تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

ثقافة حب النظام

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, مايو 14, 2012, 11:20:14 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

ثقافة حب النظام



نفهم من الكتاب المقدس ان الله هو اله ترتيب ولهذا نجد عند خلقه للخليقة جعلها تسير وفق نظام وترتيب يصعب للعقل البشري ادراكه ، فالكواكب والنجوم والشمس والارض والقمر كل منها تسير في مدارها دون ان ياتي يوم وتنحرف عن طريقها ، وكذلك الليل والنهار ، وحياة النبات والحيوان والانسان ، قد تطول او تقصر ولكن كما هي منذ بدء الخليقة ، ولكن لا سامح الله ان حدث خلل في هذا النظام فلا يمكن تصور ما الذي يحدث .

هكذا ايضا فعل الانسان خليقة الله ، ان يضع لنفسه نظاما يسير عليه ، بدأها منذ كان في تجمعات صغيرة وحتى اصبح مجتمعات ودول وامم ، وكلما استجد امرا جديدا حاول ان يضعه ضمن هذا النظام من خلال تشريع وسن القوانين التي بدات بالشرائع ثم المفاهيم العشائرية والقيم البيئية حتى وصلت الى القوانين الحديثة المعاصرة ، وهي دائما في تجدد وتبدل لتلائم الواقع الذي يعيشه الانسان ، مع احتفاظ الكثير من المجتمعات بالمفاهيم والقيم العشائرية والدينية جنبا الى جنب مع القوانين الوصعية الحديثة ، وغايتها جميعا تسيير النظم الحياتية للانسان على الرغم من سلبيات بعضها ولكنها في المحصلة النهائية هي نظم حياتية يعتمدها المجتمع للحفاظ على بناءه وتماسكه وانسيابية سير الحياة فيه .

فمثلا لضمان انسيابية سير السيارات في الشوارع ، وضعت قوانين المرور ، لمن تكن الاسبقية في السير ، ومتى يكون الوقوف او المرور او التجاوز ، وتحديد اماكن العبور للمشاة وغيرها من قوانين المرور ، واوجد شرطي المرور لحماية هذه القوانين ومحاسبة المخالف ، ولكن عند غياب هذه تصور الفوضى التي تحدث في الشارع ، على الرغم من انه في بعض البلدان لم يعد لشرطي المرور ضرورة لوجوده ، فقد تطبّع الشعب على تطبيق القوانين المرورية دون الحاجة لمحاسبة او مراقبة من احد .

هناك من الممارسات اليومية الحياتية التي تتطلب منا الالتزام بها دون الحاجة الى سن قوانين لها ولكن الاخلاق والقيم وحب النظام تلزمك الالتزام بها ، فيافطة صغيرة على الحائط تنبهك بعدم التدخين في هذا المكان او ممنوع التصوير او الالتزام بالهدوء او عدم رمي الاوساخ او المحافظة على نظافة المكان او المحافظة على قدسية المكان وغيرها . هذه الممارسات لا تحتاج الى قانون ليحميها او الى شرطي لمراقبتها ، هنا تحضر الاخلاق والالتزام وثقافة حب النظام واحترام المكان في التنفيذ والالتزام بما مطلوب منا .

اذن ليس كل شيء يحتاج الى قانون للالتزام به وفي بعض الحالات حتى القوانين لا تعاد تستخدم الا نادرا لانعدام المخالفين لها .

من اين تاتي هذه الثقافة ، ثقافة حب النظام واحترام القوانين . بالتاكيد لا تاتي في ليلة وضحاها وانما تاتي بعد سنوات من البناء والعمل الذي يشمل جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى بناء الانسان نفسه .

تاتي عبر بناء انسان مثقف واع متعلم يحترم حقوق الاخرين وبالتالي مجتمع حضاري وقبلها بناء دولة قوية متماسكة بمؤسسات مهنية .
ولكن لا يمكن القاء كل شيء على عاتق الدولة لبناء هذا المجتمع المحب لثقافة النظام ، بل للمؤسسات المدنية ايضا كمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والرياضية والتجمعات الشبابية والمدارس والتربية البيتية جميعها لها دور في انشاء ثقافة حب النظام .

ومن هنا نجد ان المجتمعات المتحضرة والدول المستقرة التي تتظافر فيها جهود كل هذه الجهات في بناء مجتمع محب للنظام ، حتى تجد فيها نسبة ثقافة حب النظام واحترام القوانين عالية وواضحة في جميع مرافق الحياة .

هل يعني هذا اننا ننتظر الى ان تستقر الظروف وتتمكن الدولة من امورها والمؤسسات تاخذ دورها حتى نزرع ثقافة حب النظام في نفوسنا ، اين هو دور الطبقة المثقفة ، هل انزلقت هي ايضا في مخالفة النظم والقوانين واصبحت بعيدة عن الترتيب والتنظيم . فالمثقفون يجب ان يكونوا هم القدوة في نشر ثقافة حب النظام من خلال التزامهم بها لانه كما قلنا هي من الاخلاق والثقافة .

لنلتزم في الوقوف في الطابور ، لنمتنع عن التدخين في الاماكن الغير مسموح به ، لنلتزم في الجلوس في الاماكن المخصصة لنا في الاحتفالات ، لنسهل أمر المسؤولين عن النظام فيها ونبارك جهودهم من اجل ان يظهر الاحتفال باحسن صورة لنكون نحن جزءا من المشجعين لحفظ النظام ، ، لنشجع الاخرين على حب النظام .

يوسف الو

موضوع رائع جدا وشيق وجدير بالأهتمام ونامل من شعبنا ان يكون اكثر انفتاحا واكثر وعيا لأنه اقدم بكثير ممن يطبقون الننظم والقوانين حاليا في بلدان العالم المتقدمة والمتطورة .
في امريكا مثلا وهذا ما اشاهده بام عيني يوميا واتعايش معه بسرور بالغ متمنيا ان يكون في بلدي !! لايوجد شرطي المرور ابدا ولا توجد وظيفة بهذا العنوان او الخصوص .. لاتوجد سيارة شرطة متوقفة في الشارع وتراقب المارة وتحاسبهم على تصرفاتهم لأنهم تجاوزا تلك المراحل البدائية من حياة الشعوب واذا ما لوحظ هنا وهناك احدا يرمي اعقااب السكائر او قصاصة ورق طبعا من القادمين الجدد الى امريكا وليس من سكانها الأصليين فيبادر الآخرون ممن شاهدهم او كان بالقرب منهم وبسرعة الى الطلب منهم بأن يصلحوا ما فعلوه وتنظيف المكان وبأسلوب هاديء ومهذب فيستجيب الأخر وعلى وجهه علامات الخجل  لذا ترى الشوارع نظيفة وسيارة تنظيف الشوارع لاتراها ألا مرتين او ثلاث في السنة وخلال موسم الخريف اي موسم تساقط اوراق الأشجار .
هذا مثال بسيط من آلاف المشاهدات اليومية التي نحتسر عندما نراها مطبقة دون اي جهد او اي كلفة وقودها فقط هو ثقافة المجتمع السارية والتي تدل على الوعي الكامل والشعور بالمسؤولية الفردية تجاه الجميع .
تقبلوا تحياتي

ماهر سعيد متي

العالم المتحضر اكثر تطبيقا للقوانين والأنظمة والتعليمات .. شكرا لك على الموضوع .. تحياتي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة