الى المسيحيين واليزيديين في العراق لا تتركوا أرضكم

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أغسطس 20, 2014, 12:39:23 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

الى المسيحيين واليزيديين في العراق لا تتركوا أرضكم
تحياتي استاذنا المبجل يشرفني أن اساهم معكم في نشر مقالاتي على موقعكم وقد كنت سابقا اشارككم الرأي على أعمدة صحيفة القدس العربي تحياتي من تونس
اسيا العتروس اعلامية تونسية- رأي اليوم

اكبر وأفظع الأخطاء التي يمكن ان تقع فيها الأقليات المطاردة في سوريا والعراق على يد تنظيم "الدولة الاسلامية" ان ترضخ لضغوطات والتهديدات وتقبل بالتنازل عن حقها في البقاء على ارضها وتختار الرحيل الى المجهول، نقول الأخطر لانه ليس هناك أسوأ من فراغ بشري وثقافي واجتماعي سيكون تنظيم "الدولة الاسلامية" الإرهابي مستعدا لاستغلاله ومظله لكل الطرق بدعوى الانتصار للإسلام وتعزيزه بالمسلمين . وذا كان من نصيحة اووصية لمسيحي العراق وسوريا بل وكل مسيحي الشرق الأوسط ومعهم مختلف الأقليات المهددة من يزيديين وغيرهم لا تتركوا أرضكم وبيوتكم ولا تغادروا أوطانكم مهما كلن الثمن فذلك هوما يسعى اليه أعداؤكم وكل خطوة في هذا الاتجاه لا يمكن الا ان تخدم مخططهم في السيطرة على كل العراق وسوريا ولبنان وما بقي حتى الان من ارض لم يستبحها التنظيم ...
في الوقت الذي يسجل فيه تنظيم الدولة الاسلامية تقدمه في مدن عراقية واخرى سورية تواصل الآلاف المؤلفة من الأقليات سواء المسيحيين اواليزيديين اوغيرهم من الأقليات التي لم نكن نعرف لها وجودا لولا الأحداث الدموية الحاصلة في المنطقة نزوحها في كل الاتجاهات بحثا عن مكان امن بعيدا عن سطوة التنظيم الذي يحمل زورا وبهتانا صفة الدولة الاسلامية .ولءن كان من الطبيعي ان يبادر من يشعر بالخطر الى التراجع والهروب من موقع الخطر فان الخطأ كل الخطأ ان يستمر النزوح من القرى والمدن التي تشهد هجمة "الدولة الاسلامية"ية  شرسة على أهلها وأصحابها الأصليين والخطأ كل الخطأ ان يحصل الفراغ وان يجد التنظيم المكان خاليا ويدرك بالتالي عدم استعداد اوجهوزية أهل المنطقة على البقاء والاستمرار في مناطقهم . ان ما يحدث اليوم من مطاردة يواصل عناصر "الدولة الاسلامية" المسلحين بأحدث واعقد انواع السلاح  معها استهداف مختلف الطوائف المرفوضة بالنسبة اليه ودفعها تلك الأقليات اما لإعلان إسلامها اوالمغادرةانما يجعلها  بين خيارين أحلاهما مربين التخلي عن عقيدتها التي ولدت ونشأت عليها واعتقدت ان الاسلام يضمنها لها باعتبار انه لا إكراه في الدين وبين الهجرة الى المجهول بكل ما يعنيه ذلك من تنازل عن إرثها الثقافي والاجتماعي والفني وعن هويتها ووطنها وانتمائها ،ليس سراً ان أصل مأساة الشعب الفلسطيني ان الكثيرين دفعوا الى الهجرة قسرا تحت تهديدات عصابات الشترن والهاغانا الصهيونية ليتم الترويج لاحقا بان فلسطين كانت ارض بلا شعب   وتحولت لفائدة شعب بلا ارض كانت الحكاية كذبة ولكن سرعان ما صدقها البعض وتداولها العالم الغربي بعد ان احتلوا فلسطين وطردوا من طردوا وهجروا من هجروا وقتلوا من قتلوا واليوم بدات ملامح المأساة تتكرر غير بعيد عن فلسطين واستبدل المحتل اليهودي بجماعات مسلحة أطلقوا عليها الدولة الاسلامية في العراق وسوريا ونسبوها الى بن لادن وهي اليوم تواصل امتدادهامن بلد الى اخر رغم انه لا احد يعلم قطعيا من اين جاء هذا التنظيم ولا اين ظهر وكيف تكون ومن يموله ويدعمه يخطط له أهدافه ...
قبل سنوات وفيما كان الخطر يزحف على العراق قلنا ولا نزال ان العراقيين اكبر من كل المؤامرات وان الشعب العراقي لن يسقط في الطائفية والانقسامات الموبوءة، وبعد ذلك قلنا ان سوريا ليست العراق وان السوريين لن يقعوا في فخ الطائفية التي مزقت لبنان وقلنا ان ليبيا اكبر من كل انواع الصوملة وان السودان لن يقسم مهما كانت الضغوطات وان وان وان واليوم فان "الدولة الاسلامية" يواصل زحفه على المنطقة وفي المقابل يواصل الأهالي الهروب بحثا عن مكان امن لجيوش من النساء والأطفال والرجال خوفا من انتهاكات الدواعش وخوفا من تكرار مشاهد الرؤوس المعلقة التي باتت تخيف الجميع خاصة مع تداول صور أطفال يدبرون على أيدي ذويهم على حمل الرؤوس المقطوعة في سوريا والعراق .انها فعلا المرحلة الاهم في إدارة التوحش كما قدمها الكتاب الذي يعتقد انه لأبوبك ناجي احد المفتونين بزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
كلمة اخيرة لليزيديين والمسيحيين وغيرهم لا تتركوا بيوتكم وأملاككم وأوطانكم ولا تبحثوا عن الحل في ما تسقطه عليكم الطائرات الامريكية من أطعمة وأدوية بقاوكم على أرضكم وتجنب الفراغ اكبر رسالة يمكن ان تصل الدولة الاسلامية اما الهروب واللجوء الى المناطق المجاورة سيشجعهم على الزحف عليكم والقضاء على كل الأقليات المخالفة لهم فلا تمنحوهم هذه الفرصة ولا تخلوا عن أوطانكم التي تحتاجكم اليوم لطرد الإرهابيين ...
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير