" من هم أبناء الكنيسة الكلدانية ؟ هل هم كلدان أم أشوريون أم سريان؟ "/هنري بدروس

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 19, 2017, 06:01:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

" من هم أبناء الكنيسة الكلدانية ؟ هل هم كلدان أم أشوريون أم سريان؟ "     
   

برطلي . نت / بريد الموقع

هنري بدروس كيفا


للأسف الشديد لقد إنتشرت بين مسيحيي الشرق عدة طروحات تاريخية خاطئة حول هوية إخوتنا " الكلدان " . أتمنى من القارئ المهتم و المثقف
أن يتأكد قبل أن يعلق و أن يردد نفس المعلومات الخاطئة التي تبعد
إخوتنا الكلدان عن بقية السريان الآراميين .
بعض الملاحظات حول الموضوع :
أولا - إن قدامى الكلدان ينتمون الى الآراميين و كان لغتهم الأم الآرامية
و جميع أسماء قبائلهم كانت آرامية و لها معنى واضح باللغة الآرامية.
الفرق بين القبائل الكلدانية و الآرامية التي إنتشرت في بلاد أكاد هي :
* القبائل الكلدانية إنتشرت على ضفاف نهر الفرات و خاصة في المدن
و قد تمدنت و أخذت الحضارة الأكادية و إستخدمت اللغة الأكادية و قد
تسمى عدد كبير من شيوخ تلك القبائل بأسماء أكادية ...
* أما القبائل الآرامية في بلاد أكاد فقد إنتشرت على ضفاف نهر دجلة
و في المناطق شرقي دجلة و قد حافظوا على نمط حياتهم القبلية .
* لقد تعجب الباحث " برنكمان " في كتابه المشهورBrinkmann J.a
Political history of Post-Kassite Babylonia (1158-722 b. C.) لماذا الكتابات الأكادية التي تركها ملوك شور كانت تميز بين
القبائل الكلدانية و القبائل الآرامية ؟ و الجواب قد يكون إنتشار تسميتين
جديدتين في بلاد أكاد و هما " مات كلدو " و مات اريمي " أي بلاد
الكلدان و بلاد الآراميين . و هذه الكتابات الأكادية إعتبرت القبائل
كلدانية إذا كان موطنها الجغرافي بلاد الكلدان و آرامية إذا كان موطنها
بلاد الآراميين .
* قام العالم = كول=
ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s
Archive from Nippur.
in Oriental Institute Publications
Tome 114 ( 1996) بنشر و ترجمة ارشيف حاكم مدينة نيبور سنة 1996. هذه الرسائل حوالي 129 غنية بالمعلومات و تعود الى ما بين 755 و 732 ق.م. اي قبل هجومات الملك تغلت فلاسر الثالث. الرسالة رقم 9 تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و القبيلة ربوعو الارامية و قد ورد في هذه الرسائل باللغة الاكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و عدة مرات التسمية الارامية و لاول مرة في بلاد بابل ، اسم بيت ارام الجغرافي و ذاك في الرسالة رقم 104 . و قد وردت عدة تسميات قبلية قد تكون كلدانية او ارامية. هذه الرسائل تؤكد لنا إنصهار بقايا الشعوب
القديمة بالآراميين .
* ملاحظة مهمة جدا : لقد إختفت تسمية "مات كلدو " بينما صمدت
تسمية " مات اريمي " رغم أن القبائل الكلدانية هي التي إستلمت الملك
في بلاد أكاد و قضت على الإمبراطورية الأشورية سنة ٦١٢ ق٠م!
كل من له إطلاع في المصادر السريانية الشرقية النسطورية يعلم أن
علمائهم كانوا يستخدمون تسمية " بيت آراماي " أي بلاد الآراميين
حتى القرن الحادي عشر الميلادي .
ثانيا - أبناء الكنيسة الكلدانية يتحدرون من السريان النساطرة .
هنالك إختلاف كبير داخل الكنيسة الكلدانية حول هويتها التاريخية :
* كثيرون لا يهتمون بالهوية التاريخية و يتوهمون بأنهم عرب أقحاح
لأنهم يتكلمون اللغة العربية أو للتهرب من النظام البعثي العربي السابق.
*أغلبية علماء هذه الكنيسة ( الأب البير ابونا و البطاركة دلي و ساكو...) يؤكدون الإنتماء الآرامي لأبناء هذه الكنيسة و لكل مسيحيي
العراق !
* بعض المفكرين و رجال الدين يدعون بهوية كلدانية ليس لها أية علاقة بالقبائل الكلدانية الآرمية ؟ و قد تحولت " الهوية الكلدانية " الى
إيديولوجية سياسية غير صادقة إذ تدعي أن الكلدان كانوا متواجدين
في العراق منذ ٧٣٠٠ سنة أي قبل السومريين و قبل التاريخ ؟
* هنالك قسم من أبناء هذه الكنيسة الكلدانية يدعون بأنهم أحفاد
الأشوريين مع أن الشعب الأشوري قد زال من التاريخ و المضحك المبكي
إن بعض دعاة الفكر الأشوري من السريان النساطرة يرددون " إن أبناء
الكنيسة الكلدانية قد إنفصلوا عن شعبنا الأشوري !!!"
* أخيرا كثيرون من أبناء هذه الكنيسة يرددون من أجل مصالحهم بأننا
جميعا ننتمي الى الشعب " الأشوري الكلداني السرياني " أي الى هذه
التسمية المطاطية المزيفة !
ثالثا - أبناء الكنيسة الكلدانية هم سريان لأنهم أحفاد السريان المشارقة!
نحن نتعجب كيف يتعلق أبناء هذه الكنيسة بطروحات تارخيية خاطئة
و لا يفتخرون بهوية أجدادهم السريان الآراميين ...
* التسمية السريانية تشير الى هويتنا الآرامية و صارت في التاريخ
الحديث تعني مسيحي و لم تكن تعني المسيحي كما ورد في مقدمة المطران أوجين يعقوب منا .
* عندما يعرف السرياني النسطوري عن نفسه بلغته الأم السريانية لهجة السورث بأنه " سورايا " فهذا يعني بأنه سرياني آرامي و ليس مسيحي أم
أشوري كما يرددون اليوم .
* الإدعاء بهوية كلدانية تاريخية بدون أي علاقة مع تاريخ القبائل الكلدانية العلمي قد حول " الكلدانية " اليوم الى إيديولوجية متطرفة تقسم
شعبنا : بعض المتطرفين صاروا يدعون اليوم بوجود لغة " كلدانية "
بحجة النضال ضد دعاة الفكر الأشوري المزيف أو أن أبناء الكنيسة
الكلدانية يتكلمون لهجة خاصة بهم !
* أخيرا الإنتماء السرياني الآرامي ليس حكرا لأبناء الكنيسة السريانية
الأرثودكسية أو الكاثوليكية أو الإنجيلية و الحمدلله هنالك كثيرون من
أبناء الكنيسة الكلدانية يؤمنون بأننا جميعا ننتمي الى شعب واحد و هو
الشعب السرياني الآرامي و لا شك بفضل إنتشار الدراسات العديدة التي
قام بها الأب المؤرخ البير ابونا .