هل " حرب الإبادة " هي قضية السريان/الآراميين الحية !/ هنري بدروس كيفا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 25, 2012, 07:45:13 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

هل " حرب الإبادة " هي قضية السريان/الآراميين الحية !   



هنري بدروس كيفا



لقد نشر مؤخرا الراهب و الباحث و الإعلامي جورج رحمه الموقر خبرا مهما و هو الدعوة لعقد مؤتمرا للمطالبة بعودة السريان الآراميين الى أرض الجذور أي القسم الشمالي من بيت نهرين ( الجزيرة السورية) اللذي فتك فيه العثمانيون ( الأتراك) بالشعب السرياني الآرامي .

الخبر منشور على هذا الرابط

http://www.aramaic-dem.org:80/Arabic/Ar ... 090325.htm
نحن نطالب جميع السريان الغيورين في المشاركة في إقامة مسيرات ) كما يفعل إخوتنا الأرمن) كي لا ينسى أولادنا ما فعلت الحكومة العثمانية سنة 1915 بأجدادهم و طبعا كي " تتعرف " الدول الكبرى على تعرضنا لحرب إبادة GENOCIDE و تجبر الدولة التركية على " الإعتراف و التعويض ".

لقد سألني أحد الإخوة السريان الغيورين في موقع زيدل حول هوية السريان و نضالهم و مطالبهم . سوف أعيد نشر هذا الحوار لأهمية هذا الموضوع ، و طرح هذا السؤال :

هل فعلا يشعر السرياني أن حرب الإبادة " سيفو " هل قضيته الأولى و قضيته " الحية "؟

هل ينعكس نضال الفرد السرياني على المجتمع السرياني ؟

هل كل السريان يتذكرون المجازر و يقيمون " مسيرات " إحتجاج معبرة ؟

أم أن " بعض السريان " يتذكرون عندما يشاهدون الشعب الأرمني في كل بقاع العالم يقيمون مسيرات ناجحة !
ما هي قضية الشعب السرياني الأولى ؟

- هل هي النضال من أجل وحدة حقيقية تاريخية أي غير مصطنعة ؟

- هل هي الدفاع عن تراثنا و إعادة التكلم بلغتنا السريانية خوفا من الذوبان في الغرب أو تهميشنا في الشرق ؟

- هل هي النضال من أجل أن تعترف تركيا بوقوع حرب الإبادة ضد أجدادنا و إجبارها ليس على الإعتذار و لكن التعويض خاصة الأملاك و الأراضي ؟ النقاش موجود على هذا الرابط لمن يريد أن يعبر عن رأيه في هذا الموضوع الحساس .
http://www.zaidal.com/229/showthread.php?t=9083


كتب الأخ SAILOR


شكراً لك سيدي الكريم على ردك لا أخفيك أن سؤالي لاينم عن جهل أو عدم معرفة فأستطيع أن أميز جيداً بين العرب والسريان والفرق بينهما وقد قرأت كثيراً في هذا المجال ولكن كان الفضول يدفعني لأعرف الخطوة التالية والأفكار التي تؤمن بها .. فالبعض ذهب بعيداً بتلك الأفكار حتى وصل بهم الأمر إلى الإنغلاق والإنكماش على أنفسهم (كبعض أخوتنا الأرمن ) وهذا مالانرغب به وأصبح الخطاب قومياً لامسيحياً .. وعند سؤالنا عن دور الكنيسة في ذلك؟
كانت الإجابة أن الكنيسة تريد السماء أما نحن فنريد الأرض ..!!

وقد ذكرتك حضرتك في ردك الأخير عن وحدة حقيقة وطموح لإستعادة الأرض ؟ والمطالبة بالتعويض و الإعتذار من تركيا طيب.. أعود هنا لأطرح بعض الأسئلة لو سمحت لي:

1-ماهي الآلية المتبعة للحصول على هذه الأرض!!

2-الإعتذار والتعويض بحاجة إلى لجان ومؤتمرات ومحاكم و صولاً لهيئة الأمم المتحدة ,أين هي الآن ولماذا لا نسمع بها بشكل علني ؟

3-أين دور الكنيسة السريانية في هذه المطالب هل لك أن تطلعنا عليها ؟؟

أحاول من هذه خلال هذه الأسئلة أن أوسع دائرة الضوء ونوضح النقاط والأهداف ,فمعرفة الأهداف والطريق وآلية السير أمر ضروري للإستجابة وسرعة العمل ..

وهذا هو جوابي

إسمح لي أن أشكرك على تعليقك على مقال الإخت الملاك الثائر حول لغتنا السريانية . من المؤسف إنها إستخدمت تعبير اللغة الاشورية و من المؤسف أكثر أنها تنتشر مقالا حول لغة السورة ( اللهجة السريانية الشرقية ) بينما المطلوب اللغة السريانية ( اللهجة الغربية ) . بالنسبة الى أسئلتك الجديدة فهي بدون شك سياسية و تتعلق بما أنا شخصيا أسميه " قضية السريان/الآراميين الكبرى " ، أي حرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا السرياني و نتائجها المباشرة و غير المباشرة على البلاد التي كان يسكنها أجدادنا أي الجزيرة السورية أو بلاد ما بين النهرين . إن مدن أمد ( ديار بكر ) و أورهاي ( سانلي أورفا ) و ماردين و نصيبين و مديات كانت ضمن الجزيرة السورية ( بيت نهرين أو آرام نهرين) التاريخية و الجغرافية . أما اليوم فهي خاضعة للحكم التركي . قبل الإجابة على أسئلتك أحب أن أذكرك بأنني باحث في التاريخ السرياني القديم و إنني لست سياسيا أو متحزبا لأي حزب ولكنني أحب أن أجيبك لأنك تريد أن تعرف رأي و لأنني فرد يعاني من حرب الإبادة التي شنتها الحكومة العثمانية على أجدادنا الأبرياء.

1- ماهي الآلية المتبعة للحصول على هذه الأرض !!

للأسف الشديد لا يوجد رؤية واحدة لهذه المشكلة ، السريان منقسمون على أنفسهم ، لا يزالون مختلفين حول التسمية السريانية و الهوية السريانية/الآرامية . لقد تعرض الشعب الأرمني الى أول حرب إبادة عرفها التاريخ و إستشهد أكثر من مليون و نصف شهيد و قد نجا عدد قليل جدا ربما ربع أي 25 % من الشعب الارمني . لقد إستطاع هذا الشعب الارمني الجبار أن " يجمع" الناجين من الحرب و يؤسس لهم المدارس و المؤسسات الكنسية و العلمانية في سوريا و لبنان . لقد ناضل الشعب الأرمني من جل قضيته العادلة مما دفع الكثير من الدول العظمى بالإعتراف بحرب الإبادة ضد الشعب الأرمني . هنالك أحزاب و مؤسسات أرمنية قوية عديدة مختلفة سياسيا و لكنها" موحدة " في نضالها ضد الحكومات التركية اللتي لا تعترف و بعض الأحيان تدعي أن الثوار الأرمن قد قتلوا الأتراك المسالمين . إن سياسة تركيا ( تهربها من الإعتراف بالمجازر ) تدفع الأحزاب الأرمنية كي تتوحد في التعامل مع السياسة التركية .

للأسف الشديد هنالك أحزاب سريانية ( و هي أشبه بالدكاكين ) تدعي أنها تمثل الشعب السرياني و تدعي أننا ننتمي الى الشعب الاشوري . هذه الأحزاب - لا تمثل الشعب السرياني - ترفع شعار مطالبة تركيا بالإعتراف بالمجازر بحق الشعب الاشوري . و من جهة أخرى بعض الأحزاب و المؤسسات السريانية/الآرامية بدأت في إقامة ذكرى لحرب السيفو و لكنها لا تعمل معا لأنها لا تملك نظرة موحدة لحرب السيفو .جوابا على سؤالك : لا يوجد آلية متبعة لأن السريان يضيعون الوقت في النقاشات العقيمة حول التسمية السريانية أو الهوية السريانية و حتى اللغة السريانية ( بعض المتطرفين يمنعون إستخدام تعبير اللغة السريانية و يطالبون بإستخدام تعبير " اللغة الاشورية").
2- الإعتذار والتعويض بحاجة إلى لجان ومؤتمرات ومحاكم و صولاً لهيئة الأمم المتحدة ,أين هي الآن ولماذا لا نسمع بها بشكل علني ؟

إنقسامات السريان المخذلة ليست هي مشكلتهم الوحيدة ، هنالك مشكلة أكبر وهي أن السريان لم يناضلوا بعد الحرب من أجل إعتراف تركيا و العالم بحرب الإبادة اللتي تعرض لها أجدادهم . لقد بدأ الوعي ينتشر بين السريان خاصة في أوروبا و بدأت بعض المؤسسات السريانية كالإتحاد السرياني العالمي و غيرها تتصل بهيئة الأمم المتحدة لإطلاعها على أوضاع الشعب السرياني الآرامي.

إن المؤسسات السريانية المنتشرة في أوروبا تستطيع أن تعمل بفاعلية أكثر لو كانت لها نظرة موحدة الى " القضية السريانية ". الشعب الأرمني يقيم كل سنة و في كل بلدان العالم مسيرات بمناسبة ذكرى المجازر التي تعرض لها أجدادهم . إن مسيراتهم السنوية تذكر العالم بشناعة الجرائم النكراء التي إرتكبتها الحكومة العثمانية خلال الحرب الكونية الأولى . من المؤسف جدا أن كثيرون من السريان لا يعتبرون " حرب الإبادة" اللتي تعرض لها أجدادهم أنها " قضيتهم الأولى " ، و بالتالي لا يطالبون المؤسسات السريانية بتنظيم مسيرات ضخمة خاصة في أوروبا كي يتعرف العالم أن شعبنا السرياني هو الشعب الثاني اللذي تعرض لحرب إبادة جماعية . إنني لا ألوم الدول الكبرى إذا لم تعترف بإرتكاب حرب إبادة ضد الشعب السرياني طالما المسؤولون عن مؤسسات هذا الشعب لا يشعرون أن تلك الحرب هي قضيتهم الرئيسية و هي الهدف من أجل حث الشباب على النضال من أجل قضيتنا العادلة . جوابا على سؤالك : لا يوجد مؤتمرات سريانية حول حرب الإبادة ، لا يوجد لجان دائمة تعمل من أجل الإسراع في إعتراف الدول الكبرى بتعرض الشعب السرياني/الآرامي لحرب إبادة جماعية . بعض الأفراد و بعض الأحزاب و بشكل منفرد عملت في الماضي من أجل لفت أنظار العالم الى تعرضنا لحرب إبادة من قبل العثمانيين . الشعب الأرمني يناضل منذ نهاية الحرب العالمية الأولى و تتوحد كل المؤسسات الأرمنية في المطالبة بايجاد حل عادل يبدأ بإعتراف تركيا بقيام الحكومة العثمانية بارتكاب حرب إبادة ضد الشعب الأرمني. نضال المؤسسات السريانية قد بدأ متأخرا و أغلبه يتم بشكل منفرد وغير منظم و للأسف غير فعال حتى اليوم ( إنني لم أسمع أن أميركا أو فرنسا أو حتى روسيا قد إعترفت بحدوث المجازر بحق الشعب السرياني(.

3-أين دور الكنيسة السريانية في هذه المطالب هل لك أن تطلعنا عليها ؟؟

للأسف الشديد لا يوجد كنيسة سريانية واحدة بل عدة كنائس سريانية من أرثودكسية و كاثوليية و كلدانية و نسطورية ( اشورية منذ1976 ( و بالرغم من العدد الكبير من الشهداء السريان الأبرياء ( العدد الإجمالي حوالي 200 ألف شهيد ) فإن هذه الكنائس السريانية ظلت تعمل منفردة بعكس الكنائس الأرمنية . إن الكنيسة السريانية الشرقية ( الاشورية ) تلعب دورا كبيرا في تبني مطالب الحركة الاشورية خاصة بإقامة دولة اشورية في العراق ، مما دفع النظام العراقي السابق في التشدد في معاملة هذه الكنيسة . الكنائس السريانية الكلدانية و الكاثوليكية لا تأخذ مواقف سياسية مباشرة و للأسف الشديد لم تلعبا في الماضي ( كما اليوم ) أي دور فعال لتنظيم المسيرات بمناسبة ذكرى المذابح ، بالرغم أن الكنائس الأرمنية تشارك في كل سنة في المسيرات الضخمة في ذكرى 24 نيسان ، نرى رجال الدين الكاثوليك يتحججون بإبتعادهم عن السياسة و يمتنعون عن إقامة ذكرى لائقة بحق شهدائنا ربما أنهم يعتبرون أن الشهادة عند السريان هو أمر طبيعي لأن أجدادنا قد تعرضوا لمضايقات و حملات عديدة من عدة شعوب. المشكلة إن تعرض أجدادنا السريان الآراميين في الإمبراطورية الفارسية أو في الإمبراطورية البيزنطية للإضطهادات العديدة ظلوا يشكلون أكثرية ساحقة في شرقنا الحبيب . أما تعرضهم سنة 1915 لحرب إبادة غايتها المعلنة هي قتل الرجال و النساء و الأطفال من أجل إقتلاعهم من بلادهم التاريخية فإنه كان من واجب الكنيسة أن تدافع عن حقوق شعبنا البريئ خاصة لعدم وجود أحزاب سريانية في ذلك الوقت . أما الكنيسة السريانية الأرثودكسية فإنها تتفاعل مع المؤسسات السريانية و تدعمها خاصة في أوروبا و هنالك مشاريع عديدة قيد التحضير حيث تقف الكنيسة السريانية الأرثودكسية بجانب الشعب السرياني. في النهاية أحب أن أذكر أن الشعب السرياني لم يتفق بعد على تاريخ موحد من أجل ذكرى تعرض أجدادنا لحرب الإبادة . لقد طالبت بعض المؤسسات السريانية الغيورة كي تدرس موضوع تعيين تاريخ ثابت لإقامة ذكرى لشهدائنا !

بإختصار
أ - لا يوجد آلية للعمل أو برنامج محدد للمطالبة أولا بإعتراف تركيا بإرتكابها حرب إبادة جاعية بحق أجدادنا السريان ...الأرمن يطالبون و سيحصلون على بعض أراضيهم التاريخية.

ب - السريان لا يناضلون بشكل منظم و كثيرون منهم يجهلون إن حرب الإبادة هي قضيتهم الكبرى .
ج - الكنائس السريانية تتخوف من لعب دور فعال مع أن رجال الكنيسة كانوا من أوائل الشهداء : يجب ألا تكتفي الكنيسة بما كتبه الأب إسحق أرملة بل أن تعمل كي يعرف العالم كله ما تعرض له شعبنا السرياني .
د - لا يحق لأحد أن " يسامح " تركيا قبل أن تعترف تركيا بحصول حرب الإبادة و التعويض العادل .

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة