تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

القائمقام واليشماغ الاحمر !!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, أبريل 25, 2012, 12:25:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO


القائمقام واليشماغ الاحمر !!

متي كلو

كانت وزارة التجارة في سبعينيات القرن الماضي تقوم بحملات البيع المباشر ايام الجمع في كافة القرى والنواحي التي لا يتوفر فيها وكلاء لشركاتها التجارية وخاصة التابعة للمؤسسة العامة للسلع الاستهلاكية، وكنت حديث العهد كمدير منسب لإدارة فرع الشركة في مدينة الموصل حيث وصلتني شكوى عن طريق الوزارة من قائمقام قضاء الحضر ، يشكو فيها باسم "الجماهير" في المدينة بإهمال القضاء من حملات البيع المباشر، وكانت الشكوى مرفقة بكتاب من الوزارة لإعلامها بإجراء اللازم بالسرعة ! اجتمعت بموظفي المبيعات والمخازن وتقرر ان ننظم حملة   للبيع المباشر في القضاء بعد اسبوعين وأرسلت كتابا الى الوزارة بذلك ونسخة منه الى قائمقام القضاء اشارة الى شكواه.
اتصلت صباح الخميس بالقائمقام وأعلمته بالموعد واتفقنا على انتظاره في الساعة التاسعة صباحا لكي نبدأ بعملية البيع المباشر.
في المساء تم تجهيز شاحنة كبيرة بالمواد المتنوعة من البضائع تحتوي على كافة المواد التي تتعامل بها الشركة:
اقمشة مختلفة وسجاد وبطانيات وغيرها ، وتم تأليف لجنة من اثنين من موظفي المبيعات وأمين الصندوق والمحاسب واثنين من امناء المخازن.
كانت القافلة تتكون من شاحنة وعدد من السيارات وتم اختيار ساحة بوسط القضاء منذ الساعة الثامنة صباحا وتجمهر بعض ابناء القضاء، لكنني طلبت من اللجنة عدم البيع إلا بعد حضور القائمقام.
مضت اكثر من ساعتين بدون ان يحضر القائمقام.
سألت احد الحاضرين عن عنوان مسكن القائمقام، ابدى استعداه لكي يدلني على مسكنه فاستصحبناه انا ومسؤول المبيعات الى منزل السيد القئمقام. نزلت من السيارة وطرقت الباب، سمعنا صوت امرأة من خلفه، تسال من الطارق! أعلمتها بهويتنا وحملة البيع المباشر بناء على طلب السيد القائمقام ، وأن هناك اتفاق مع حضرته بالحضور في الساعة التاسعة صباحا ، اجابتنا بان " الاستاذ" قد ذهب في نزهة صيد مع أصدقائه.
عدت الى الساحة وطلبت من الموظفين البدء بالبيع للمواطنين، ولم نبع اي مادة، الى أن حضر الاستاذ في الخامسة مساء، معتذرا لتاخره لأنه كان في مهمة حزبيه رحبت به وأعلمته بأننا بدأنا البيع منذ الساعة العاشرة صباحا وتجمع المئات حولنا ولكن لم يشتر احد منهم شيئا!!
لم يعلق على كلامي ، سالني هل يتوفر عندكم يشماغ أحمر اجبته بنعم وطلبت من موظف المبيعات بان يطلعه على انواع اليشامغ التي تتعامل بها الشركة وكان عددها اكثر من عشرة انواع من الاحمر والاسود والنقشات المختلفة، وكانت جميعها من الانتاج المحلي والمسوقة حصرا من معامل الحاج يونس في الموصل اما انتاج محافظة كربلاء فهو من حصة بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى تمعن النظر على النماذج لأكثر من نصف ساعة ، ثم سالني:
اليس هناك انواع مستوردة؟
كلا استاذ ،تم منع استيراد اليشماغ الانكليزي والصيني تشجيعا للإنتاج المحلي .
اختار نوعا من اليشماغ الاحمر اللون، وسالني: كم ثمنه وهل هناك تخفيض لموظفي الدولة !
اجبته: ثمنه 650 فلسا وليس هناك تخفيض .
دفع المبلغ نقدا و عدا ، وغادر ألمكان ممتعضا! ثم طلبت من الموظفين التهيؤ للمغادرة،.
في صباح اليوم التالي كتبت تقريرا الى المدير العام مشيرا الى كتاب الوزارة، وشرحت تفاصيل الرحلة والتي استغرقت اكثر من عشرة ساعات وكان ختام التقرير :
" وكان اجمالي المبيعات ليوم الجمعة المصادف ( -/-/ 1977) لقضاء الحضر 650 فلسا فقط .
في اول اجتماع لمدراء الفروع مع المدير العام "ع.ج"، سالني مبتسما:
كتبت عن اجمالي مبلغ المبيعات ولكن لم تكتب عن تكاليف الرحلة!!!

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة