مشاكسة .. لا مـكان للفقــــــراء / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 28, 2012, 11:27:57 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
لا مـكان للفقــــــراء





مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com

        يلتئم عرس القمة العربية في عاصمة الحضارة والفن والثقافة والتاريخ والعلوم واساطير الف ليلة وليلة والرشيد ودار السلام والمبدعين الأعلام , والتي كانت دائما كما تغنت بها صاحبة الحنجرة الذهبية الفنانة الاصيلة فيروز ( بغــداد و الشــعراء والصـــور ..  ذهــب الزمــان وضوعــــه العــــطر) وسط اجواء وطقوس ومراسم احتفالية تليق بهذا الحدث التاريخي , وبهذا العرس القومي الذي سيقتصر منهاج احتفالاته على المنطقة الخضراء وسيحرم من فقراته المعدمين والفقراء في عموم المناطق الرمادية والسوداء بعد ان تم منحهم عطلة رسمية يقضونها شاءوا ام ابوا مع اطفالهم وعوائلهم , حيث لا مكان لهم كالعادة على موائد واهتمامات واجتماعات وحوارات واحاديث وطرائف ونوادر القادة والرؤساء على الرغم من ان جميع هذه المؤتمرات تعقد تحت لافتات وادعاءات وشعارات تنادي بالعمل لاجل الفقراء ولخدمة الفقراء وللارتقاء بمستوى الفقراء .

        ومع التئام هذا المحفل القومي العربي التأريخي الكبير الذي يفترض بأنه سيلم  ويحتضن ويناقش ويستعرض خلال ساعات محدودة وعبر تقارير  معدودة هموم ومعضلات وقضايا وازمات ومشاكل واخطار وتحديات واحتياجات ومستلزمات واوضاع وحاجات وتطلعات بحدود (240) مليون عربي من المحيط العاثــــــر الى الخليج الحائـــــــر, فانه لمما يرسم علامة استفهام كبيرة حول سلبية الشارع الشعبي العربي الذي ما يزال منشغلا بالربيع والصقيع مديرا ظهره لهذا الحدث السياسي الرئاسي القومي (المصيري) الذي ربما سيغير شيئا من تضاريس التأريخ العربي والحاضر العربي ويرسم خارطة جديدة للمستقبل العربي , بالاخص وأن هذا الحدث  يعقد لاجل الشارع العربي نفسه , ويتداعى لاحتواء ازماته القومية ولحل مشاكله المصيرية الستراتيجية الكبرى , وفي مقدمتها , كما اكد ذلك الامين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي (القضية الفلسطينية , والاوضاع في سوريا والصومال , ومساعدة اليمن , وانشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط )  بعيدا عن المشاكل والازمات الداخلية .

         اما القضايا (الهامشـــــية والشكليـــــــة) والبسيطة وغير المهمة الاخرى وفي مقدمتها البطالة والامية والجوع والفقر وازمة السكن والغذاء والحريات العامة وحقوق الانسان ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة والرعاية الاجتماعية والتنمية العربية المستدامة وحرية انتقال الايدي العربية العاملة بين (اقطار الامة الواحدة الواعدة) والتكامل الاقتصادي والسوق العربية المشتركة واستعادة رؤوس الاموال العربية المهاجرة واعادة توظيفها في ميادين التنمية القومية وخطط وبرامج انتشال ملايين العرب المعدمين والمتعففين الذين امسوا (متعفنيـــــــن) لعمق معاناتهم من تحت مستوى خط الفقر وهجرة الشباب العربي والكفاءات العربية المختلفة والغاء تاشيرة  السفر بين  اقطار وابناء (الامة الواحدة) والعملة العربية الموحدة , فلا شأن لقمة الرؤساء بها , كونها شؤون ( هامشـــــــية ) لا مكان لها على جدول اعمال القضايا والتحديات القومية (المصيريــــــــــــــة) .

      في ظل هذا الجهد العربي المميز الذي نهض وينهض به القادة والرؤساء العرب بمنتهى الحرص القومي والوعي والمسؤولية التاريخية , والذي تواصل منذ توقيع ميثاق الجامعة العربية في الثاني والعشرين من اذار عام (1945) وليومنا هذا فقد تجاوزت انجازات العمل العربي المشترك حد الطموح بمراحل وحققت اضعاف ما نص عليه ميثاق الجامعة واهدافها وقراراتها وتوصياتها وبياناتها .

      وفي مقدمة تلك الانجازات المصيرية والنجاحات التأريخية , الارتفاع (المشـــــرف) لمستوى الفقر في الوطن العربي ليصل الى حوالي (85%) , وارتفاع نسبة الامية العربية الى (45%) ثلثاها من النساء , كما تجاوز العاطلون عن العمل حاجز الثلاثين مليون عاطل , واضطرار اكثر من مليوني انسان في مصر وحدها العيش في المقابر , ناهيكم عن المشردين واطفال الشوارع وسكان اكواخ الطين والصفيح والعوائل التي تضطر لبيع اطفالها , والاخرى التي تعودت على تأمين طعامها اليومي مضطرة من فضلات المطاعم ومكبات الطمر الصحي والذين ربما تبلغ اعدادهم بالملايين في (امـــة) تطفو معظم (اقطارهــــــــــــا) على بحيرات خرافية من النفط , وتعد المنتج والمصدر الاول للنفط عالميا وترتبط (بميــــثاق قومـــــــــي) .

      ولعل من المثير والخطير ومن اللطيف والطريف ان تؤكد الاحصاءات والدراسات الاقتصادية والمالية على ان استثمار(1%) فقط من الاموال العربية المهاجرة خارج (الاقطـــــار العربيــــــــة) في المشاريع العربية كفيل بالقضاء على الفقر العربي , فما بالكم لو تم استثمار (10%) مثلا من هذه الاموال العربية في التنمية والمشاريع العربية ولمصلحة التنمية والجماهير العربية ؟ تساؤل نضعه امام القمة العربية .
   
مع هذا وذاك ما زلنا نتطلع  , حتى لو بعد مائة عام الى يوم ربما يجد فيه المعدمون والفقراء مكانا لهم في قمم واجتماعات ومؤتمرات القادة والزعماء والرؤساء .

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

د.عبد الاحد متي دنحا

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير