مزاج السيدة

[MATTIPKALLO]

مزاج السيدة

متي كلو

(اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك ، كما يحبونك عندما تتسلمه)

باشرت السيدة "أرجوان" في وظيفتها "رئيس ملاحظين" في قسم من الاقسام الحسابية في الشركة التجارية في بغداد بعد نقلها من فرع الشركة في البصرة بناء على "نظام القاعدة الزوجية" للالتحاق بزوجها المقدم في وزارة الدفاع، وكانت ارجوان كفوءة نشيطة في عملها، نالت استحسان مدير قسمها والمدير العام، وكانت احيانا تستمر في العمل بعد اوقات الدوام الرسمي لانجاز العمل المناط بها وكثيرا ما كانت تنجز الاعمال المتأخرة لزملائها وتقدم الافضل في عملها الوظيفي.
خلال سنة حصلت على مكافئة نقدية مع عدة كتب شكر وتقدير، وكانت مثالا للموظف المتميز.
بعد سنة بلغ مديرها السن القانوني للتقاعد فكرمته الادارة العليا باحتفالية صغيرة في القسم حضرها المدير العام والقى بعض الزملاء من مدراء الاقسام الاخرى كلمات بالمناسبة .
لكن السيدة أرجوان القت قصيدة نثرية، ذكرت فيها مزايا المدير العام وادارته "الرشيدة" في الشركة، كما وصفت مدير قسمها بالجندي المجهول الذي قدم الكثير من خلال عمله الذي استمر اكثر من 30 عاما ، كان خلالها مثالا للموظف المتميز في أداء العمل والانضباط وحسن علاقاته مع الموظفين والمراجعين.
بالرغم من وجود موظفين اكثر خبرة وخدمة من السيدة، صدر امر اداري بتنسيبها مديرة "بدرجة اعلى" للقسم وخلال ستة اشهر منحت عنوان"مدير" وثبتت كاول مديرة قسم في تاريخ الشركة.
في الاسبوع الاول من استلام مهام عملها، اختارت رئيس الملاحظين "عماد" وكيلا ومساعدا لها، وكانت تصحبه في كافة جولاتها الى معارض فروع الشركة. اصبح "عماد" مستشارها الوحيد في القسم وتستشيره في كل شاردة وواردة ، واستطاعت ان تحصل له على عدة مكافئات من المدير العام واضافته الى لجنة الاستيراد ليتمتع مع احد الوفود الرسمية التجارية الذي سافر الى القاهرة .
بعد سنتين نقل الى قسمها "سعد" الموظف بدرجة "معاون محاسب" وكان موظفا انيقا ومن عائلة معروفة وذات علاقات مع رئيس المؤسسة وبعض مسؤولي الوزارة ونجل لاحد اعضاء الهيئة الادارية لنادي الصيد.
لم يمض اكثر من شهر على التحاقه بالقسم حتى اصبح المتميز الاول عند السيدة ارجوان واصبح "عماد" في الخط الخلفي" ولا يلتقي بالسيدة إلا ما ندر .
حضر عماد الى مكتب السيدة وقدم طلب نقله الى شركة اخرى. اخذت الطلب وهمشت على متنه "لا مانع لدينا" وغادر عماد ليباشر في عمله الجديد في "سوق الثلاثاء" التابع للشركة العامة للأسواق المركزية الكائن في منطقة "زيونة" ، حيث تميز بين اقرانه من الموظفين في الاخلاص والتفاني الوظيفي ، وخلال سنة واحدة استلم منصبه كمدير للسوق بعد ان تم نقل مدير السوق الى وظيفة معاون مدير العام لشؤون المعارض الداخلية في مركز الشركة في ساحة الخلاني .
تم قبول السيدة ارجوان عضوة في نادي الصيد بعد ان توسط "ابو سعد" واصبحت من رواده كل يوم خميس من كل اسبوع.
اصبح سعد المساعد الايمن وكان يمليء عليها ارائه بشان الموظفين في القسم، ويقضي اغلب اوقات الدوام في التسكع في معارض الشركة المنتشرة في بغداد بحجة متابعة حساباتها، واصبح عضوا في اكثر من لجنة.
صدر مرسوم جمهوري بتعين السيد"..." وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي، فارسلت ارجوان تطلب "اخيه" الموظف الذي يعمل في قسمها، رحبت به وطلبت منه الجلوس مقترحة عليه ان يكون وكيلها مع اعطائه الكثير من صلاحياتها ويحل محل "سعد" في كافة اللجان مع مكافأة دورية وعضوية دائمة في لجنة الاستيراد لكي يرافق الوفود التجارية الى خارج العراق بين الحين والاخر.
نهض ونظر اليها وتاملها قائلا:
يا سيدتي، شكرا لثقتك الكبيرة، ولكن انا افضل البقاء في مكاني، لاني لا اريد ان اعود الى الخلف عندما يعفى شقيقي من الوزارة، كما جرى للزميل عماد وما يجري الان مع سعد لأنك سيدة مزاجية!.. مع السلامة.
تم دمج الشركة مع شركة الاسواق المركزية وتم نقل السيدة الى سوق الثلاثاء حيث باشرت كموظفة في قسم الاحصاء .
درج مدير السوق السيد عماد اسم السيدة مع الموظفين الفائضين وتم احالتها على التقاعد بعد شهر بموجب امر وزاري[/.

[hasson_natalia]

لا يصح الا الصحيح,, فعلا
تقبل مرورنا وشكرا جزيلا للمقال الشيق

إذا الشعب يوما أراد الحياة .......فلا بد أن يستجيب القدر

ولابد للغيم ان ينجلي --- ولابد للقيد ان ينكسر

[ماهر سعيد متي]