تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

علاوي وحلوله الثلاثة للعراق

بدء بواسطة صائب خليل, يناير 19, 2012, 10:56:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

هاجم الدكتور أياد علاوي غريمه رئيس الوزراء نوري المالكي قبل اسبوع في مؤتمر صحفي جاء ضمن الإضطراب السياسي في العراق إثر خروج القوات الأمريكية وحملة حكومية ضد شخوص متهمة بالبعث والإرهاب.
في كلمته في المؤتمر، كرر علاوي إهتماماته المعتادة بالحصول على "المواقع العسكرية والامنية المتقدمة" و " تعيينات الوزرات الامنية"، إضافة إلى خطابٍ مملٍ عن القائمة العراقية التي فازت ثم "تنازلت" عن "إستحقاقها الديمقراطي والدستوري والقانوني"- رغم أن الجميع يعلم أنها خرجت من السباق لأنها لم تجد من يثق بعلاوي ويتحالف معه.

أما أهم ما قدمه علاوي فهو خيارات ثلاثة للمسيرة في العراق وهي: الأول - إجراء انتخابات مبكرة تنظم بنزاهة تعيد للعراق كرامته المسلوبة من خلال احترام الدستور، أو الثاني – تسمية رئيس وزراء جديد، له وزراء كفؤين، "بعيد عن المحاصصة الطائفية" مع "ضرورة وجود معارضة نيابية لا تقلُ شأناً وفعاليةً عن الحكومة وتكونُ مسؤولةً عن تقويمِ أداءِ السلطة نحوَ الصواب"، أو : ثالثاً- تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية تستند على التنفيذ الكامل لاتفاقية اربيل. (1) وهو بشكل عام تكرار لما سبق أن طرحه. (2)

إن من يريد أن ينتقد حكومة المالكي وطريقة إدارته للأمور في البلاد، لن يجد صعوبة ابداً، لكن عندما يأتي ذلك النقد على لسان شخص قليل المصداقية، فعندها سيردد حتى القلقين من إتجاهات حكم المالكي ما كتبه عاصم الفياض يوماً:"الأسوأ من أن يحكمك المالكي أن ينقذك علاوي منه!".

وأسباب الهرب من "المنقذ" أنه بتصرفاته، أكثر من تاريخه، قد حطم كل إمكانية لتصديقه. ولو راجعنا عبارات الخيارات أعلاه، لكدنا نجد في كل كلمة "نفاقاً". "إنتخابات نزيهة"؟ من وقف مع فساد المفوضية أكثر من اياد؟ كرامة العراق؟ احترام الدستور؟ وزراء كفوئين؟ معارضة ذات شأن؟ كلها كلمات تثير ذكريات تدين أياد علاوي، ربما أكثر من اي شخص آخر، وهذا ما يعرفه العراقيين.
لذلك يبدو للمراقب أن الصديق الوحيد الذي بقي أياد علاوي يأمل به هو الولايات المتحدة. فلطالما طلب منها النجدة (3) ولجأ مؤخراً إلى دعوى أن "الولايات المتحدة ملزمة اخلاقيا" بالتدخل "لإعادة "العقلانية" الى المشهد السياسي العراقي.(4) وقال أيضاً:"انسحب الامريكيون دون اتمام المهمة التي كان ينبغي أن ينجزوها" (5)

فعلاوي يعتبر أميركا هي صاحبة السلطة (الشرعية؟) في العراق، ويدل على ذلك أيضاً قوله على قناة العراقية في لقاء خاص معه انه طلب من "الامريكان" وليس من القانون والقضاء العراقي، ان يطلقوا سراح سلطان هاشم"، كما نبه أحد الكتاب.
وكتب محمد ضياء عيسى العقابي "لقد إجتمع السيد أياد علاوي بالدكتورة كونداليزا رايس،2007 ...، لعرض مشروع بديل عليها لحكم العراق وقد أيدته الوزيرة، وهو: "إعادة النظر في العملية السياسية بالكامل وتغيير طريقة إدارة الدولة العراقية وتجميد الدستور وحل البرلمان".  هذا يرقى بلا شك إلى جريمة التآمر على الديمقراطية، ويعاقب بقسوة متناهية حتى في أشد البلدان ديمقراطية!

المطالبة بتحمل "المسؤولية الأخلاقية" هي الحيلة الأخيرة اليائسة التي لجأ إليها من أراد بقاء القوات الأمريكية بالضد من إرادة الشعب العراقي، من سياسيين وكتاب مثل "عبد الخالق حسين".

ولسوء سمعة الأمريكان في العراق فقد كان علاوي حذراً في ربط إسمه بهم، ففي تصريحاته يؤيد خروج القوات الأمريكية (خاصة بعد اليأس من ذلك البقاء)، لكنه من الناحية العملية كان يسعى إلى إبقائها بكل ثمن. وهذا أمر طبيعي ممن ينتظر منهم مثلما ينتظر علاوي. ومما استخدمه أياد للترويج للأمريكان بكثرة هي حجة "الخطر الإيراني"(6)

وبالفعل القى الأمريكان بثقلهم وراء علاوي وسعوا لإيصاله إلى السلطة بكل الطرق غير الشرعية (فلا توجد طرق شرعية لذلك) من دعم مالي وسياسي وتزوير انتخابات وربما توفير الإرهاب اللازم لخطاب علاوي عن الفشل الأمني لخصومه. ومن تلك الجهود الضغط المباشر على الحكومة لتبني "الشراكة"، وهي طريقة استعملت كثيراً لفرض عملائهم على حكومات دول أخرى تحت الضغط، ولعل مثالها الأخير دعوة الكونغرس المالكي لضرورة التحالف مع علاوي(7)
ولا غرابة من ذلك الزواج الكاثوليكي بين علاوي والأمريكان، فقد تمكن الطرفان من تحقيق الكثير من المصالح لكلا الطرفين، (على حساب العراق طبعاً) مثل ما كشف مؤخراً من اختفاء 21 مليار دولار بين "الامريكان ومطار بغداد وكردستان وحكومة علاوي" حسب لجنة النزاهة. (8)

لكن جهود الأمريكان باءت حتى الآن بالفشل لمواجهة ذلك السيل الهائل من السمعة السيئة لعلاوي لدى العراقيين، بل في العالم ايضاً. وقد أثار باحث اميركي من معهد اميركان انتربرايز المقرب من المحافظين، في تقرير شديد اللهجة قلة حظوظ رئيس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوي رغم تلقيه "ملايين الدولارات من حلفاء صدام حسين السابقين في الأردن وغيرها من الدول العربية". وقال أن أدارة أوباما تسعى الى دفع حظوظ علاوي للوصول الى رئاسة الحكومة، "الا ان العراقيين يذكرون سجله".
فحين أعلن فوز قائمة علاوي كتب جوشوا هولاند "هل انتخب العراق لتوه قاتلاً جماعياً؟"(9) وكتب الصحفي الكبير سيمور هيرش:" حسب ريول مارك خرخت, مسؤول المخابرات المركزية الامريكية (C.I.A ) الذي خدم في الشرق الأوسط "هناك حقيقتان بارزتان بالنسبة لعلاوي. الأولى انه يحب ان يتصور نفسه رجل ذو افكار, والثانية هي ان اكبر فضائله هو انه سفاح".
إضافة إلى وزير دفاعه حازم الشعلان، وهو بعثي سابق على غرار علاوي نفسه، كان يحظى باعجاب الاميركيين بسبب شدة معاداته للايرانيين، واشتهر بأكبر صفقة فساد في تاريخ العراق قيمتها مليار دولار، ومسارعة الأمريكان بتهريبه. ويذكر العراقيون أيضاً ضحكات علاوي وهو يصدر أوامره لتدمير الفلوجة، والإستقبال بالأحذية في النجف بعد ضربها.

وتصطدم عبارات علاوي الرنانة الكثيرة عن "المشاركة" و "نبذ التهميش" و "الديمقراطية" بحقيقة صادمة مع إدارته الدكتاتورية للأمور حيثما كانت له سلطة. ويكتب حامد حمودي تحت عنوان "اياد علاوي....بذرة دكتاتورية عراقية في طور التشكل"، أن "مايميز اداء اياد علاوي ....هو روح الاقصاء التي يمتاز بها واستسهال واسترخاص الكذب ".
ولم يحدث في جميع الكتل ا لسياسية التي تواجدت في العراق بعد عام 2003 أن انفض أعضاؤها بأسرع وأكثر من الكتلة التي شكلها أياد علاوي، وأن يتفق الجميع على أن دكتاتورية الرجل وتهميشه للآخرين هي السبب. حينها أعلنت صفية السهيل أن: " القائمة تدار بطريق الهاتف او الايميل .... والاوامر تعطى دون استطلاع الاراء ولسنا شركاء في اتخاذ القرار".  وقالت "لايشرفني ان اكون مسلوبة الارادة ولاقرار لي في القائمة التي انتمي اليها" . وقال مفيد الجزائري أنهم (الشيوعيون- كحلفاء لعلاوي) كانوا يعرفون بأخبار رئيس تحالفهم أياد علاوي "من خلال وسائل الاعلام شأننا بذلك شأن جميع المواطنين."

كل هذا أدى إلى نبذ علاوي من قبل العراقيين ووصفه السياسي عبد الإله كاظم بأنه "افشل سياسي عرفه التاريخ"، وطالبه "باعتزال السياسة ومغادرة العراق لترك شعبنا يعيش بسلام وانسجام ". وحمله  "مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد"، مشيرا إلى أن "السياسات التي ينتهجها علاوي ستؤدي إلى تمزق القائمة العراقية". (10)
ولا داعي للتذكير بالعدد القياسي للإنقسامات ألذي تعاني منه "العراقية" وبشكل مستمر، ولعل آخرها إنفصال مجموعة سلام الزوبعي وفتاح الشيخ وعبود الفريجي ونعيم الكعود وعبد الستار الجميلي وانضمامها إلى ائتلاف أبناء العراق. (11) و انسحاب 28 قياديا من ائتلاف العراقية بديالى من ضمنهم أمينها نفسه (12)
لكثرة الإنسحابات فقدت العراقية صوابها وصارت تشتم المنسحبين ب "ضعاف النفوس" والإدعاء بأنها "خسرت انتخابات داخلية" ليتبين أن العراقية " لم تجر اي انتخابات في الحركة منذ تأسيسها لحد الان"، حسب سعد الجابري الناطق بأسم تجمع المنسحبين من الوفاق. (13)

ويتبين مدى العلاقة غير الطبيعية بين أميركا وعلاوي ، ومدى اعتماد كل منهما على الآخر، من خلال الكثير من الأحداث، فقبل سنوات نشر علاوي مقالا في واشنطن بوست بعنوان "خطة للعراق" دعا فيه الإدارة الأميركية إلى التعجيل في إجراء تغيير في رئاسة الحكومة العراقية المتمثلة في رئيس الوزراء نوري المالكي، وقدم خطته لإنقاذ العراق تتضمن إعلان حالة الطوارىء ... ومنح الأمم المتحدة والدول العربية دورا أكبر في ملف الأمن" مشيراً بصلافة إلى أنه من دون تغيير رأس الحكومة العراقية، لن تفلح الاستراتيجية الأميركية الحالية في جلب الاستقرار إلى العراق.!
وقام علاوي منذ بداية عمله السياسي في العراق الجديد بتكليف شركة ترويج (لوبي) ( باربر كرفيذ اند روجرز) بحملة "تشويه سمعة" ضد المالكي وإظهاره كرجل ضعيف وطائفي وعميل إيراني، وأن وجوده في السلطة لا يناسب المصالح الأمريكية، وأن الشخص المناسب هو الرجل القوي، أياد علاوي"!
.(14) (15)
وكانت جبهة الحوار قد أعلنت  ان "أكثر من (100) شخصية عراقية ... طالبت الرئيس بوش بأن يصبح علاوي رئيساً للحكومة! ومضى بيانها قائلا "إن الشعب العراقي يتطلع إلى أن تساعده الولايات المتحدة، في هذا المنعطف المصيري، في اقامة حكومة ديمقراطية (!)" (16)
ومنع علاوي مجلس الأمن قبل ذلك إخراج العراق من البند السابع من خلال رسالة مشتركة مع كولن باول كما بين النائب الكردستاني محمود عثمان. (17)  (18)

وعلى مستوى الفساد والإجرام، وعدا وزراء علاوي الأشد فساداً خلال حكومته القصيرة، ومبلغ الـ 21 مليار دولار المختفية الذي ذكرناه أعلاه، نذكر كذلك أن علي الصجري المنسحب من قائمة علاوي كشف عن رشاو عربية بمبلغ 100 مليون دولار لدعمهم في الانتخابات". (19)
كذلك يشتبه بقيام أياد علاوي بالعديد من جرائم القتل وإلإرهاب، وآخر ما تم كشفه من فضائح أياد علاوي هو ما كشفه ضابط مخابرات عمل معه من أعمال إجرامية(20)

ونلاحظ أخيراً، أن علاوي لا يمانع مشاركة الحكم حتى في حكومة يعتبرها سيئة للغاية، وهو ما يشكك بأنه يمكن أن يفكر بخدمة البلد من خلال ذلك. فبالرغم من تصريحات علاوي الشديدة القسوة تجاه المالكي، كقوله "لا يشرفني ان اكون شريكاً للمالكي ولا اشتري تصريحاته بـ[فلسين] "(21) أو أن المالكي يقود "خفافيش الظلام" وسيكون حسابه عسيراً (22) ، والذي طالما أحرج كتلته (23) فهو ، ومن خلال شرطه الثالث، يترك الباب مفتوحاً لإقامة "حكومة شراكة" معه!

لقد تسببت حركات علاوي لضرر شديد لقائمة العراقية كما تبين، ويفضل بعض المنشقون أتباع طريق عقلاني والإنسحاب إلى المعارضة وترك المالكي يؤسس حكومة اغلبية، وأن هذه الخيارات هي الأفضل والأسلم للعملية السياسية . (24)

لقد قدم أياد علاوي ثلاث حلول للعملية السياسية ولدينا أيضاً ثلاث خيارات للقائمة العراقية، إن كان لها بقية إرادة لتختار، وهي أما أن تحل نفسها وتترك العراق لشأنه، أو أن تطرد علاوي منها، لعل أحداً يقبل بها شريكاً، أو أن يبحث ناخبوها عن ممثل أفضل لهم.

(1) http://wifaq.com/more.asp?NewsID=3001&CatID=17&lang=arb
(2) http://www.yanabeealiraq.com/n0112/n28121124f.html
(3) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=7120
(4)  .http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=11883
(5) http://www.yanabeealiraq.com/n0112/n21121139.html
(6) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=10145
(7) http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=40201
(8) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=9574
(9) http://www.qanon302.com/news/news.php?action=view&id=245
(10) http://www.yanabeealiraq.com/n0112/n24121104.html
(11) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=10207
(12) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=11947
(13) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=11009
(14) http://www.prwatch.org/node/6394
(15) http://www.prwatch.org/node/6377
(16)  http://www.doroob.com/?p=21234
(17) http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=53756
(18) http://pukmedia.com/index.php?option=com_content&task=view&id=9184&Itemid=25
(19) http://www.aknews.com/ar/aknews/4/84889/?tpl=print.tpl
(20) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=10544
(21) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=7962
(22) http://www.shatnews.com/index.php?show=news&action=article&id=951
(23) http://www.nakhelnews.com/pages/news.php?nid=8754
(24) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=12021