تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مثقفينا وابراجهم العاجية

بدء بواسطة متي اسو, مايو 02, 2016, 06:36:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


مثقفينا وابراجهم العاجية
أسلمة المجتمع كفيلة بوصول الاسلام السياسي الى سدة الحكم
وتوعية الشباب كفيل بإسقاط الاسلام السياسي
قام غاندي بالعصيان المدني اللاعنفي  ضد الاحتلال البريطاني بعد عودته إلى الهند في عام 1915 .  وبعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921 قام بتنظيم احتجاجات الفلاحين والعمال في المناطق الحضرية ضد ضرائب الأراضي المفرطة والتمييز في المعاملة ، وقاد مسيرة ملح داندي الشهيرة عام 1930.  قاد مظاهرات سلمية لاحقاً ضد الاحتلال البريطاني ثم  دعا الى مقاطعة البضائع الاجنبية .... وقام باستعمال المغزل اليدوي بنفسه ......
رابندراناث طاغور كان أحد الذين أبدوا اعتراضات على منهج صديقه غاندي ، وفق ما ينقل إلينا ويل ديورانت في كتابه دفاع عن الهند الذي ترجمه كامل يوسف حسين .
لكن طاغور، بوصفه شاعراً  في غاية  التهذيب، لم يقس على صديقه ، رغم أنه اعتقد أن غاندي محكوم بضيق أفق قومي لا يقوى على مواجهة استحقاقات العصر، لا بل إنه ذهب إلى ما هو أكثر من ذلك حين رأى في دعوات غاندي مسحة من رجعية القرون الوسطى ، وهنا كتب متهكماً : " اغزلوا وانسجوا ! ، هل هذه بشارة عهد إبداعي جديد ؟ ، إن محاولة الخروج من التيار التصنيعي الشامل للعالم والاعتقاد أن شعباً يمكن أن يصبح عظيماً بالتراجع إلى أوضاع بدائية لا علاقة لها بالحياة الحديثة ،  يعد رؤية ضيقة الأفق . والهند لا بد لها من التحرك مع العصر، لا بد من التفكير لا بلغة شعبها المقهور وحده ، وإنما بلغة كل أمة مقهورة ، ومحاولة إبعاد الهند عن الغرب هي انتحار روحي " .
وقد وصف أندروز لرولاند أحد الحوارات بين طاغور وغاندي والتي كان حاضراً فيها حول موضوعات اختلفا بشأنها :
  موضوع المناقشة الأول كان الأصنام. لقد دافع غاندي عنها لأنه اعتقد أن العامة لن تستطيع النهوض بنفسها فوراً والإيمان بالأفكار المجردة ، لكن طاغور لم يتحمل أن يرى الناس وهم يتم التعامل معهم كأطفال إلى ما لا نهاية .
إنتقد طاغور صديقه غاندي بشأن المضاهرات السلمية ضد الاحتلال البريطاني ، قال لغاندي : " لايمكن اعتبار هذه المضاهرات سلمية ، لأنك تقود جماهير " امية " وهي بمثابة قنابل موقوتة سوف يستغلها السياسيون لاحقا وسوف تغرق الهند بالدماء ، لنترك المضاهرات حاليا ونبدأ بفتح مدارس وتوعية الناس ، وبعد عشر سنوات سيكون لنا جيل واعي يجعل المحتل يغادر دون مضاهرات ..... صدق طاغور ، لأن تلك الجماهير " الوطنية " نفسها ، تم استغلالها لاحقا  وغرقت الهند بالدماء .
وفي إطار تجاربه التعليمية المناهضة للاستعمار، قام رابندراناث طاغور بتأسيس مدرستين متميزتين هما «باثا بهافانا» و«سيكشا ساترا» هذا بالاضافة إلى الجامعة الدولية «فيسفا- بهاراتي» في سانتينيكيتان. .
ان ظروف مثقفينا اليوم هي أفضل بكثير من أيام طاغور
وسائل الاتصال سريعة وسهلة ومجانية ، ليس المطلوب حاليا تنظيم الناس حزبيا ، بل توعيتهم لرفض الاسلام السياسي .
الاسلام السياسي نفسه قدّم خدمة مجانية لهم بعد ان كشف عن زيفه ... قتل واغتصاب وتهجير وفساد مالي واخلاقي وفشل في ادارة الدولة او تحقيق الامن والاستقرار .
صحيح ان الجماهير ، للأسف غير واعية ، لكنها ليست امية  ، فهي تقرأ وتستعمل  الانترنيت .
أغلب مثقفينا يعيشون في ابراجهم العاجية ، مرّات قليلة يمنّون علينا بمقالات لا تخلو من لغة التعالي . ولا يقدمّوا لنا شيئا  سوى انتقادات هزيلة لا تغني من جوع .
معظم مثقفينا المسيحيين مشغولين بما هو "  أسمى " من ذلك كلّه  ، فلا الارهاب المسلّط على رقاب المسيحيين يثنيهم عن رسالتهم السامية هذه ، ولا التهجير ، ولا الاجتثاث الذي يقوده أرباب " الاستحواذ المقدس " ضدّهم ، ولا الفرقة التي يزرعوها بين شعب مهدّد وأعزل . رسالتهم السامية تقول " دعنا نعمل في مخاض إحياء الامبراطوريات ، ولو في المنام والاحلام " ..... نعم ستحقق احلامهم بعد قتلهم وتهجيرهم  !!! .