تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

تلفون قصير مع عراق يبتعد...

بدء بواسطة صائب خليل, ديسمبر 17, 2011, 02:24:43 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

"ها يابا؟ شنو أخبار العراق يمّك"؟ جاء صوت أبي من بعيد، مشوبا بالسعادة لإتصالي وبعض القلق.
قلت له.. "والله يابا، ما أدري شأكلك...دايخ بمشكلة السنة والشيعة، ودا أكتب عنها... "
ضحك وقال: "ليش شكو"؟
قلت "السنة مرعوبين من إيران، وصايرين يحجون عبالك إسرائيليين، والشيعة داخلة بدماغهم السنة إرهابيين"..
ضحك ابي بمسحة أسف شفافة، فأكملت: "تصور أنهم يتخيلون أن السنة يربون ولدهم على كره الشيعة وآل البيت!"
قال: "وين أكو هيج حجي يا إبني...؟ زين يابا آني احجيلك فد سالفة.. "
(صمت قصير، تخيلت ابي يعدل جلسته استعداداً للتركيز...)  وأكمل :
"من كنا براوه، (في راوه) كنا نصلي صلاة "التراويح"، ورا  العشا برمضان.... وكنا نصلي وندعوا لكل واحد من الخلفاء أولاً، حسب تسلسلهم، ركعتين لأبو بكر، وركعتين لعمر وركعتين لعثمان، وركعتين لعلي، وبعدين نصلي ركعتين للحسن والحسين، وركعتين لفاطمة الزهرا، وركعتين للحمزة والعباس"..

قلت وأنا أهز رأسي: "علواه يسمعوك يابه... "  (علواه = ياريت) وأكملت متحرشاً:
"بس ليش ركعتين للحسن والحسين سوا، وفاطمة الزهرا وحدها ركعتين؟"
سكت كأنه لم يخطر مثل هذا السؤال الغريب بباله، ثم قال: "ما أدري يا إبني...هيه هيج جانت". (هي كانت هكذا)

وهنا سمعت صوت أمي تسأل : "هذا صائب؟"  فأجابها أبي بمزاحه المعروف: "إي... يحجي على الشيعة".  (على = ضد)
قالت له وصوتها يقترب من التلفون: "صائب ميحجي على الشيعة... شبيهم الشيعة؟"
قال أبي مصراً على مزاحه: "يقول صائب الشيعة يريدون يحكمون العراق"!
ويبدو أن أمي استسلمت وصدقت ولكن بتردد: "أي وشكون؟ خليهم يحكمون.. شكون صابنا من حكم السنة غير المرار؟ خليهم بلكي همه حكمهم أحسن". (أمي مستسلمة للصورة الإعلامية عن حكم السنة وحكم الشيعة) ( = ربما كان حكم الشيعة أفضل)
أخذت التلفون وبعد السلام، قالت بشيء من القلق: " صحيح تحجي على الشيعة؟" 
- (ضحكت) "يا أمي ليهسة متعرفين ابوية؟" ... (ليهسه = حتى الآن)
قالت متجاهلة سؤالي-  "لا والله الشيعة زينين... آني أشوفهم أحسن من عدنا"...
-  (ضحكت) "ليش يا أمي أحسن؟"
- " ما أدري ... ربعنا أشوفهم شوية منحوسين... ما هو صحيح؟ "
- ضحكت لا أدري ما أقول، ثم أجبت متهرباً: "يا أمي الزينين عند الثنين والشينين عند الثنين" ..
- "صحيح بس آني أشوفهم أحسن...هذولة ربعكم ...ها صديقك سليم، وها صديق رأئد علي رؤوف، والله ورود"
- فقلت ممازحاً: "غير إحنا ورود ويصادقونا ورود؟" 
- "أي والله يا عيني إنتم زاد ورود" (زاد = أيضا)

ثم بدأت تكرر على مسامعي قصص سبق أن حكتها لي، عن إمرأة شيعية طيبة للغاية اصرت أن توصلها إلى البيت من الكاظم، وأخرى أدت الصلاة معها في سفينة متجهة من البصرة إلى الإمارات ...
ولأنها قصص سمعتها سابقاً، قاطعتها ممازحاً: "يعني ما كنتم تربون ولدكم على كره آل البيت؟"
- "ها يابا؟ ....ما سمعتوك زين؟ ....شكون قلت؟"
- "لا يا أمي، ماكو شي...بس صوتج ديبعد...
قبل ما اروح، أريد أبوسج من راسج  واقول أحنا خجلانين منكم..!"

ماهر سعيد متي


ها ها ها
محاورة جميلة .. تصب في قلب الحدث العراقي .. بارك الله بكل شخص ينبذ الطائفية .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

صائب خليل

شكرا استاذ ماهر ، ممنون لمتابعتك الجميلة