الامية في العراق اسبابها ومعالجتها ج2

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, نوفمبر 15, 2011, 11:34:18 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

الامية في العراق اسبابها ومعالجتها ج2

تفاقم الأمية في العراق

العراق من الشعوب الفتية إي إن اغلب سكانه هم تحت سن الـ18 وان ما يقارب نصف سكان العراق تحت سن 14 عاما وهم خارج سوق العمل وبذلك يكون أكثر من نصف القوة العاملة في العراق هم من الأميين وهذا خلل كبير ومعوق كبير لخطط التنمية التي توقفت في العراق جراء الحروب والسياسات الخاطئة للأنظمة السابقة والوضع الأمني المرتبك بعد 2003.
إن تفشي الأمية في العراق أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد كيان المجتمع العراقي فيجب الانتباه لها. مع التأكيد على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في استثمار الإنسان أولا وليس في الحجر كما حصل في اليابان وسنغافورة وماليزيا والبرازيل  وشيلي حيث وضعت تلك الدول برامجا للقضاء على الأمية الثقافية والمعرفية وليست الأمية الأبجدية.
في اجتماع لاقتصاديين و مدراء شركات عالمية وحضره العديد من قادة العالم في مدينة دوربان، جنوب أفريقيا, ذُكر أن سبب أساسي في النهضة الصناعية الاقتصادية في الصين يرجع إلى معرفة غالبية السكان في الريف والمدينة القراءة والكتابة حيث يستطيعون أن يتعاملوا مع أدوات الإنتاج و صيانتها بينما العمالة ألأمية تفشل.
في مثال أخر في كمبوديا كان 70% من الأطفال لا يكملون دراستهم الابتدائية وجرت دراسة المشكلة وتبين إن من أهم أسبابها هي عمالة الأطفال لمساعدة ذويهم فتقرر صرف راتب شهري للأطفال كي يعودوا إلى مقاعد الدراسة وانخفضت النسبة إلى 7% فقط.
كانت نسبة الأمية في العشرينات من القرن الماضي بين النساء في المدينة 90% وفي الريف 99%) وبعد ثورة 14 تموز 1958 ، فتحت العشرات من مراكز محو الأمية والتدريب المهني، فتطوعت المتعلمات للنهوض بهذه المهمة، حيث تشير الإحصاءات إن عدد المنتسبات بلغ الآلاف وتابع بعضهن الدراسات وتخرجن معلمات وممرضات واكتسب بعضهن المهارات لتحقيق تحررهن الاقتصادي، كما وأنشأت العديد من المستوصفات الجوالة لبث الوعي الصحي وتقديم الإسعافات للجماهير وخلال عام واحد بلغ عدد العضوات أكثر من 40 ألف، الأمر الذي دعا رئيس الجمهورية (الراحل عبد الكريم قاسم) إلى افتتاح المؤتمر الأول لرابطة المرأة العراقية وجاء في كلمته (إن التاريخ سيذكر للمرأة العراقية ما بذلته من جهود في صيانة الجمهورية وتحقيق أهدافها).
امتلك العراق قبل حرب الخليج الثانية عام 1991 نظاما تعليميا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة. كذلك نسبة عالية للقادرين على القراءة والكتابة كانت في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
اهتمت الحكومة العراقية نتيجة الاستثمار العقلاني لموارد البلاد بجميع مرافق الحياة ومن ضمنها إرساء اسس التربية والثقافة والتوسع في التعليم الأولي والجامعي ونشطت في مجال مكافحة الأمية في السنوات العشر الأولى من استلام البعث السلطة عام 1968 وزجت النساء في العملية الإنتاجية وصدرت قرارات عديدة لصالح المرأة وخاصة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية وحماية الأمومة والطفولة وصدرت قرارات مهمة بخصوص النساء الموظفات من ناحية تمتعهن بإجازة الولادة والأمومة طويلة الأمد.
في عام 1979 حاز العراق على جائزة منظمة اليونسكو في القضاء على ألامية والذي جرى ضمن حملة وطنية شاملة من عمر15-45 سنه إذ تشير تقارير (اليونسكو) و(الأمم المتحدة) بان مؤشر الأمية  قد انخفض إلى 27% وكانت نسبة الأمية بين النساء بعد تنفيذ الحملة 34.5% وبين الذكور 20% (تشير بعض المصادر بان نسبة الأمية انخفضت إلى 10%). و كُرمت الحكومة العراقية انذاك من قبل منظمة (اليونسكو) بخمسة جوائز تقديرية على هذا الانجاز التاريخي.   
وكان نظام التعليم في العراق واحد من الأفضل في المنطقة خلال هذه الفترة من الزمن، وتحققت إنجازات كبيرة، والتي تشمل:
- ارتفاع معدلات الالتحاق الإجمالية إلى أكثر من 100%.
- المساواة بين الجنسين في معدلات الالتحاق الكامل تقريبا.
- بلغ الإنفاق في مجال التعليم 6 % من الناتج القومي الإجمالي] و 20 % من ميزانية الحكومة العراقية مجموع.

من 1980 و مع بداية  الحرب مع إيران، مما اوجب إن تلتهم ماكنة الحرب كل إمكانات العراق المالية والبشرية والتي انعكست على جميع متطلبات الحياة الاجتماعية والخدمية, إضافة إلى الحملات الدموية التي شنها النظام ضد الفئات والطوائف في العراق بخط مواز للحرب كما حصل في كردستان والجنوب وتصفيات الآلاف من أعضاء الفئات السياسية. مما أدى إلى تحويل الموارد العامة تجاه الإنفاق العسكري. وهذا أدى إلى انخفاض حاد في الإنفاق الاجتماعي العام, فعانت ميزانية التعليم من عجز، و لم يكن هناك خطة إستراتيجية لمعالجة هذه القضايا في ذلك الوقت. فانخفضت حصة التعليم في الناتج القومي الإجمالي إلى النصف تقريبا، واستقر عند 3.3 % في عام 2003, كما انخفض الدخل الإجمالي، وعانت الموارد المخصصة للتعليم, فصارت بحدود حوالي 8 %٪ فقط من مجموع ميزانية الحكومة, و انخفض الإنفاق الحكومي على تعليم الطالب الواحد من 620 $ في "السنوات الذهبية" إلى 47$.
واستمر التعليم بالمعاناة بسبب ما تعرض له العراق من حروب وحصار جائر, وكان أيضا من أسبابها تسييس العملية التربوية من ناحية المناهج والكوادر أو الإفراد, بعد عام 1991 والمستوى التعليمي في تراجع، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الأمية بين أفراد الشعب العراقي،  رغم أن بداية هذا التراجع كانت في عام 1984 بعد أربع سنوات من بداية الحرب العبثية بين العراق وإيران, ففي عام 1997 عاد العراق ليسجل نسب مرتفعة في عدد ألاميين حيث وصلت النسبة بين البالغين إلى 42% ونسبة الأطفال الذين لا يصلون إلى الصف الخامس الابتدائي 28%.

إن معظم الإحصائيات بعد 2003 غير دقيقة, و السبب يعود إلى ضعف التخطيط المركزي، و ذلك لانهيار البني التحتية لقطاعات الدولة بفعل الظروف التي مرت بها البلاد, فلذا سنذكر النسب من عدة مصادر.
إن عملية القضاء على الأُمية شَهِدت تراجعًا كبيرًا وبخطوات كبيرة إلى الوراء، قبل عام 2003 ساهمت الظروف والسياسات العشوائية التي مرت بالبلد من حروب مدمرة وحصار جائر في متفاقمة هذه المشكلة، وبعد عام 2003 استمرت عملية القضاء على الأمية في التراجع و يعود الأمر إلى الاحتلال الأمريكي و حلفائه والى النزاع الطائفي والحكومات المتعاقبة التي عجزت عن توفير الأمن في البلد والذي يعتبر الركيزة الأساس لبناء أية بنية تحتية في هذا الجانب, و لقد ساهمت عوامل عدة من متفاقمة المشكلة، مثل:
- التهديدات الأمنية, فإن العمليات التي تم رصدها في الدراسة تشمل إطلاق النار والاغتيال المباشر والتفجير والعمليات الإرهابية من قبل جهات متعددة وتدمير الممتلكات وتجنيد الطلاب القصر واحتلال المدارس من قيل العناصر المسلحة.
أن عدد الأساتذة الذين تم اغتيالهم في العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003، بلغ أكثر من  370 أستاذا قضوا في عمليات تصفية و انتقام.
- الفساد الإداري والمالي.
- تسييس النظام التربوي.
- التسرب من المدارس بداعي العمل بسبب ضعف الحالة المعيشية.
- ضعف الرقابة الحكومية في إلزامية التعليم بحق الصغار بعد تردي العملية التربوية.
- عامل التهجير الداخلي و الخارجي والذي من ضمنهم المعلمين والطلاب.
- نقص الموارد المخصصة للتعليم.

تشير الإحصائيات في 2003 إلى إن نسبة الأمية قد ارتفعت خاصة بين الأعمار (15- 25سنة) بحدود 65% وبنسبة أكثر من الأعمار (25- 34) وتتراوح نسبة النساء اللواتي لم يكملن الدراسة الابتدائية في المدن العراقية من عمر (15- 24) بحدود 38%، ووفق تقرير اليونسكو لعام 2004  بعنوان ( الأمية بين صفوف النساء فوق البالغات في العالم)  فان نسبة الأمية في العراق هي 65% وهي اقل مما في الأردن 86% أو سوريا 75% و جاء تسلسل العراق بالدرجة الرابعة من الدول المتخلفة حضاريا.
ولقد جاء في خطاب بريمر الحاكم المعين من قبل سلطة الاحتلال في 8 مارس 2004 إن نسبة الأمية بين النساء تصل إلى 78%. بينما جاء في حديث مدلسين نورمان ممثلة هيئة الأمم المتحدة في 8 مارس 2003 إن نسبة الأمية بين نساء العراق تصل إلى 52% وان فشل توسيع التعليم في العراق سيؤخر العملية السياسية.

إن منظمة اليونسكو وضعت خططًا منذ عام 2003 لدعم برنامج القضاء على محو الأُميَّة في العراق. وأشار ممثل اليونسكو: "ان المجتمع العراقي كان يُعاني من مشكلات عِدة أدت إلى خَلْق طبقة كبيرة من العاطلين عن العمل، وطبقة أخرى غير متعلِّمة نتيجة الحالة الاقتصاديَّة لمعظم العوائل آنذاك، بحيث أجبرت أبناءها على عدم التسجيل في المدارس، وزجِّهم في أعمال متنوعة".
وتابع: "لقد أنشأت المنظمة مجموعة من المراكز المجتمعيَّة التي انتشرت في بغداد والمحافظات بهدف محو الأُميَّة، وإلى جانب ذلك تعليم بعض الحِرَف: كالنجارة والخياطة والحلاقة، وذكر أن المنظمة على استعداد للقضاء على هذا العدد الكبير من الأُميين، من خلال دعم تلك المراكز بعد أن أثبتت نجاحها، وإعطاء الطالب فرصة لإكمال دراسته في المراحل الدراسيَّة المتعاقبة، والسماح له بتأدية الامتحان الخارجي، ومِن ثَمَّ إكمال دراسته الجامعيَّة بعد أن حددت الوزارة الأعمار التي يسمح لها بالانخراط في هذه المراكز".

وفي سنة 2005 و بموجب أخر المعلومات والإحصاءات آنذاك أفادت بان نسبة الأمية قد ارتفعت خاصة بين الأعمار من 15-24 سنة والتي هي أكثر من الأعمار ( 25-34) مما يحدو بنا القول إن السنين الخمسة عشرة الماضية بلغت نسبة الأمية بحدود 65%

كتبت السيدة مها الخطيب في 27/7/2006 في الحوار المتمدن تحت عنوان واقع التعليم في العراق: لكن تبقى طموحاتنا للمستقبل كبيرة هذا إذا فكر من في سلطه القرار الاهتمام بتغيير الواقع ولكن إن بقيت الأمور على حالها أتوقع سيكون العراق عن قريب بحاجه إلى محو أميه شامل يتسع نطاق عمله ليشمل معظم العاملين في وزارة التربية.

و بحسب إحصائيات اليونسكو لعام 2007 لدينا قرابة 6 مليون أمي بالعراق.
إما المصادر التربويَّة في العراق تشيرإلى أن تقديرات رُصِدت في الفترة بين 2008 و2009 تشير إلى وجود خمسة ملايين أُمِّي في العراق، أكثر من 60% إلى 65% منهم من النساء، وأن تقديرات العام 2010 تفيد أن هذا العدد ازداد كثيرًا وتجاوز سبعة ملايين.

من جهته أكد الناطق الإعلامي لوزارة التربية وليد حسن في 2010 أن حجم الأمية في العراق يبلغ بحدود 25% إلى 30%،

في 2010, عبَّر مسئول كبير في وزارة التربية عن قلقه من تفشِّي الأُميَّة في البلاد، وقال "نهاد الجبوري" وكيل وزير التربية: إن العراق يعاني من ازدياد نسبة الأُميَّة بدرجة مقلقة جدًّا، وطالب البرلمان بضرورة تشريع قانون محو الأُميَّة، وقال: إن قانون محو الأُميَّة الذي قُدِّم منذ عام ونصف العام على طاولة مجلس النواب ولم يُصادق عليه، فضلاً عن عدم تخصيص دولار واحدٍ من موازنة الدولة لعام 2010 لمشاريع إقامة دورات محو الأُميَّة، وأن البيئة العراقيَّة الآن أصبحت ممتازة جدًّا لانتشار الأُميَّة، ولا غرابة إن قلنا: بأن أعداد الأميين في العراق بلغ 5 ملايين حتى نهاية عام 2009.

و إما البيانات الصادرة عن الحكومة العراقية ومنظمة اليونسكو في أيلول 2010 تؤكد ذلك بأن ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص من سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة، أميون، وان 14 في المائة من هؤلاء هم أطفال إما تركوا دراستهم لتوفير الغذاء لأسرهم أو يعانون من النزوح أولا يستطيعون الحصول على تعليم مناسب. 

أعلنت جهات دولية تعمل بإشراف وكالات تابعة للأمم المتحدة بأن خمس العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و49 عاما لا يعرفون القراءة والكتابة، مشيرة إلى تفاوت واسع بين المناطق الحضرية والريف. وأوضحت المصادر بأن معدل الأمية بين العراقيات يبلغ 24%، أي أكثر من الضعف لدى الرجال (11%) في حين تبلغ النسبة في المناطق الريفية 25% بينما لا تتعدى 14% في مناطق الحضر. كما تتسع الفجوة في داخل المناطق الريفية بين الرجل والمرأة.
ويؤكد التقرير وجود اختلاف في معدلات الأمية بين المحافظات بحيث سجلت ديالى وبغداد (وسط) وكركوك (شمال) أدناها، في حين سجلت دهوك والسليمانية في إقليم كردستان والمثنى وميسان والقادسية أعلاها. ولاحظ أن الأسرة التي يكون ربها أميّا هي أكثر عرضة للحرمان من تلك التي يعرف عائلها القراءة والكتابة، كما أن الشبان الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة لا يسمع صوتهم في القضايا الاجتماعية والسياسية.

إما الأرقام التي أطلقتها وزارة التخطيط العراقية والتي تدل عن وجود أكثر من 8 ملايين عراقي لا يعرفون القراءة والكتابة إي بنسبة تتجاوز 26% من عدد نفوس العراق، وفي ذات السياق يؤكد عضو هيئة الأمناء في المركز العراقي للإصلاح الاقتصادي كمال البصري أن "نسبة الأمية تصل إلى 28% من إجمالي السكان بعمر 10 سنوات فأكثر".

وذكر ميلكرت إن عددا من مؤشرات تنمية الشباب في العراق تدعو للقلق حيث تصل نسبة الملتحقين بالتعليم الثانوي إلى 21% فقط ومعدلات الأمية والبطالة بينهم مرتفعة حيث تجاوزت نسبة البطالة بين الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما 57%.
أن الالتحاق الكلي يعرف على أنه نسبة عدد السكان الملتحقين بالمدرسة والذين تقع لأعمارهم ما بين ( 6ــ24) سنة بغض النظر عن المستوى والصف ووفق هذا المفهوم تبين من خلال أجراء استطلاع شمل كافة مناطق العراق أن هناك 55% من السكان ملتحقون بالمدرسة فيما كانت نسبة الالتحاق من مجموع الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات 59% فقط أي أن هناك نسبة عدم التحاق تصل إلى 41% من الأطفال وتزيد هذه النسب إلى أكثر من 56% لعمر 12سنة وتنخفض للأعمار الأكبر.
وقدم ميلكرت ثلاث توصيات لحكومة العراق والبرلمان أولاها الاتفاق على وضع "جدول أعمال للمستقبل" ووضع أهداف وجداول زمنية للسياسات التي من شانها إن تحسن الأفاق الاقتصادية والاجتماعية للشباب.
كما دعا إلى إنشاء "منبر للحوار بين الشباب" بحيث يضم مجموعة واسعة التمثيل من المشاركين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة لعقد مشاورات منتظمة مع الحكومة ومجلس النواب.
ودعا كذلك إلى إطلاق برنامج "توظيف للشباب" يهدف إلى زيادة عدد الشباب الذين يحصلون على الوظائف أو التدريب أو فرص العمل لحسابهم الخاص على أساس شهري.

إن من المضحك المبكي أن تخصص ميزانية الرئاسات الثلاث (الأجتماعية) بحوالي 20% من الميزانية العراقية والتعليم بمختلف درجاته 10% بينما ميزانية التعليم تشكل في المملكة العربية السعودية 26% والولايات المتحدة 27% والصين ضاعفت ميزانية التعليم 300% وتشكل ميزانية التعليم في دول جنوب أسيا 18% وتشكل ميزانية التعليم في تركيا أكبر بند من بنود الميزانية.

إن تقارير اقتصادية دولية تربط بين الأمية وتفشيها وخط الفقر فإذا كانت نسبة الأمية في الوطن العربي 34% تقابلها نسبة 40% من السكان يعيشون تحت خط الفقر حسب تقديرات دولية بهذا الشأن. فبالنسبة للعراق فان نسبة الأمية بالاعتماد إلى المصادر المختلفة التي ذكرناها وهي على اقل تقدير بحدود 25% فيقابلها 25-30% من السكان يعيشون تحت خط الفقر.

فبات الأمر اقرب إلى الكارثة التعليمية في هذا البلد الذي تمكن من خفض مستويات الأمية إلى معدلات كبيرة خلال العقود الماضية.
وهي مستويات غير مسبوقة في تاريخ التعليم الحديث في العراق.
وبهذه النسب لا يمكن التوقع بالحصول على مردود أيحابي في تعزيز التنمية البشرية, ما لم يتم استحداث برامج وطنية تعمل على تقويض أسس هذا الجهل وهذا التخلف.

وبمناسبة احتفال العراق باليوم العالمي لمحو الأمية في الثامن من أيلول 2011, كان الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط  قد اصدر بيانا صحفيا أعلن خلاله عن إطلاق مبادرة بالتعاون من منظمة اليونسكو – مكتب العراق لخفض مستوى الأمية في العراق بنسبة 50% بحلول عام 2015 .. و تم إبرامها بين وزارة التربية ومنظمة اليونسكو من اجل التمكين. وقد كان دور الجهاز المركزي للإحصاء في هذه المبادرة هو توفير المؤشرات الإحصائية المطلوبة التي تساعد المخططين وراسمي السياسات على وضع الخطط والحلول والمعالجات للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية ومنها قضية الأمية. إن احد المساعي الرئيسية لليونسكو ضمن إطار مشروع مبادرة محو الأمية من اجل التمكين في العراق، هو إنشاء شبكة محو الأمية للمنظمات غير الحكومية. إن البيانات المتوفرة منها, تشير إلى أن نسبة التعلم الإجمالية في العراق تقارب 80% مع نسبة أمية تتراوح بين 18 – 20%. وتقدر الأمية بين النساء بـ26.4% مقارنة بـ11.6% بين الرجال. كما أن المجتمعات الريفية تأثرت بالأمية بشكل اكبر من المجتمعات الحضرية بالرغم من أن نسبة النساء الأميات في كلا المجتمعين هو أكثر من نسبة الرجال الأميين. إن أقل من 50% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 – 24 سنة ممن يعشن في المناطق الريفية متعلمات مقارنة بـ72-80% من النساء المتعلمات من نفس الفئة العمرية في مناطق حضرية أكثر قربا من العاصمة.

ومن الأهداف الرئيسية لإنشاء آلية للتنسيق وبناء قدرات المنظمات غير الحكومية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني العاملة في مجال محو الأمية والتعليم غير النظامي هي:

•  بناء شراكات بين الجهات المعنية بمحو الأمية والتعليم غير النظامي في العراق، وتوفير مدخل لصياغة سياسة وطنية حول الشراكة وتعبئة المجتمعات المحلية لمحو الأمية والتعليم غير النظامي؛
• زيادة إمكانية الوصول إلى محو أمية وتعليم غير نظامي بجودة عالية من خلال برامج مبتكرة لمحو الأمية والتعليم غير النظامي؛
• ضمان التنسيق لإطلاق حملة وطنية للدعوة لمحو الأمية.

وختاما للجزء الثاني
نتمنى من برنامج لمحو الأمية في العراق التوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه, ويعود العراق إلى بلد خال من الأمية, ليساهم الجميع و خاصة المرأة في بناء عراق مزدهر و متحضر.

من أهم المصادر

الموسوعة الحرة ويكيبيديا
طريق الشعب- 26/1/2010
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=53266
http://www.aknews.com/ar/aknews/3/240102
http://www.iraqhurr.org/content/article/2338043.html
http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=4476
http://www.dw-world.de/dw/article/0,,15331353,00.html
http://www.al-raeed.net/raeedmag/preview.php?id=2338
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=229139
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=71063
http://www.almowatennews.com/news.php?action=view&id=26676
http://www.alukah.net/Culture/0/19913/
http://www.alrafidayn.com/2009-05-26-22-21-36/31391-2011-10-11-04-03-58.html
http://www.alrainews.com/News.aspx?id=343437
http://www.baghdad- news.com/home.asp?mode=more &NewsID =27257 &cat ID=2
http://lifeforiraq.org/ar
مع تحيات

عبدالاحد

يتبع
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا استاذ ماهر على الاهتمام بالموضوع

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

صائب خليل

الأستاذ عبد الأحد المحترم،
شكرا لهذه الوثيقة الهامة ، وسوف أضعها بعد أذنك في نشرتي لمختارات من متابعاتي أرسلها لعدد من المشتركين. تقبل تحيتي

د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا استاذ صائب على المتابعة والاهتمام بالموضوع
اكون ممتنا لو اطلع عليه اكبر عدد من القراء الاعزاء والاستفادة منه.

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير