تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مؤتمر حول " التأريخ عند السريان" القسم الأول

بدء بواسطة henri bedros kifa, فبراير 27, 2012, 07:00:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

henri bedros kifa

مؤتمر حول " التأريخ عند السريان" القسم الأول

عقدت " جمعية الدراسات السريانية " في مدينة باريس"Société d'études syriaques" مؤتمرها السنوي في 14 تشرين الثاني و كان موضوع المؤتمر"L'historiographie syriaque" أي عملية التأريخ (كتابة التاريخ) عند السريان . موضوع شيق للغاية شارك فيه عدد كبير من الباحثين المختصين ، سوف أعرض على القراء المواضيع التي طرحت و النقاشات التي جرت . من الممكن مشاهدة برنامج المؤتمر على الرابط التالي

http://www.suryoye.be/index.php?option= ... &Itemid=20

قبل عرض المحاضرات أحب أن أذكر أن جميع المحاضرين قد إستخدموا التسمية syriaque و syrien للإشارة الى الشعب السرياني و syrien oriental أي سرياني شرقي الى إخوتنا شرقي نهر الفرات( اي أبناء الكنيسة الأشورية و الكلدانية اليوم ).

أولا - الفترة الصباحية رحبت الباحثة فرنسواز بريكل- شاتوني F. Briquel-Chatonnet بالحاضرين و شرحت عن أهداف جمعية الدراسات السريانية و هي مؤسسة ثقافية مفتوحة لكل محبي التاريخ السرياني ، و هذه الجمعية تقودها نخبة من المتخصصين في السريانيات الذين يعلمون في جامعات و معاهد باريس المختصة في تاريخ و حضارة و لغة السريان . كما قدمت فرنسواز بعض الأسباب حول إختيار الموضوع و أخيرا شكرت مدير معهد اللاهوت البروتستنتي حيث جرى المؤتمر.

أ - أثر التأريخ اليوناني " L'héritage de l'historiographie grecque شرحت الباحثة Muriel Debié عن تأثيرات التأريخ اليوناني على المؤرخين السريان المشارقة و المغاربة . و قد أكدت إن قدامى المؤرخين اليونانيين مثل هيرودوت وتاسيت و كزنوفون لم يؤثروا على المؤرخين السريان و لكن المؤرخين اليونانيين المسيحيين مثل أوسابيوس و سقراط فإنهم أثروا بقوة على المؤرخين السريان و خاصة في طريقة تدوين السنين و بداية العالم.

كانت الباحثة Muriel Debié قد عرضت بعض اللوائح حول اسماء المؤرخين السريان مع عنواين كتبهم ، و شرحت أن عددا كبيرا من أعمال هؤلاء المؤرخين السريان هي مفقودة و لم يبق منها إلا عنوان الكتاب لأن مؤرخ سرياني آخر قد ذكره . لقد أكدت أيضا أن هدف المؤرخين السريان - قبل سقوط بلادهم في أيدي المسلمين - هو الكتابة عن كنيسة واحدة جامعة في حماية إمبراطور مسيحي . هذه النظرة الى الكنيسة و الى الإمبراطورية سوف تتبدل كليا في القرون اللاحقة .

ب -" بعض الأسرار التي تتعلق بكاتب تاريخ الرها " ألقى الباحث Andrew Palmer محاضرته حول " تاريخ الرها" و قد ذكر عدة نقاط يكتنفها الغموض ، و أكد للحاضرين " أنه يجب معرفة القرائة بين السطور " . يعتقد Palmer أن مؤلف هذا التاريخ المهم هو " أداي الذي خلف مار بالاها سنة 532 م مطرانا على الرها ". كما قدم عدة براهين تؤكد أن مؤلف هذا التاريخ لم يكن نسطوريا. و هذه الفكرة قد شاعت بين المؤرخين في أواخر القرن التاسع عشر.

ملاحظة : كتب البطريرك أفرام برصوم في اللؤلؤ المنثور صفحة127 " كان مؤلفه مع اعترافه بالمجامع الأربعة يعرج الى النسطرة". و من البراهين التي قدمها Palmer عن إبتعاد صاحب هذا التاريخ عن النسطرة هو عدم ذكره للشاعر نرساي مع أنه أهم من الشاعر عبسميا ابن أخت القديس أفرام !

يطرح Palmer الأسئلة التالية:

- لما لم يذكر صاحب هذا التاريخ أسماء كل مطارنة و ملوك الرها ؟

-لما لم يذكر شيئا عن دخول الملك أبجر الثامن الديانة السيحية أو تنصر الملك قسطنطين ؟

- لما لا يذكر شيئا عن أبجر الخامس الذي عاصر المسيح، و إنتشرت حكايته بفضل تاريخ أوسابيوس ؟ أخيرا لقد فسر Palmer فيضان نهر ديصان الذي جاء في غير موعده ، و نجاة الملك أبجر الثامن و تدمير مدخل كنيسة المسيحيين على إشارة الى دور الكنيسة.

ملاحظة : النص السرياني لا يذكر مدخل الكنيسة و لكن الكنيسة بأكملها. يجدر الإشارة الى أن هذا العالم Palmer قد وجه ملاحظة الى العالم Robert Thomson الإنكليزي المتخصص في التاريخ الأرمني قائلا " إن الملك أبجر هو أول ملك مسيحي و كذلك الشعب السرياني هو أول من دخل الديانة المسيحية ". و هو يلمح الى الباحث Thomson الى أن الشعب الأرمني ليس أول شعب قبل الديانة المسيحية . سوف نرى جواب الباحث Thomson في فترة بعد الضهر.

ج - تأريخ مكتوب بلغتين ( السريانية و العربية ) : إيليا مطران نصيبين الباحث Antoine Borrut من جامعة ميرلاند الأميركية و هو متخصص في تاريخ بداية الإسلام قدم هذا البحث الشيق حيث قدم عدة براهين حول أهمية المؤرخين السريان لفهم بداية التاريخ الإسلامي .فهو يشدد على عدم وجود مؤرخين عرب في القرنين السابع و الثامن الميلادي و أن أقدم النصوص التاريخية العربية تعود الى بداية القرن الثامن الميلادي .لقد ذكر الباحث Borrut أن المؤرخين العرب قد ذكروا أن المسلمين قد إستولوا على جزيرة رودوس ( الجزيرة الواقعة بالقرب من الشاطئ التركي ) بينما نرى في تاريخ تيوفيل الرهاوي أن جيوش المسلمين قد إستولت على جزيرة إرواد الواقعة قرب الشاطئ السوري . لقد خلط المؤرخون العرب بين جزيرتي رود و إرواد .

يؤكد الباحث Borrut أن الخلفاء العباسيين قد عمدوا في نهاية القرن التاسع الميلادي إلى كتابة تاريخ موحد لتاريخ المسلمين، لذلك يرى أهمية كبيرة في التأريخ عند المؤرخين السريان . لقد شدد كثيرا على تأريخ إيليا مطران نصيبين من 1008 الى 1049 م و خاصة الى النصوص العربية التي نقلها المطران إيليا السرياني الشرقي وترجمها الى اللغة السريانية و كان هذا المؤرخ السرياني يذكر أسماء المؤرخين اللذين ينقل عنهم من الطبري و الخوارزمي . لقد علق الباحث Borrut " أنه من المهم أن نعود الى النصوص العربية التي ترجمها المطران إيليا لدراسة كيف كانت تتم الترجمة " . و أكد أيضا أننا نملك مخطوطة وحيدة لتاريخ إيليا و أن الترجمة العربية قد تمت على مراحل ( أربع خطوط عربية مختلفة ).

يتبع فترة بعد الضهر

هنري بدروس كيفا

_________________

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة