تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

اللاجئون والمهاجرون العراقيون

بدء بواسطة salemsallow, يناير 16, 2011, 09:05:54 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

salemsallow

سالم بهنام سلو
اللاجئون والمهاجرون العراقيون
كان العالم منذ آلاف السنين ولا يزال مسرحا للحروب الخارجية والصراعات الداخلية اضافة الى الكوارث الطبيعية المستمرة والمدمرة احيانا. وبسبب هذه الحروب والاضطهادات والممارسات العنصرية، ظهرت انتهاكات حقوق الانسان ومشكلات التشرد والهجرة واللجوء من مناطق الصراع والظلم الى مناطق اكثر امنا واستقرارا. في العالم اليوم اكثر من 30 مليون لاجئ، يحتاج الى الأمن والاستقرار والرعاية اضافة الى الخدمات الانسانية الاخرى. ان الامم المتحدة تبذل جهودا كبيرة من اجل وضع الحلول لهذه المشاكل من خلال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والاجهزة الاخرى التابعة للامم المتحدة. هنالك مشكلات كثيرة تواجه اللاجئين في بلدان اللجوء كمشاكل الاندماج في المجتمعات الجديدة بسبب اختلاف العادات والتقاليد والقيم الدينية وغيرها، اضافة الى مشاكل اختلاف اللغة وصعوبات تعلم لغة جديدة والبطالة ومعاناة الغربة ومعاداة الاجانب التي يتعرضون لها من قبل سكان بلد اللجوء.
ازدادت هجرة العراقيين منذ منتصف القرن الماضي، بدت وكأنها محاولة لتفريغ المنطقة من مكوناتها الحضارية وتنوعها الثقافي، واستنزاف طاقاتها العلمية والثقافية والفكرية، وكانت أسباب الهجرة كثيرة، سياسية، اقتصادية، ثقافية، دينية وغيرها. كان عدد المسيحيين المهاجرين كبيرا، وكان يجب التصدي لهذه الهجرة، لأن المسيحي الشرقي عنصر فعال في نشوء الدولة العصرية لما له من طاقات فكرية وعلمية وثقافية وسلوك ملتزم.
يبدو ظاهريا بأن عدد المسيحيين المهاجرين هو أعلى من عدد المسلمين المهاجرين، وربما كان سبب ذلك هو لأن المسيحيين أقلية ذات تأثير قوي في المجتمع، وان فقدانهم يظهر واضحا جليا، حيث ان عدد المسلمين المهاجرين من كل المجتمعات هو أكبر بكثير من عدد المسيحيين المهاجرين إذا علمنا أن في الولايات المتحدة نحو تسعة ملايين مهاجر مسلم، بينما عدد المسيحيين المهاجرين اليها هو مليونين فقط.
ان انتهاكات حقوق الانسان تمنع اللاجئين من العودة الى اوطانهم طالما ان السبب الذي دفعهم الى الهجرة مازال قائما. وفي كثير من الحالات يتم اعتقال طالبي اللجوء من قبل سلطات الدول التي يمرون خلالها او التي يطلبون اللجوء اليها او يعادون بالقوة الى اوطانهم رغم أحتمال تعرضهم الى المخاطر، وهذا انتهاك خطير لحقوق الانسان. في سنة 2009 قامت بعثة تابعة للجنة الإنقاذ الدولية بتفقد أوضاع اللاجئين العراقيين في الأردن وسوريا كشفت عن الأحوال المحبطة التي يعيش فيها اللاجئين دون الاهتمام بأوضاعهم أو منحهم حق العمل، اضافة الى استغلالهم سياسيا وانتهاك حقوقهم. هناك شهادات كثيرة تبين بأن سكان الدول المجاورة للعراق قد عاملوا اللاجئين والمهاجرين العراقيين معاملة سيئة، كما لم يسمح لهم بالعمل، وقد حصلت اعتداءات كثيرة عليهم لأسباب مختلفة.
أسفرت الحرب الأمريكية على العراق عام 2003  عن تشريد ملايين العراقيين ولجوئهم الى الدول المجاورة هربا من المواجهات العسكرية الحاصلة بين جميع الأطراف، وتصاعد العنف الطائفي والتفجيرات الانتحارية والارهاب والأوضاع الأمنية المتردية والانقسامات وعدم وجود خدمات الماء والكهرباء والهاتف، اضافة الى غضب الطبيعة الأصفر وتلوث البيئة. لقد اتجه الآلاف من اللاجئين العراقيين الى الولايات المتحدة من خلال برنامج إعادة التوطين الأمريكي. أسست الولايات المتحدة في سنة 1980 برنامج دخول اللاجئينUnited   States Refugee Admissions Program  كأحد آليات تنفيذ قانون اللاجئين لتنظيم دخول اللاجئين الأجانب الى الولايات المتحدة، بحيث يحدد الرئيس الأمريكي بالتشاور مع الكونجرس عدد اللاجئين الذين يسمح لهم بدخول الولايات المتحدة في كل سنة، ليكون البرنامج أحد آليات السياسة الخارجية الأمريكية لحماية اللاجئين ومراعاة الأبعاد الإنسانية على المستوى الدولي.
تمثل إعادة التوطين بالنسبة للاجئ منحه فرصة ثانية للحياة بحرية والتمتع بالأمن والاستقرار الذي لا يجده في أرضه،  ويتمتع بالحقوق القانونية في الحياة والعمل في الولايات المتحدة ويمكنه التقديم للحصول على الجنسية الأمريكية بعد مرور خمس سنوات من الإقامة الدائمة فيها حيث أصبحت الولايات المتحدة رائدة على المستوى الدولي في إعادة توطين اللاجئين. تتضمن عملية إعادة توطين اللاجئين قيام برنامج اللاجئين الأمريكي بتقديم المساعدة للاجئين العراقيين في الحصول على سكن مؤقت لفترة محددة وتعليمهم اللغة الإنجليزية وتسجيل أطفالهم في المدارس، مع توفير فرص العمل لهم، ولكن بسبب الأزمة المالية للاقتصاد الأمريكي أصبحت فرص العمل قليلة جدا وان عليهم أن يتحملوا معاناة البحث عن العمل.

حق العودة مستمد من القانون الدولي / الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر سنة 1948، والذي وافقت عليه معظم دول العالم ويعد وثيقه دولية ملزمه للدول التي وقعت عليه،إذ تنص الفقرة الثانية من المادة 13 على الآتي: لكل فرد حق مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده وفي العودة إلى بلده؟ وحق العودة أيضاً تابع الى حرمة الملكية الخاصة التي لا تزول بالاحتلال أو بتغيير السيادة على البلاد. كما جاء في المادة 14 منه بأن لكل فرد الحق في ان يلجأ الى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء اليها هربا من الاضطهاد، ولا ينتفع بهذا الحق من قدم للمحاكمة في جرائم غير سياسية. تنص المادة 33 منه على: " يحظر على الدولة المتعاقدة طرد او رد اللاجئ بأية صورة الى الحدود او الاقاليم التي فيها حياته او حريته مهددة بسبب عرقه او دينه او جنسيته او انتمائه الى فئة اجتماعية معينة او بسبب آرائه السياسية ". في المادة الثالثة، فقره 1: لا يجوز لاية دولة طرف ان تطرد اي شخص او ان تعيده او ان تسلمه الى دولة اخرى اذا توفرت لديها اسباب حقيقية تدعو الى الاعتقاد بانه سيكون في خطر التعرض للتعذيب.
احصاء السكان الأمريكي لسنة 2000 بين بأن تسعين ألف مهاجر مولود في العراق يسكن أمريكا في وقت التعداد، وكان العدد الأكبر منهم (حوالي 32 ألف) في ولاية مشيكن ثم تليها كاليفورنيا ثم الينويز. ان عدد المهاجرين العراقيين الى أمريكا أصبح ثلاثة أضعاف مابين سنة 1980 و2007.  في سنة 2007 كان عدد العراقيين المولودين خارج الولايات المتحدة والموجودين فيها 102 ألف. وكانت نسبتهم في سنة 2000 هي 0.3 من العدد الكلي للمهاجرين الى أمريكا وبقيت هذه النسبة كما هي حتى سنة 2007. في 2007 كان أكثر من نصف عدد المهاجرين العراقيين يسكنون مشيكان وكاليفورنيا، وان ثلثي المهاجرين هم من البالغين وفي سن العمل. في سنة 2007 فان حوالي 54 % كانوا من الذكور وأكثر من 46% من الاناث، وان 38% من العدد الكلي كانوا من اللاجئين، حيث ارتفع عدد اللاجئين في سنة 2008 بشكل دراماتيكي ليصل الى حوالي 14 ألفا. وحسب التعديل التابع للاحصاء السكاني فان العراقيين والعرب الأمريكان اعتبروا من الجنس الأبيض. ومنذ الغزو الأمريكي للعراق، فان الولايات المتحدة وعدت بأن تستقبل من نصف مليون الى 700 ألف لاجىء عراقي.
كان اللاجىء العراقي يتوقع الكثير عند وصوله أمريكا، وهذا سببه الرسالة الخاطئة واللامسؤولة التي تلقاها من أهله وأقاربه في المهجر، انهم (يكشخون براسه) كما يقول العراقي، كما لا ننسى آلاف المواقع الالكترونية التي تدعو الناس كل سنة الى المشاركة في سحبة اليانصيب للفوز بفيزا الدخول الى أمريكا (والعمل فيها)، وتزين لهم الحالة بشكل مبالغ فيه كثيرا. علما بأن هذه السحبة ليست مجانية! وبسبب الأعداد الهائلة من اللاجئين والمهاجرين، والذين يأتون الى أماكن مزدحمة أصلا لأن لهم فيها أهل وأقرباء، تزداد الأحوال سوءً. الشرقي، وبسبب ثقافته وتربيته الشرقية، لا يستطيع العيش في مكان معزول عن ذوي القربى، انه بحاجة الى الدعم المعنوي والمادي واللغوي كي تهون عليه الغربة. ان أكبر صعوبة تحول دون حصوله على العمل هي اللغة، وحتى للخريجين، مما يجعلهم يبحثون عن العمل عند من له لسانهم، وعندما يعرف بأن بحثه لا جدوى منه، يبدأ في التذمر واستعراض الماضي وكيف كان ناجحا وصاحب عمل في بلده. وبسبب البطالة والضجر، فانه يزور (الثرفت ستور) يوميا، انها حالة تعيسة حقا، وفي طريقه يرصد ما يجاور حاويات القمامة من أجهزة مستعملة وأثاث.
دعم الدولة للاجئين يقتصر على ثمانية أشهر تنتهي كالحلم، وقد عاد الكثير من العراقيين الذين لا صبر لهم الى العراق. ولكن الحالة تختلف تماما عند الذين يملكون أموالا كافية لعمل (بزنس)، وعند الذين يحملون شهادات عالية مع المال، فهؤلاء ستكون لهم أمريكا قارورة عسل. قلت لأحد أصدقائي ونحن نتكلم عن هذا الموضوع بأن الذي يملك مليون دولار سيربح مليونا أخرى، والذي يملك دولارا واحدا سوف لن يربح سوى دولار، فضحك صديقي ساخرا وهو يقول: كلا! الذي يملك دولارا واحدا، سيصرفه ..!
سالم بهنام سلو
salemsallow2@gmail.com

بهنام شابا شمني

انه موضوع الساعة ، جميل وموثق بارقام وحفائق وبنود معاهدات سطره قلم كاتب متمرس يعرف كيف يسلسل الاحداث بحيث ياتي الموضوع منسقا .
شكرا للاستاذ سالم بهنام سلو استجابته السريعة لنا واتحافه موقعنا بهذه المقالة القيمة

ماهر سعيد متي

مقال جميل .. ومنمق حقا خاصة اشارتك الى احكام المادة 33 من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي " يحظر على الدولة المتعاقدة طرد او رد اللاجئ بأية صورة الى الحدود او الاقاليم التي فيها حياته او حريته مهددة بسبب عرقه او دينه او جنسيته او انتمائه الى فئة اجتماعية معينة او بسبب آرائه السياسية " شكرا لك .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة