حقائق يجب ان لا تغيب عن بال شعبنا / ليون برخو

بدء بواسطة matoka, أبريل 29, 2012, 10:50:38 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

حقائق يجب ان لا  تغيب عن بال شعبنا




ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

يتواجد في العراق حاليا روبرت فيسك، مراسل الشرق الأوسط لجريدة الإنديبندت البريطانية. وقد كتب سلسلة من المقالات الرائعة نقلتها أمهات الصحف والقنوات العالمية بمختلف اللغات. ضمن هذه السلسلة كتب مقالا مطولا عن قس أنكليكاني في بغداد إسمه أندرو وايت ولأهمية هذا المقال إرتأيت ان أقدم ملخصا وجيزا عنه لأنه يقدم بعض المعلومات المهمة ذات علاقة بمستقبل شعبنا الواحد بتسمياته ومذاهبه المختلفة. (رابط 1)

وفيسك غني عن التعريف. فلقد وصفته جريدة نيويورك تايمز مرة كأشهر وأبدع صحفي في بريطانيا. وفيسك حصل خلال مسيرته الصحفية التي تمتد حوالي ثلاثة عقود على جوائز صحفية لا أظن قد حصل عليها أي صحفي أخر في العالم.

والمعروف عن هذا الصحفي البارع تأكيده للمعلومة وتحققه منها من أكثر من مصدر وتأنيه في الكتابة إضافة إلى اسلوبه الأدبي الرفيع. فهو نادرا ما يقع في أخطاء وإن أخطأ تراه يبادر إلى الإعتذار فورا وفي نفس المكان الذي نشرت الصحيفة له المقال المعني.

والكنيسة الأنكليكانية التي يكتب عن رئسها في بغداد واحدة من 15 كنيسة (مذاهب) مختلفة معترف بها في العراق. لا يذكر فيسك عدد أتباعها ولكن يقول نقلا عن القس وايت أن 270 فردا من مؤمنيها قتلوا في العمليات الإرهابية في خمس سنوات فقط.

والكاتدرائية الأنكليكانية في بغداد تقع خلف بناية وزارة الثقافة والإعلام السابقة. وقد زرتها شخصيا عدة مرات عند تواجدي في بغداد ضمن فريق وكالة رويترز. وهي كنيسة جميلة جدا فيها مقبرة تضم رفات الجنرال الإنكليزي مود الذي فتح بغداد وكذلك رفاة جيترود بيل التي كانت تعمل مستشارة للإنتداب البريطاني.

وحسب فيسك فإن الكنيسة الإنكليكانية برئاسة القس وايت قد لعبت دورا بارزا في التلاقي بين الأديان والطوائف المختلفة وكانت الدافع الرئسي وراء إصدار فتاوي من قبل رجال الدين السنة والشيعة لوقف سفك الدماء والعنف الطائفي. ويضيف فيسك ان هذه الكنيسة بواسطة قسها النشط كانت المحطة التي لا زالت تجمع رجال الدين من المسيحيين والمسلمين واليزيدية والمندائين وغيرهم من الطوائف.

ولكن أكثر ما أحزنني وأقلقني كانت الإحصاءات التي حصل عليها فيسك عن عدد المسيحيين حاليا في العراق فيقول: "عدد المسيحيين في العراق تراجع إلى 200,000 بعد ان كان حوالي مليون ونصف والفضل في هذا يعود إلى الشخص الذي عاد وأكتشف مسيحيته " وهو يعني الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.

لا أظن انه بإمكان أي شخص الشك في الرقم الجديد الذي أتى به هذا الصحفي العالمي البارز وهو يتطابق مع ما صرح به وزير التخطيط العراقي علي  يوسف في شهر شباط الماضي حيث  قال أن نسبة المسيحيين في العراق الأن تقل عن 1% من مجموع سكان العراق البالغ حوالي 30 مليون. (رابط 2)

ولا أعلم ماذا سيكون رد بعض كتاب شعبنا اصحاب التضخيم والرطانة والأقلام الطنانة والإدعاء  بأنهم  يمثلون الكل، أصحاب الخطاب الممل والمكرر عن أن مكون واحد فقط من شعبنا يمثل القومية الثالثة في العراق ويتشبثون بهذه الإسطوانة رغم أن عدم مصداقيتها لا يمكن أن تمر على أي شخص عاقل.

لو وضعنا العدد الذي ذكره فيسك ضمن سياقه المذهبي والكنسي (15 كنيسة او مذهب مسجل رسميا في العراق) وسياقه الطائفي او الإثني (كلداني، اشوري، سرياني، أرمني، عربي، كردي ...) لظهرت الحقيقة الناصعة وتبين بطلان الأقلام المتصارعة.

هل نقف ولو للحظة ونفكر مليا بأن وجودنا في أرض الأجداد على كف عفريت ونكف عن المزايدات على بعضنا البعض، مزايدات تقع أحيانا حتى بين أبناء مكون  محدد من أبناء شعبنا.

وأخر معلومة وردتني – خارج نطاق مقال فيسك – تفيد ان عددا كبيرا من البيوت خالية من شاغليها في كثير من القرى المسيحية في شمال العراق بعد أن غادرها أصحابها. ومع ذلك أنظر إلى مزايدات وتخبطات ومهاترات بعض كتاب شعبنا.

ويتسأل فيسك: أين حل الدهر بالمسيحيين الذين كان أغلبهم يتحدثون الأرامية؟ ويجيب: "لقد شدوا الرحال إلى السويد والأردن ولبنان وسوريا وأمريكا ... ".

وليكن الله في عون شعبنا ويقيهم شر أقلامنا









وردنا عبر بريد الموقع
Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة