لاجئون ايزيديون في اليونان يطالبون بمخيمات خاصة بهم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 03, 2017, 08:17:04 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

لاجئون ايزيديون في اليونان يطالبون بمخيمات خاصة بهم   


طفلة ايزيدية في مخيم للاجئين في منطقة سيرس بشمال اليونان
         
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا دوت كوم/سويس انفو / أ ف ب عربي ودولي


رغم وصول عائلة إبراهيم هونديتا الايزيدية إلى اليونان قبل عام هربا من الاضطهاد، فإنها لا تزال تخشى استهدافها وتكافح من أجل ابقاء أفراد الأقلية المهمشة سوية.

بعد فراراهم من براثن الاجتياح والحرب والقتل والعبودية التي تعرضوا لها على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، عثر أتباع الأقلية الدينية على مأوى مؤقت في منطقة سيرس الزراعية في شمال اليونان.

ويعد المخيم الذي خصص لهم بين الأفضل في البلاد حيث تتوافر فيه مكيفات وألواح شمسية لتسخين المياه. وتنعم ساحات المخيم بالنظافة فيما هناك ملعب للأطفال.

ويأمل العديد منهم أن يجتمعوا بأقرانهم الايزيديين العالقين في اليونان. لكن هذا ليس دائما خيارا ممكنا في وقت تعمل الدولة جاهدة لإدارة شؤون أكثر من 50 ألف لاجئ ومهاجر عالقين على أراضيها.

وقال مسؤول يوناني على اطلاع بالجهود القائمة لإدارة أوضاع اللاجئين إن "إقامة مخيم مخصص فقط للايزيديين أمر غير ممكن وغير قابل للتحقق".

وبإمكان المخيم عادة استيعاب 700 شخص. وهناك حاليا نحو 350 ايزيديا، معظمهم من النساء والأطفال الذين ينتظرون نقلهم إلى مناطق أخرى من أوروبا تحت اشراف الاتحاد الأوروبي.

- "طاردونا" -

وتقوم سياسة اليونان على نقل اللاجئين الذين يحصلون على موافقة من مخيمات مكتظة في الجزر حيث تخضع هويتهم إلى تدقيق لدى وصولهم من تركيا، إلى البر حيث تتوافر مساكن بمواصفات مريحة أكثر أو شقق وفنادق ممولة من الأمم المتحدة.

إلا أن الايزيديين الذين عانوا حتى الآن في محاولتهم ابقاء أنفسهم متكتلين على بعضهم البعض في ظل تناقص أعدادهم يعارضون هذه السياسة.

ويعود ذلك جزئيا إلى خوفهم من المجموعات الأخرى. ففي وقت سابق من العام الجاري تحولت احتفالات ايزيدية في كلكيس الواقعة كذلك في شمال اليونان إلى عنف بين العرب والأكراد.

واستذكر هونديتا (55 عاما) الحادثة قائلا "هددنا (العرب) بالقتل. طاردونا بالسكاكين والهراوات. اضطررنا إلى الاختباء في الغابة للنجاة بحياتنا".

وأضاف اثناء جلوسه على مقعد خارج المخيم "طالبنا بعد ذلك بتوفير مكان آمن لعائلاتنا فانتهى بنا الأمر هنا معا".

ومنذ ذلك الحين، أحبطوا محاولات الحكومة اليونانية لإحضار غير الايزيديين.

وقال مسؤول حكومي إنهم منعوا مؤخرا نقل 60 أما كونغولية وسنغالية مع أطفالهن، جميعهن من الكاثوليك، إلى مخيم سيرس.

وفي اثينا، أكد مصدر في وزارة الهجرة أنه يتم بذل كل جهد ممكن لحماية الايزيديين من أي أذى.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته "على علمي، لم تقع أي حادثة منذ عشرة شهور"، مضيفا "لكن هناك أشخاص ينزعجون من أي محاولة اندماج".

وأشار المسؤول في اثينا إلى أن "احترام المعتقدات الدينية لشخص ما واستغلاله المسألة لتشكيل مجموعات فرعية بين اللاجئين أمران مختلفان تماما".

وتابع "لو طالب المسيحيون السوريون بأربعة مخيمات لأنفسهم، فإن هذا أمر لا يمكننا القيام به".

- "على أوروبا حمايتنا" -

يتبع الايزيديون ديانة ظهرت في بلاد الرافدين منذ أكثر من 4000 سنة إلا أنها دمجت مع مرور الوقت عناصر من الإسلام والمسيحية.

وكان نحو ثلث الايزيديين، البالغ اجمالي عددهم في العالم 1,5 مليونا، يعيشون في كردستان العراق. إلا أن حوالي 400 ألف نزحوا جراء القتال الذي تسبب به عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.

وقتل نحو 1500 من أفراد الأقلية فيما يعتقد أن أكثر من 3000 لا يزالون محتجزين، وفقا لتقرير صدر في آب/اغسطس عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ومكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية.

وفي المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، تعرضت آلاف النساء والفتيات الايزيديات للاستغلال الجنسي وانتهاكات مروعة بينها الاغتصاب والخطف والعبودية والمعاملة الوحشية والمهينة.

ولربما تفسر المعاناة التي تعرض لها الايزيديون السبب وراء تقدم قادة الأقلية في سيرس بطلب رسمي إلى وزارة الهجرة من أجل تخصيص المخيم للايزيديين وحدهم.

وقال حاج دار حمات الذي يقدم نفسه على أنه متحدث باسم الايزيديين في المخيم "نطالب بألا تتعرض الأقلية إلى إزعاجات وبأن تعيش هنا بأمان إلى حين مغادرتنا".

وأضاف "يعلم الجميع الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا. لم نأت من سنجار إلى اليونان بهدف التسلية. على أوروبا حمايتنا".