا الاقتراح الفرنسي بعقد مجرد "شراكة" بين الطرفين. وقال: "نرغب في انضمام كامل الى اوروبا. اي خيارات اخرى لن ترضينا"، مذكرا بالدور الاساسي الذي لعبته تركيا في مسألة وقف تدفق المهاجرين الوافدين من الشرق الاوسط الى اوروبا.
ولم يستبعد عملا مشتركا ايطاليا-تركيا في ليبيا، وهو ما يتم البحث فيه حاليا ضمن مجموعة عمل.
ولم يتم اعلان اي لقاء مع الصحافة اليوم. وكان اردوغان واجه انتقادات شديدة في مطلع كانون الثاني في باريس، لانه هاجم صحافيا فرنسيا سأله عن تقرير صحافي عن تسليم انقرة أسلحة الى تنظيم "الدولة الاسلامية" العام 2014.
وتحتل تركيا المكانة الـ155 من اصل 180، في ترتيب حرية الصحافة الذي تعده منظمة "مراسلون بلا حدود".
وكانت زيارة اردوغان لباريس الاكثر اهمية التي يقوم بها الى دولة من الاتحاد الاوروبي منذ
محاولة الانقلاب الفاشلة العام 2016 وحملة القمع التي تلت ذلك. فقد اقيل 140 الف شخص، او علقت مهماتهم، بينما أوقف اكثر من 55 الف شخص، بينهم جامعيون وصحافيون وناشطون موالون للاكراد، بتهمة الدعاية "الارهابية" او التواطؤ مع شبكة الداعية الاسلامي فتح الله غولن.

منقول من "جريدة النهار"/ جرجيس يوسف