تحية لعمال العراق في عيدهم الأغر ... 1 آيار

بدء بواسطة يوسف الو, أبريل 28, 2012, 03:24:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو

العمال هم قلب الشعب النابض وصانعي الحياة السعيدة
بمناسبة الأول من آيار عيد العمال العالمي


يوسف ألّو

في الأول من آيار من كل عام تحتفل الطبقة العاملة الباسلة في العالم اجمع بهذا اليوم المبارك اليوم الذي تمكن العمال من الحصول على حقوقهم ومطالبهم دافعين من اجل ذلك دمائهم وارواحهم ثمنا لذلك المنجز العظيم , وكما في العالم هكذا كان ولايزال وسيستمر الأحتفال بعيد العمال في العراق البلد الذي لايزال العامل فيه يرزح تحت نير الظلم المسلط عليه فالبطالة تنخر في جسد العمال وعوائلئهم والأجور المتدنية هي الأخرى تنال من العامل في مختلف جوانب الحياة ومتطلبات العيش الرغيد الذي لازال العامل العراقي محروما منه رغم التغييرات التي حصلت مؤخرا وتصورناها بأنها ستكون فاتحة خير للعراقيين جميعا وفي مقدمتهم تلك الشريحة الواسعة من المجتمع الا وهي الطبقة العاملة , ايضا حرم العمال من ممارسة حقوقهم النقابية بوضع اليد على النقابات والمنظمات المهنية العمالية من قبل نفر ضئيل بعيد كل البعد عن القيم الأنسانية التي يتحلى بها العامل والفلاح سيطر على مفاصل الدولة العراقية ليتخبط في ادارة فاشلة ممزقة هدفها المصالح الشخصية والفئوية والطائفية وبالتالي تمزيق المجتمع العراقي وتفكيكه والأضرار العام بمصالح شعبنا وفي المقدمة منهم اكبر شرائحه وهي الطبقة العاملة .
* الطبقة العاملة هي صانعة الحياة السعيدة للشعوب والمجتمعات المتطلعة للحرية والرفاه الأجتماعي وان كانت التقنية الحديثة وثورة المعلومات قد طغت على العالم واحدثت انتقالة كبرى في مجرى حياة الشعوب فأنها كانت دعما آخر للطبقة العاملة التي كانت الذراع القوي لتلك التقنيات وكما اسلفت فلا حراك بلا ايدي عاملة أذ حتى الألكترون يحتاج لمن يحركه من ادمغة وايادي نظيفة مفعمة بالخير والبركة .
منذ الأزل تحاول الطبقات الوسطى والأرستقراطية ان تقلل من اهمية الطبقة العاملة ليس لكونهم عمال ولا مكانة لهم في المجتمع كما يتصورون او لقلة الثقافة التي يمتلكها العامل كما يتصورون ايضا ولكن لخوفهم من تلك الطبقة التي لاتملك مالا لتسيطر فيه على الشعوب الضعيفة او جاها ورجالا وعشائر تفرض نفسها وتتسلط على رقاب رعاياها وافراد عشائرها الذين يتم اضعافهم ماديا ومعنويا ويجعلون الفقر والعوز يخيم عليهم حتى نهاية حياتهم , نعم اولئك المتسلطين يخافون من العمال خوفا عميقا لأنهم يعرفون جيدا بأن الفقير والحر لو انتفض فلا شيء بأمكانه ان يوقفه حتى يحقق اهدافه المرسومة لذا نرى بأن اغلب ثورات العالم الوطنية والتحررية كانت بؤرتها الطبقة العاملة الباسلة .
ايضا هذه الفقرة هي مكملة لما قبلها فالدكتاتورية لاتسمح للطبقة العاملة والفلاحين وذوي الدخل المحدودة والطبقات المسحوقة من المجتمع بأن تترفه لأنها تعلم جيدا بأن هذا لو حصل فسيكون مقربا لنهايتها لأن بداية المطاف يكون بالمطالبة بالحقوق المشروعة والنهاية تكون الثورة العارمة وبالتالي الأطاحة بهم وبكراسيهم المهزوزة لو لم ينصاع الطغاة لشعوبهم المغلوبة على امرها لذا نجد البطالة منتشرة ومستشرية بشكل غير طبيعي في بلداننا العربية التي تتميز بحب السلطة من خلال التسلط الأعمى والقمع الغير طبيعي لكل من يعارضهم وهم ملتهين بمصالحهم الشخصية ولا غاية لهم سوى نواياهم السيئة ونهب اموال شعوبهم التي خيم عليها الفقر , المواجهة تكون بتعبئة الطبقة العاملة فكريا ومعنويا وجعلها تتفهم لمستقبلها الذي بالتأكيد سيكون زاهرا لو تمكنت من الأنتفاض على وضعها السيء وطبعا لابد من دفع الثمن في حال ركب الدكتاتور رأسه وحاول قمع من يخالفه ولكن النتيجة بالتأكيد ستكون لصالح الطبقة المغلوبة
على امرها وهي الأكثر .
بالتأكيد لم يكن هناك تعبئة جماهيرية كافية وتوعية فكرية متكاملة وبالأمكان القول بأن الأحزاب والحركات الوطنية لم يكن لها الدور الكافي لتعبئة الجماهير وخاصة الطبقة العاملة ويعزى السبب ايضا لما كان سائدا في تلك البلدان من دكتاتوريات وقمع للحركات والأحزاب الثورية والوطنية ولم تكن الساحة مفتوحة على مصراعيها لهم وهذا كان نتيجة حتمية لسيطرة الأحزاب الأسلامية على مجمل الأوضاع التي سادت بعض الدول العربية وهذا ايضا خطر آخر يداهم الطبقة العاملة بعد ان تعافت وبدات تجر انفاسها .

كما اسلفت وعلينا ان نقول الحقيقة بأن الأحزاب البسارية ونقابات ومنظماتها لم تلعب دورا فاعلا بما يكفي لأن تاخذ الطبقة العاملة دورها الحقيقي في عملية التغيير فأضافة لما تم ذكره في الفقرة السابقة اضيف هنا بأن الأحزاب والمنظمات والنقابات لم تؤدي دورها الحقيقي المطلوب منها ولذلك عدة اسباب اهمها عدم وجود الدعم المالي الكافي لتنشيط دورها وايضا عدم التفكير بجدية بزج الطبقة العاملة في حركات التحرر وتأسيس نقابات سرية على غرار النقابات التي تأسسها الدولة والتي يكون مسيطر عليها كليا من قبل الأحزاب الحاكمة ورجالاتها .
تهنئة من القلب لطبقتنا العاملة بمناسبة عيدهم الأغر في الأول من آيار متمنين لهم الحياة السعيدة والتحرر من العبودية والظلم كي يحصلوا على حقوقهم كاملة غير منقوصة واملنا ان تشهد الفترة المقبلة تناميا ملموسا لتك الشريحة الواسعة ونقاباتها كي تكون هي التي تصنع الحياة الحرة السعيدة والمستقبل الزاهر لأجيالنا .

                             يوســــف ألــــو  28/4/2012