قادة مسيحيون عراقيون للأمم المتحدة: ان الوجود المسيحي هو مفتاح الاستقرار الاقلي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 03, 2017, 08:30:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


  قادة مسيحيون عراقيون للأمم المتحدة: ان الوجود المسيحي هو مفتاح الاستقرار الاقليمي   

         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم \ كروكس ناو \ كريستوفر وايت \ الاول من كانون الاول
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم

الامم المتحدة - في خضم حملة الاساقفة الامريكية "التضامن مع المعاناة" التي اقيمت كأسبوع للوعي والتعليم حول المسيحيين المضطهدين, حث قادة عراقيين يوم الخميس الماضي  الامم المتحدة والمجتمع الدولي على الاعتراف بالمسيحيين بأعتبارهم مفتاحا لتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط.

وشاركت كل من بعثة الكرسي الرسولي لدى الامم المتحدة وفرسان كولوومبوس ولجنة اعادة اعمار سهل نينوى في يوم الخميس باجتماع للامم المتحدة تحت مسمى "الحفاظ على التعددية والتنوع في منطقة نينوى", وركزت المناقشة على تحسين ظروف الاقليات التي تم اخراجها من المنطقة سابقا ووضع اطار يسمح لهم بالعودة والاستقرار والازدهار.

وفي عام 2014, نهبت الدولة الاسلامية منطقة سهل نينوى, وهي منطقة تقع شمال شرق العراق والتي كانت تسكنها في الغالب المجتمعات المسيحية. وفي الوقت الذي تم فيه التخلص من داعش وهزيمته, لايزال الوضع هشا والعديد من ابناء الاقليات الدينية والاثنية غير متأكد مما اذا كان ينبغي عليهم المخاطرة بالعودة وان السكان الحاليين ينظرون في ما اذا كان الاسوأ ما زال في المستقبل.

وترأس الاجتماع رئيس الاساقفة برنارديتو اوزا, الناطق الرسولي لدى الامم المتحدة, وقال ان الكرسي الرسولي ملتزم "بضمان الظروف التي تسمح لهم (الاقليات العراقية) بالعودة الى اماكنهم الاصلية والعيش بكرامة وسلام, وضرورة وجود سياسة اقتصادية لضمان التماسك المجتمعي".

"لاتنسوا الناس المضطهدين"
وافتتح الاب سالار كجو, النائب العام للابرشية الكلدانية الكاثوليكية في القوش وراعي كنيسة تللسقف وباطنايا وباقوفا, المناقشة بتقرير شخصي حول رعيته.

ووصف كجو منطقته بأنها 100% مدن مسيحية  ويقطنها افراد كانت الكنيسة "محور حياتهم"
وقال كجو "منذ عام 2014, كان الناس دائما ينظرون اولا الى الكنيسة لبقائهم ودعمهم".
ووصف كجو السنوات الاخيرة بأنها تمثل تحديا لبقايا المسيحيين الذين يصارعون من اجل الحفاظ على احد اقدم المجتمعات المسيحية في العالم. وقال كجو "يجب ان نفهم ان هؤلاء هم شعب مسالم من دون قوة عسكرية او سياسية". واضاف "انهم يريدون فقط العيش بسلام على ارضهم".

وفي ظرف 24 ساعة فقط في اب 2014 تركت مدن بأكملها مهجورة من المسيحيين الذين طاردهم داعش. لمدة عامين, كان هؤلاء المسيحيين يعيشون كمشردين يعتمدون في معيشتهم على الدعم من المؤسسات الخيرية المسيحية في الخارج.

بعد عام 2016, عندما تم تحرير الكثير من البلدات من سيطرة داعش, عاد المسيحيون الى المنطقة ليجدوا الكنائس مدمرة وبنيتها التحتية متحولة الى خراب. ويبدأون عملية اعادة الاعمار مع عودة اكثر من 1000 اسرة الى بلدة تللسقف. لكن في ايلول الماضي, قيل له انه يجب عليهم اخلاء البلدة بسبب المزيد من القتال الذي سيبدأ بعد 24 ساعة, ولكن كاجو وزملائه من قادة الكنيسة رفضوا المغادرة. واضاف "لن نتخلى عن مدينتنا مرة اخرى".

وبعد تدخل الحكومة الامريكية, تم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار ولم يتم تدمير البلدة, الا ان كاجو عرض ذلك كمثال واحد على الحالة الهشة لكل من البلد والمواطنين – وكنيسته تعمل على تقديم الدعم الروحي والعملي.

وحث كجو المجتمع الدولي على الاعتراف بالمحنة اليائسة لشعب سهل نينوى. وقال "انهم ينامون مع حقائب معبأة وجاهزة" وقال "اذا لم يتحقق الاستقرار خلال الاشهر القليلة المقبلة فأن المسيحيين سيغادرون ارض نينوى الى الابد".

"انا اطلب من هذه الهيئة, من فضلكم لاتنسوا الاقليات المضطهدة في سهل نينوى".

الفوز في صراع الافكار"
وقال رئيس الاساقفة بشار متي وردة, والذي تم تنصيبه كمطران للكلدان الكاثوليك في اربيل عام 2010, قال لجمهور الامم المتحدة ان المسيحيين "شريك رئيسي لمستقبل التعددية في العراق" و"جزء من الحل, وليس جزءا من المشكلة في شروط تحقيق السلام وحقوق الانسان"
ومن اجل العمل بشكل اكثر فاعلية في المنطقة ومع المجتمع الدولي, شكلت الكنائس المسيحية الرئيسية الثلاث في العراق – الكاثوليك الكلدان والسريان الكاثوليك, والسريان الرثوذكس- لجنة اعادة اعمار سهل نينوى للعمل معا للحفاظ على المجتمعات.

وقال وردة انه في الماضي كانت هناك اخطاء من قبل المجموعات الفردية التي لا تتبع القنوات المناسبة او تتنافس بشكل غير مباشر ضد بعضها البعض.

واعرب عن اعتقاده ان الهيئة الجديدة ستخدم على نحو اكثر فاعلية جميع المسيحيين في العراق والتي يتعين عليها الان مواجهة عقدتين رئيسيتين: هما اعادة الاعمار والفوز في معركة الافكار لانها تجعل من التعددية امر جيد للمسيحيين وبقية ابناء البلاد.

ولفت كارل اندرسون, الفارس الاعلى لفرسان كولومبوس, الانتباه الى حقيقة ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وكثير من القادة الاخرين تحدثوا ضد اعمال داعش التي ارتكبوها بحق الاقليات في المنطقة ووصفوها بانها "ابادة جماعية"

ويقول اندرسون "التعددية والتعايش ليس لهما مكان في المجتمعات تحت سيطرة داعش"
وعرض اندرسون رفضا قويا لنوايا داعش لتدمير التعددية, وتطرق الى الرؤية الروحية والاخلاقية التي قدمها الاعلان العالمي لحقوق الانسان, الذي انشأته الامم المتحدة عام 1948 والذي اعطى الامل للمليارات في التعبير عن الكرامة الاساسية للبشر... وان الشر والظلام لايجب ان يكون لهما الكلمة الاخيرة.

وبينما تناقص تنظيم الدولة الاسلامية كقوة سياسية داخل المنطقة, حذر اندرسون من ان افكارهم لاتزال تحتفظ بالسلطة. "هل سيفوز داعش فكريا, حتى عندما يخسر عسكريا؟".
وحث اندرسون المجتمع الدولي على عدم التركيز فقط على الاحتياجات العملية ولكن على كسب "معركة الافكار", والاعتراف بأن مستقبل منطقة نينوى يعتمد على دعم عالمي قوي للتعددية حيث يمكن للاقليات التواجد والازدهار."

نداء لتعلم التاريخ المسيحي
وفي حي ان وردة وزملائه المسيحيين العراقيين يشعرون بالامتنان لدعم المجتمع الدولي, قال في مقابلة مع كروكس ان احد التحديات التي لازالت قائمة هو ان العديد من الامريكيين لايعترفون بالدور الهام الذي لعبته المنطقة وشعبها في تاريخ الايمان.
وقال وردة "تذكر ان المسيحيين في الشرق الاوسط والمنطقة في سوريا على سبيل المثال, هم الذين عمدوا القديس بولص".

"نحن مجتمع قديم وتاريخي جدا. المسيحيون في العراق هم الذين نشروا المسيحية والانجيل في بلاد فارس وحتى الهند والصين... احب حقا ان ارى كل امريكي يعرف هذا التاريخ الغني".
وقال وردة "انها ليس مجرد صلاة للمسيحيين المضطهدين,ولكن ايضا لمعرفة من هم". "ربما يقول بعض الناس, اذا كنا نهتم بهم دعونا نأتي بهم الى امريكا حيث يمكن ان يعيشوا في بيئة آمنة".

"لكن ماذا عن الشعور بالرسالة؟". واضاف" اذا تركنا كل هذه الاراضي فربما سنخسر مجتمعا هاما وحيويا, لعب دورا هاما في المنطقة".

مكررا نفس المشاعر, شجع اندرسون جمهور الامم المتحدة على سد الفجوة المعلوماتية من حيث المعرفة العامة بالمنطقة وتاريخها, و ايضا شعبها في الماضي والحاضر.

وقال "نحن كامريكيين لم نعرف الشعب العراقي جيدا". واضاف "لو كنا نعرفهم بشكل افضل, لكنا قد تجنبنا بعض مآسي العقد الماضي".