فرنسا تنتشل مسيحيي العراق من جحيم متصاعد وتمنحهم حياة بلا عودة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 21, 2014, 11:57:29 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

فرنسا تنتشل مسيحيي العراق من جحيم متصاعد وتمنحهم حياة بلا عودة


برطلي . نت / متابعة

شفق نيوز/

في أمسية دافئة بمطار أربيل الدولي في إقليم كردستان العراق استبد القلق بنحو 150 لاجئا معظمهم مسيحيون وهم يترقبون لحظة الفرار من وطنهم على متن طائرة حكومية فرنسية.

وينتمي هؤلاء اللاجئون لجميع الأعمار وينحدرون من 25 عائلة مختلفة وكانوا يحملون رسالة واحدة وهم يتأهبون للسفر إلى باريس هربا من خطر "داعش": لم يعد بوسع المسيحيين والمسلمين العيش معا في العراق.

ويصطحب شكيب (46 عاما) وهو محام في المحكمة الرئيسية في الموصل زوجته وأمه وابنته وابن أخيه إلى مدينة تور في غرب فرنسا. وكل ما تبقى لديهم من متعلقات.. حقيبة واحدة لكل منهم.

وقال شكيب "لا مستقبل في العراق. لا يمكن أن يكون هناك أي مستقبل للعيش بين المسلمين والمسيحيين هنا. تركت حياتي. أنا في منطقة وسطى بين الحزن والسعادة. لكن مع داعش لا يمكننا العودة".

غادرت العائلة الموصل قبل ستة أسابيع بعد أن وجه لها متشددو تنظيم داعش إنذارا إما اعتناق الإسلام وإما القتل. ويسيطر داعش على مساحات كبيرة من العراق وسوريا.

وقادت فرنسا الجهود الأوروبية لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين. ونقلت الطائرة التي أرسلتها الحكومة الفرنسية وهي من طراز إيرباص إيه 310 عشرة أطنان أخرى من الأغطية والخيام والآنية ومستلزمات النظافة قبل أن تنقل اللاجئين في رحلة إلى باريس.

قال دبلوماسي فرنسي "هناك أناس ينامون في الشوارع في هذه اللحظة لكن الهدف الرئيسي لهذه الشحنة هو إمداد الآلاف الذين سيبقون هنا (في العراق) استعدادا لفصل الشتاء".

وتابع قائلا "مارأيناه هنا هو تطهير عرقي حقيقي".

وشنت المقاتلات الحربية الفرنسية ضربات داخل العراق يوم الجمعة للمرة الأولى في إطار تحالف دولي سيركز في البداية على طرد تنظيم الدولة الإسلامية من العراق وإعادتهم إلى قواعدهم في سوريا. وقدمت فرنسا أيضا أسلحة معظمها مدافع رشاشة وذخيرة لمقاتلي قوات البيشمركة الكوردية.

وتتعرض فرنسا لضغوط من الرأي العام لقبول مزيد من المسيحيين من الشرق الأوسط واستقبلت بالفعل حوالي 100 شخص منذ أن بدأ تنظيم داعش هجومه في العراق في يونيو حزيران الماضي.

ووصل نحو 40 مسيحيا من شمال العراق في نهاية أغسطس آب وفقا لمعايير صارمة بأن لديهم روابط عائلية في فرنسا وموارد تكفي للعيش هناك. ووصل 60 آخرون بوسائلهم الخاصة.

بالنسبة لمعظم اللاجئين فإن القدوم إلى فرنسا يعني الخوف من المجهول. فقليل منهم يتحدث الفرنسية ولم يسافر معظمهم قط بطائرة ناهيك عن السفر إلى بلد غربي.

وليس لدى مايكل (56 عاما) وهو مهندس كهرباء من بلدة قرقوش المسيجية أمل في الحصول على وظيفة في فرنسا في هذه السنة ولا يتحدث الفرنسية. لكنه يتوجه هو وابنتاه وابنه وزوجته إلى مدينة ليون حيث يعيش شقيق زوجته.

وقال "الوضع هناك (في قرقوش) بات مستحيلا عندما جاءت داعش." واستطرد قائلا "يريدون تطبيق الشريعة. يريدون فرض إسلامهم ولا يريدون أي مسيحيين.

"هربنا من قرقوش إلى أربيل في أول أغسطس. كان هناك قصف واشتباكات بين داعش والبيشمركة. داعش استولت على كل شيء: الطعام أجهزة التلفزيون الثلاجات كل شيء. من الصعب أن تظل هنا كمسيحي".

وانخفض عدد السكان المسيحيين في العراق إلى أكثر من النصف خلال العقد المنصرم من نحو مليون شخص قبل سقوط نظام صدام حسين عام 2003 إلى 400 ألف شخص تقريبا بحلول تموز هذا العام.