أوجاع بلا أبعاد في بلاد موت ألأجساد

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, أبريل 02, 2011, 06:49:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

أوجاع بلا أبعاد في بلاد موت ألأجساد

نصل حربة قلع عين الحلم
تدحرجت العين
وأستقرت في كفي
لعنت الحربة وقساوة نصلها
وأقمت الصلاة
أخذت فأسي لأحفر للعين قبرا
وفي أول ضربة لفأسي على وجه الارض
سمعت ألأرض تصرخ
لا .. لا تحفر هنا
فهنا تدفن كامل ألأجساد
نظرت يميني ويساري
رأيت كومة من الحجارة منزوية
نبشت تحتها .. صرخت
لا .. لا تنبش هنا
فهنا يرقد رماد الذكريات المحروقة بنار ألأستعباد
رماداً حملوا منه ماحملوا
ينثروه فوق أجساد البشر
بدلاً من الزهور والمطر
دعيني أدفنها تحتك أيتها الحجارة
فأنت تكونين لها شاهدة قبر
أستعيدها بعدما أعود من مصيري
أنت لم يبق تحتك أيتها الحجارة
غير ألألم المجرد من الصراخ
والحزن المفروض عنوة بفوهات البنادق وأنصال الحراب
لم يبق تحتك سوى أجساد تلتهم الخبز كيفما أتفق
لتعيش يوماً بعد يوم مصنوعاً من ألم
تسحل سلاسل ألذل أمالها
فوق هامات الورق المدفون تحت أنقاض الكتابات
تعلن أنتصار الخوف والجوع على ألأنسان
لما تمانعين ايتها الحجارة
تحتك أكفان نتنة
غادرتها أجسادها وأختبئت في شقوق الحياة
خوفاً من مجهول قادم
يعبث بألأنسان
يمنحه وجعاً مطرزاً بفتات رغيف خبز محروق
خميرته علقم يقتل حلاوة الحلق
لم يبق تحتك
غير أنقاض مدن
وشبه أسماء لها تدفن في دهاليز النسيان

يشمخ الدم سيداً
يملأ ألأفواه ويغطي الجدران
يشحب وجوه ألأطفال في طرقات المدن الحزينة
ويقطع ألسن أغنيات الصباح الرزينة
يهدي ألنسوة أثواب السواد
ويمنح الرجال البكاء أيام الحداد
يعبئ القبور بأجساد العباد
ممن كانوا قاب قوسين من الموت
أو ممن جردوا عنوة من الحياة
في بلاد موت ألأجساد
طغت ألأوجاع وأصبحت بلا أبعاد
وسرى الليل يغير على فجره ليقتله
وكأن الفجر لم يكن لليل وليده
أدرت ظهري للحجارة
والعين ما زال يحتضنها كفي
توسد الدمع وجهي
وأحتضنتٌ البكاء طفلاً لي على خدي
يهطل حزني على هامتي كا لمطر وأبكي على بلاد موت ألأجساد
طغت عليها أوجاع بلا أبعاد
قبلت العين ومضيت أبحث عن مصيري في بلاد موت ألأجساد

.....!!!!


أمير بولص أبراهيم

8 تموز 2007

العراق
[/center]
[/b][/size][/b][/size]