مشاكسة .. عبـــــدال .. يا عبــــــدال متى ستنصلح الاحــوال؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 27, 2012, 07:33:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكسة
عبـــــدال .. يا عبــــــدال
متى ستنصلح الاحــوال؟   





مال اللـــه فـــرج
malalah_faraj@yahoo.com

      تناقلت الأجيال من بين النوادر والأمثال والقصص التي توثق تناقض الأقوال والأفعال قصة رجل كان يدعى (عبـدال ) , ربما أصبح واقع حال ومثلا يضرب حول ازدواجية  بعض (الرجــال )  , بالاخص بين صفوف بعض القادة (التأريخييــن) والسياسيين (المبدئييـــن) والمسؤولين النزهاء الأمناء (الصادقيـــن) .

     فقد كان (عبــدال) , كما تروي الحكايات , مزيجا من الخبث والدهاء , والمكر والمراوغة والخداع , قادرا بمواهبه الكلامية وبحججه البلاغية ان يخدع البسطاء وان يحير الأذكياء وان يبتز المساكين والفقراء , وقد كان لا يفرغ من خدعة الا ليبدأ بأخرى , ومن بين خدعه , تعوده على  استغلال عملية تنقل المسؤولين في القضاء الذي كان يسكنه ليوهم المحيطين به من البسطاء والفقراء بانه على معرفة وعلاقة وصداقة وثيقة وربما صلة قربى بعيدة بالمسؤول الجديد , وانه تبعا لذلك بامكانه ان (يستغل .. او يغتنم .. اويوظف  ) علاقته (الوهميـــة) تلك ليقضي لهم حاجاتهم ويسهل  انجاز معاملاتهم وينفذ طلباتهم , لقاء مبالغ ومنح وهدايا وعطايا , وتاكيدا لذلك كان يذهب  أمامهم بقلب من حديد الى المسؤول الجديد , ولكن بدل ان يقدم له طلبات المواطنين  كان يدعي بانهم خولوه بنقل مشاعر محبتهم وتقديرهم واعتزازهم وتمنياتهم له بالموفقية في مهامه الجديدة العتيدة , ومن ثم يرفع له طلباته الشخصية بعد ان  يتعمد  الانحناء أمامه طويلا , كما تعود بعض القادة (الكــــبار) والمسؤولين (الاخـــــيار) في  بعض الدول المتوسلة والمتسولة والنائمة والعائمه على الانحناء  وراء الكاميرات , لكنهم يبدون أسودا هصورة شامخة ماحقة متفرسة مفترسة أمام عدسات الفضائيات وخلال التصريحات , وبالطبع لا أحد كان يستطيع ان يسال (عبــــدال) عن مصير معاملته بعد ان اوهمهم بانه وضع المعاملات كلها امام المسؤول المعني , مدعيا بانه وعده خيرا بعد دراستها.
وشاءت الظروف ان يكتشف سكرتير القائمقام في ذلك القضاء (لعبــــة عــــــبدال) , وقرر ايقافه عند حده , وجاءته الفرصة على طبق من ذهب عندما تم استبدال القائمقام القديم بقائمقام جديد , وكالعادة ادعى عبدال بان القائمقام الجديد من اطراف عشيرته وانه يعرفه جيدا ويثق به وقد ارسل  باستدعائه  شخصيا للتعرف على احوال القضاء واحتياجات المعوزين والفقراء  .

      جمع كالعادة وجهاء المنطقة وطلباتهم وتقدمهم جميعا لتهنئة القائمقام الجديد , دون ان يعلم بتفاصيل (الفـــــخ) الذي نصبه له بمنتهى الدقة والعناية  السكرتير المعني الذي اوضح لرئيسه تفاصيل (لعبـــة عبـــــدال).

      ما أن دخل عبدال الى القائمقام الجديد لتهنئته حتى صرخ به غاضبا (اجئت لتهنئني ؟ ام لتتاجر بي بادعاءاتك الكاذبة ؟ ) وقبل ان يتيح له فرصة الكلام انهال عليه بالشتائم واللكمات وطرده شر طرده .

           ما أن خرج  (عبدال) واوصد باب غرفة القائمقام وراءه حتى بادر برسم ابتسامة كبيرة على وجهه واكد لوجهاء القضاء وهو يعيد ترتيب هيئته (الم اقل لكم انه يحبني ويثق بي جدا , لقد اغرقتي بقبلاته العنيفة حتى تورم وجهي) .

      ان حال بعض القادة (التاريخييــــن ) والسياسيين (المبدئييـــن )  والمسؤولين (المحنكيــــن) قد اصبح حال (عبــــــدال) المسكين بالاخص في بعض الدول النائمة والغائمة والمتوسلة والمتسولة  , خلال زياراتهم المكوكية ومباحثاتهم المصيرية وتصريحاتهم النارية التي تحمل من الازدواجية الشيئ الكثير وتخفي في ثناياها الواقع المرير .

       فكثير من القادة والرؤساء والسياسيين والمسؤولين (المبدئييـــن العظمـــــاء) عندما كان يتم (استدعاءهـــــم ) من قبل رئيس هذه الدولة الصديقة او الشقيقة  , بصيغة تتطابق تماما وصيغة استدعاء المدير العام لأحد موظفيه الصغار لتوجيهه او لعتابه وربما لتوبيخه او التلويح بمعاقبته , كانوا يسارعون لحزم حقائبهم واعداد ملفاتهم وترتيب اوراقهم وتهيأة اعذارهم , تحت ضجيج الادعاءات بــ(الزيــــارات الرســــمية )  تلبية  (للدعــــوات الرســــمية)  وبذريعة (المباحــــثات الثنائيـــــة ) ومن ثم طرح القضايا (المصيريــــــة) والاتفاق على (برامــــج العمـــــل المشتركــــــــة) .

       بعد ان ينحنوا طويلا وبعد ان يعتذروا طويلا وبعد ان يحاولوا التبرير طويلا , وبعد ان يستمعوا الى الاوامر والتوجيهات والى النصائح والارشادات والى اللوم والامتعاضات وربما الى التجريح والتقريع والتهديدات والتلويح بالاقالة والاطاحة والاستبدال والعزل  , يخرجون بعد انتهاء المباحثات مبتسمين ومؤكدين في دعاواهم وتصريحاتهم وبياناتهم (نجــاح المباحـــثات الثنائيـــــة) التي تمت باجواء (اخويـــــة ) ومشددين على (تطابــــق وجهــــات النـــــظر) تجاه جميع او معظم القضايا المشتركة , واحترام (الخصوصيــــــة الوطنيـــــة ) وتاكيد الدعم الذي حصلوا عليه للقضايا المصيرية .

      لعل من الطرائف السياسية ان مسؤولا سابقا في احدى الدول النائمة سبق وأن تم استدعاءه من قبل دولة (صديقــــــة ) وعندما حاول ان يوضح امرا ما خلال المباحثات (الثنائيــــة المتكافئــــة المشتركــــــة الشفافـــــة) , زجره رئيس الوفد (الصديـــــق ) بعنف وأمره بالصمت قائلا (لقـــد استدعيــــناك لتستمــــع اليــــنا فقــــــط  ) .

   وهكذا انتهت (المباحثــــات المشتركــــــة) , ليخرج (ذلك المسؤول من تلك المباحثات كالعادة أسدا ) وليوضح للصحفيين وللرأي العام امام عدسات الفضائيات جوانب مهمة من تلك المباحثات المصيرية وعمق تفهم الجانب الاخر لاهتمامات وقضايا ومواقف بلاده والاتفاق على برنامج عمل مشترك يستند على الاحترام المتبادل لسيادة وخصوصية وخيارات واستقلال كل طرف للطرف الاخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .

وعبدال .. ياعبدال.. متى ستنصلح هذه الاحوال ؟؟؟

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة