لماذا تدنى المستوى العلمي للجامعات العراقية ؟؟

بدء بواسطة يوسف الو, أبريل 28, 2012, 06:32:41 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو

لماذا تدنى المستوى العلمي للجامعات العراقية ؟؟   



يوسف ألّو

كانت الجامعات العراقية منذ تاسيسها قبلة للعلم ومنهله للعراقيين اولا وللعرب القادمين من مختلف الدول العربية ليتزودوا بالعلم والمعرفة من ابرز الجامعات العربية والمهمة عالميا حيث كانت تتبؤا المرتبات الرفيعة في التسلسل العربي والعالمي على حد سواء كجامعة بغداد وجامعة الموصل والبصرة والمستنصرية , حيث كان خريجي هذه الجامعات معروفون على النطاق العربي والعالمي وخاصة الأطباء منهم ولكن بدلا من ان تتقدم اكثر وتتطور وتتوسع علميا وثقافيا لتكون ظمن المراتب الأولى عربيا وعالميا للأسف الشديد تدنت الى مستويات يخجل العراقي منها لدى ذكرها !! نعم هي مخجلة حقا عندما تتدنى آلاف بل عشرات الآلاف من الدرجات في هذه الحالة لابد من البحث عن السبب في ذلك وبما اننا لسنا من ذوي الأختصاص في هذا المجال بالرغم من المعلومات العامة التي نمتلكها من خلال المطالعة والقراءة ومتابعة التطور العلمي والتقني في العالم اجمع لذا سنتطرق الى ما يهمنا وما لنا من معرفه به وهو حسب اعتقادي الجانب المهم في العملية التربوية والعلمية الا وهو الوضع الساسي ومدى قدرة القائمين على ادارة العملية التربوية والعلمية والثقافية في العراق خاصة بعد زوال النظام الدكتاتوري الذي كان له الدور الأساسي للتأخر العلمي والتقني في العراق بسبب تسلطه الأعمى على جميع مفاصل الدولة وجوانبها المختلفة ومنها التعليم العالي والجامعات العراقية التي كانت تترنح ايلة الى السقوط بسبب الفساد الأداري والمالي الذي كان مستشريا بشكل غير طبيعي في تلك المؤسسات المهمة والحيوية ناهيك عن الرواتب الشحيحة التي كانت تمنح لأساتذة الجامعات والذين بدورهم ما عادوا يعيروا اية اهمية لوظيفتهم ولدورهم في التقدم العلمي باحثين عن اعمال اخرى تساعدهم في اعالة عوائلهم والتخلص من الجوع والفقر حتى أخذ البعض منهم يعمل بأعمال لاتليق وشهادته العالية ودوره في المجتمع حيث عمل الأساتذة سواق تاكسي وبائعي الفواكه والخضر وكتاب ومدرجي المعاملات امام المحاكم وغيرها من الأعمال التي لاتليق بأساتذة الجامعات وبالطبقة المثقفة ( مع بالغ الأحترام للطبقة العاملة والكادحة ) التي افنت سني عمرها في الدراسة والبحث العلمي كي تنتج اجيالا مثقفة واعية علمية قادرة على خدمة الوطن والشعب والوصول به الى المراتب العليا والمتقدمة عالميا .
اما بعد سقوط النظام فما حدث للعملية العلمية لم يكن متوقعا ابدا فبدلا من تهتم الحكومات الجديدة بهذا المجال وتعمل على تقدمه وتطوره تناسته تماما ووضعت وزراءا طائفيين غير اكفاء ولا خبرة لهم في ادارة هذا الجانب المهم من جوانب الحياة العامة وتناسوا بأن مكانة الدولة والبلد والشعوب تقاس بمثقفيها وبمدى التطور العلمي والتقني الذي توصلت له بالرغم من توافر الأمكانيات اللامحدودة سواءا المادية منها او البشرية ففي العراق علماء ومثقفين ومفكرين لو اتيحت لهم فرص العمل بحرية لوصلوا بجامعاتنا ومعاهدنا الى مستويات راقية جدا خلافا لما هو عليه الآن ,
أذكر هنا حديثا دار بيني وبين احد الأطباء الأمركيان الذي اجرى لي مؤخرا عملية جراحية للمرارة وهو من الأطباء الذين لهم اطلاعا عالميا على المستويات العلمية الطبية في العالم اجمع ومنها العراق حيث سألني عن حالة الطب والأطباء والمستشفيات والأجهزة الحديثة وعن كل ما يهم صحة الأنسان العراقي حديثا وبرغم علمه الأكيد عن تلك الأمور لكنه اراد ان يسمعها مني شخصيا ولكن تعلقي بالوطن ووفاءا له لم اتمكن في البوح بكل ما جرى ويجري في بلدي ورفضت ان اكسر عظمي الذي هو مصدر قوتي ولكنه افصح اخيرا عن كل ما يعرفه !!! حيث قال : كما سمعت من قبل وما رأيته بأم عيني من خلال لقائي بالعديد من الأطباء العراقيين في المهجر من خلال المؤتمرات الطبية التي تعقد في العالم بأن الأطباء العراقيين كانوا الأكفأ حتى التسعينات من القرن المنصرم واصبح العديد منهم اساتذة في اهم الجامعات وارقاها في العالم كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول المتقدمة والمتطورة في المجال العلمي والطبي ولكن وكما عرفت ( والحديث للطبيب الأمريكي ) بأن احدا لم يحتظن هذه الطاقات الغير اعتيادية وبدلا من ذالك راحوا يقتنصونهم ويغتالوهم امام انظار الحكومة العراقية وهي تقف مكتوفة الأيدي ازاء ذلك !!
نعم هذه شهادة من طبيب في دولة تعتبر جامعاتها الطبية الأولى في العالم وبعض اساتذتها هم عراقيون !!! فما بالنا لو احتضنا تلك الطاقات العلمية والطبية الهائلة كي نرتقي الى مصاف الجامعات العالمية بعد ان كنا كذلك قبل اكثر من 30 عاما مضت !.
اما من الناحية التقنية فبأعتقادي وهذا امر مؤكد فالجامعات العراقية تفتقر الى الأسلوب الحديث في التدرس وتفتقر الى المختبرات العلمية الحديثة المزودة بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة التي تساهم بشكل فعال في دفع العملية العلمية وتقدمها وازدهارها , ايضا مستشفياتنا تفتقر للأجهزة الطبيه الحديثة التي تساهم بدورها في انجاح عملها ومساعدة الأطباء في نجاح واتمام مهامهم الطبية وبأعتقادي ان تلك الأجهزة ليست بعيدة المنال عن بلد ميزانيته السنوية ( 112 ) مليار دولار حيث بأمكانه لو اراد القائمين عليه العمل بجدية واخلاص وتفاني نقل معامل تلك الأجهزة الى العراق وسوف ينقلوها وهم راضين بل مستعدين كل الأستعداد لذلك فما بالهم لو قاموا بأستيراد افضل الأجهزة التقنية الطبية والأسرة وتجهيز صالات العمليات بأحدث الأجهزة ومن هنا تكون البداية لمعالجة الوضع العلمي وخاصة الطبي المنهار والذي لايوجد لحد الآن بارقة امل في تطوره ما دام المعممين هم اصحاب القرار ويملون ارائهم وتوجيهاته للوزراء الذين لايخالفون لهم امرا وهم جاهلون بأبسط الأمور !
اجزم ومعي كل الوطنيين والشرفاء بأن الطبيب العراقي سيكون في المقدمة لو توفر له ما هو موجود في الدول الراقية والمتقدمة علميا وتقنيا وما رأيته في امريكا بالذات حيث الأجهزة الحديثة والمتطورة هي التي تسيير الطبيب وتقوده الى الأنجاز الناجه لذا فالأهتمام اولا بتوفيرها وصيانتها .
نحن نطرق الأبواب ونتمنى ان يسمع من له اذان صاغية ومن له حس وطني ومن اقسم بالشرف لأن يقدم كل ما يملك لخدمة الوطن والشعب واملنا ايضا ان نجد جامعاتنا تتعافى وترتقي الى المراتب التي كانت عليها قبل 30 عاما وان تكون منهلا للعلم ليس للعرب فقط بل للعالم اجمع لأننا حقا قادرين على ذلك لو رفعت القيود والأجحافات ! 
                                          يوســـف ألـــو  28/4/2012
[/b] [/pre] [/right] [/size] [/color] [/b] [/size] [/b] [/color]