تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

جمعة الآلام و الألم العراقي

بدء بواسطة حكمت عبوش, مايو 09, 2012, 04:30:19 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

جمعة الآلام و الألم العراقي
                                                                                  حكمت عبوش
جاءت الجمعة العظيمة، جمعة الآلام، هذه السنة ليستذكر الجمع الكبير كالعادة من مسيحيين و غير مسيحيين تحمل السيد المسيح للآلام الجسيمة عند تعذيبه و صلبه على الصليب الخشبي الذي أصبح رمزا لعذاب الفقراء و المسحوقين و لكنه أضحى بصلابة الفولاذ لتنطلق منه أقوى دعوات و مبادئ الأخوة و المحبة و التسامح و السلام و لتخترق كل فواصل الزمان و الجغرافية. و بينما كان بطرس يتذكر قول السيد المسيح في إدانته الغير مباشرة للأغنياء (إن دخول غني إلى الجنة أصعب من دخول الجمل في خرم الإبرة) ثم استذكر قصة دخول المسيح إلى هيكل الصلاة و طرده جميع الذين يبيعون و يشترون فقلب مناضد الصيارفة و مقاعد باعة الحمام و قال لهم (بيتي بيت صلاة و انتم جعلتموه مغارة لصوص)1 و أخذ بعدها يستذكر حواراته مع رفيقه النصير الشيوعي احمد في إحدى ربايا الأنصار في جبل من جبال كردستان حيث يقول احمد: إن في الإسلام أيضا ما يؤكد صواب نظرتنا حيث يقول الإمام علي: (ما اتخم غني إلا و جاع فقير) و ( الناس اثنان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) و ما صرح به الصحابي أبو ذر الغفاري في دعوته للفقراء للثورة عندما قال ما معناه: أعجب لرجل لا يجد خبزا في داره و لا يخرج شاهرا سيفه. وتداخلت الأقوال و الصور لتقف بارزه في تاريخ العراق الحديث عند الشهداء الشيوعيين فهد و سلام عادل و الحيدري و العبلي و عبد الجبار وهبي و أبو العيسى و جورج تلو و عبد الرحيم شريف و الآلاف غيرهم من الشهداء الشيوعيين المكللين بأوسمة البسالة و البهاء و قال احمد الذي دخل و عائلته بيت صديقه بطرس لتهنئته  بعيد القيامة و كأنه يستكمل حوارا بدأه قبل أكثر من ثلاثين عاما فقال: و الآن يا رفيقي إن ما يجري في عراقنا في جوهره ليس بعيدا عن ما كان يجري في زمن السيد المسيح و زمن الإمام علي و لا في زمن الشهداء الشيوعيين و الوطنيين فانظر حياة ملايين الفقراء العراقيين الذين حتى الفقر يرفضهم فهم دون مستواه حسب الإحصاءات الرسمية و هم يعيشون (منذ ما قبل أيام الحصار زمن القائد الضرورة و إلى الآن) في بيوت الصفيح و الطين و القش المقامة في مناطق التجاوز في أحياء مليئة أزقتها بالقمامة و الوحول بعيده عن النظافة و مهمشين لا تصلح حتى لسكن الحيوانات تنتشر فيها الحشرات و تخترق الكثير منها مياه المجاري الآسنة و تفتقر إلى مياه الشرب و الكهرباء و يندر وجود المدارس فيها و المراكز الصحية و ينتشر فيها العوز و الحاجة كانتشار النار في الهشيم لأنهم بلا مورد مالي و يعانون من البطالة و محرومون من رعاية الدولة علما إن ميزانيتنا متخمة بمليارات الدولارات (ترليونات الدنانير العراقية) و نباهي الأمم و الشعوب الأخرى بضخامتها و لكن أغلبية محافظاتنا تعيد فائضا كبيرا من موازناتها كل سنة بسبب عدم الإنفاق – ما عدا المسروق – و هو ضخم أيضا......انظروا هذا الفقر الواسع المدقع و هذا التقصير الذي لا يقل عنه سوءا و هو يشكل مع السرقات جرائم لا يمكن السكوت عنها. لقد أصبحت كلمات السيد المسيح: ( ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه) و كلمات الرسول محمد (أحب لأخيك كما تحب لنفسك)و كأنها لم تقال لكي يسمعها المتنفذون و أصحاب الجاه و السلطان و هم غير مشمولين بها لأنها لا تصل إلى مقامهم العالي يقول السيد بهاء الأعرجي رئيس لجنة النزاهة في البرلمان: إن مافيات تسيطر على دوائر الحكومة و تمنع مكافحة الفساد. و يقول سماحة السيد حسين إسماعيل الصدر من قناة الحرية في ذكرى سقوط الصنم في 9/4: (إن المحاصصة هي مقبرة للكفاءات) و هذا ما يعني انه لحد الآن لم يتم و ضع الرجل المناسب في المكان المناسب و نسأل زعماء الكتل المتنفذة كلهم كيف يتباهون بالديمقراطية و العدالة و هم يسنون قانونا انتخابيا يسمح بدخول مرشح لم يحصل سوى على 19 صوتا فقط إلى البرلمان و لا يسمح بدخول آخر يحصل على 20 ألف صوت أية ديمقراطية هذه؟ و أية مساواة يتكلمون عنها؟
إن الاستمرار بقبول هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه ملايين الفقراء العراقيين متألمين و مهملين لا يعني سوى القبول بدوام كل هذا الواقع كما هو و الذي ثار ضده الثوار و أعطوا حياتهم ثمنا لتغييره منذ عهد السيد المسيح و مرورا بالشهيد الحسين و وصولا إلى الشهداء الشيوعيين و الوطنيين و الإسلاميين و منهم الشهيدين الصدريين.كما يعني رفض إرساء القواعد الأساسية للعدالة الاجتماعية التي لن تقوى إلا بترسيخ قيم الحق و المواطنة و الديمقراطية و لا تعني سوى الاستهانة بكلام الرسل و الأنبياء و تضحياتهم و الابتعاد عن التمثل بمعانيها السامية. 

1-   إنجيل متى


ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة