في الجانب المظلم من مدينة الدورة – إعترافات جندي أمريكي في العراق.

بدء بواسطة صائب خليل, ديسمبر 20, 2011, 07:27:28 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

هذا تقرير عن فلم (1)  نشر مؤخراً بعنوان
On the Dark Side in Al Doura - A Soldier in the Shadows
، اتركه بلا تعليق، ليأخذ كل من يريد موقفه الذي يراه ضميره مناسباً منه، خاصة اؤلئك الذين كانوا يدعون بقوة لإبقاء القوات الأمريكية ومنحهم الحصانة، وصاروا بعد قرار الإجلاء، يدعون لعلاقات "متكافئة وقوية" مع أمريكا، وأؤلئك الذين لا يفوتون الفرصة لشكر أميركا وبوش على ما قاموا به من أجل العراقيين.

***

جون  نيدهام، جندي التحق بإحدى المجموعات العسكرية الخاصة للجيش الأمريكي في العراق في تشرين الأول 2006 ولمدة سنة، وكانت تجربته القاسية التي انتهت بتحطيم حياته وتحوله إلى قاتل، قد بدأت في منطقة الدورة في بغداد. هناك تعرف على الإجرام البشع واجبر على المشاركة فيه، وحين اعترض رأى رفاقه فيه خطراً عليهم، حاولوا التخلص منه بقتله أولاً في كمين، ثم بتحطيم اعصابه بمختلف الطرق وأدى ذلك كله إلى نهاية مأساوية. فقد كتب جون مرة لأهله: "هذه الحيطان تطبق علي..كم أفتقد إخوتي...أنا أتحطم ، أحتاج للإرادة للبقاء على قيد الحياة ، أشعر أنني أغرق، أقذفوا لي بحبل إنقاذ، إقذفوا لي بحياة تستحق أن تعاش .. إني جزء من الموت، أنا الموت"... وبالفعل كان متأخراً جداً.

وقبل ان يرحل عن هذا العالم كتب جون تقريراً يفضح فيه بشاعة الإحتلال الأمريكي، لكنه سيكون بلا شك مجرد تقرير آخر عن تلك الجرائم البشعة، يوضع على الرف.  فلا أحد يهتم بهذه الضحايا، حتى أهلها، بل خاصة أهلها!

يتحدث والد الجندي في فلم وثائقي عن ما جرى لإبنه وعن تلك الجرائم، وقال عن مجموعته: "الفريق كان عصابة من القتلة لإرهاب المنطقة ولا يتحددون بالقوانين العسكرية، يتناولون المخدرات ويغتصبون الفتياة ويسرقون أحياناً، ويصوبون بنادقهم على رؤوس الأطفال لإجبار آبائهم على التعاون... شيء فضيع"
"كان جون رياضي وموسيقي وشاب يحب الحياة.. حين ودعته إلى العراق، اخبرته أن يحافظ على نفسه". لكن الأب لاحظ أن إبنه بدا غير مدرك لما هو مقدم عليه، "قلت له أن حياته لن تكون كما كانت سابقاً، وكان مندهشاً".
ويؤكد الأب "جون حصل على ثلاث ميداليات شارتي قلب أرجواني" لبطولته ومر بأخطار كبيرة. وقال أن أبنه أخبره أنهم أحياناً يطلقون القذائف قرب جهاز الإرسال ويدعون أنهم تحت النار، ليقوموا بعد ذلك باختراق أحد البيوت ويأخذون ما يريدونه منه وأحياناً يقتلون سكانه.

في أحد البيوت تعرض لهجوم من ثلاث جهات..ونجا منها باعجوبة شعر أنها مؤامرة للتخلص منه لإشتباهه بظروف ونوعية المهمة التي أرسل إليها ونوع مرافقيه وعدم قدوم النجدة إلا متأخرة جداً، وعدم الإجابة على ندائه باللاسلكي.
حين عاد بادرهم بالأسئلة لكنه وجد عدم اهتمام كبير وصار يصرخ ولم يجبه أحد، ثم بدأ إدمان الكحول ثم لجأ إلى محاولة الإنتحار بإطلاق النار على رأسه، إلا أن أحد رفاقه أنقذه في اللحظة الأخيرة، فوضع في السجن، وكان أصدقاءه يهربون له الطعام والماء. وقال أن المسؤولين كانوا يحاولون تعذيبه نفسياً.

سمع أبيه بأخبار اعتقال ولده فسعى للإتصال بالمسؤولين حتى وجد من يستمع إليه في شخصية المفتش العام. وفي هذه الأثناء كانوا قد أرسلو جون إلى سجن في الكويت. وأخيراً إنتهى به المقام في "معسكر كارسون" العسكري.

وفي إحدى الإجازات التي تمكن فيها الأب من حديث مطول مع إبنه أبلغه الأخير بما كانت وحدته 2-12 ترتكب من جرائم فضيعة، فقال له أنه ملزم بالإبلاغ عنها وإلا يعبتر مشاركا فيها. وبالفعل قدم جون تقريراً مرفقاً بصور عن تلك الجرائم، فتحدث عن الوحدات التي خدم فيها حتى وصل إلى "معسكر فالكون" في آذار 2007، حيث "شاهدت وأجبرت على المشاركة في الجرائم البشعة اللاإنسانية ضد المواطنين العراقيين في المنطقة التي كانت تقع تحت مسؤوليتنا."

ثم يبدأ جون بسرد بعض الجرائم ننقل بعضا منها.

في حزيران 2007 قام العريف اول "سبري" بإيقاف واستجواب واعتقال وقتل أحد العراقيين. ولم يكن لدينا دليل على أنه إرهابي أو مقاتل، كما أنه لم يكن يمثل تهديداً عندما إعتقلناه. ورغم أني لم أشاهد عملية القتل، لكني شاهدت العريف أول "سبري" يقطع الجثة ويضعها على مقدمة سيارة الهمفي ويدور بها في شوارع منطقة "المحلة" بينما كان المترجم يتوعد الأهالي بواسطة مكبر الصوت باللغة العربية. ولدي صورة للعريف أول وهو يزيل دماغ الجثة. (صورة الجثة على الهمفي، لا أنصح بمشاهدتها! (2))

وفي مرة ثانية أوقف العريف روجرز أحد العراقيين ثم استجوبه. وبينما كان مقيداً خلف ظهره قام العريف روجرز بسلخ جلد وجهه! (صورة للضحية مسلوخة الوجه، لا أنصح بمشاهدتها(3))

ويروي جون أن العريف أول "سبري" قتل فتى عمره 15 عاماً، كان يقود دراجته عبر منطقة وضعت الفرقة فيها كميناً. لم يكن هناك أي استفزاز. ثم قام العريف بتقطيع اعضاء جثة الفتى (صورة للفتى ساقط قرب دراجته) (4)

وفي آب 2007 ذهبت إثر بلاغ حول إطلاق النار على عراقي كان يحاول دخول ثقب كان قد احدثه فريقه في أحد الجدران لمراقبة المنطقة. وحين وصلت وجدت رجلاً بذراع واحدة ملقى على الحاجز، وقد تعلق في إبهامه مسدس قديم من نوع "روجر". كان في حدود الثلاثين من العمر، ومازال حياً. ومن الطريقة التي علق بها المسدس فهمت أنه تم وضعه في يده بعد إطلاق النار عليه. أطلق عليه العريف النار مرتين، لكنه بقي حياً. وعندما كنت أسأل لماذا يطلقون النار عليه ثانية قام العريف هسكنز بإطلاق النار على رأسه من الخلف. وكان العريفين روجرز وبلات متمتعين بالقتل بوضوح، ثم قاما باستخراج دماغ الرجل العراقي عندما كانوا يضعونه في كيس الموتى. لابد أن الكابتن "كيرسي" علم بالأمر وانزعج وأعلم المسؤولين. (صورة – لا أنصح بمشاهدتها (5))

لقد سمعت العريف أول "سبري" يتفاخر مراراً بـ "قتل الكلاب".. قال أنه قتل 80 "كلباً"!

ويستمر جون بالسرد ويؤكد أن لديه صوراً توثق ما قاله، وقال أن لديه صوراً كثيرة جداً على حاسبته المتنقلة التي تمت مصادرتها.

كتب جون تقريره بعد أن تسرح من الخدمة عام 2008، لكن القي القبض عليه بتهمة قتله لصديقته، وقال في التحقيق أنه لا يتذكر شيئاً عن الموضوع. وفي فبراير 2010 مات بشكل مفاجئ في سجنه بدون معرفة السبب. ولم تقدم السلطات العسكرية أية إيضاحات بشأن التقرير او الصور المرفقة معه.
(1) On the Dark Side in Al Doura - A Soldier in the Shadows
(2) http://www.informationclearinghouse.info/A4removedbrains.preview.jpg
(3) http://www.informationclearinghouse.info/A2%20tied%20tortured%20skinned.preview.jpg
(4) http://www.informationclearinghouse.info/A5boy%20killedridingbike%20.preview.jpg
(5) http://www.informationclearinghouse.info/A3One.armedman%20hollow%20points%20at%20point%20blank.preview.jpg