الازمة الامريكية الروسية تدخل مرحلة كارثية ------------------------------------

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, ديسمبر 17, 2014, 11:14:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

الازمة الامريكية الروسية تدخل مرحلة كارثية
---------------------------------------------


بعد سلسلة من العقوبات الاقتصادية و السياسية و في ظل انهيار اسعار النفط و ركود الاقتصاد العالمي تتعرض روسيا هذه الايام الى اوضاع اقتصادية خطيرة حيث تنهار قيمة العملة الروسية الروبل بشكل سريع امام الدولار و اليورو لتفقد 60% من قيمتها. هذا الانهيار ادى الى حالة من الفزع و هروب الرساميل الى خارج روسيا مما يترك اثارا مدمرة على الاقتصاد الروسي لا يمكن توقع عواقبها. و يبدي العديد من الوزراء الاوروبيين قلقهم حيال هذه الاوضاع و بداوا يتحسسون اسلحتهم, حيث يعلم الجميع ان ما يجري ليس مجرد انهيار طبيعي بل ان هنالك جهات دولية و بالتحديد طغمة الدولار تقف وراء تاجيج و اسراع هذا الانهيار. القلق ينبع من ردود فعل روسيا المحتملة ازاء تدميرها و اهانتها و مطالبتها بالتسليم الى ارادة عصابة الدولار و سياساتها.. فهل ستستلم روسيا خانعة للارادة الامريكية ام انها ستلجأ الى تعميق الازمة؟ و اذا اختارت المواجهة كيف ستفعل ذلك؟

يبدو ان التاريخ يعيد نفسه من جديد .. فما تعرضت له المانيا قبيل مجئ هتلر الى الحكم تتعرض له روسيا حاليا و طغمة الدولار تدفع روسيا الى الاختيار بين المواجهة او الاستسلام الذليل. لقد جلب انهيار المارك الالماني هتلر الى الحكم و ليس من المعلوم ماذا ستكون نتائج انهيار الروبل.

ما هي جوهر الخلافات بين روسيا و امريكا؟

الخلاف الامريكي الروسي خلاف هو في الحقيقة خلاف بين عصابة الدولار و عصابة الروبل. صراع مصدره الازمة المصرفية و المالية في العالم الراسمالي. فالنظام القائم على المال كان باستمرار نظاما هشا و فاسدا و لم ينعم بالاستقرار سوى فترات قصيرة من الزمن منذ الثورة الصناعية حتى يومنا هذا. ان هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي و استمرار البنك الاحتياطي الامريكي في ضخ الدولارات في الاسواق وضع الدولار امام مخاطر الانهيار الاقتصادي و تسبب في خسائر فادحة لدول العالم باسرها خصوصا الدول التي تمتلك احتياطات كبيرة منها, الصين و روسيا الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل ان الولايات المتحدة بدأت تنهش الدول التي تمتلك الخامات النفطية و غير النفطية في العالم الثالث و تنهبها بشكل سافر لاجل دعم الدولار و منع انهياره, الامر الذي لم يروق لمافيا الروبل التي وجدت في نفسها الشجاعة الكافية للوقوف بوجه اعمال النهب هذه بسبب تضرر مصالحها, مما تسبب في اشعال الصراع بين روسيا و الولايات المتحدة.

هذا الصراع هو في الحقيقة صراع العصابات و الشركات و اصحاب الثروات و لا علاقة له بالبشر سوى عندما يطحنون بين نيران مدافعهم و تفجيراتهم و مؤامراتهم في حرب المصالح الدائرة بين هذه المافيات الدولية.

و يبدو ان الامر اصبح الان خطير للغاية .. حيث ان هنالك حرب خفية تجري بين الطرفين و هذه الحرب بدات تتجاوز حدودها لتهدد بالتحول الى حرب سافرة. هذه المافيات الفاسدة لا تتردد في تدمير الارض بمن عليها لاجل اشباع غرورها و نزعاتها الجنونية المريضة و ادامة المنظومة الراسمالية الفاسدة التي لم تعد تعمل.

الراسمالية تتهاوى و الانظمة تنهش بعضها لاجل البقاء اطول مدة ..
-----
و سنحاول في الايام التالية نشر مواضيع حول المنظومة النقدية و المصرفية العالمية لنوضح جوهر الصراعات التي بدأت تستفحل و تعرض البشرية الى مخاطر جمة ...
نرجو ان تتابعونا ..

‫#‏زايتجايست_الازمة_المالية‬


https://www.facebook.com/maher.s.matti/posts/10202305993369802?comment_id=10202307234080819&offset=0&total_comments=2&ref=notif&notif_t=share_comment
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة