إنتصار الأمة الأيزيدية / هادي جلو مرعي

بدء بواسطة matoka, سبتمبر 03, 2018, 08:34:49 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

إنتصار الأمة الأيزيدية


برطلي . نت / بريد الموقع

هادي جلو مرعي


الصمت قد نتوهمه هزيمة، لكنه في الحقيقة صمود لامثيل له.

تقطع السيارة التي يستقلها ناشطون أيزيديون المسافة بين مركز نبراسكا والفضاء المفتوح في وقت قياسي لتصل الى تلك المساحة من الأرض التي وافقت سلطات الولاية ان يشيد عليها معبد، وتقام عليها مقبرة خاصة بالجالية الأيزيدية الهاربة من جحيم العراق.

ياه ما أبعد المسافة بين نبراسكا وجبل سنجار، وكم هو الفرق كبير بين تلال وهضاب وسهول الموصل، وتلك الأرض البعيدة عن الديار الأولى، والوطن الأول، وكم هو الفرق بين معبد (لالش) في نينوى، والمعبد المشيد في نبراسكا؟

بكم تشتري هذه الأيزيدية ياأخا الإسلام؟ بسيجارة أيها الأمير!! وعلى بركة الله ليبدأ مزاد بيع الأيزيديات في سوق النخاسة، فهن كافرات، وقد أباح الله لنا أن ننكحهن بطريقتنا الخاصة، وأن نتبادل ملكية كل واحدة منهن مقابل بعض المال.لكن سيجارة واحدة كانت كافية لتقنع (إبن عاهرة) ليبيع جاربته التي تمتع بها، فلم يعد بحاجة لها مع وجود المزيد من الفتيات الأيزيديات السبايا عند التنظيم الذي فشل في مواجهة الأمريكيين والصهاينة، ونجح في ملاحقة فقراء المسلمين والأيزيديين والمسيحيين المقهورين في بلاد الرافدين الجافين من روح الحياة.

بدأت الكارثة الإنسانية في العاشر من يونيو عام 2014 حين إقتحم جهاديون إسلاميون مدينة الموصل وضواحيها التي يقطنها مئات آلاف المواطنين من العرب والكورد والتركمان الى جانب مسلمين سنة وشيعة وأتباع ديانات أخرى كالمسيحيين والأيزيديين، وكانت محنة كل أقلية تختلف نظيراتها من محن مرت بها الأقليات الدينية والعرقية حيث الفوضى والقتل والسلب والنهب والتهجير والسبي وأصناف العقوبات والأتاوات والتعليمات الدينية الغريبة والعجيبة.

كانت مصيبة المواطنين الأيزيديين مثيرة للحزن فعلى مرأى سكان كوكب الأرض بدت مظاهر كان البعض يراها في أفلام السينما حيث عشرات الفتيات الأيزيديات يسبين مقيدات بالسلاسل في مشهد لم نر لها مثيلا سوى في مرويات واقعة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي وسبيت نساؤه مع إن المسلمين الأوائل مارسوا هواية السبي في أفريقيا وآسيا وبلدان الإتحاد السوفيتي السابق حين كانوا يدمرون البلدان ويجتاحون القرى بدعوى نشر الإسلام بينما الحقيقة غير ذلك حيث يتم نقل النساء والعبيد من الأطفال والرجال والذهب والأموال والمقتنيات الى دمشق وبغداد ومدن عربية أخرى لتكون في خزائن الملوك الجبابرة.

مامر على الأيزيديين لايمكن أن يكون حدثا عابرا، فهو يمثل وصمة عار على الجماعات الدينية المسلمة، وحكومات الدول العربية، والمؤسسات الدينية، والأمم المتحدة، وأمريكا والغرب، والدول الإسلامية والعربية، ومخابراتها التي عملت كل واحدة منها بطريقة قذرة على توظيف جماعات العنف الديني في صراعات سياسية وإقتصادية، وعندما ستمر السنين سيكون ماجرى على الآيزيديات وصمة عار في جبيني، وجبين كل مسلم شاهد وسمع ماحدث.



هادي جلو مرعي
رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية
009647702593694
بغداد





Matty AL Mache