مؤتمر بروكسل وبعض من الشكوى - روند بولص

بدء بواسطة ARAMI, يوليو 08, 2017, 07:10:21 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ARAMI

مؤتمر بروكسل وبعض من الشكوى

قيل الكثير و كُتب الكثير بين مؤيد و مقاطع ومشكك بمؤتمر بروكسل المنعقد  للفترة 28-30 حزيران في بلجيكا و برعاية البرلمان الأوروبي، وانا كنت قد  آثرت الصمت ردحا من الزمن وفضلت التريث والعزوف عن الكتابة في المواقع الالكترونية وعلى صفحات الانترنيت او في وسائل التواصل الاجتماعي فيما يخص واقع شعبنا و التحديات التي تواجهه والآفاق التي تنتظره،  مقتنعا بأن معظم هذه الكتابات وإن كانت معظمها قد كُتبت بنية طيبة، وللأسف باتت تؤثر سلبا  نفسية الوروح المعنوية لأبناء شعبنا المنكوب ، كونها   في أكثر الاحيان أصبحت تزيد لديه  حالة القلق والتوتر النفسي وتعزز شعوره بالأحباط و اليأس، و هذا لايعني أنني كنت بعيدا أو غير مبالِ بما يجري من حولي وخاصة ما يخص واقع شعبنا المضطهد والمتألم، إلا أنني فضلت المتابعة عن قرب و مراقبة عن كثب للاحداث التي تعصف بشعبنا كناشط مدني وعوضت عن العزوفي المؤقت عن الكتابة  بلقاءات شخصية و جماعية ودية وشبه رسمية والتركيز على النشاطات الثقافية و النشاطات المدنية ولقاءات اعلامية و حضور ندوات و مؤتمرات وجلسات حوارية متنوعة التي تخص في أكثر الاحيان واقع ومستقبل المكونات الصغيرة ومنها شعبنا الاصيل.
الا ان هذا حجم الكبير من التكثيف الأعلامي الاخير عن مؤتمر بروكسل السلبي والايجابي الصادر عن  المؤيدين  والمقاطعين  لمؤتمر بروكسل الخاص بمستقبل مسحيي العراق المنعقد مؤخرا في مقر الاتحاد الأوروبي  في بروكسل، ألتمست ميدانيا الأنعكاسات السلبية العميقة لهذا الجدل المحتدم بين الفريقين على أبناء شعبنا وروحهم المعنوية المتدهورة اصلا،  كل هذا دعاني  ان أخرج عن صمتي و تريثي بالكتابة ، لأبدي رأي المتواضع بهذا الخصوص وطرح وجهة نظري ورؤيتي الخاصة علّها تكون مفيدة وايجابية في أحتواء وحصر هذا الجدل الواصل الى حد التأزم والتحارب، و ان يساهم ولو بشكل بسيط على رفع الروح المعنوية لأبناء شعبنا خاصة المهجر من موصل وبلدات سهل نينوى ورؤيتي لهذا الموضوع تتمثل بالمقترحات المبينة أدناه:-
-  مناشدة الطرفين أو الفريقين بأيقاف الحملة الاعلامية المشككة أو الداعمة لمؤتمر بروكسل، لآثارها السلبية العميقة على الروح المعنوية لأبناء شعبنا خاصة المهجر، وخلق لديه حالة من الاحباط واللاجدوى، بعدما كان يتأمل خيرا من عقد هكذا مؤتمر دولي.
- مقترحا ومطالبا و راجيا من الاخوة المشاركين في مؤتمر بروكسل والمؤيدين له ولقراراته، وخاصة في هذه الفترة الحساسة بدلا من أن يكثروا من كتاباتكم في صفحات الانترنيت وهم يركزون فيها على استقلالية المؤتمر وبراءته من أي أجندة خارجية مفروضة عليه ونزاهته من أي شبهات أخرى ألحقت به، وهذا السلوك للأسف حث ويحث الطرف الاخر على ان يركزوا ويكثفوا من كتاباتهم وردودهم كي يثبتوا حجتهم و شكوكهم ووجهة نظرهم التي اعلنوها عند مقاطعتهم للمؤتمر،  أن يرّكز الفريق المشارك بالمؤتمر في كتاباتهم على تسليط الأضواء وبشكل واضح وجلي على مقررات المؤتمر وما تم الاتفاق عليه لصالح ومستقبل شعبنا، والاهم من ذلك تحديد وبشكل شفاف آليات لتنفيذ هذه المقررات الهامة على أرض الواقع وبأسرع فرصة ممكنة ، لتكون البداية والخطوة الأولى على اعادة الاعمار و تأهيل البنية التحتية وملف العودة، طبعا بأشراك فعال من أهالي المنطقة، هذا سيمنح فرص عمل و ونوع من الأمل للمهجرين بالعودة القريبة الى بلداتهم و ديارهم،  كون التمكين السياسي والامني يحتاجان الى ستراتيجية طويلة الامد  والى وقت طويل والى تحقيق الكثير من التوازنات في خضم التحديات والصراعات السياسية والامنية العميقة المحتدمة بين الكبار.
  ان الانجاز على الارض دائما هو الاهم حتى لو كان محدودا وهذا يبرهن مصداقية مقررات المؤتمر و القائمين عليه و المشاركين به، عوضا عن كتابة الف مقالة و مقالة للدفاع عن النوايا والمقاصد.
- ضروري جدا ان يبادر الفريق المشارك بالمؤتمر على تشكيل لجان متابعة لتنفيذ مقررات المؤتمر، من الافضل ان تفسح المجال أيضا لأهل الكفاءات والاكاديميين والناشطين خاصة من ابناء سهل نينوى ان ينخرطوا بهذه اللجان وحسب التخصصات بما يضمن الاسراع في تنفيذ مقررات المؤتمر على الاقل كما اسلفت سابقا ملف الاعمار و العودة.
وأناشد الفريق الاخر من المقاطعين للمؤتمر و المشككين في مصداقيته، وأقترح عليهم ان يتريثوا في اطلاق احكامهم النهائية على المؤتمر و مقرراته و ان ينتظروا مدى صدق و حرص وجدية المشاركين بالمؤتمر على تحقيق مقررات المؤتمر ميدانياً وبشكل عملي و فاعل ضمن الامكانيات المتاحة.
-  أناشد الطرفين ان يتسع صدرهم الواحد للاخر حبا بشعبهم و مصيره، وان يجلسوا معا الى طاولة الحوار على الاقل لمناقشة ولأحتواء تداعيات المؤتمر وفهم ملابساته.
- في حالة التعذر تحقيق هذا الموقف المسؤول من الطرفين بأقرب وقت ممكن،وفي كل الاحوال يصبح من الضروري ان تبادر منظمات المجتمع المدني والناشطين في مجال العمل المدني والانساني وفي مجال العمل القومي والمثقفين من ابناء شعبنا الى تشكيل لجنة محايدة تسعى الى تنقية الاجواء بين الفريقين و تقريب وجهات النظر و الضغط باتجاه تحقيق هذا اللقاء على طاولة الحوار.
أن واقع شعبنا المرير لايتحمل المزيد من الصدمات والاحباطات والمزايدات، اما ان يعمل الجميع بروح المسؤولية و نكران الذات والترفع عن الصغائر والانانية والمصالح الفردية والحزبية لأنقاذ هذا الشعب المتالم الذي كاد يلفظ أنفاسه الاخيرة على ارض أجداده  .. أو يتحمل الجميع وكل حسب مسؤولياته وقدراته لعنة التاريخ.. ان  الحقيقة ممكن أخفائها  الى حين،  الا انها لابد ان تسطع من جديد وتكشف المستور، إذ لايمكن حجب شمس الحقيقة بغربال

رونـد بـولـص 
         أربيل / عنكاوا
                                     7/7/2017


http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=846832.0