تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

البروبايوتك: الجراثيم السعيدة

بدء بواسطة salemsallow, مايو 11, 2017, 05:29:35 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

salemsallow


سالم بهنام سلو
بروبايوتيك: الجراثيم السعيدة
تعيش في جسم الإنسان منذ ولادته، أنواع كثيرة من الميكروبات المفيدة، ومنها أنواعا كثيرة من بكتيريا الأمعاء. لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياة صحية بدون هذه البكتيريا، والتي تساهم في الحفاظ على التوازن البيولوجي والكيميائي للجسم. تنتشر البكتيريا المفيدة في الغشاء المخاطي المبطن للفم والحلق والأمعاء الغليظة، وفي مسامات الجلد وبصيلات الشعر. لقد أهملنا أمعاءنا واعتقدنا أنها عبارة عن أنبوب لعبور الفضلات، ولكن العلماء أطلقوا على الأمعاء "الدماغ الثاني".
يوجد في أمعائنا حوالي 100 تريليون بكتيريا، تتألف من أكثر من 500 نوع مختلف، وتشكل أكثر من كيلو غرام من وزن الجسم. قبل الولادة، تكون أمعاء الطفل معقمة ولا تحوي أي نوع من البكتيريا.
وحالما يولد الطفل، تبدأ البكتيريا المفيدة بالتشكل في أمعائه، بدءً من البكتيريا المأخوذة من قناة الولادة للأم.
بكتيريا الأمعاء المفيدة تنتج مضادات الأكسدة، ومجموعة من الأحماض العضوية والمواد القلوية التي تحافظ على وظيفة الأمعاء. انها تحافظ على صحة الإنسان بتخليصه من تراكم السموم الكيميائية ومنع إمتصاصها من الأمعاء، كما تنظم عملية إخراج الفضلات بشكل يومي منتظم من الجسم، وبدون نشاط ميكروبات الأمعاء تصبح بقايا الطعام في الأمعاء صلبة جدا، وهذا يؤدي الى تلف الأمعاء وموت الإنسان.
تمثل البكتيريا اللاهوائية، الغالبية العظمى من بكتيريا الأمعاء الطبيعية والمفيدة، إن لها أهمية في تحفيز مناعة الجسم وحمايه الغشاء المخاطي للأمعاء من بعض المواد والالتهابات. كما توجد في أمعاء الإنسان عدة أنواع من بكتيريا القولون E. Coli   وهذه تشارك مع باقي أنواع بكتيريا الأمعاء المفيدة بتوفير مصادر طاقة للجسم، وتعمل على تكوين بعض الفيتامينات الضرورية للجسم مثل فيتامين K وجزء من فيتامين ب 6 وب12  كما تقوم عدة أنواع من بكتيريا القولون بأنتاج مادة بكتيروسين التي تشابه المضادات الحيوية، تمنع تكاثر بعض أنواع البكتيريا الضارة التي تصل الى الأمعاء مع الطعام والشراب.
الطعام والشراب والأدوية، تساهم في تراكم بعض العناصر والمركبات الكيميائية في الأمعاء والجسم. هذه تؤثر في تغيير نوعية وأعداد بكتيريا الأمعاء المفيدة، تظهر نتائجها بشكل أمراض القولون العصبي أو سرطان القولون والحساسية وغيرها. المريض الذي يتناول أدوية المضادات الحيوية أو العلاج الكيميائي والإشعاعي لأمراض السرطان يبدأ بالشكوى من أضطرابات الجهاز الهضمي، وخاصة الإسهال أو الإمساك بعد عدة ايام أو اسابيع. هذه الأعراض سببها الحقيقي أن جزءً هاما من بكتيريا الأمعاء المفيدة للجسم، قد تأثرت وتغيرت أنواعها وأعدادها، ومقابل ذلك تزيد وتتكاثر أنواع البكتيريا الضارة.
البروبيوتيك: أنها منتجات تحتوي على أحياء مجهرية حية ومفيدة، إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية Food & drug administration FDA   تَعدُّها مكمِّلاً غذائياً، وهذا لا يتطلَّب موافقتها لتسويقه. فالمنتَج الذي يجري تسويقُه كدواء، يجب أن يستوفي شروطاً أكثر صرامة. طلبت الوكالة من جميع المعامل والشركات المنتجه للبروبايوتك أستخدام مصطلح التغذية المباشرة بالاحياء المجهرية Direct feed microbes DFM  سمحت منظمة الصحة العالمية WHO بأستخدام العشرات من أنواع البكتريا والخمائر والاعفان في غذاء الانسان وحيوانات الحقل، وادرجت هذه الانواع ضمن قائمة الاضافات الغذائية المسموح بها. يجب أن تكون هذه الميكروبات حية وأن تكون موجودة بأعداد كافية لإحداث الأثر الصحي المطلوب. البروبيوتيك، هي عكس المضادات الحياتيه Antibiotic والتي تعني ضد الحياة.
تتميز هذه الأنواع من البكتيريا، بأنها تنتج عددا من الأحماض العضوية، وخاصة حامض اللبن والخل، وتساهم أحماضها مع الأنزيمات التي يوفرها الجهاز الهضمي، في تحطيم بقايا الطعام من بروتينات وسكريات ودهون والياف معقدة، والتي يأكلها الانسان لا يتم هضم بقايا الطعام كليا بسهولة في أمعاء الإنسان بدون نشاط بكتيريا الأمعاء المفيدة، مما يساعد غشاء الأمعاء على سرعة أمتصاص المواد الأولية من سكريات وأحماض أمينية وعضوية ومعادن ومركبات كيمياوية صغيرة الحجم، بكتريا حمض اللبن (العصيات اللبنية) هي النمط الأكثر استخداماً.
بعض الأنواع الرئيسية للبروبايوتك:
Lactobacillus rhamnosus,
Lactobacillus casei,
Lactobacillus johnsonii.
Lactobacillus acidophilus,
Lactobacillus casei
Bifidobacterium
ويوجد حوالى 56 نوع من الـ Lactobacilli وحوالى 29 نوع من Bifidobacterium
بكتيريا بيفيدو بيفيديوم، وتوجد هذه في شكل كثيف في الأمعاء الدقيقة، وينخفض عددها تدريجاً كلما تقدمنا في العمر. تساعد على إزالة السموم من الكبد، ومنع تحول بعض المواد إلى مواد سامة. الحفاظ على التوازن الحامضي القلوي في الأمعاء كي تتم عملية الهضم بشكل جيد، ومنع الفطريات الضارة.
بكتيريا لاكتوباسيلاس أسيدوفيلاس، وتوجد في الأمعاء والرحم والفم، تمنع الفطريات من تكوين مستعمرات خاصة بها. تساعد على إنتاج خميرة اللاكتاز من أجل تحسين هضم سكر الحليب، القضاء على البكتيريا المرضية.
بكتيريا بيفيدو لوناجم، وتعيش في الأمعاء والرحم، تنتج أحماض اللبن والخل التي تمنع البكتيريا الضارة.
تساعد على زيادة الوزن عند الأطفال.
بكتيريا ستربتوكوكس ثيرموفيلاس، وهي بكتيريا توجد في اللبن الرائب والجبن، تعزز قدرة الجسم على هضم الحليب واستقلاب بعض المواد والأدوية.
تقوم ميكروبات الأمعاء بدور هام في عملية تخليص الجسم من العناصر الكيميائية الضارة التي تنتج  أثناء عملية تناول وهضم الطعام في الأمعاء الغليظة أو أثناء تناول الأدوية، وما قد يصل الجسم من مواد كيميائية ملوثة للطعام والشراب. تكاثر هذه الشوارد في الأمعاء يسبب سرطان القولون والحساسية وأمراض متعددة لا يُعرف سببها حتى الآن.
تظهر بعض سلالات العصيات اللبنية تأثيرات مضادة للتطفر anti-mutagenic بسبب ارتباطها بالمواد المسرطنة، التي تتشكل عند طهي اللحم. معظم التجارب البشرية قد وجدت بانها قد تبدي آثاراً مضادة للتسرطن، وقد لوحظ انخفاض نسبة سرطان القولون عند المستهلكين لمنتجات الألبان المخمرة بكثرة، ووجد أن الخلايا الحية لها تأثير أكبر من الميتة.
حتى الآن لا يوجد أتفاق تام حول دور وأهمية بروبيوتيك في علاج الأمراض، أما المختصون بالطب البديل فيعتبرونه أحد المواد العضوية التي تساعد على شفاء أمراض كثيرة تتعلق بصحة الإنسان وخاصة بجهازه الهضمي. أبرز ما يميز اللبن الرائب من الناحية التغذوية والصحية، احتواؤه على كمية أعلى من الأحماض الدهنية بالمقارنة مع الحليب، إذ تشير البحوث إلى قدرة هذه الأحماض الدهنية على تحفيز المناعة ومقاومة السرطان. تكون الوقاية من سرطان القولون بتقوية مناعة الأمعاء الغليظة، وقدرة بكتيريا حمض اللبن على تغيير درجة الحموضة في الأمعاء الغليظة مما يساعد في كبح نمو البكتيريا الضارة الموجودة فيها.
تتوفر بروبيوتيك بشكل كبسولات أو حبوب تحتوي أنواع البكتيريا المفيدة، كما تقوم بعض شركات الألبان في العالم بإضافة بروبيوتيك الى اللبن. قد يكون اللبن المحتوي على كميات محدودة من البكتيريا المفيدة أفضل وأسلم صحيا من الكبسولات التي تحتوي على كميات كبيرة من البكتيريا الحية، والتي قد تسبب عند بعض الأشخاص المصابين بنقص المناعة بعض المشاكل الصحية.
يتوفَّر البروبيوتيك في الولايات المتَّحدة على شكل) كبسولاتُ وأقراص ومساحيق(، وفي منتجات الألبان) اللبن). يشهد استهلاكُ منتجات البروبيوتك نمواً كبيراً في الولايات المتَّحدة، ولكنها أكثر شعبيَّة في أوروبا واليابان.
أفضل طريقة لبقاء مستويات بكتيريا البروبيوتيك في المستويات الطبيعية والمناسبة هي بتناول الأطعمة الغنية بها. مثل منتجات الحليب المخمرة كاللبن الزبادي بأنواعه Yogurt، والشوربة اليابانية التقليدية التي تصنع من عجينة فول الصويا المخمرة، ومخلل اللهانة Sauerkraut والفطر الهندي أو الكفير Kefir وهو من منتجات الحليب المخمرة، شاي   Kombucha  وهو شاي مخمر، والطحالب Microalgae والمخللات (طرشي) Pickles والشوكولاتة الداكنة  dark chocolate.  مثل هذه المنتجات المتخمرة تقلل من مشكلة عدم هضم اللاكتوز (سكر الحليب) في أمعاء الإنسان.
فوائد البروبايوتك
هذه الكائنات الحية تعمل على استعادة توازن البكتيريا المعوية، ورفع درجة مقاومة الجسم للجراثيم الضارة. في حالة تناول تلك الكائنات بقدر كاف، فإنها ستعمل على تعزيز الحالة الصحية للجهاز الهضمي وستساعد في تقصير مدة الإصابة بنزلات البرد. توجد مئات الأنواع المختلفة من كائنات البروبيوتيك، إلا أن القليل منها أثبت فاعلية في التجارب السريرية.
تساعد على هضم محتويات الطعام، وتحسين هضم البروتين، كما تساهم في إنتاج مضادات الأكسدة وعدد من الأحماض العضوية التي تحافظ على الوظيفة الطبيعية للأمعاء. منع أو تقليل إصابة الجهاز الهضمي بالأمراض، ومنع حدوث إضطرابات هضمية وإمساك وأمراض الكبد، وإلتهاب الجلد.
تنتج مادة تشابه في عملها عمل المضادات الحيوية لمحاربة البكتيريا الضارة. كما أن البروبيوتيك يمكن أن تقلل من الإسهال المرتبط باستعمال المضادات الحيوية. عند دخول البروبايوتك الى أمعاء الإنسان فإنها تواجه ميكروبات الفساد المتوطنة فى الأمعاء، لذلك لابد أن يكون لها القدرة على إنتاج مواد كابحة لميكروبات الفساد. ان 70% من سكان العالم يشكون من هذه الإضطرابات المعوية وبدرجات متفاوتة.
تساعد في حرق الدهون وبالتالي في إنقاص الوزن، وفي تحسين إمتصاص المعادن وخاصة الكالسيوم، والتغلب على مرض هشاشة العظام، وتخليق الفيتامينات والأملاح المعدنية. أن استهلاك الحليب المخمر بمختلف السلالات من العصيات اللبنية يمكن أن تعطي انخفاضا قليلا في ضغط الدم.
أن إستخدام البروبايوتك زاد من مستوى بروتينات المناعة المفرزة من خلايا الأمعاء وكانت كمية هذه البروتينات أكثر عندما كانت الخلايا حية. الخلايا الحية للبروبايوتك، تزيد الفعل المناعي عن الميتة حيث وجد أن التغذية على لبن يحتوي على خلايا حية أدى الى زيادة Interferon المنتج من خلايا المناعة T cells نسبة الى الأفراد الذين تناولوا لبنا مبسترا. هنالك دليل يقول بأنها قد تحدث زيادة في نسبة الكريات البيضاء التائية والخلايا القاتلة الطبيعية. كما ان التغذية على ألبان متخمرة تحتوى على Probiotic  أدى إلى خفض نسبة الكوليسترول فى الدم.
للبن الرائب قدرة على زيادة إنتاج البروتينات المناعية IgA في القولون، والتخفيف من حدة الإصابة بنزلات البرد والرشح، ويخفف من حدة الإصابة بالقرحة الهضمية وخاصة تلك التي تسببها بكتيريا Helicobacter pylori، ان لبكتيريا حمض اللبن قدرة على إيقاف نمو تلك البكتيريا الضارة، والتخفيف من الحساسية لبروتين الحليب.
هناك أسباب تؤدي الى نقص مستعمرات البكتيريا المفيدة، منها استعمال المضادات الحيوية، وهذه لا تميز بين البكتيريا المفيدة والضارة، انها تقتل حوالي 90% من بكتيريا البروبيوتيك، في المقابل تنمو البكتيريا الضارة وكذلك الفطريات مما يؤدي إلى تخمر بقايا الطعام. استعمال الأدوية المضادة للسرطان، تؤثر في البكتيريا المفيدة، فيتأثر التوازن البيولوجي الدقيق بين أنواع البكتيريا المختلفة في القناة الهضمية، الأمر الذي يعوق عملية تخلص الجسم من فضلات الهضم، وكذلك عرقلة امتصاص بعض العناصر والفيتامينات. التوتر المزمن، يؤدي إلى خلل في التوزان البكتيري في الأمعاء، فتصبح البكتيريا المفيدة أقل عدداً وانتشاراً في حين يتعزز وجود البكتيريا الضارة، مما يؤدي الى اضطرابات مناعية في الجسم. كما ان الإضافات الكيماوية إلى المواد الغذائية، تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في عدد بكتيريا الأمعاء المفيدة ونوعيتها وتكاثرها. الأغذية المعدلة وراثياً، والاستخدام غير الضروري لأدوية الحموضة يؤدي الى مشاكل في توازن بكتيريا البروبيوتيك.
يبدو أنَّ معظمَ الناس يستخدمون البروبيوتيك دون أن تحدثَ لهم أية آثار جانبية، أو ربما تحدث بعضُ الآثار الجانبية الخفيفة في المعدة أو الأمعاء مثل تولُّد الغازات. ولكن هناك بعضُ التقارير لحالات ظهرت عليها آثار سلبية خطيرة، ولا تزال الأبحاثُ حولَ أمان استخدامها مستمرَّة. قد تكون هناك آثارٌ تراكميَّة غير معروفة على المدى البعيد لاستخدامها، لاسيَّما بين الأطفال، وهناك أدلَّة تشير إلى تجنُّب استخدامِها في المرضى من ذوي الحالات الحرجة. مع ذلك، لا تشير الأدلَّةُ الحالية إلى خطر الاصابة بشكلٍ كبير بآثار جانبية سلبية مرتبطة باستخدامها، بالرغم من أنَّ بيانات السلامة على المدى البعيد محدودة.






سالم بهنام سلو
salemsallow2@gmail.com