ضوء امريكي اخضر بـ24 مليون دولار لتنفيذ خطة أوباما لسنة العراق

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, ديسمبر 18, 2014, 12:10:00 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

ضوء امريكي اخضر بـ24 مليون دولار لتنفيذ خطة أوباما لسنة العراق


شفق نيوز/ خصصت وزارة الدفاع الأمريكية مبلغ 24 مليون دولار لدعم القبائل السنية في العراق بالمعدات والأسلحة من أجل مواجهة داعش.


ووفقا للصيغة النهائية لميزانية العمليات الخارجية الطارئة التي يشار إليها أحيانا بميزانية الحرب فإن هذا المبلغ سيستخدم لتمويل معدات عسكرية من بينها رشاشات خفيفة من نوع ك.47 اس وبي.ار.كي.50 وقذائف صاروخية وقنابل يدوية وقذائف هاون ودروع واقية ومركبات تنقل.

ورغم ضآلة المبلغ إلا أن الخطوة تشير إلى استعداد الولايات المتحدة لتزويد القبائل السنية بكميات من الأسلحة بعد أن أصبحت فكرة وجود الحرس الوطني العراقي مقبولة جدا في واشنطن وسياسة مفضلة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي يؤمن بأن القبائل السنية تلعب دورا كبيرا في استراتيجية تدمير داعش وسياسة العراق أولا.

ووفقا للتعريف الأمريكي فإنه يشار إلى هذه القبائل باسم الحرس الوطني العراقي وهي جزء من حركة الصحوات التي كان لها دور سابق وحاسم في خدمة الجيش الأمريكي وقمع المقاومة أثناء فترة الاحتلال، ومن الواضح أن هنالك نية أمريكية لتنشيط هذه الصحوات التي قفزت إلى واجهة الأحداث بسرعة البرق اثناء الغزو الأمريكي للعراق ولكنها تلاشت تقريبا بعد ان حققت مهمتها في تمكين القوات الأمريكية من بسط السيطرة على العديد من المناطق الساخنة وخاصة في محافظة الأنبار.

ويسمح قانون تفويض الدفاع الوطني للكونغرس بمنح الموافقة سريعا على طلبات وزارة الدفاع الامريكية فيما يتعلق بالشأن العراقي وتجهيز برامج التدريب بما في ذلك تدريب وتجهيز قوات البيشمركة والجيش العراقي والعشائر السنية العراقية، ولكن القانون لم يوضح كيفية فحص القبائل التي ستحصل على الأسلحة باستثناء تلك المعروفة بموالاة الحكومة والقوات المحلية، وعاد الكونغرس ليوافق على تعديلات تلزم الإدارة الأمريكية كحد أدنى باستبعاد الأفراد او الجماعات المرتبطة مع الجماعات الإرهابية او مع حكومة إيران.

وقد ساعد خروج رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي واستعداد رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي للتعاون مع الولايات المتحدة على تشجيع الإدارة الأمريكية للمضي قدما في سياسة العراق أولا، وهنالك تفاؤل بأن يحافظ العبادي على وعوده ورغبته بان يكون أكثر شمولية تجاه الساخطين السنة بما في ذلك السماح بتدريب وتجهيز القبائل السنية في المناطق التي استولت عليها قوات داعش مما يعطي فرصة أفضل للتغلب على مسلحي الجماعة المتشددة، وينبع التفاؤل الأمريكي بالدرجة الأولى من سماح العبادي بحصانة القوات الأمريكية في العراق وهي نقطة خلاف رئيسية كانت مع حكومة المالكي وساهمت في فشل الولايات المتحدة بإبقاء قوة عسكرية في البلاد بعد الانسحاب.

وقد تصاعدت آراء أمريكية في الفترة الأخيرة تحذر من عدم نجاح نموذج الصحوات مرة أخرى وأن الإدارة الأمريكية ترتكب خطأ فادحا بافتراض أنه يمكن بناء الشبكات القبلية بسرعة حيث يعتقد الكثير من المسؤولين الأمريكيين أنه من السهل الحصول على الدعم السني بعد إزاحة المالكي. كما اشارت هذه التحذيرات إلى مقتل أكثر من 1345 من أعضاء الصحوات في العراق منذ عام 2009 من قبل الدولة الإسلامية.

وقال بعض النقاد إن عواقب فشل هذه السياسة ستكون كارثية كما حصل في الصيف الماضي عندما هزمت الدولة الإسلامية قوات الأمن العراقية واستولت على كمية كبيرة من الأسلحة المتطورة ما يعني ان فشل السياسة الحالية قد يؤدي إلى المصير نفسه.

وتشكل الاهتمامات السياسية والطائفية في العراق تعقيدات إضافية لهذه السياسة حيث تقدم خطة الحرس الوطني معضلة أساسية للولايات المتحدة وحكومة بغداد هي التوفيق بين الحفاظ على الأمن على المستوى المحلى ومحاربة داعش مع تجنب التشجيع غير المقصود لتجزئة البلاد على أساس طائفي واضفاء طابع رسمي على حكم الميليشيات ناهيك عن معارضة الميليشيات التابعة لإيران بشكل قاطع لهذه السياسة والتى تعمل فعليا خارج سيطرة الحكومة ولكن لديها وزن ثقيل في اتخاذ القرارات واتخاذ الإجراءات.

ولاحظ محللون أمريكيون من بينهم فريدريك هري، الخبيرة البارزة في شؤون الشرق الاوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وكينيث بولاك من معهد بروكينغز، أن تنظيم الدولة الإسلامية مارس سياسات متناقضة تجاه القبائل السنية غير المتعاطفة فهو احيانا يلجأ للقوة الناعمة غير العدائية وأحيانا يستخدم العنف الشديد لإكراه وتخويف القبائل حيث دمرت الجماعة المتشددة مثلا في أواخر حزيران/ يونيو منزل انور العاصي، وهو زعيم من قبيلة عبيد بالقرب من مدينة كركوك بعد أن رفض مبايعة الخليفة ابو بكر البغدادي إثر إعلان شيخ اخر من القبيلة هو وصفى العاصي تشكيل مجلس قبلي لمحاربة داعش ولكن الجماعة تعاملت مع القبائل بذكاء بشكل عام فهي لم تلاحق زعماء القبائل الذين يعارضونها بشكل حاسم ولم تذهب في حملة لقطع الرؤوس، بل على النقيض من ذلك أرسلت أكثر من مبعوث إلى القيادات القبلية لترسيم العلاقات المتبادلة.

وطلبت بعض القبائل الدعم من بغداد ولكن بعضها الآخر أذعن لوجود داعش لأسباب مختلفة، وفي الأسابيع الأخيرة، طالب زعماء القبائل السنية في سلسلة من الاجتماعات رئيس الوزراء العراقية بمعالجة مشكلة نقص الأسلحة وعدم وجود دعم لهم من بغداد لمواجهة الجماعة المتطرفة رغم تعرض الكثير من زملائهم لاعتقالات وإعدامات، وقد نقلت صحيفة واشنطن بوست عن الشيخ نعيم القعود، وهو زعيم قبلي مع البو نمر أن زعماء القبائل يشعرون بأنه تم إهمالهم والتخلي عنهم وأنهم يطالبون الحكومة العراقية بعمل اي شيء.


http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3338502
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة