السعودية ثورة حبلى بأنقلابات .. " رؤية "/ يوسف تيلجي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 19, 2017, 09:59:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
السعودية ثورة حبلى بأنقلابات ..  " رؤية "     
   


برطلي . نت / بريد الموقع
                                                       
يوسف تيلجي
   

افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان ووسط، فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً، وإنه سعى في قتل سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله وانتقاماً منه وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي بيد علي بن أبي طالب وغيره يوم بدر وغيرها، وقالوا تلك أحقاد بدرية وآثار جاهلية ... والطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً وإماماً عدل وإنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي وحمله بيده وبرّك عليه وربما فضله بعضهم على أبي بكر وعمر، وربما جعله بعضهم نبياً ... والقول الثالث : أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافراً ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفُعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين ... ثم افترقوا ثلاث فرق، فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه      


—ابن تيمية، فتاوى ابن تيمية



     السعودية التي سبتت لعشرات العقود ، شريعة ومذهبا وحكما ونظاما ومجتمعا / قبليا ، وطريقة بيعة أولى الأمر ، أنتفضت مرة واحدة بصيغة ثورية ، الثورة بتدبير من الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز ، ودائرته الضيقة ، بالرغم من معانات الملك الصحية ( فقد نقل موقع قناة العلم في الإثنين ٢١ مارس ٢٠١٦ ، أن الملك سلمان مصاب بتلف خلايا دماغي ملكي لا شفاء منه ، المرض هو « العته الوعائي » او « الخرف » ، الأمر بدأ العام  2008 ، وهي أحد اكبر اسرار المملكة ، جريا على ما كانت عليه امراض من صعدوا الى العرش قبله في شيخوختهم ، مع فارق وحيد ان اسلافه الملك سلمان عانوا في ابدانهم ، وامكن التعايش مع امراضهم ، وليس في ادمغتهم .. ) ، لكنه كسر تقليد العائلة المالكة !! ، بطرق مكشوفة وواضحة لدى القاصي والداني !! ، وسأشير في التالي ببعض الأضاءأت حول الوضع السعودي / رؤيتي الخاصة :                                                                                                                                                                                                                                                            1 . الثورة .. بدأت بأقصاء الأمير مقرن بن عبد العزيز / أصغر أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن سعود من ولاية العهد ! - في 29 أبريل 2015  ، وأختيار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد ، وتعيين نجل الملك ، الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد ، وكان كل ذلك حركة تمويهية ، من أجل أعتلاء الأمير محمد العرش ، وكانت هذه العملية هي بواكير شرارة الثورة ، التي ظهرت ملامحها بالأفق ، وكل مؤشراتها أخذت تتمركز بأن كل الأمور ستتهيأ للملك القادم / محمد بن سلمان ، الذي كان في حينه لم يكمل عامه الثلاثين ، الملك سلمان أنقلب على هيئة البيعة (  وهي هيئة سعودية تعنى بأختيار الملك  وولي العهد وولي ولي العهد ، وتتكون من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود ، ولقد أسست الهيئة في 20 أكتوبر 2006  ، وكان يرأس الهيئة الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود حتى وفاته في 3 مايو 2017 ، ولم يتم تعيين رئيس لها بديل عنه ) ، وذلك بزج الأمير المدلل في خضم الوصول الى سدة الملك ، بالرغم من وجود من هو أحق منه في أعتلاء العرش! .                                                                                                                                                                             2 . الأنقلاب الأول ، هو تعيين الأمير محمد بن سلمان من " وليا لولي العهد " الى " وليا للعهد " بعد موافقة 31 من أصل 34 من أعضاء هيئة البيعة ، وأقصاء الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد ، وهذا هو الأقصاء الثاني في كابينة ولاية العهد ! ، وكان ذلك في في 21 يونيو 2017 ، وتم وضع الأمير محمد بن نايف تحت الأقامة الجبرية ، وللعلم أن للأمير محمد بن نايف باع طويل بوزارة الداخلية ، وأبيه أيضا كان وزيرا للداخلية / الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود  ) نايف بن عبد العزيز ، شغل منصب وزير الداخلية منذ 1975 ، ووليا للعهد نائب رئيس مجلس الوزراء منذ 27 أكتوبر 2011 إلى غاية وفاته.  ) .                                                                                                                                                                                   3 . حكم النساء ، لماذا الأمير محمد بن سلمان بالتحديد ! ، وهو الابن السادس للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود / أي هناك ستة أمراء أرشد منه ، أذن هناك دور للنساء ، ومدى تاثيرهن على الملك المريض ، وهي والدة الأمير محمد الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين العجمي ، وهذا أنقلاب أخر داخل عائلة الملك سلمان بالتحديد ، ولكنه أنقلاب نسائي ! .                                                     
4 . أنقلاب أخر وهو توقيف عدد من الأمراء و من  مراكز القوى في السعودية ، فقد أشار موقع النهار الى ما يلي (  في حملة غير مسبوقة لمكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية ، أوقفت السلطات 11 أميراً وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين . ويفترض أن تتيح هذه الحملة لولي العهد الامير محمد بن سلمان تعزيز سلطته ، وأفاد مصدر حكومي أن بين الموقوفين الأمير الملياردير الوليد بن طلال ، ووزير الحرس الوطني الامير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز . ومن المحتجزين الآخرين وزير المال السابق إبرهيم العساف وهو عضو في مجلس إدارة شركة "أرامكو" السعودية العملاقة للنفط ، ووزير الاقتصاد السابق عادل فقيه الذي اضطلع في يوم ما بدور كبير في وضع مسودة إصلاحات الأمير محمد ، والأمير السابق لمنطقة الرياض تركي بن عبد الله ، وخالد التويجري وغيرهم ) .                                                               
5 . أهم مؤشرين في الأنقلاب الأخير ، هو أنه أنقلاب يلد أخر ، حيث أنه من ناحية أنقلاب سلطوي ، لأنه أزاح أكثر واهم المرشحين لكرسي الحكم ، وأقواهم وهو الأمير متعب وزير الحرس الوطني / أبن الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ، ومن ناحية ثانية ، هو أنقلاب مالي ، وذلك بأزاحته الأمير الوليد بن طلال وأبن لادن ووليد الأبراهيم / مالك قنوات MBC .. ، من أجل السيطرة على أموالهم ! .                                                                   
6 . سعد الحريري ، أنقلاب أخر سياسي مالي ، أن وجود الحريري بالسعودية ، هو حجز أو تقييد لحركته أو أقامة جبرية ../ سمه ما شئت ! ، الرئيس سعد / بالرغم من محيطه من الرجال ، ولكن لا تزال خبرته محدودة ليست كالراحل والده ! ، فقد أعلن أستقالته وهو في السعودية – وهي أستقالة غير معللة أو مسببة دستوريا ! لأنه خارج لبنان ! . الدكتور سعد الفقيه / معارض سعودي ، يقول : أن أستقالة الرئيس ، ترتبط بأسباب سياسية متعلقة بأيران وحزب الله اللبناني ، ويضيف : أن شركة " سعودي أوجيه " المملوكة للحريري ، والتي مركز أعمالها السعودية في أزمة مالية حادة ، والأمير سلمان يخطط للأستيلاء عليها ، وأنه حتى رواتب العاملين لم تدفع ! . كل هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى دخلت فرنسا على خط الأزمة ، حيث بين موقع BBC  (  أعلن الرئيس الفرنسي الأربعاء – 15.11.2017 ، أنه وجه دعوة إلى الحريري وأسرته للقدوم إلى فرنسا ، بعد محادثات هاتفية أجراها مع الحريري وولي عهد السعودية محمد بن سلمان وقال ماكرون ، في تصريحات أدلى بها في ألمانيا ، إن الدعوة لعدة أيام وليس لعرض لجوء سياسي للحريري .. ) ، وأرى أنه لو كانت الأمور أعتيادية لما تتدخل الرئيس الفرنسي / ماكرون ، على خط الأزمة ! .                                                                                                                                                            7 . الأمير محمد / بخبرته المحدودة ، يجعل من أمر حجز أو أطلاق سراح الأمراء ورجال الأعمال ، مرتبط بالمال ، وأرى في هذا فضيحة أخلاقية ، فالأمير محمد أما أن يسير بخطى قانونية ويترك أمر المحتجزين للقضاء ، أو أن يتصرف كملك ، ولكنه أتبع الخيار الثاني ، فقد جاء في صحيفة " ذا فايننشال تايمز " البريطانية ، التالي : ( إن السلطات السعودية تفاوض أمراء ورجال أعمال ، تحتجزهم في فندق " ريتز كارلتون " بالرياض للاشتباه بتورطهم في قضايا فساد ، لإطلاق سراحهم مقابل التنازل عن حصص كبيرة من ثرواتهم .. وتقول  المصادر إن في بعض الحالات ، تريد السلطات الحصول على 70 في المئة من ثروة المشتبه بهم ، مضيفة أن مبلغ التسوية الإجمالي قد يصل إلى 300 مليار دولار ، وهو يفوق المئة مليار دولار الذي أعلن النائب العام السعودي اختلاسها في صفقات مالية شابها الفساد .. ) ، أذن القضية هي قضية السيطرة على رؤوس أموال شركات المحتجزين ، أضافة الى أنهائهم سياسيا وسلطويا !! .                                                                                                                                        8 . في الأفق / من الممكن في المستقبل القريب ، بوادر لأعتلاء الأمير محمد بن سلمان للعرش بعد تنازل الملك سلمان عن الملك لمرضه ، فقد جاء في موقع  https://arabic.sputniknews.com التالي ( علًق مصدر سعودي رفيع على الأنباء التي أكدت احتمالية تنحي الملك سلمان بن عبد العزيز ، لصالح ابنه ، محمد بن سلمان ، نافياً أن يكون ولي العهد قد تآمر لعزل محمد بن نايف ، وذلك تعليقاً على تقرير نشرته صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية  ) .. وهذا أحتمال وارد ، وذلك حتى ينهي الملك سلمان بيعة نجله كملك في حياته ! .                           9 . زيارة البطريرك الراعي للسعودية ، نعم أنه حدث كبير ، فقد جاء في موقع / فرانس 24 ، التالي ( في 14/11/2017 - وصل البطريرك الماروني اللبناني بشارة بطرس الراعي الاثنين إلى السعودية في زيارة تاريخية ، يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد ، بالإضافة إلى رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري . وتأتي الزيارة وسط توتر سياسي بين الرياض وبيروت بعد إعلان الحريري استقالته من السعودية في الرابع من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري ) ، نعم أنه تحول ، ولكن العالم يريد تحقيق حدث على أرض الواقع ، مثلا - تأسيس كنائس بالسعودية مع حرية دينية ! ، لأنه حدث أمر مشابه في الماضي ، لكنه لم يثمر عن أي شي مستقبلي ! ، وذلك عندما زار الملك عبدالله البابا ، (  لاول مرة في تاريخ العلاقات بين رئيس الكنيسة الكاثوليكية والسعودية ، يستقبل البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء 6-11-2007 في الفاتيكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي وصل الى روما في اطار جولة اوروبية / نقل من موقع العربية ) ، في هذا الشان بالتحديد أرى أن العلاقات الدولية ليست عروض وأنما أفعال على أرض الواقع ! .

رؤية :
   الدول المساندة للثورة في السعودية ، من أجل ولادة مملكة جديدة بمواصفات حداثوية / أراها مجرد حلم بالرغم مما يحصل ! ، وأخذ البعض يساندون الأمير محمد حتى أعلاميا من أجل أعتلائه العرش ، وذلك من أجل تسيير المصالح الخاصة للدول الأقتصادية والمالية ! ، مصر - على سبيل المثال وليس الحصر ، فقد قال السفير سيد أبوزيد ، مساعد وزير الخارجية الأسبق سفير مصر لدى المملكة سابقاً ، التالي : ( إن تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد فى السعودية جاء كخطوة متوقعة لما شهدته السياسة السعودية من تطورات خلال الفترة الماضية اتسمت بتولى « بن سلمان » لمسئوليات وأدوار مهمة على المستويات الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، مؤكداً فى حواره لـ « الوطن » أن القرار تم بالتشاور والتوافق بين أعضاء الأسرة الحاكمة السعودية ، التى وصفها بأنها متماسكة للغاية / نقل من موقع - الوطن ) .  أني أرى أن عدم الشفافية في نقل الحقائق سيجعل من الملك القادم والمملكة ونظامه في مهب الريح ، في حالة لو تحقق حلمه في كرسي العرش ! ،.. فالوضع السعودي المستقبلي جدا معقد ، ووددت أن أسرد ما يلي من مؤشرات ، لكي تتوضح صورة ما ستؤول أليه النتائج :
أولا : أن الأمير محمد بن سلمان ، وما يتمتع به من خبرة ودراية وحنكة وحكمة وعلاقات وسياسات .. ، ضعيفة ومتواضعة ، ولا يمكن ان تقاس أو أن تقارن بمن تناطح معهم ، كالأمراء - متعب بن عبد العزيز / وزير الحرس الوطني ، الأمير محمد بن نايف / ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأسبق ، والأمير الوليد بن طلال / رجل الأعمال والذي يتمتع بشبكة واسعة من العلاقات سعوديا وعربيا ودوليا .. ، والأمر ينطبق على العشرات من المحتجزين ، نعم السلطة تتمركز الأن معظمها بيده ، ولكن هذا الحال ليس دائمي ! ، وكل المحتجزين لديهم أشقاء وأولاد عمومة من الأمراء ، ولديهم صلات مع مراكز القوى التي لا زالت فاعلة بالمملكة وهناك قبائل تؤيدهم ، ويملكون علاقات أقليمية وعربية ودولية .. فكيف سيتصرف الأمير مع كل هذه المعطيات ! .
ثانيا : دائرة الملك سلمان بن عبد العزيز / المريض والمتعب ، الضيقة ، التي هي اليوم مع الأمير محمد ، لا نعلم بعد رحيل الملك ، أتبقى مع الأبن ، أم تغير ولائها الى الأقوى ! ، وذلك حسب تغير الظروف وتبدل تطلعات مراكز القوى ! .
ثالثا : هل يبقى الحرس الوطني ، الذي بقى ضمن دائرة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ، ومن ثم أبنه الأميرمتعب ، منذ 1960 والى الأن ! هل يبقى الحرس الوطني كقوة ، صامتة دون أي رد فعل ، تجاه ما يحل بقائد الحرس ، الفريق أول الركن الأمير متعب / وليد المؤسسة العسكرية ، ونجل الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز / القائد المخضرم الأسبق للحرس ! هل سيتحرك الحرس ! ، أم ينتظر ظرف معين ! علما أن جل الحرس هم من أبناء القبائل ! هذا تساؤل !.

خاتمة الرؤية :
الخيار الاول  -  هل سيحدث أنقلاب ملكي وعسكري يمنع أو يحجب أعتلاء الأمير محمد بن سلمان للعرش ! ،              " قبل " تنازل أو وفاة الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز ! .
الخيار الثاني -  هل سيعتلي الأمير محمد العرش ملكا على المملكة العربية السعودية ، ثم يزاح بعد تنصيبه / مبايعته ، بحركة ، من الحرس والقبائل ، ومن الممكن حتى من العائلة المالكة / خاصة في حالة وفاة الملك سلمان قبل التنصيب الفعلي ! .
الخيار الثالث - هل ستنتفض " هيئة البيعة " ، تصحيحا وتقويما لوضع مبايعة الملك في المملكة ، وحقنا للدماء!.
      ومن كل ما سبق من مؤشرات ومعطيات وخيارات وأحتمالات وتغيير في مراكز القوى ، أضافة الى تأثير دوائر وعوائل المتضررين من الأمراء والوزراء ورجال السلطة والأعمال .. ، كيف سيقود فيما بعد ، أبن الثلاثينات الأمير محمد ( الذي يرأس اغلب مفاصل الدولة المركزية / ومنها حرب اليمن .. ) ، كيف سيقود الأبن التركة الحبلى بالانقلابات للأب !! .