المسيحيون من سكان بلدات سهل نينوى ، من يُعجّل في عودتهم اليها ؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 26, 2016, 11:25:35 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المسيحيون من سكان بلدات سهل نينوى ، من يُعجّل في عودتهم اليها ؟       




برطلي . نت / خاص
وقف "خالد شَمَنّي" ، المهندس المصمم لعشرات الدور في برطلة وواضع تصاميمها المعمارية والمدنية ، وقف يتأمل واجهة أحد هذه الدور التي طالها التخريب على يد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وكيف تحولت تلك اللوحة المعمارية الجميلة الى حُطام بعد ان كان قد أمضى فيها أياما وليالٍ لانجازها .
احتل داعش "برطلة" البلدة المسيحية وباقي بلدات وقرى سهل نينوى في 6 آب 2014 ، وفرَ أهلها هاربين من أمام الموت بحد السيف بعد إنسحاب القوات الامنية التي كانت تتكفل بحمايتهم ، وتوجهوا صوب المناطق الآمنة في إقليم كوردستان المتاخم لمناطقهم .
في منتصف تشرين الاول 2016 بدأت حملة عسكرية لاستعادة هذه المناطق من ايدي تنظيم داعش ، وتم تحريرها بمشاركة قوات من الجيش العراقي والشرطة الوطنية وقوات البيشمركة بدعم جوي من قوات التحالف الدولي لتعود ثانية الى أحضان الوطن .

غنائم للبيع
سنتان وثلاثة أشهر وهي الفترة التي بقيت فيها هذه المناطق تحت سيطرة تنظيم داعش ، وبحسب مفهومه الفكري أن كل ما تقع عليه يده من بشر وأموال وممتلكات هي غنائم .
يُحدثنا "حسين" أحد أفراد قوة مكافحة الارهاب التي شاركت في تحرير برطلة  وكانت عجلته العسكرية المدرعة "الهمفي" هي ثاني عربة عسكرية تدخل البلدة "بحسب قوله" يوم التحرير . وهو يبريء ساحة الجيش العراقي من كل ما شاهدناه في البلدة من نهب وسلب وحرق للدور وتخريب وتدمير ومستغربا مما شاهده .
يُخمن "حسين" وبحسب ما شاهده أن سكان برطلة قد تركوها منذ ما يقارب السنة وهو في ظنه انها فترة طويلة وكافية ليحصل ما حدث فيها ، وهو لا يدري أننا قد تركناها منذ أكثر من سنتين .
يضيف "حسين" . قلت في نفسي لماذا يفعل أهل البلدة بمحتويات دورهم هكذا وقد قلبوها رأسا على عقب أو أُفرغت منها؟ . ويكمل بعدها علمنا أن أمراء داعش قسّموا المنطقة بينهم ، ثم عرضوا محتويات الدور من آثاث للبيع على مشترين من الموالين لهم متخصصين في هذا المجال بعد ان كانوا قد نهبوا الثمين منها . ويضيف تبدأ المساومة على اساس كل فرع في هذا الحي بـ(2000) دولار مثلا .

تأخر التحرير زاد من الدمار
التأخير في موعد التحرير ساعد ايضا على اتخاذ جرائم أكبر من قبل داعش في المنطقة ، بالاضافة الى قصف مواقعه من قبل الطيران الجوي ساهم في إحداث تدمير للكثير من المنشآت والدور فضلا عن ما خلفته العمليات الحربية خلال التحرير .

مدن مهجورة
السير في برطلة منفردا يثير فيك الخوف والفزع حتى وان كنت من أصحاب القلوب الحديدية ، هذا ما عبر عنه ابناء البلدة من الذين سنحت لهم الفرصة بزيارتها بعد التحرير . مدينة مهجورة لا وجود للحياة فيها ، ليست خالية من البشر فقط بل حتى من الحيوانات والطيور . هذا بالاضافة الى مشاهد الدور المهدمة ومخلفات الحرب التي تملأ الشوارع والروائح الكريهة احيانا . فلن تحتاج "هوليود" الى إقامة مواقع لانتاج أفلام الرعب فيها ، فـ"داعش" قد أوجد منها الكثير في العراق ( برطلة ، كرمليس ، بغديدا ، تلكيف ، باطنايا ، تللسقف ..وغيرها ) .

كان  "خالد" قد مرّ على داره التي سُويّت بالارض بسبب التفجير من قبل داعش هذا ما تأكد منه بعد معاينته لمعالم الجريمة .  عاد اليها ثانية قبل إنهاء زيارته للبلدة والرحيل باحثاً بين الركام عن ذكرى ، فلم يجد شيئا يحمله معه فكتل الكونكريت قد غطت كل شيء .

"خالد" وآلاف غيره من أبناء سهل نينوى يتأملون في العودة اليها . ولكن من يعينهم في إزالة آثار الدمار والتعويض عن خسائرهم والمساهمة في بناء المنطقة ويُعيد الحياة اليها وفوق كل هذا توفير الحماية الامنية . لان كل ذلك ما زال أسير المؤتمرات واللقاءات والاعلام فقط .
















المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "