"بكى المطران" / الشماس المهندس فادي حنا توما

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 14, 2014, 04:20:53 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

"بكى المطران"


الشماس المهندس فادي حنا توما

بَكَى المُطران ...
في القلبِ يَعتَصِرُ الألَمُ وللحديثِ شُجُونٌ وأحزان
بَكَى المُطران ...
نَينَوىَ المُثخَنةَ بالجراحِ...
سَهلُها.. قُراها.. أهلُها والخِلّان
استُبيحَتِ الكَنائِسُ ..دُنِّسَتِ المَذابِحُ..
صَمَتتِ النواقيسُ ... ودِجلة والفُرات يَنتَحِبان

يا راهبَ الدير ... بالإنجيلِ تُخبِرُني ...
عَنْ معابِدِنا عَنِ الصُلبان
يا حَبرَ الموصِل ...
بَوْحُكَ الحَزينُ قَصيدةٌ تَنقادُ لها القَوافي ويَركعُ البيَان
يا شَرفَ السُريانِ ...
دَمْعُكَ المِدْرارُ بُحُورٌ مِنَ الشعرِ فَريدَةٌ عُذريِّةُ الشُطآن
بَكيتَ... ومِثلُكَ إِذْ يَبكي فالخَطبُ جَلَلٌ وسيفو الأَمسِ أضحى سيفان
لكن مَن يُخمدُ النيران
وقد اشتعلت بها الصدورُ وتراكمتِ الأحزان
فُصولُ مآسينا في العراق تتوالى لا خاتمةَ لها
وصُورُ شُهدائِنا جَرحُنا الغائِرُ لا تُفارِقُ الوجدان
من أجلِ إيمانِهم ذُبِحوا خرافُ المسيح
شيباً شباباً أطفالاً كَهنَةً ومُطران

في الشامِ تَبكي أطلالُ الكنائسِ أهليها
يشيحُ التاريخُ وَجهَهُ خَجَلاً
تستغيثُ الحضارةُ ... ويَفغرُ فاههُ الزمان
آرامُ يُطردُ من دمشقِهِ
وخُدامُ المسيحِ من جديدٍ قرابينٌ وأثمان
نيرونُ بَعدَهُ ....     نيرونُ
والجُلجُلةُ تزدادُ صُلبانُها صُلبان

يا مسيحيي الشَرقِ نوحوا
فلِحالِكُم يُهالُ التُرابُ وتُلبَسُ المُسوحُ
اطفِئوا حَسَراتِكُم بالدّمعِ... قَدِّسوا صَوماً... نادوا باعتِكافٍ...
ثُمَّ شُدّوا احقائَكُمُ ولتُسْتَنهَضِ الروحُ
روحُ اجدادِكمُ العِظامِ ما أحوَجَكُمُ اليَومَ لها
فهَلْ لِلَيلِكُمُ مِن فَجرٍ يَلوحُ ؟



يمكنكم مشاهدة فيديو الرثاء على الرابط التالي:



ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة