جدل بين المسيحيين والشبك بشأن بناء مجمع سكني قرب ناحية برطلة بنينوى

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أبريل 13, 2011, 01:03:37 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

جدل بين المسيحيين والشبك بشأن بناء مجمع سكني قرب ناحية برطلة بنينوى

يدور جدل بين المسيحيين والشبك في سهل نينوى بشأن مساع لبناء ألف وحدة سكنية للمكون الشبكي قرب مركز ناحية برطلة.وبينما يعمل المسيحيون على إيقاف المشروع لأن "من شأنه تغيير ديموغرافية المنطقة" كما يقولون، يرى الشبك أن الأرض المزمع إقامة المشروع عليه تقع في منطقة يسكنها الشبك أساسا.ويقول رئيس حركة تجمع السريان المستقل أنور هدايا، لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن "الموافقة على بناء هذا المجمع، والسكن فيه، ليست محددة لفئة معينة، ولكن لان المجمع يقع خارج بلدة برطلة ويبعد ثمانية كيلومترات عن حدود بلديتها، فمن الطبيعي انه لا احد من أهالي برطلة من المسيحيين سيتوجه للسكن فيها".ويشدد على أن "تخوفنا يأتي من احتمالية قدوم أناس من مناطق أخرى من خارج ناحية برطلة، بهدف الاستيطان، لان الاستثمار يعطي الحق لأي شخص ان يأتي من أي مكان من العراق ويشتري بأمواله"، منوها إلى ان  "مخاوفنا تتجسد في هذه النقطة بالذات، ومن ان يكون هناك استيطان جماعي من اجل التغيير الديموغرافي للمنطقة، علما ان المسيحيين يشكلون نحو 40 إلى 45 % من سكان الناحية".ويشير هدايا إلى ان "الكل يعلم ان هذه المناطق مشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي، بحيث لا يسمح بإنشاء أي معمل أو مصنع أو أي شيء آخر"، متسائلا "لماذا يعد الاستيطان فيها شيئا مشروعا؟، وكيف يغض النظر عن شمولية المنطقة بالمادة 140، وهل المنطقة مشمولة فعلا بهذه المادة أم لا؟".ويلفت إلى أن "تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية، اصدر بيانا يوم أمس، بهذا الشأن، ونحن سنعمل من اجل إيقاف هذا المشروع"، مزيدا بالقول "حاليا قمنا بتشكيل لجان ستتخذ الخطوات المطلوبة منها، والاتصال بجميع الأطراف العراقية".وحمّل هدايا "حكومة الموصل المحلية مسؤولية ما يحدث بالدرجة الأولى، ويليها الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان".وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 % من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد عام 2003.ويقول عضو مجلس قضاء الحمدانية لويس مرقص، لـ (آكانيوز)، ان "هناك مساعي لبناء مجمع سكني يتكون من الف وحدة سكنية للمكون الشبكي على قطعة ارض تبلغ مساحتها 200 دونم"، مبينا ان "هذه الوحدات السكنية ستوزع على سكان قريتين شبكيتين ضمن ناحية برطلة وهما قرية شيخ أمير وقرية بازكرتان".ويعتبر ان "هذه المساعي خلقت تخوفا عند الأحزاب المسيحية، التي ترى ان هذا المجمع قد يتجاوز عدد نفوسه 5 آلاف نسمة، وقد يؤدي إلى إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة".وكان المشروع قد حصل على موافقة أغلبية أعضاء مجلس أعضاء مجلس ناحية برطلة، ومن المزمع إقامة المجمع في مقاطعة تسمى جبل عين الصفرا وبدايته تكون في قرية شيخ أمير (الشبكية) فيما تكون نهايته قرب قصبة برطلة.ويرى مرقص ان "الأراضي المزمع البناء عليها عائدة لوزارة المالية، ويقال ان هناك نزاع للملكية حولها"، مضيفا "ولان هذه المناطق من المناطق المتنازع عليها، فقد تكون هناك نية مطالبة لاسترجاع هذه الأراضي لأصحابها والتي تعود لقصبة برطلة".ويلفت إلى ان "الموضوع يدور حوله جدل سياسي ، والأرض التي تم تخصيصها لإقامة المجمع عليها، لا زالت ملك وزارة المالية التي لم تسلمها بعد للجهة التنفيذية".يذكر أن منطقة سهل نينوى الواقعة شمال شرق الموصل، تتألف من ثلاثة أقضية هي الحمدانية، والشيخان، وتلكيف، ويشكل الكرد والشبك والمسيحيين غالبية سكانها.وتقع بلدة برطلة على مسافة 30 كم شرق الموصل، ويقطنها أغلبية مسيحية، فيما تعد القرى التابعة لمركز الناحية ذات أغلبية شبكية.ويقول عضو مجلس محافظة نينوى عن المكون الشبكي، قصي عباس لـ (آكانيوز) ان "الشبك ومنذ القدم موجودون في مناطق سهل نينوى وفي الساحل الأيسر من مدينة الموصل وينتشرون في هذه المناطق، ومتعايشين سلميا مع كل الطوائف وخاصة مع المسيحيين"، منوها إلى أنه "من ابسط حقوقهم ان يستفيدوا من حق السكن الملائم للعيش في هذه المنطقة".

ويشير إلى أن "المشروع السكني للشبك سيقام في منطقة واقعة بين قريتين شبكيتين، وهي أراضي صخرية مملوكة للدولة وتقع في مناطق الشبك، وليست في مناطق أخرى".ويرى عباس ان "تحفظ البعض بشأن مسألة التغييرات الديموغرافية نحن نؤيدها"، مستدركا بالقول "لكن نحن من أبناء المنطقة ولسنا من محافظة أخرى أو من قضاء أو ناحية أخرى، ونسبة الشبك في ناحية برطلة أكثر من 70%".ودعا جميع الأحزاب إلى "التركيز على مصلحة المواطن أولا، لأنه ينبغي في هكذا أزمات ان تتدخل هذه الأحزاب كعناصر حيادية، وان لا يميلوا لجهة على حساب جهة أخرى، ونحن نتمنى من الأحزاب جميعا ان تكون حيادية في فض النزاعات".ويعتقد باحثون أن الشبك إحدى الطوائف الكردية، فيما يراهم البعض خليطا من عشائر كردية في الغالب، مع أقلية من عشائر فارسية وتركية، ويقدر عددهم بنحو 300 الف نسمة وفق احصائيات غير رسمية. ويقطن الشبك في قرى وبلدات تقع شمال وشرق مدينة الموصل (405 كلم شمال بغداد)، وتعرضت بعضها لهجمات دامية أوقعت مئات القتلى والجرحى خلال العامين الماضيين بصورة خاصة.

http://www.ishtartv.com/viewarticle,35323.html
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير