تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

ذكرى الصديق تترك أثراً طيباً

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 31, 2012, 04:29:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

ذكرى الصديق تترك أثراً طيباً

                                                                                                          الدكتور يوسف حنا للو

بمناسبة مرور أربعون يوماً على رحيل الصديق العزيز والفقيد الغالي المرحوم بهنام بحو رفو (أبو زهير) لا بد من وقفة في هذه المحطة لإعطاء هذا الرجل ما يستحقه، سيما وإنني رافقت هذا الإنسان طيلة أكثر من أربعين عاماً، فاستحقاقات الصداقة تحتم عليّ ذلك، وعليه فحينما أكتب بحقه هذه السطور، فمن المؤكد سوف أكتب من وحي صداقتنا وعمق ارتباطنا الأخوي وملازمتنا اليومية والتفضيلية دون أن تشوب هذه العلاقة أية مصلحة أو تجارة أو نفع مادي.
لأننا ومع الأسف اعتدنا أن نشيّع موتانا ثم ننساهم دون أن نقول بحقهم ولو جملة مفيدة واحدة وكأننا نودع سحابة دخان إلى أن تتلاشى في الفضاء وتغيب عن أعيننا ثم ننساها، لا بل والأكثر من ذلك فقد نلاحق موتانا بذكر أخطائهم ونواقصهم، وكأننا ديّانو، بينما الدينونة من اختصاص الديّان العادل وحده "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر". إضافةً إلى ذلك فإن عدم الكتابة بما يستحق أحباؤنا وأصدقاؤنا الذين غادرونا إلى الحياة الآخهرة، يعد تقصيراً بحقهم، لأن إبراز سماتهم الإيجابية مسألة مطلوبة لتكون هذه السمات مثالاً يقتدى به الآخرون.
ومن هذه المنطلقات سوف أكتب عن فقيدنا الراحل "بهنام"
   لقد كان الفقيد – رحمه الله – إنساناً هادئاً بسيطاً متواضعاً خدوماً متسامحاً، لقد تميّز بهذه الصفات وجسّدها في مفردات حياته اليومية المليئة بالخدمة والعلاقات الطيبة مع الجميع.
   لقد كان نَفَسَهُ في التعاون وخدمة الآخرين أمراً منقطع النظير، فلم يطرق بابه أحد ويطلب منه استفساراً أو مساعدة أو استشارة إلا وقدّم له ما يريد.
   وما يستحق فقيدنا أن نذكر عنه أنه كان يخدم الجميع دون استثناء، فلم يكن في عقله ونفسيته حدوداً طائفية أو دينية أو مذهبية، إنما كانت نظرته لمعونة الآخرين ومساعدتهم نظرة إنسانية مفتوحة للجميع، وكأن لسان حاله يقول:-
"إن الناس تبحث عن عمل الخير، وأنا تأتيني فرصة عمل، وتطرق بابي، فلماذا لا أفعل ذلك، ولماذا لا أشرك معي الآخرين في عمل الخير" حيث كان رحمه الله يكلّف أصدقاءه الكثر ومعارفه لمساعدة وخدمة الآخرين.
   لقد كان – رحمه الله – يتطوع بشوق ويندفع بحماس، لمعمل الخير، وكانت دائماً ترافق هذا التطوع نظرة عقلانية وواقعية. نذكرها على سبيل المثال – لا الحصر – بعضاً من الأعمال التي ساهم بها:-
•   معاملة تمليك الأرض المحيطة بقصر المطران (الموصل) حيث تم تحويلها إلى ملك صرف وتسجيلها بإسم أوقاف السريان الكاثوليك.
•   تمليك قطعة الأرض بمساحة 1400 م2 في قرة قوش والمشيد عليها حالياً بناية إذاعة صوت السلام حيث كان لتوجيهاته ومتابعاته دوراً في ذلك.
•   إعداد مسودّة قانون الأحوال الشخصية لمسيحيي العراق (مع لجنة من المختصين) حيث تابع مشروع المسودّة بجدية بالغة مع العديد من الرؤساء الدينيين وبعض أعضاء البرلمان، إلا أن هذه الجهود لم ترَ النور لحد الآن.
•   تباع مسودّة قانون الملكية العقارية لإضافة عبارة "الأراضي التي أطفئ حق التصرف بها" لشمول هذه الفئة بالقانون المذكور لكي يستفيد منه العديد من أبناء المنطقة. حيث اتصل حسب علمي بعدد من أعضاء البرلمان سيما من هم من اللجنة القانونية.
•   ساعد العديد من أهالي المنطقة لمعرفة أرقام ومواقع أراضيهم فضلاً عن توجيهاته لهم بتفاصيل المعاملات المطلوبة، حيث كان المرحوم أرشيفاً كاملاًَ بأرقام ومواقع القطع الزراعية والخرائط عن المقاطعات التابعة لبلدة برطلة.
لا أود أن أسترسل بهذه الأعمال لئلا يشعر البعض بأنها مبالغة ولكن أقول هذا غيض من فيض وقليل من كثير يُذكر بحق المرحوم عن خدماته وأعماله التي أدّاها طيلة سنوات عمره.
   نعم لقد رحل (أبو زهير) بجسده عنا ولكن ذكراه الطيبة ودماثة خلقه وأمثله الحكيمة التي لا تنسى سوف تبقى بيننا نبراساً نكررها مقرونةً باسمه حيث كان رحمه الله حاضر الجواب/ سريع البديهة، يأتي الجواب أو الرد منه بأقصوصة أو مثل أو حكمة مباشرة بعد سماع المقابل.
   نعم لقد ترك فينا وبيننا أثراً إيجابياً قوياً وعميقاً، نحن لفيف من أصدقائه ومحبيه وجلساته الذين كنا نقضي ساعات مفيدة.
   نم قرير العين يا أبا زهير فلقد زرعت زرعاً طيباً/ وأكملت سعيك وجاهدت الجهاد الحسن كما يقول بولس الرسول.
   نطلب من الرب أن يكافئك بإكليل المجد الذي تستحقه على متاجرتك بالوزنات التي أؤتمنتَ عليها.



بهنام شابا شمني

كثيرون هم الاصدقاء الذين نتخذهم رفقاء درب خلال حياتنا ولكن قلة هم من نبوح لهم باسرارنا وترتاح لهم اساريرنا فنبقى ملازمين لهم لساعات طوال في اليوم الواخد ، والقلم الصادق لا يمكن ان يسيل حبره الا ليكتب لصديق صدوق وما اقلهم في ايامنا هذه .

ماهر سعيد متي

كلمات تثير الكثير من الشجون .. حاملة معها عبق الذكريات .. لاخاب قلمك د يوسف .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

Emad Dawoud

رغم معرفتي القليلة بالعم الراحل ابو زهير رحمه الله الا انني من خلال احتكاكي مع من كانت له صلة مباشرة بالمرحوم استطيع ادراج هذه الحقائق عنه والتي اتمنى ان نتخذها شعارا لنا في حياتنا
١ - كان المرحوم موهوبا في كسب الاصدقاء ولم يكن ولو عدو واحد وهذا الشئ شبه نادر .
٢- كان شعاره ان الكلمة الحلوة والكلمة المرة تخرج من فم واحد ، فأذا كان الانسان قادرا على اخراج الكلمات الحلوة التي تكسب مودة الناس وقلوبهم فلا داعي لأن يخرج الكلمات التي تزرع الفتن والعداوات والاحتقانات . فكان دائما حلو المعشر وخفيف الظل ويستأنس من يجلس معه بجلسته .
٣ - كان له طاقة غير عادية في ادامة علاقات الصداقة التي تربطه مع الناس . كان اذا سافر من الموصل الى بغداد وله صديق في الشركاط فيعرج اليها ليحيي صديقه ، ثم يقف في بيجي ليسلم على صديق آخر وهكذا في تكريت او سامراء رغم بعدها عن الشارع العام الذي يربط موصل ببغداد . فتكون رحلته طويلة ولكنه يكون قد التقى بعدد من اصدقائه وهذا كان عنده قيمة عليا يحرص على ديمومتها .
٤ - كان رحمه الله يلبي كل طلب مساعده ويستغل صداقاته وعلاقاته من اجل خير من يسأله في مشورة او مساعدة .

شكرا للدكتور يوسف على هذه المقاله التي تجعلنا نعيد قرائتها مرات من اجل ان نستخلص منها العبر والدروس .
رحمك الله يا عم بهنام واسكنك فسيح ملكوته صحبة الابرار والقديسين .
لقد رحلت من دنيانا ولكن مآثرك ستبقى خالدة وسيرتك ستتناقلها الالسن .
عماد داؤد