كيف يراك الآخرون؟ 7 - شيطنة إيران 2- إرهاب ومخدرات وإسرائيل وكراهية

بدء بواسطة صائب خليل, أبريل 27, 2012, 06:36:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل




لعل أكثر جهة تعرضت إلى حملات التشويه الإعلامي في التاريخ بعد الشيوعية والإتحاد السوفيتي، هي إيران!

إن الكم الهائل من الأكاذيب وتحوير التصريحات وتزوير الصور وتأليف القصص الخرافية والإيحاء بالكراهية ليجعل المرء يقف مذهولاً حائراً أمام هذه الإرادة الهائلة لتشويه الآخرين وشيطنتهم.
وإن كان الإطلاع على تلك الحقيقة يسبب حيرة كبيرة، فأنه يزيل حيرة أخرى. فمن يرى حجم ما تم تزويره، يفهم كيف تشوهت مفاهيم الناس في المنطقة، بل في العالم إلى تلك الدرجة الغريبة. ومثلما فهم الشيوعيون كيف يمكن أن يقوم الفقراء من الناس بمهاجمتهم وهم الذين يدافعون عن حقوقهم، فأنه يفهم كيف تم استنبات الكراهية العربية لإيران، التي تقول الشواهد أنها وقفت وتقف من قضايا العرب ما لم يستطع العرب أن يقفوه بأنفسهم. هذه ا لقوة الإعلامية الجبارة تدفع ضحاياها إلى ما يقرب الجنون.
أنظروا إلى هذه الصورة أعلاه جيداً واحفظوا ملامحها وتذكروها، فربما هي الرمز الأعلى لما تمكن هذا الإعلام من أن يوصلنا إليه من شلل في القدرة على التمييز ومن عمى في البصر....وسنعود إليها في متن المقالة.

خصصت الحلقة السابقة (31) من سلسلة "شيطنة إيران" والتي هي جزء من سلسلة "كيف يراك الآخرون"، للحديث عن "التدخل الإيراني" في العراق، والذي بينت أنه قد تم تضخيمه بالكثير من المبالغات والأكاذيب، والإيحاءات الكثيرة التي لا سبيل لإثباتها حتى أن أشد مروجيه يقرون ضمناً بأنه "لا يرى..."، لكنهم "يحسون به" فهو "كالهواء...لا تراه لكنك تعلم أنه موجود" وهذه التعابير ليست سوى اعتراف بالفشل التام في تقديم أي إثبات يستحق الذكر، وأقرب ما تكون لوصف ممتاز للأوهام مما هي للحقائق.

ورغم أن أحداً لا يشك بأن إيران كغيرها من الدول تسعى إلى أن تتدخل في العراق كما يسعى غيرها، إلا أن حجم ما يتخيله العراقي من ذلك التدخل، يخرج تماماً عن المنطق ولا تسنده مراقبة الأحداث بأية درجة من الموضوعية.
كيف حدث ذلك؟ في هذه الحلقة نستمر في كشف نماذج من أكاذيب تلك الماكنة الإعلامية الجبارة التي وضعت لها هدفاً أن تشكل صورة لإيران في رؤوسنا بأبشع ما يمكن ان تكون، وقد نجحت إلى حد بعيد.
 
لكبر حجم المادة نضع معظم الأخبار بلا تعليق أو بتعليق قصير، أو بتوجيه القارئ للعبارة المهمة من خلال وضعها ضمن أقواس مزدوجة، فهي تشرح نفسها بنفسها. ونلاحظ هنا كما في الحلقة السابقة، كثرة استعمال "المصدر المجهول" وهي علامة مميزة للكذب الإعلامي عادة، ويفعل المرء حسناً إن يرفض قراءة أي خبر يشير إلى مصدر "رفض ان يذكر اسمه"، بل أن يضع علامة استفهام على وسيلة الإعلام التي أطلقته.

إيران والإرهاب

== "النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني يتهم إيران بالضلوع في الهجوم على مقر فوج شرطة طوارئ حديثة واحدى نقاط التفتيش" (1)
أما السبب الذي يقدمه النائب فهو: للحيلولة دون اعلان اقليم الأنبار ومنع العشائر من استقبال اللاجئين السوريين! وطبعاً "السيد النائب" ليس بحاجة إلى تقديم أدلة على ما يقول ما دام المتهم هو إيران!

== "قائد الفرقة الثامنة في الجيش العراقي اللواء علي صالح فرهود عثمان يحذر من خطر وجود قوات من الميليشيات الخاصة تختبئ في إيران للتدريب ولاغتيال القادة السياسيين والعسكريين في العراق". ... . (2008 11 يوليو) (2)
وهو لا ينسى بطريقه إمتداح القوات "التحالف" (الأمريكية)، لكنه ينسى أن يقدم أية أدلة أو أسباب اعتقاداته. وعندما يصرح ضابط رفيع في الجيش بهذا المستوى، بمثل هذا الكلام وبدون أدلة، فهو يعني إن أرادت "قوات التحالف" الممدوحة هذه أن تقوم بانقلاب في العراق، فستعرف إلى من تتجه..

== "ذكر ((شهود عيان)) بأن مجموعات كبيرة من الإيرانيين قد دخلت عبر نقطة الشلمجة الحدودية ((و يعتقد)) بأنهم من أفراد فيلق القدس الإيراني المرابط على مشارف البصرة و العمارة, ((و يعتقد)) بأن دخول هذه المجموعات الكبيرة من حرس الثورة الإيراني يأتي لدعم منظمة ثار الله الإيرانية و التي ترتبط مباشرة بجهاز المخابرات الإيراني (الإطلاعات ). (21 أكتوبر 2005 بغداد ـ يو بي أي )
من هم "شهود العيان" ومن الذي "يعتقد" ومن هي الـ "يو بي آي"؟

== الخبر يقول: "... كانوا يستهدفون جسر الملك فهد ومبنى وزارة الداخلية البحرينية والسفارة السعودية بالمملكة وأعضاء في مجلس الشورى وعدد من الوزراء ... الخلية لها علاقة بحزب الله وكانت في طريقها الى ايران .... انها احدى مخططات ايران الجديدة لزعزت الامن في دول مجلس التعاون الخليجي..."
من هذا الخبر يسخر علي الموسوي من هولندا ويشير إلى بعض التفاصيل الفاضحة للكذب فيقول:...خلية تحاول انشاء تنظيم مسلح في داخل البحرين ! يستهدف عددآ كبيرآ من الأهداف الستراتيجية في مهمة كبيرة وخطيرة جدآ ومعهم مبالغ بالدولار والتومان الايراني !!! ...معلومة مهمة للقارىء العزيز لكي تحمل معك مبلغآ بالتومان الايراني فعليك أن تأخذ معك كيس كبير وما يسمى عندنا بالكونيه ... ولماذا التومان ؟؟؟ !!!! " (3)

ولا تدعم إيران "إرهاب" حزب الله فقط كما يبدو، وإنما تمد دعمها إلى الجانب المقابل، فهي "ظهير للقاعدة"، كما تبين هذه المقالة القديمة المنشورة في (صوت العراق - 13-09-2007) وهي عبارة عن "تصريحات" متتالية لا يقف الكاتب الشديد الإيمان بشيطنة إيران، لفحص مصداقيتها، ولا يعطي أي دليل أو مؤشر:
== "فقد بات واضحاً لأي مراقب،(؟) ... أن إيران تسهم في إضعاف العراق لمصلحة تنظيم القاعدة، ...ومن يشكك في الأمر سيجد نفسه أمام حقائق تاريخية (؟) مهمة ، وأكثرها وضوحاً،هو ما حدث في كربلاء مؤخرا(؟)، من أن جهات عدة من بينها إيران وجيش المهدي والقاعدة قد اشتركوا جميعا في مؤامرة لتهديم العتبات المقدسة (؟). وسيكشف التحقيق ذلك (؟) بالرغم من أنه سيغطى كغيره من التحقيقات السابقة (؟).. والتصريحات الجديدة لنجاد ليوم 13/9/ تؤكد أن إيران قد بدأت أوصالها ترتجف، ليس من الضربة الأمريكية القادمة، بل من إنهيار القاعدة.(؟)".

أسلحة إيرانية

== "قال ((مصدر)) في مركز التنسيق المشترك في محافظة صلاح الدين ان قوات الشرطة عثرت، الاثنين، على عبوات إيرانية الصنع في قضاء الشرقاط. وأوضح((المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه))..الخ (اصوات العراق 11-02-2008)

يعلم متابعوا فترة الحرب الباردة أن الكثير من "الاسلحة الروسية" وغيرها قد "تم اكتشافه" في الزمان والمكان المناسب لتبرير عمل ضد حكومة لا تروق للولايات المتحدة في بلد لها سلطة عليه.
في الفصل المخصص للتدخل الأمريكي في "غرانادا" من كتابه "قتل الأمل"، يكتب وليام بلوم : "ولم يمض وقت طويل حتى كانت "فرقة العمليات السيكولوجية" تتجول في طائرة هيليوكوبتر عبر الجزيرة وتعلن للناس أن معلومات عن "التدخل الكوبي" في بلادهم، وأحاديث عن "الخطر الكوبي"، وتم نشر بوسترات لأسلحة كوبية زعموا أنهم صادروها، وقد كتب عليها: "هل هذه هي أدوات بناء المطارات؟".

== "القت القوات الامنية العراقية القبض على شخص يحمل الجنسية الايرانية خلال محاولته زرع عبوة ناسفة في البصرة .واوضح ((مصدر من شرطة البصرة)) أن .....واضاف ((المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه)) .....الخ.. (العين ـ البصرة-6/4/2009)

== "رئيس جهاز المخابرات العراقي السابق: قدمت معلومات كاملة عن التفجيرات التي هزت بغدادـ عملاء فيلق القدس الايراني في كل مكان".

== "تفجيرات مجزرة تكريت وقتل المسيحيين وتهجيرهم مخطط ايراني بالتنسيق مع حزب جلال طالباني والاشايس الكردية.. وإليكم الديليل القاطع".!؟( 19 كانون2 2011 - "منظمة الرصد والمعلومات الوطنية"؟؟ ) (4)
وتبحث في الخبر، فلا تجد أي  دليل لا قاطع ولا غير قاطع...

== "الاستيلاء على عشر دراجات نارية تحمل لوحات إيرانية في واسط.....قال ((مصدر أمني)) .... وأضاف ((المصدر)) في حديث لـ"نيوزماتيك" ....وأضاف ((المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه))....الخ (نيوزماتيك/ الكوت 6.11.2008) (5)
ولا ندري من أي شيء تخاف تلك المصادر التي ترفض كشف أسمائها لهذه الـ "نيوزماتيك"، حتى في موضوع الإستيلاء على دراجات نارية!

== "..وثيقة حول قيام عملاء استخبارات إيرانيين بالتخطيط لشن هجمات على مسؤولين عراقيين ردا على تهديد بهجوم من قبل عملاء إيرانيين...
1- قام عملاء من الاستخبارات الإيرانية ضمن قوة بدر وجيش المهدي بالتخطيط لشن هجمات على مسؤولي الوزارات العراقية، والهدف التالي للهجوم هو مساعد وزير الصناعة العراقي.
2- رجل يدعى ....... .......، والمعروف أيضا باسم ....... .......، يرأس عملية التنفيذ والتخطيط للهجوم على وزارة الصناعة........ أحد أفراد جيش المهدي ويقيم في منزل (....... .......) بشارع ....... ....... بحي الجهاد في بغداد. (النقاط في هذا الخبر ليست من عندي، بل في الخبر الذي نشرته "الشرق الأوسط" فهل هناك سخرية أكبر من هذا؟)(6)

== «الشرق الاوسط»:  صرح ((مصدر مسؤول)) في جهاز المخابرات الوطني العراقي، بان الاستخبارات الايرانية وضعت خطة تهدف الى افشال وتعطيل بناء الجهاز، من خلال تصفية ضباطه ... واضاف ((المصدر))، ..
يضيف "المصدر" ما أراد أن يضيف طبعاً...ما دام بلا إسم.
وقد انتشرت بين الناس معلومة أن إيران تستهدف الضباط والطيارين والعلماء العراقيين. والحجة بالنسبة للضباط والطيارين، أن إيران تريد الإنتقام منهم بسبب حرب الثمانينات. والحجة رغم ضعفها، فهي تبدو قابلة للتصديق. إنها تعني أن هناك دافع، لكنها طبعاُ ليست دليلاً، ولم يقدم أي دليل على ذلك رغم كثرة تلك الجرائم. كما أن قتل العلماء والأطباء ليس له أي مبرر أو دافع لدى إيران. وعمليات الإغتيال عمليات مخاطرة، خاصة لمن كان بموقف حرج مثل إيران، فلا يعقل أن تفعل ذلك بلا دافع قاهرة.
بالمقابل هناك دوافع أقوى لإسرائيل وأميركا لإغتيال هؤلاء جميعاً، وهي تستطيع العمل بحرية أكبر في بلاد يسيطر أو كان يسيطر على أمنها الأمريكان. فالطيارون إن قتلوا، فسوف تضطر الحكومة إلى تدريب المزيد منهم، ويكون ذلك غالباً في أميركا، لأننا نشتري الطائرات الأمريكية. وهذا يقلل من فرص شراء العراق طائرات روسية مستقبلاً، ويزيد ارتباط العراق بالأسلحة الأمريكية من ناحية، ويقدم لها فرصاً ذهبية لتجنيد بعض العملاء ممن تجد فيهم الإستعداد لذلك من ناحية ثانية. ومن المؤكد أن دوافع المصلحة أهم من دوافع الإنتقام في السياسة الدولية.

== "إرهابيين سعوديين،... ولكن تدربوا في إيران"!
"كشفت ((التحقيقات)) مع عدد من المعتقلين السعوديين في العراق، وآخرين تم تسليمهم للأمن السعودي من دول غير العراق، أنهم تلقوا تدريبات في معسكرات بإيران، وأن آخرين تلقوا تدريباتهم في العراق نفسه على أيدي قياديين في القاعدة سبق لهم أن عملوا في إيران. (الجيران - الرياض - وكالات  17/06/2007) (7)

== وبتحرره من تقديم الأدلة حول أي شيء له علاقة سلبية بإيران، يشطح الخيال العراقي بعيداً ، فهذا "اياد علاوي عميل مبطن للحرس الثوري الايراني" (8) ، ولا يقل الخيال العربي عنه حرية وانشطاحاً : رئيس وزراء الكويت : "اتهامي بالعمالة لإيران سخيف" (9)

الخطر الإيراني

يلاحظ المرء أن جميع أعداء أميركا "خطرين" بشكل غير معتاد وغير معقول على جيرانهم، وبالتالي فأميركا "مضطرة" لتقديم الحماية لهؤلاء الجيران المساكين، كما رأينا أعلاه خطر كوبا على "غرانادا".

== "قال جنرال امريكي يوم الثلاثاء إن ايران ربما تشكل اكبر تهديد في الاجل الطويل لاستقرار العراق وذلك بعد يوم من اختتام الرئيس الايراني زيارة لبغداد. كما قال اوديرنو انه لم يندهش لتمكن الرئيس محمود احمدي نجاد من التحرك دون مشكلات امنية خلال زيارته التي استمرت يومين لبغداد لان المجموعات التي تستهدف في معظم الاحيان كبار الزوار مدعومة من ايران. (رويترز  Mar 4, 2008) (10)
(على نفس هذا المنطق فأن كثرة قتلى الزوار الإيرانيين تبرئ إيران ... وتتهم غيرها! )

ويمتد الخطر أبعد...
== " واشنطن تطمئن دول الخليج حيال التهديد الايراني" (11)

بل أن خطر هؤلاء يمتد إلى أية منطقة تحتاج أميركا أن تقنع سكانها بخطرهم:
== "غيتس: إيران قادرة على إطلاق مئات الصواريخ على أوروبا" (12)

لا بل أن رئيس وزراء كندا أكد أن إيران أكبر خطر على السلام في العالم!  - مستبدلاً إسم "إيران" بدلاً من "إسرائيل" ، برأي جميع شعوب أوروبا الغربية بلا استثناء، كما كشفه إحد الإحصاءات التي قامت بها الأمم المتحدة عام 2003.

مخدرات وأدوية ملوثة ومتاجرة بالأعضاء وبذخ وسيارات تنقسم نصفين دون سبب!

== "كشف ((مصدر امني)) في مديرية الاسايش بقصبة " قلعة دزة " بمحافظة السليمانية، عن القبض على عصابة متخصصة ببيع الكلى البشرية عبر خداع اصحابها واغوائهم بمغريات مادية . واضاف ((المصدر الذي  فضل عدم ذكر اسمه)) ان.."    ( 02/12/2007 السليمانية – الملف برس – احسان عزيز)

ويمكن أن نعتبر هذه نسخة الموساد المضادة لحملات مقاطعة إسرائيل:
== "ساهم معنا...في حملة مقاطعة البضائع الإيرانية ردا على استباحتها لدماء شعبنا و مياهه و اخيرا نفطه, و ارسل هذه الدعوه إلى كل من تراه يحلم بوطن جميل....أخوكم مثال الآلوسي" (13)

== في المدى نشر التحقيق التالي: "يتحدث أصحاب معارض السيارات وسائقو "التاكسي" عن حادثة غريبة جرت قبل فترة،  بشأن سيارة اجرة صفراء ، انفصلت الى نصفين دون ان تتعرض لاصطدام ، بل قطعت  لوحدها دون تدخل خارجي... يرى عدد من المختصين في مجال السيارات ان المستورد منها والقادم من ايران غير مطابقة للمواصفات ولا تلائم الاجواء والطرق العراقية.ويشير محمد كاظم صاحب معرض سيارات في منطقة النهضة الى ان سيارات الاجرة الصفراء،أكثر رواجا في المعارض واسرع  في البيع، على الرغم من انه يشير الى ان مواصفات  تلك السيارات  متواضعة فهي لا تحتوي على كيس الهواء(ايرباك) ونظام تغيير السرعة عادي(كير عادي) ومنظرها الخارجي غير مميز وقديم ولكن اكثر المشترين  يريدون سيارات رخيصة ولا تحتاج إلى تصليح دائم" ( 17 -05-2011) (14)
من الواضح أن المقال موجه لتشويه سمعة الصناعة الإيرانية، لكنه يعترف أنها:"رخيصة ولا تحتاج تصليح"! وبالتالي فلا تحتاج هذه السيارات على ما يبدو إلى فساد يساعدها على الإنتشار، وربما ليس هناك فساد سوى في كتابة المقال نفسه...

== وهذا عبد الرحمن الراشد، الذي يقف على قائمة إسرائيل للكتاب العرب الذين يمثلون وجهة نظرها، يبدو وقد كلف بتشويه حقيقة صعبة التشويه، وهو رجل "المهمات الصحفية الصعبة"، ، وهي أن استلام أحمدي نجاد راتب 250 دولار في الشهر فقط، عملية إحتيال لا أكثر. الراشد فلم يجد دليلاً على ما يقول أكثر من  أن نجاد كان "يتهندم ببذلة فاخرة في زياراته الأخيرة لنيويورك."، ويبدو أن الراشد لم يسبق له أن شاهد مثل هذا "البذخ الهائل" في البلد الذي يعيش فيه! (15)

== "إيران توزع الكوليرا على العراقيين بمناسبة رمضان المبارك"
"...فالذي يرسل الاسلحة لقتل العراقيين ويدعم الجماعات الارهابية كافة ماديا واسخباراتيا لا يتورع إن يدس وباء الكوليرا في مياه الشرب فـ قد تعددت الاسباب والقتل واحد والغرض واحد وهو قتل اكبر عدد من العراقيين والفاعل المباشر هو نفسه من كان يحمل السلاح لقتل العراقيين وهو الذي يزرع العبوات وهو الانتحاري في السيارات المفخخة وهو وهو ......... وقد حاولوا وضع سموم في مياه الشرب مرات عديدة" (سلام الامير، الحوار المتمدن - 2008 / 9 / 22) (16)

== "أنسولين إيراني ملوث بالإيدز."
"ونقلت الأنباء الواردة من العاصمة العراقية بغداد اليوم الإثنين عن الصيدلاني العراقي أحمد عبد الله (؟) قوله إن هناك أنسولين إيراني ملوث بالإيدز في العديد من الصيدليات العراقية، ..مشيرا إلى أن الاختبارات المخبرية أثبتت ثلوت الأنسولين بفيروس الإيدز، داعيا المواطنين إلى تجنب استعمال أي منتج إيراني (؟) وخاصة الأدوية، تجنبا لأي مضاعفات أو مخاطر." (17)
بينت وزارة الصحة فيما بعد أنه لا يمكن تلوث الأنسولين بالأيدز، وأن الخبر الذي نشر بسرعه فائقة، لا اساس له.

== "فواكه مغلفة بصفحات القرآن"
"تظاهر الآلاف من أهالي الفلوجة ، لـ "وصول صناديق فواكه وبضائع منزلية زجاجية وغيرها من إيران عبر منافذ العراق الحدودية تحتوي على صفحات مقطعة من القران الكريم ومهانة بشكل فضيع أمرا لا يمكن السكوت عنه".(الثلاثاء 13 آذار 2012  السومرية نيوز) (18)
من المعروف أن الحكومة الإيرانية تحترم الإسلام والقرآن إلى درجة يستغلها أعداءها باتهامها بالتطرف الديني، فكيف يلائمون التهمتين معا؟!

== وتصل الحملة حتى إلى تنظيم حملات اتلاف البضائع الإيرانية:
"جماعات مسلحة تباشر بمصادرة واتلاف البضائع الإيرانية في أسواق المقدادية"  (19)

تلفيقات إعلامية لإثارة الكراهية

من الأخبار التي انتشرت في الصحافة العربية بشكل كبير وأثارت إنتباهي لغرابتها خبر نشر بعيد خسارة الفريق العراقي أمام الإيراني في كرة القدم قبل فترة، ويقول الخبر الغريب:
== (اللاعب) الإيراني مسعود شجاعي: "حقدُنا تجاه العراقيين جعل المباراة أكثر حساسية"
وجاء فيه " أكد لاعب خط وسط المنتخب الإيراني مسعود شجاعي أن الحقد الذي يحمله الشعب الإيراني تجاه العراقيين تسبب في جعل المباراة أكثر حساسية" (20)
حين قرأت هذا الخبر، راهنت نفسي أنه ملفق، فحتى لو كان هذا الشخص حاقداً على العراقيين، أو كان الشعب الإيراني كذلك، فأنه لن يقول مثل هذا الكلام، ولا يوجد حاقد يقول أنه حاقد أو أن شعبه حاقد، إلا في حالات نادرة غير طبيعية، إلا إذا كان يريد أن يذم نفسه أو شعبه!
بحثت علي أجد تكذيباً للخبر فلم أجد. لكني لم أيأس وبدأت أبحث في أصل التصريحات باللغة الفارسية مستعيناً بكوكل للترجمة، فوجدت الخبر الصحيح، مختلفاً تماماً ولم يكن فيه أية إشارة إلى أحقاد أو كراهية، بل العكس، كان أقرب إلى امتداح للفريق العراقي!:
"اللاعب الإيراني مسعود شجاعي: العراق لديه فريق جيد جدا، ولكن أعتقد أن هذا الفريق لم لديه التناسق الذي كان له في الماضي. (21)
ورغم ذلك فقد مر الخبر المزيف بشكل كامل، حتى على محبي إيران الذين أعربوا عن أسفهم لذلك التصريح!!

== "عبر ((قيادي في حزب الدعوة)) الاسلامية العراقي عن قناعته بأن ايران ارادت من منع تحليق طائرة رئيس الوزراء نوري المالكي من التحليق فوق اجوائها متوجهة الى اليابان توجيه رسالة امتعاض لما تراى بان خطة امن بغداد المطبقة حاليا ((تستهدف وجودها)) وانصارها ....وقال القيادي الذي كان يتحدث مع "ايلاف" اليوم ((مفضلا عدم ذكر اسمه))...الخ  (أسامة مهدي من لندن 2007 12 أبريل)

== فراس غضبان الحمداني: " لم تعد الأمور مخفية على احد وليس باستطاعة احد بعد ألان إن يضحك على ذقون العراقيين لان الحكومة نفسها أصبحت تعلن كل يوم باكتشاف أدلة جديدة عن ((تورط الجارة المسلحة إيران بقتل العراقيين وفي مقدمتهم أتباع آل البيت...)) "
فراس الغضبان يطمح ليس فقط أن يخدع السنة بشرّ إيران، وإنما "أتباع آل البيت" أيضاً! (22)

== "هل سقط مثال الالوسي في الفخ الايراني"
هذا عنوان مقالة أخرى لفراس غضبان الحمداني، ويبدو أنه قد طلب منه هذه المرة حشر إسم إيران في العنوان. فموضوعه ليس له أية علاقة بتلك الدولة، لكنه عبارة عن دعاية إسرائيلية مباشرة بشكل نادر الصراحة في العراق. فبعد أن يدافع الغضبان عن مثال الآلوسي وحقه في "ان يذهب لاسرائيل في زيارة معلنة ويرى ان فيها مصلحة لبلاده" فهو يحذره من "حاجز نفسي كبير" لدى الذين "مازالوا ينظرون بريبة وخوف وربما اشمئزاز للدولة اليهودية". وطبعاً ليس الذنب في هذا ذنب "الدولة اليهودية" التي لم تؤذ أحداً، وإنما هو "بسبب الايدلوجية الدينية والتعبئة السياسية لمعاداة اليهود ودولة اسرائيل" المسكينة...التي " مازال البعض يصر على انها (لقيطة) ومصدرا للشر والعدوان". وتصحيح هذا الأمر ليس سهلاً " في ظل بيئة محكومة بالتقاليد الضيقة" !! ... هكذا تكلم فراس الغضبان، صاحب القصة الكاذبة المشبوهة عن مذبحة كنيسة النجاة ، ألا يؤشر ذلك من يحتمل أن يكون وراء تلك الجريمة إذن؟! (23)

وطبيعي أن توجه تلك الدوائر حصة من جهودها لإثارة الكراهية الطائفية بالذات:
== كشفت تقارير عراقية عن توجه ايراني لضبط حركة النشطاء العرب السنة في العراق, وافادت التقارير التي حصلت عليها «الراي العام»، ان احد قادة المجموعات العراقية القريبة من طهران، ....وتحمل التقارير ....ان الجهاز يدار من قبل لجنة مكونة من قادة «منظمة بدر»، القريبة من طهران، ...الخ (شبكة عراقنا 17 أكتوبر 2005)

وأخيرا، هذه الصورة التي اشتهرت خلال الإنتفاضة البحرينية، والتي تبين تزوير الصورة الأصلية (على اليسار) والتي تحمل شعار سلمية وشرعية الحركة ومكتوبة بخط اليد، واستبدالها بواسطة الفوتوشوب بعبارات كتبت بخط الحاسبة كما أوضحت في مقالة في حينها، بعنوان "تزييف الصور، هذه المرة لتشويه متظاهري البحرين!" (24)





ومن الواضح أن هذا التزوير يهدف لإثارة كراهية ثلاثية الأبعاد: الطائفية، والإنتفاضة وإيران معاً.

علاقة إيران بأميركا وإسرائيل

موضوع علاقة إيران بأميركا وإسرائيل واحد من أغرب القضايا الإعلامية. فرغم كثرة الشواهد التي تقول أن تلك العلاقة علاقة عداء، فأن إيران لم تسلم من تهمة العلاقة السرية بينها وبين الدولتين. ويستعمل أصحاب هاذا الرأي أي شيء يقع بين أيديهم كدليل، فهذا الرجل يقدم:

== "دراسة مهمة جدا" عن التعاون الايراني الاسرائيلي لتدمير العراق .. والدليل على أن محمود أحمدي نجاد من أصل يهودي! (13 أبريل 2009 ) (25)

وبما أن "بايدن" ومشروعه يصعب أن يحسبا على إيران، فقد جرى إشراك "المصالح العربية" معها من أجل الظهور ببعض المصداقية من خلال التظاهر بالحيادية، وهذا حزب الأمة العراقية يبلغنا أن:
== "مشروع بايدن يخدم المصالح الإيرانية والعربية في العراق" (aliraqnews2 2007/10/7) (26)

لكن ليست كل المحاولات تافهة بهذه الدرجة، فقد انتشر الخبر التالي كثيراً وأثار تساؤلات كثيرة:
== "اثارت المعلومات التي كشفت عن وجود علاقات تجارية بين مجموعة اسرائيلية للنقل البحري وايران ... وقررت الولايات المتحدة الثلاثاء ادراج مجموعة "عوفر براذرز" وفرعها "تانكر باسيفيك" على قائمة سوداء (لإنتهاكها) العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية." (2011/05/30 ) (27)  لكن تبين وفق  صحيفة «صندي تايمز»، أن سفن الشحن التي اتُّهمت بانتهاك الحظر المفروض على التعامل التجاري مع إيران، كانت في الواقع تحمل قوات خاصة إسرائيلية. ... للقيام بمهمات استطلاع وتجسّس على المنشآت النووية السرية لدى إيران! (أ ف ب، رويترز، يو بي آي) (28)
فهل كانت إيران إذن تتآمر مع إسرائيل للتجسس على منشآت إيران النووية؟

== ومن بين كل تلك المحاولات لإقناع الناس بتلك العلاقة السرية، فأن أكثر ما أثار قلقي وأوضح لي مدى التأثير المخيف للإعلام الأمريكي في العراق والبلدان العربية، هي الصورة التي اخترتها في بداية المقال، وهي واحدة من مجموعة من الصور تظهر الرئيس الإيراني نجاد وهو يستقبل مجموعة من الحاخامات اليهود. لقد وزعت هذه الصورة بكثافة شديدة بواسطة الإيميل ووضعت على الإنترنت في مواقع عديدة (29) وكتب العديدين المقالات حولها (30) مقدمين إياها كدليل قاطع يفضح أخيراً علاقة نجاد السرية الممتازة بإسرائيل وزيف ادعاءاته بمعاداتها!
المقلق في الصورة أنها نجحت في إقناع الكثيرين بما أرادته، رغم أنها تحمل علامة إدانتها واضحة بلا أي التباس، متمثلة بالباجات التي يحملها الحاخامات والتي تمثل العلم الفلسطيني، إضافة إلى شطب على العلم الإسرائيلي! إنها تدل بوضوح على أن هؤلاء الحاخامات من مجموعات يهودية أشد تطرفاً في معاداتها لإسرائيل من العرب أنفسهم، وتؤمن بضرورة إزالتها كما تشير تعاليمهم وشعاراتهم، وهو ما لا يراه إلا اشد العرب تطرفاً وخيالاً، ولا يجروء على التصريح به من هؤلاء إلا ندرة نادرة، والباج الذي يحملونه في تلك المقابلة يوضح ذلك الأمر بجلاء تام!
ما بدا لي أكثر غرابة في الأمر أن المروجين للتهمة، لم يحاولوا حتى إزالة الباجات الفاضحة من بدلات الحاخامات بواسطة الفوتوشوب، كما فعلوا في حالات أخرى. ولو قلنا أنهم كانوا يخشون افتضاح التزوير ككل مرة، لكن لماذا لم يتم اختيار الصور التي لا تظهر فيها تلك الباجات، أو لا تظهر بوضوح، بل نشرت تلك الصورة بالذات وكما هي وبحجم كبير وواضح؟ ورغم كل ذلك تبادلها الناس فيما بينهم بلا تمحيص مكررين ما كتب عن العلاقة السرية لنجاد، وناشرين متطوعين لتلك الكذبة الواضحة!
إن ذلك يدل في رأيي على المدى المخيف الذي نجح الإعلام الإسرائيلي الأمريكي في الوصول إلى عقل العربي وإرهابه من إيران وتكريهها له حتى صار هذا العقل يستقبل كل ما يصله ضدها بكل ترحيب، ويمتنع عن إخضاعها لأي شك أو تمحيص. أن هذه الصورة يجب أن تبقى رمزاً يحذر العرب مما وصلوا إليه من حال بتأثير الكذب الإعلامي الأمريكي الإسرائيلي الذي يحيط بهم من كل جانب!

كانت الحلقة السابقة عن "التدخل الإيراني"(31) و ستكون الحلقة التالية عن شيطنة إيران في الإعلام الغربي، ثم حلقة تختم موضوع شيطنة إيران بتبيان الجوانب الإيجابية التي يحرص الإعلام الغربي وتوابعه العربية على الإمتناع عن الإشارة إليها، ثم نعود لإكمال بقية حلقات "كيف يراك الآخرون".

(1) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=13881
(2) http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=205528.0;wap2
(3) http://nasiriyah.org/ara/post/8364
(4) http://www.almorabit.com/main/ar/component/content/article/42-arabic-documents/1305-2011-01-19-21-38-35.html
(5) http://www.alquds.co.uk/data/2008/11/11-09/06b31.htm
(6) http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=11700&article=592210
(7) http://www.10452lccc.com/daily%20news%20bulletin/june.arabic19.07.htm
(8) اياد علاوي عميل مبطن للحرس الثوري الايراني
(9) http://gate.ahram.org.eg/News/76129.aspx
(10) http://ara.reuters.com/article/topNews/idARAOLR47838620080304
(11) http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/12/101218_mullen_iran_nuclear.shtml
(12) http://www.alarabiya.net/articles/2010/06/18/111637.html
(13) http://www.elaphblog.com/posts.aspx?u=880&A=33276
(14) http://almadapaper.net/news.php?action=view&id=40711
(15) http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=592450&issueno=11654
(16) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=147828 
(17) http://www.idu.net/portal/modules.php?name=News&file=article&sid=6536
(18) http://www.alsumarianews.com/ar/5/38057/news-details-.html
(19) http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=109547.0;wap2
(20) http://www.alarabiya.net/articles/2011/01/12/133251.html
(21) http://news.gooya.com/sports/archives/116027.php
(22) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=144838
(23) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=147860
(24) http://baretly.net/index.php?topic=1685.0
(25) http://www.lobabforum.com/smf_ar/index.php?topic=2106.0
(26) http://archive.aliraqnews.com/modules/news/article.php?storyid=1484
(27) http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx/resources/articledetails.aspx?Id=114829
(28) http://www.al-akhbar.com/node/13996
(29) http://www.alahwazalarabi.com/showthread.php?t=8071
(30) http://www.albasrah.net/ar_articles_2007/0107/najad_300107.htm
(31) http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=62988