مشاكســــة ملائكـــــة. . . وشــــــــياطين/ مال اللــــه فـــــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 10, 2015, 02:44:51 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكســــة
ملائكـــــة. . . وشــــــــياطين



برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.....................................

أذهلتني وأدهشتني، تلك المفردة المتفردة، التي أغنى بها احد سياسيينا الافذاذ القاموس الدولي الذي لم يشهد ربما منذ قرون تجديدا أو تطويرا أو تحويرا أو اضافة على مفرداته التقليدية، حتى جاءت مفردتنا الرائعة هذه لتجسد حضورا ابداعيا عراقيا مجيدا، عبر المصطلح الذي اطلقه على حكومته والذي اذهل العالم وهو يسميها (الحكومـــة الملائكيـــــة) ، ولتسرق هذه المفردة الاضواء من آخر مفردة شهدها العصر وهي (الحكومــات الالكترونيــــة)، وبذلك امسك هذا السياسي البارع باهتمامات الرأي العام والشارع الحكومي وهو يضع المجتمع الدولي امام تطور غير تقليدي وغير مطروق ممثلا بالانجاز التاريخي المجيد الفريد، ذلك هو  انبثاق (الحكومــات الملائكيـــة) التي، وتجسيدا لنهجها (الملائكــــي) سترتقي بالبلاد وتنصف العباد وتهزم كل سياسات وممارسات وتنظيمات ومنظمات العنف والجريمة والاستبداد، وتجتث الارهاب الفساد، والظلم والطغيان وتنصف الانسان في كل مكان.
واذ حاولت استطلاع جانبا من المتحققات التاريخية لأول (حكومــــة ملائكيــــة)، دهشت لروعة الانجازات التي ستذهل كل الدول والمنظمات.   
فعلى مستوى الفساد المستشري في مختلف الدول والبلدان ، ولان الحكومة (الملائكيــــة) من أنزه الحكومات، فان مستوى الفساد فيها لايمكن رؤيته الا بالمكروسكوبات الالكترونية عالية الدقة ، وعليه، فقد سبق لهيئة النزاهة ان اعلنت في احد تقاريرها عن احالة 15 وزيرا (ملائكيـــــا)  فقط  ومن هم بدرجتهم و122 متهماً من ذوي الدرجات الخاصة الى القضاء.
من جانب آخر اكدت تقارير دولية تواضع حجم الفساد في اول حكومة (ملائكيــــــة) حيث امسى (14) مسؤولا من ارفع المسؤولين فيها، ربما كان بعضهم في السابق لايملك ثمن وجبة (حمـــص بطحينــــة) او (لفــــة فلافـــــل)، يمتلكون ما مجموعه (258) مليار دولار (فقــــط) من خلال نضالاتهم (الملائكيـــة) بالطبع في الوقت الذي تشير فيه الدراسات الى ان نسبة الفقر في دولة الحكومة (الملائكيــــة) تجاوزت (22%) كما و تجاوزت نسبة البطالة فيها الــ(30%) من مجموع القوى العاملة وأن ما يقارب الف مليار دولار دخلت البلاد خلال السنوات السابقة لم يفلح الحكام (الملائكــــة) في توظيفها ببناء مدرسة نموذجية او مستشفى متخصص او تبليط شارع حديث، او توفير الخدمات أو تمكين الكهرباء من القضاء على الظلمات، لكنهم بمنتهى النزاهة (الملائكيــــة) والاخلاص وضعوا البلاد امام هاوية الافلاس.
ونظرا للرفاهية المفرطة التي وفرتها الحكومة (الملائكيــــة) للعراقيين جميعا فقد قدرت المنظمة الدولية عدد المهاجرين الفارين من (نعيــــم) هذه الرفاهية باكثر من مليوني مهاجر، في حين بلغ عدد النازحين والمهجرين في الداخل بسبب العنف والارهاب والجريمة المنظمة وانفلات الميليشيات وجرائم داعش الارهابية حوالي ثلاثة ملايين نازح، رافق ذلك تواصل مسلسل المفخخات والكواتم والعبوات اللاصقة التي ادت خلال شهر واحد الى سقوط اكثر من ثلاثة آلاف مواطن بين شهيد وجريح.
من جانب اخر ، ولان الحكومة (الملائكيـــة) تعمل وفق مبدأ غاندي (اللاعنـــــف) وتحتكم للمحبة والحوار والسلام، فقد انسحبت امام تقدم تنظيم داعش الارهابي وسمحت له بالاستحواذ على ثلاث مدن رئيسة وعلى مصادر نفطية مهمة وتركته خلال اكثر من عام يصول ويجول ويعدم الآلاف ويهدم الرموز الحضارية والروحية والتاريخية ويسبي النساء ويهجر ابناء الوطن الاصليين ويغتصب الاطفال ويبيع الفتيات.
الى ذلك فان نهج (الحكومـــة الملائكيــــة) وتنفيذا لستراتيجيتها التربوية في بناء شعب مكافح صابر عنيد قوي الارادة والعزيمة والشكيمة قادر على تحمل المصائب والمصاعب والويلات وقهرها، دفعها الى ايقاف تقديم الخدمات واختصار مفردات البطاقة التموينية  وعدم اصلاح المنظومة الكهربائية واستيراد وتوزيع المواد الغذائية الفاسدة والتلكؤ في بناء المدارس وتوظيف معظم ثروات وموارد البلاد لرواتب وتقاعد وحمايات ومخصصات وتخصيصات السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين من اجل ان يتمكن اعضاء حكومة الملائكة من هزيمة كل التحديات الخطيرة الحالكة وضمان رفاهية التشكيلة الحاكمة التي امست اشبه بالطبقة المالكة.
اما حكومات الشياطين، الذين يقفون بالضد تماما من الستراتيجية الاخلاقية النبيلة للحكومة الملائكية، فانها مستمرة في استعباد شعوبها واضطهادها وسرقة ثرواتها، ومن بين تلك الجرائم الشنيعة المريعة لحكومات الشياطين ضد الفقراء والمعدمين وضد المواطنين الاصليين والنازحين والمهجرين، اقدام رئيس وزراء فلندا (يوهـــا ســـيبيلا) على فتح منزله الخاص لاستضافة طالبي اللجوء الذين هرب معظمهم من رفاهية الحكومات الملائكية، داعيا الفلنديين لاظهار تضامنهم مع اللاجئين المتجهين الى اوربا، واقدام المستشارة الالمانية انجيلا ميركل على فتح حدود بلدها امام اللاجئين الذين سئموا من مستوى السعادة فوق العادة الذي  وفرتها لهم الحكومات الملائكية وقرروا الفرار الى دول الحكومات الشيطانية.
من جانب آخر سبق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ان تبرع بنصف ثروته الشخصية وراتبه الشهري الذي يقدر بنحو 6 آلاف دولار لمساعدة بلاده في التغلب على الأزمة الاقتصادية، كما اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عندما تولى السلطة في عام 2012،  قراره بخفض نحو 30% من راتبه الشهري، جنبا إلى جنب نحو 34 من وزراء حكومته في محاولة لخفض الإنفاق الحكومي المفرط، حيث اصبح (هولاند) بعد القرار يستلم شهريا نحو 19 ألف دولار، اما رئيس الأورغواي (خوســيه بيبــي موخيـــكا) فقد كرمه الرأي العام بوسام الرئيس الأفقر في العالم نظرا لتبرعه بنحو 90% من راتبه الشهري، الذي كان يبلغ نحو 12 ألف دولار شهريا، إلى المنظمات غير الحكومية والمشاريع الاجتماعية ومشاريع الإسكان، فضلا عن فتح ابواب القصر الرئاسي لاسكان المشردين والفقراء، وكذلك الامر بالنسبة لرئيس كوستاريكا (أوســـكار آريـــاس) الذي تبرع براتبه السنوي البالغ 102 ألف دولار للفقراء والمعدمين والمعوقين من ابناء شعبه.
اما على الصعيد الامريكي، فإن الرئيس (جـــون كنـــدي)، الرئيس الخامس والثلاثين الذي اغتيل عام 1963 وكان واحدا من أغنى الرؤساء الامريكيين، وقد تبرع براتبه السنوي البالغ 100 ألف دولار للجمعيات الخيرية، بينما لم يقبل الرئيس (هربــرت هوفـــــر)  الرئيس الحادي والثلاثون للولايات المتحدة  تسلم راتبه أصلا وتركه للدولة وخصص جزءا منه للأعمال الخيرية، في حين لم يتبرع الرئيس الحالي (بـــاراك أوبامــــا) الا بنحو 5% فقط من راتبه البالغ 400 ألف دولار سنويا، اما بعض مسؤولي حكومتنا الملائكية فقد سرقوا المليارات من مبالغ الكرفانات المخصصة للمهجرين والمهجرات.
في ضوء الواقع، فان بعض المسؤولين (النبــــلاء) ضمن حكوماتنا (الملائكيــــة) في المنطقة الخضراء والذين هم احد اسباب كل هذا البلاء سرقونا بدل ان ينصفونا وخذلونا بدل ان يغيثونا وتاجروا بمعاناتنا بدل ان يصونوا ثرواتنا وحقوقنا. 
واخيرا، شــتان ما بيـــن حكومـــات تدعـــي (الملائكيــــة) وهــــي تفســــد وتظلــــم وتســــرق، ومـــا بيـــن حكومـــات يدعونهــــا بــ  (الشيطانيـــــة) لكنهــــا ترحـــم وتنصـــف وتشــــفق.