تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الوطن بإنتظار..؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 25, 2011, 07:12:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الوطن بإنتظار..؟



الأستاذ متي كلو

بعد رفع العلم البريطاني في ساحة القشلة في بغداد وإذاعة بيان الجنرال "مود" قائد القوات البريطاني في 19 آذار 1917، أصبح جنود الاحتلال يتجولون في شوارع بغداد ، .

بالرغم من ذلك استبشر العراقيون بزوال الحكم العثماني والتخلص من الظلم والقهر ، واخذوا ينتظرون من هؤلاء الانكليز إرساء الحرية والديمقراطية في ربوع بلادهم أسوة بما يتمتع بها المواطن البريطاني في بلاده ، ولكن انتظارهم ذهب سدى وكل ما جاء في بيان "مود" لم يكن إلا كلاما معسولا ولكن الحقيقة بأنه محتل وظالم كما سبقه النظام العثماني، فقامت ثورة العشرين للتخلص من هذا المحتل الجديد وكما تم القضاء على ثورة العشرين ، تم القضاء على انتفاضة مايس 1941 وسئم العراقيون من الانتظار والنظام الملكي، ففجر الضباط الأحرار ثورة الشعب في 14 تموز 1958، وعلى هذه الثورة علق الشعب العراقي أماله والذي كان ينتظرها بفارغ الصبر وبعد انتظار طويل ، بدأت الثورة بمنجزاتها ،.

فكان قانون الإصلاح الزراعي وخروج العراق من المِنطقة الاسترلينية وحلف بغداد ولاول مرة ينفتح العراق نحو المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي وتنفس الشعب بعض الحرية من خلال فتح الأبواب على الثقافات المتنوعة بعد أن كانت الرقابة تقيد دخول المطبوعات والكتب ذات الأفكار التي تنادي بالحرية والديمقراطية وبدا الشعب يتطلع إلى المزيد من الانجازات: ولكن سرعان ما دب الخلاف بين الضباط الأحرار وانقسم الشعب إلى أحزاب وتجمعات سياسية ، .

فكان انقلاب شباط 1963 وخيبت أمال الشعب مرة أخرى وبدا انتظار جديد، واستمر انتظارهم بعد انقلاب تموز 1968 ، وبدأت ملامح دكتاتورية جديدة تخيم على العراق ، وكان انتظارهم أكثر قسوة من كل العهود التي مرت في حياتهم ، حيث جثم هذا العهد على صدور أبناء العراق أكثر من ثلاثة عقود وشاهدوا نظام فريد من نوعه ،سادت فيه موجه من الخوف والرعب وباستخدام كل أساليب الدكتاتورية في الطغيان والإرهاب الفكري والجسدي والعقيدة الواحدة ، ثم وقعت الحرب العراقية الإيرانية 1980لتعقبها حرب الخليج الثانية سنة 1991، والشعب ينتظر وكان هناك أكثر 4 ملايين لم يستطيع الانتظار، فهرب مغتربا إلى أصقاع العالم وترك كل شي ولكن حمل العراق في قلبه وأحداق عيونه.

وطال الانتظار، وبدأت المعاناة بعد فرض الحصار على العراق من قبل المجتمع الدولي، فكان الاحتلال سنة 2003 بقيادة أمريكا ، استبشر اغلب العراقيون بسقوط النظام فتطلعوا إلى الديمقراطية والحرية التي يروج لهما "المحتل"، وبدا الشعب بانتظار الانتخابات وتشكيل حكومات تنشر الأمان والسلام في ربوع العراق من شماله إلى جنوبه،.فكان مجلس الحكم ، ثم صدر الدستور فكان طائفيا ومذهبيا، جاءت الانتخابات وتشكلت حكومات بوزارات طائفية ومذهبية وفق الدستور الذي يحتوي الكثير والكثير من الثغرات، وساد العراق موجة من الإرهاب والفساد والانفلات الأمني ، ويسمع الوعود من الحكومات المتعاقبة وينتظر ثم تذهب تلك الوعود إدراج الرياح .

وبدا الخصام بين السياسيين الذين يمسكون بالقرار السياسي ، واهم ذلك حول الدستور وتعديله، وتجميد بعض فقراته التي تعزز الطائفية والمذهبية والقومية والاستمرار في معزوفة "الاراضي المتنازع عليه" ،.

فبدا التهديد من قبل البعض إذا تم تعديل أي بند من بنوده فيتقسم العراق الى اقاليم وولايات ومدن واقضية ونواحي وقرى وازقة وحّين يمس "الدستور" وكأنه قرانا لا يمكن تعديله والمساس به، ومازال الوطن ينتظر، والشعب ينتظر!..

والـى متى الانتظار!.


المصدر / مجلة بانوراما التي تصدر في سدني / استراليا