تداعيات من زمن التحرير
تعطلت لغة الكلام وتاهت الحروف من شفاه ابناء برطلي الذين رافقونا لتفقد دورهم بمبادره من ادارة كنيسة برطلي واصيبوا بالدهشه والصمت لما شاهدوه من نهب وسلب وحرق وتدمير لدورهم وما كانت تحتويه من اثاث ومعدات ولوازم منزليه فأصيبوا بالاحباط وعلت وجوههم تضاريس متنوعه بين اليأس والحزن والغضب ثم تسليم امرهم الى الرب يسوع لما قام به عتاة العصر حاملي الفكر الصحراوي المؤسس على مبدأ الغزو والنهب والقتل والسبي وهتك الاعراض والتجاوز على الحرمات والتي تعتبر بمقايسهم (بطوله ومرجله).
في الواحده ظهرا تجمعنا في مكان واحد بانتظار باص الكنيسه ليقلنا الى بلدة عنكاوا السكن البديل كل شخص منا استعرض ما حل بداره من نهب وسلب وتدمير وحرق وكيف تم بعثرة الملابس والمفروشات وكسر الابواب والتجاوز على خصوصياته فتبين ان المصيبه واحده ومنفذه بدقه على الكل وتظهر مدى الحقد الدفين الذي كان يكنه الأشرار تجاهنا مبتدئين بتهجيرنا قسرا من دورنا ثم سرقة محتوياتها وتدميرها وحرقها بعد ان وسموها بعبارة (عقارات الدوله الاسلامية ن ) .
يقول هتلر (احتقر من تعاون معي لأحتلال بلده ) فالذين كانوا يعيشون بين ظهرانينا ويأكلون من خيراتنا استقبلوا عناصر داعش بحفاوه وفرح وتعاونوا معهم واصبحوا ادلاء على بيوتنا فهذا دار نصراني كافر وهذا بيت رافضي لكن هذا دار مسلم سني الأ يستحق هؤلأء حصر اسمائهم وتقديمهم للقضاء بتهمة الخيانه والتعاون مع عناصر داعش .
كلنا يعلم ان العقل البشري السليم في كل انحاء العالم ينتج حضاره تخدم الانسانيه من ابتكارات واختراعات ونظريات وخطط سليمه للتطور والتقدم فهم يعملون فوق الارض وفي الفضاء الخارجي لكن هناك نماذج مغيبه عقولهم لايستهويهم العيش الأ تحت الارض كالموتى فأختاروا انفاقا وحفر للعيش فيها لأن هاجسهم الخوف والشك والغدروالقتل والخديعه والكراهيه تجاه الاخر فأي حضاره ومدنيه ينتج هؤلاء فهذا هوالفرق بين النور والظلام .
بعد عمليات التحرير حتما توفرت لدى الاجهزه العسكريه والامنيه معلومات وبيانات عن اسماء عناصر داعش ممن قاموا بنهب وسرقة وحرق دورنا وكنائسنا فعليه نطالب الاجهزه الامنيه والاداريه في المحافظه والحكومه المركزيه باعلان اسماء المتورطين في الاعتداء علينا تهجيرا ونهبا وسلبا وحرقا لدورنا وممتلكاتنا ثم تقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل .
مر على تحرير برطلي ما يزيد عن الشهر والنصف الا انه لم يتم حصر الدور والكنائس المسروقه والمتضرره والمحروقه والمدمره وتحديد نسبتها من قبل لجان حكوميه مختصه تكون بمثابة قاعدة بيانات لغرض تنفيذ قانون التعويض رقم (20) لسنة 2009 بالاضافه الى عدم قيام اجهزة البلديه بتنظيف الشوارع الداخليه للاحياء السكنيه من مخلفات الحرب كما لوحظ بطء في اعادة الكهرباء والماء الى البلده من قبل الاجهزه المختصه ، نأمل الاسراع بانجاز متطلبات اعادة الحياة الى برطلي .
فيليب هداي
1/12/2016